صدقة راقية منسية

قالوا : أفضل الصدقة تعليم جاهل ، أو إيقاظ غافل ..

يقول أبو الدرداء رضي الله عنه :

ما تصدق مؤمن بصدقة أحب إلى الله عز وجل :

من موعظة يعظ بها قومه ، فيفترقون وقد نفعهم الله بها .

ومن بخل بكلمة طيبة يسوقها إلى الناس ، فماذا بقي عنده !؟

إن من أهم ثمرات الوعظ النافع :

ترقيق القلوب بما يثيره من ترغيب وترهيب ، الأمر الذي يحمل الناس على معرفة الطريق ، والتزام الجادة ، والبعد عن الانحراف ، والحرص على تحصيل رضا الله سبحانه وتعالى ، فيما بقي من العمر ..

وقد يعرض عند سماع الموعظة للسامع يقظة ، فإذا ترك المجلس عادت القسوة إلى قلبه ، وهذه حالة تعم أكثر الخلق ..!

فيلزم هذا الصنف من الناس :

أن يكرر عرض قلبه على سماع المواعظ ، وشيئا فشيئا سيجد بركة هذه المجالس ، ويحس إحساساً مباشراً بأثرها في واقع حياته .

وقال بعض المربين :

عمل الداعية إلى الله في دائرتين :

الأولى : أن يكسب إنساناً جديداً ، إلى رحاب طاعة الله ، فيخرجه من ظلمات المعصية ، إلى أنوار الهداية .

الدائرة الثانية : أن ينهض بإنسان مهتدٍ لكنه خامل ، فينفض عنه كسله ، ويرتقي به عن الوضع الذي هو فيه ، ويعمل على أن يدفع به إلى الأمام .

وما قيل هنا هو بعينه ما قيل في مقدمة هذا المقال :

قالوا : أفضل الصدقة تعليم جاهل .. أو إيقاظ غافل ..

للأسف أن كثيرين يقصرون قضية الصدقة في بذل المال ، مع أن بذل النصيحة أولى وأهم ، وأحب إلى الله تعالى .

إنك قد تعطي إنسانا مالاً .. وربما بذله في معصية الله ..!

وقد تتلطف مع آخر بكلمة طيبة مؤثرة ، فيخرج بها من ظلمات المعصية ، إلى أفق الطاعة ، وتهب على قلبه نفحات الهداية ، فيصطلح مع ربه عز وجل .

فأي الصدقتين خير وأبقى ، وأعظم أثراً وأرقى ..!

فإن استطعت أن تجمع بين هذه وتلك ، فأنت أنت .. وهنيئا لك ..!

ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم ..

بارك الله فيكما أختاي الغاليتان شجون الإيمان والمعتزة بديننا رفع الله قدركما وأسر الله خاطركما دنيا وآخرة اللهم آمين