حكمة الابتلاء بالأمراض والمصائب /الشيخ عدنان العرعور
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حكمة الابتلاء بالأمراض والمصائب /الشيخ عدنان العرعور
حكمة الابتلاء بالأمراض والمصائب
مضت سنة الله في خلقه في ابتلائهم ، بأصناف الأمراض والمحن ، وأنواع المصائب والفتن ، وذلك لامتحانهم ، وإظهار حقائق نفوسهم ، وصدق إيمانهم ، ومدى رضاهم بما قدر ، وصبرهم على ما قضى .
( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا... )الآية ...
ومن حِكَم الابتلاء إقامة الحجة على الخلق ، ليَظْهَر حسنُ أعمالهم من قبيحها ، وصدق أقوالهم من زيفها ، قال تعالى : ( إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا ) ...
فأما أولوا الألباب ، فيُسلّمون لحِكَمِه ، ويرضون بقدره ، ويصبرون على قضـائه ، فينجحون في الامتحان .
وأما الغافلون فيعترضون على حكمه ، ويسخطون من قدره ، ويتضجرون من قضائه ، فيخسرون في الامتحان .
قال تعالى : (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم).
يريد الله أن يعلم - علم الحجة - ماذا يفعل الإنسان حين الإبتلاء ، هل يلتزم شرعه أم ينبع هواه ؟ هل يقتدي بالأنبياء والصالحين .. أم يجري وراء المفسدين ؟؟ هل يرضى بقضائه وقدره ؟ أم يسخط ويتضجر ؟؟
تنوع الابتلاءات :
كما اقتضت حكمة الله تنوع وسائل الامتحان ، واختلاف طرق الاختبار ، فمرة تكون بالخير ، وأخرى بالشر ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة) ، أي نقدر عليكم الشر أو نقضي لكم بالخير ، امتحانا لأعمالكم ، وكشفا لما تكنه نفوسكم ، وذلك حسب ما يعلمه الله من حكمة ، ومصلحة للعباد .
فتارة تكون الابتلاءات فقرا ، وتارة خوفا ، أو نقصا في الأموال والأنفس ، كالخسارات في الأموال ، ومرض الأبدان ، وفقدان الأحباب ، وتارة تكون كارثة كبيرة ، من حرب قاسية ، أو زلزال مدمر ، أو سيول جارفة ، أو جفاف قاتل ، أو وباء منتشر.
قال تعالى : ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ) .
من حكم الابتلاء وغاياته :
إن للابتلاء حكماً بالغة ، وغايات نبيلة ، سلّم لها الموقنون ، واستنكرها الجاهلون ، ومن تلكم الحكم :
الأولى : معرفة الصابرين على الضراء ، الراضين بالقضاء ، الشاكرين في السراء ، المسلّمين لأمر الله في البلاء .
قال تعالى : ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم ) وقال تعالى : (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ) .
فقمة النجاح في الامتحان ، الرّضا بالمقدور ، والصبر على القضاء ، والتسليم لذلك بالقلب واللسان ، وهذه من أعظم حكم الامتحان ، فلا تكونن من الغافلين !
الثانية : تخويف العباد ، وردعهم عن غيهم ، ليتضرعوا إلى بارئهم ، وتنبيههم من غفلتهم ، ليتوبوا من ذنوبهم ، ويرجعوا إلى ربهم .
فمن إذا البلاء به وقع ، خاف من الله وارتدع ، وعن ذنوبه أقلع ، وإلى الله أناب وتضرع ، فقد نجح في الامتحان ، قال تعالى : ( وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون ) .
وقال تعالى : (وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون).
وقال تعالى : (ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون) .
الثالثة : عقوبة للمجرمين ، وانتقاما للمذنبين :
قال تعالى : ( إن ربك لبالمرصاد ) ، وقال تعالى : ( ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون ) ، وقال سبحانه : ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )
الرابعة : تنبيه للمقصرين ، وتكفير لسيئات الصالحين ، ورفع لدرجات المقربين ( وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه ) ، فابتلاء الله نبيه ذا النون ، هو من باب التنبيه .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده و ماله ، حتى يلقى الله وما عليـه خطيئة )[1].
وقال صلى الله عليه وسلم : (ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا حزن ، حتى الهم يهمه إلا كفر به سيئاته )[2] .
وقال صلى الله عليه وسلم : (عجباً لأمر المؤمن ، إن أمره كله خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له )[3].
الخامسة :حب المؤمنين لرفع درجاتهم ، وتنقية قلوبهم ، وتهذيب أنفسهم .
إن البلاء للمؤمنين الصادقين يقوي إيمانهم ، ويزكي نفوسهم ، كالذهب إذا أدخل النار ، نقى معدنه ، وصَفَى لونه ، وخَلُص من الشّوائب ، ولهذا يبتلي الإنبياء .. والصالحون : قال صلى الله عليه وسلم إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم )) رواه الترمذي ( 2396 ) ، وابن ماجة ( 4031 ) ، وحسنة الألباني في صحيح ابن ماجة ( 4031 ).
وسأل صلى الله عليه وسلم من أشد الناس بلاء قال : (( الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى العبد على حسب دينه فما يبرح بالعبد حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة )) . رواه حبان ( حب 2921 ) ، والترمذي ( 2398 ) ، وقال الألباني في صحيح الترمذي حسن صحيح .
والخلاصة :
إن على المؤمن- وبخاصة في أيام الفتن- أن يسلم لأحكام الله ، ويرضى بقدره ، ويصبر على قضائه ، ويتوب من ذنبه ، ويلجأ إلى ربه ...
فهذا نبي الله أيوب عليه السلام ، لما ابتلي فر إلى الله ودعاه ، وألح عليه فأكرمه وشفاه ، قال تعالى : ( واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب) ، إلى قوله : (ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب) .
وهذا نبي الله ذو النون عليه السلام ، لما عوتب استغفر وأناب ، فنجاه الله من الغم ، وعليه تاب .
هل يعم البلاء إذا نزل :
إذا أراد الله بقوم بلاء فقد ينجي المصلحين ، كما في قوله تعالى : (فأنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس).
وقد يعم البلاء -إذا ماعمّ الفساد- الجميع ، ثم يبعثون على نياتهم ، قال تعالى : ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ).
وقال صلى الله عليه وسلم : ( ويل للعرب من شر قد اقترب ) فقالت زينب رضي الله عنها : أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : ( نعم ، إذا كثر الخبث )[4].
في حديث الجيش الذي يغزو الكعبة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ...يُخسف بأولهم وآخرهم ، ثم يبعثون على نياتهم ) متفق عليه .
فيكون البلاء عذابا لأهل الفسوق والعصيان ، وتكفيرا للمقصرين المذنبين ، ورفعاً لدرجات الصالحين والمصلحين .
العلاج إذا ما نزل البلاء :
إن للبلاء علاجاً شرعيا يضفي على النفس البشرية سكونا روحيا ، وثباتا ً قوياً، وهي أحوج ما تكون إليه حين الفتن ، قال تعالى : ( ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا ) .
والعلاج الشرعي يغذي القلوب ، ويمنحها الطمأنينة ، فإن القلوب تحتاج زمن الفتن إلى وقود أكثر ، ومدد أقوى ، لما يقع فيها زمن الفتن من الاضطراب ، والتردد ، والخوف.
فالعلاج الشرعي يمدها بما تحتاجه ، ويعوض لها ما تستهلكه ، فترى المؤمن المطلع ، والتقي المتبع ، مطمئن البال ، قوي الشكيمة ، هادئ الطبع ، لأنه يستمد قوته من الحي الذي لا يموت ، ويأتيه وقوده ممّن بيده ملكوت السماوات والأرض ، ويهديه من يعلم أسرار الابتلاء ، ويطلع على خفايا الأشياء ، وكوامن النفوس ، قال تعالى : (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) وقال سبحانه : (وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون) .
العلاج الأول : الرضا بالقضاء والقدر
إن للرضا بما قدر الله على الخلق من سراء وضراء ، وضحك وبكاء ، أثراً بالغا في ثبات النفوس في المحن ، وحسن تصرفها في الفتن .
والاعتقاد الجازم بأن الله لا يُقِّدر لعباده إلا الخير ، ولا يكون شيء في هذا الكون إلا بقدرته ، وعلمه وحكمته البالغة .
الثاني : الصبر والاحتساب .
يحتاج الإنسان في الفتن إلى سلاح ، وإن من أمضى أسلحة المؤمن في الابتلاء : الصبر على الضراء ، واحتساب الأجر عند الله عز وجل .
قال تعالى : (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) وقال تعالى : (والصابرين في البأساء والضراء) ، وقال تعالى : (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) .
العلاج الثالث : تقوى الله والتوبة إليه .
الواجب على المسلمين تقوى الله والتوبة كل حين ، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) وقال سبحانه : ( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله جميعا لعلكم تفلحون) .
وتتأكد التوبة والتقوى حين وقوع الفتن ، ونزول المحن ، كي تكون سببا في رضى الله ، ورفع البلاء .
قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ) .
والمقصود بالتقوى اجتناب ما حرم الله ، وأداء ما فرض ، قال صلى الله عليه وسلم : ( اتق المحارم تكن أعبد الناس )[5] .
والمقصود بالتوبة : الندم على ما فرَّط المرء بحق ربه ، ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) .
وإذا أحب الله قوما عافاهم بعد ابتلائهم ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم )[6] ، وذلك تطهيرا لهم ، ولكي يقتربوا من ربهم
والإنسان ضعيف بطبعه ، يخاف مما يصيبه ، لذا كان من أنجع الأدوية اللجوء إلى قوي يقويه ، وإلى مؤمن يطمئنه ، وهل بعد قوة الله من قوة ؟! وهل بعد طمأنينة الله من طمأنينة ؟!..
العلاج الرابع :كثرة العبادة والذكر والتسبيح :
اتفق العلماء على أنه من أنفع ما يُعالج به البلاء ، وتُرفع به الضراء ، هي كَثْرة الطاعة من صلاة وصيام...واللهج بذكر الله باللسان ، مع استحضار القلب لعظمة الله ، والتسبيح المستمر ، والاستغفار المتعاقب .
ولذلك بادر نبي الله ذو النون بالتسبيح والتهليل المتضمن للإنابة ، وطلب الفرج من الله تعالى .
( وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) .
(واذكر ربك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( العبادة في الهرج كهجرة إلي )) . رواه مسلم ( 2948 )
العلاج الخامس : دعاء الله والتضرع إليه :
يجب على المؤمن إذا ما حل به البلاء التضرّعُ إلى الله ، بكثرة الدعاء ، المفرد والجماعي ، بالقنوت في الصلوات الخمس ، وآكدها في الفجر والمغرب والعشاء ، ويمكن الاستمرار عليه في الفجر إلى أن تقلع المحنة ، فقد قنت رسول الله rيدعو في بعض المحن شهرا كاملا ، ويجوز الزيادة على ذلك إذا استمرت المحنة ، أو دعت الحاجة .
فقد روى البخاري ومسلم عن أنس t أن رسول الله r قنت شهرا يدعو على رِعْل وذِكْوان وعُصَيَّة ، وكانت هذه القبائل قد قتلت سبعين قارئا من قرّاء القرآن في مكان يدعي ( بئر معونة ) .
باب : فيما يخص الطاعون :
الطاعون وأمثاله نوع من الابتلاء ، وصورة من صور الانتقام ، وهو رجس وعذاب للكافرين ، وشهادة للمؤمنين .
فعن أسامة t قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الطاعون رجس ، أرسل على طائفة من بني إسرائيل [ أو : على من كان قبلكم ] فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه ) ، قال أبو النضر : ( لا يخرجكم إلا فرار منه)[7] .
وعن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الطاعون ، فأخبرني أنه : ( عذاب يبعثه الله على من يشاء ، وأن الله جعله رحمة بالمؤمنين ، ليس من أحد يقع في الطاعون ، فيمكث في بلده صابرا محتسبا ، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له ، إلا كان له مثل أجر شهيد )[8] .
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : ( فناء أمتي في الطعن والطاعون )[9] ، قلنا : قد عرفنا الطعن فما الطاعون ؟ فقال : ( وخز أعدائكم من الجن ، وفي كل شهادة )[10].
وعن معاذ بن جبل قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ستهاجرون إلى الشام ، فيفتح لكم ، ويكون فيكم داء كالدمل أو كالحرة ، يأخذ بمراق الرجل ، يستشهد الله به أنفسهم ويزكي به أعمالهم )[11]
وقال صلى الله عليه وسلم : ( الفارّْ من الطاعون كالفارَّ من الزحف ، والصابر فيه كالصابر في الزحف )[12] .
وفي هذه الأحاديث :
أحكام المتوفى بالطاعون :
لا تختلف أحكام المتوفى بالطاعون عن غيره ، فيجب على المسلمين أن يغسلوه ، ويكفنوه ، ويصلوا عليه ، ويدفنوه ، ولا يجوز لهم أن يتركوا شيئا من ذلك ، ولا أن يحرقوه ، وإذا مُنع المسلمون من ذلك بقوة السلطان .. صلوا عليه صلاة الغائب ..
كما ينبغي على من يقوم بذلك أخذ الحذر ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وإن قال : ( لا عدوى ولا طيرة )[13]، فقد قال : ( فرَّ من المجذوم فرارك من الأسد )[14] ، فالعدوى واقعة ، ولا تكون إلا بإذن الله ، وعلى المسلم أن يتخذ الأسباب ، ويبتعد عمّن يقرر الأطباء أن مرضه معد ، مع عقيدته بأن العدوى لا تكون إلاّ بإذن الله عز وجل .
والله نسأل لإخواننا المسلمين الذين نزل بهم هذا البلاء في هذا الزمان ، وخاصة في بلاد الصين ، الصبر والاحتساب على البلاء ، وأن يجعل كل من يصاب به من المسلمين شهيدا ، وأن يرفعه عنهم عاجلا غير آجل ، وأن ينزله على أعدائهم ، وبخاصة الذين احتلوا ديارهم ، ونهبوا أموالهم ، وقتلوا رجالهم ، وشردوا أطفالهم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى اللّهم وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
[1] - رواه الترمذي ( 2399 ) عن أبي هريرة ، وقال حسن صحيح
[2] - رواه مسلم ( 2573 )
[3] - رواه مسلم ( 2999 )
[4] - رواه البخاري (3168 ) ومسلم ( 2880 )
[5] - رواه الترمذي ( 2305 ) وحسنه الألباني.
[6] - رواه الترمذي (2391) وابن ماجه (4031) وحسنه الألباني
[7] - رواه البخاري ( 3473 ) ومسلم ( 2218).
[8] - رواه البخاري ( 3287).
[9] - رواه أحمد والطبراني والطيالسي ، وصححه الألباني في الإرواء ( 1637).
[10] - رواه الطبراني في الأوسط والصغير وصححه الألباني في الإرواء ( 1637 ).
[11] - صحيح رواه أحمد (22141).
[12] - رواه أحمد ( 14518،144918،24571 ) وهو في المشكاة (1597) وصححه الألباني في الصحيحة (1292).
[13] - مسلم (2225).
[14] - رواه البخاري (5380).
( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا... )الآية ...
ومن حِكَم الابتلاء إقامة الحجة على الخلق ، ليَظْهَر حسنُ أعمالهم من قبيحها ، وصدق أقوالهم من زيفها ، قال تعالى : ( إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا ) ...
فأما أولوا الألباب ، فيُسلّمون لحِكَمِه ، ويرضون بقدره ، ويصبرون على قضـائه ، فينجحون في الامتحان .
وأما الغافلون فيعترضون على حكمه ، ويسخطون من قدره ، ويتضجرون من قضائه ، فيخسرون في الامتحان .
قال تعالى : (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم).
يريد الله أن يعلم - علم الحجة - ماذا يفعل الإنسان حين الإبتلاء ، هل يلتزم شرعه أم ينبع هواه ؟ هل يقتدي بالأنبياء والصالحين .. أم يجري وراء المفسدين ؟؟ هل يرضى بقضائه وقدره ؟ أم يسخط ويتضجر ؟؟
تنوع الابتلاءات :
كما اقتضت حكمة الله تنوع وسائل الامتحان ، واختلاف طرق الاختبار ، فمرة تكون بالخير ، وأخرى بالشر ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة) ، أي نقدر عليكم الشر أو نقضي لكم بالخير ، امتحانا لأعمالكم ، وكشفا لما تكنه نفوسكم ، وذلك حسب ما يعلمه الله من حكمة ، ومصلحة للعباد .
فتارة تكون الابتلاءات فقرا ، وتارة خوفا ، أو نقصا في الأموال والأنفس ، كالخسارات في الأموال ، ومرض الأبدان ، وفقدان الأحباب ، وتارة تكون كارثة كبيرة ، من حرب قاسية ، أو زلزال مدمر ، أو سيول جارفة ، أو جفاف قاتل ، أو وباء منتشر.
قال تعالى : ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ) .
من حكم الابتلاء وغاياته :
إن للابتلاء حكماً بالغة ، وغايات نبيلة ، سلّم لها الموقنون ، واستنكرها الجاهلون ، ومن تلكم الحكم :
الأولى : معرفة الصابرين على الضراء ، الراضين بالقضاء ، الشاكرين في السراء ، المسلّمين لأمر الله في البلاء .
قال تعالى : ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم ) وقال تعالى : (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ) .
فقمة النجاح في الامتحان ، الرّضا بالمقدور ، والصبر على القضاء ، والتسليم لذلك بالقلب واللسان ، وهذه من أعظم حكم الامتحان ، فلا تكونن من الغافلين !
الثانية : تخويف العباد ، وردعهم عن غيهم ، ليتضرعوا إلى بارئهم ، وتنبيههم من غفلتهم ، ليتوبوا من ذنوبهم ، ويرجعوا إلى ربهم .
فمن إذا البلاء به وقع ، خاف من الله وارتدع ، وعن ذنوبه أقلع ، وإلى الله أناب وتضرع ، فقد نجح في الامتحان ، قال تعالى : ( وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون ) .
وقال تعالى : (وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون).
وقال تعالى : (ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون) .
الثالثة : عقوبة للمجرمين ، وانتقاما للمذنبين :
قال تعالى : ( إن ربك لبالمرصاد ) ، وقال تعالى : ( ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون ) ، وقال سبحانه : ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )
الرابعة : تنبيه للمقصرين ، وتكفير لسيئات الصالحين ، ورفع لدرجات المقربين ( وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه ) ، فابتلاء الله نبيه ذا النون ، هو من باب التنبيه .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده و ماله ، حتى يلقى الله وما عليـه خطيئة )[1].
وقال صلى الله عليه وسلم : (ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا حزن ، حتى الهم يهمه إلا كفر به سيئاته )[2] .
وقال صلى الله عليه وسلم : (عجباً لأمر المؤمن ، إن أمره كله خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له )[3].
الخامسة :حب المؤمنين لرفع درجاتهم ، وتنقية قلوبهم ، وتهذيب أنفسهم .
إن البلاء للمؤمنين الصادقين يقوي إيمانهم ، ويزكي نفوسهم ، كالذهب إذا أدخل النار ، نقى معدنه ، وصَفَى لونه ، وخَلُص من الشّوائب ، ولهذا يبتلي الإنبياء .. والصالحون : قال صلى الله عليه وسلم إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم )) رواه الترمذي ( 2396 ) ، وابن ماجة ( 4031 ) ، وحسنة الألباني في صحيح ابن ماجة ( 4031 ).
وسأل صلى الله عليه وسلم من أشد الناس بلاء قال : (( الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى العبد على حسب دينه فما يبرح بالعبد حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة )) . رواه حبان ( حب 2921 ) ، والترمذي ( 2398 ) ، وقال الألباني في صحيح الترمذي حسن صحيح .
والخلاصة :
إن على المؤمن- وبخاصة في أيام الفتن- أن يسلم لأحكام الله ، ويرضى بقدره ، ويصبر على قضائه ، ويتوب من ذنبه ، ويلجأ إلى ربه ...
فهذا نبي الله أيوب عليه السلام ، لما ابتلي فر إلى الله ودعاه ، وألح عليه فأكرمه وشفاه ، قال تعالى : ( واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب) ، إلى قوله : (ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب) .
وهذا نبي الله ذو النون عليه السلام ، لما عوتب استغفر وأناب ، فنجاه الله من الغم ، وعليه تاب .
هل يعم البلاء إذا نزل :
إذا أراد الله بقوم بلاء فقد ينجي المصلحين ، كما في قوله تعالى : (فأنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس).
وقد يعم البلاء -إذا ماعمّ الفساد- الجميع ، ثم يبعثون على نياتهم ، قال تعالى : ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ).
وقال صلى الله عليه وسلم : ( ويل للعرب من شر قد اقترب ) فقالت زينب رضي الله عنها : أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : ( نعم ، إذا كثر الخبث )[4].
في حديث الجيش الذي يغزو الكعبة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ...يُخسف بأولهم وآخرهم ، ثم يبعثون على نياتهم ) متفق عليه .
فيكون البلاء عذابا لأهل الفسوق والعصيان ، وتكفيرا للمقصرين المذنبين ، ورفعاً لدرجات الصالحين والمصلحين .
العلاج إذا ما نزل البلاء :
إن للبلاء علاجاً شرعيا يضفي على النفس البشرية سكونا روحيا ، وثباتا ً قوياً، وهي أحوج ما تكون إليه حين الفتن ، قال تعالى : ( ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا ) .
والعلاج الشرعي يغذي القلوب ، ويمنحها الطمأنينة ، فإن القلوب تحتاج زمن الفتن إلى وقود أكثر ، ومدد أقوى ، لما يقع فيها زمن الفتن من الاضطراب ، والتردد ، والخوف.
فالعلاج الشرعي يمدها بما تحتاجه ، ويعوض لها ما تستهلكه ، فترى المؤمن المطلع ، والتقي المتبع ، مطمئن البال ، قوي الشكيمة ، هادئ الطبع ، لأنه يستمد قوته من الحي الذي لا يموت ، ويأتيه وقوده ممّن بيده ملكوت السماوات والأرض ، ويهديه من يعلم أسرار الابتلاء ، ويطلع على خفايا الأشياء ، وكوامن النفوس ، قال تعالى : (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) وقال سبحانه : (وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون) .
العلاج الأول : الرضا بالقضاء والقدر
إن للرضا بما قدر الله على الخلق من سراء وضراء ، وضحك وبكاء ، أثراً بالغا في ثبات النفوس في المحن ، وحسن تصرفها في الفتن .
والاعتقاد الجازم بأن الله لا يُقِّدر لعباده إلا الخير ، ولا يكون شيء في هذا الكون إلا بقدرته ، وعلمه وحكمته البالغة .
الثاني : الصبر والاحتساب .
يحتاج الإنسان في الفتن إلى سلاح ، وإن من أمضى أسلحة المؤمن في الابتلاء : الصبر على الضراء ، واحتساب الأجر عند الله عز وجل .
قال تعالى : (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) وقال تعالى : (والصابرين في البأساء والضراء) ، وقال تعالى : (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) .
العلاج الثالث : تقوى الله والتوبة إليه .
الواجب على المسلمين تقوى الله والتوبة كل حين ، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) وقال سبحانه : ( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله جميعا لعلكم تفلحون) .
وتتأكد التوبة والتقوى حين وقوع الفتن ، ونزول المحن ، كي تكون سببا في رضى الله ، ورفع البلاء .
قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ) .
والمقصود بالتقوى اجتناب ما حرم الله ، وأداء ما فرض ، قال صلى الله عليه وسلم : ( اتق المحارم تكن أعبد الناس )[5] .
والمقصود بالتوبة : الندم على ما فرَّط المرء بحق ربه ، ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) .
وإذا أحب الله قوما عافاهم بعد ابتلائهم ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم )[6] ، وذلك تطهيرا لهم ، ولكي يقتربوا من ربهم
والإنسان ضعيف بطبعه ، يخاف مما يصيبه ، لذا كان من أنجع الأدوية اللجوء إلى قوي يقويه ، وإلى مؤمن يطمئنه ، وهل بعد قوة الله من قوة ؟! وهل بعد طمأنينة الله من طمأنينة ؟!..
العلاج الرابع :كثرة العبادة والذكر والتسبيح :
اتفق العلماء على أنه من أنفع ما يُعالج به البلاء ، وتُرفع به الضراء ، هي كَثْرة الطاعة من صلاة وصيام...واللهج بذكر الله باللسان ، مع استحضار القلب لعظمة الله ، والتسبيح المستمر ، والاستغفار المتعاقب .
ولذلك بادر نبي الله ذو النون بالتسبيح والتهليل المتضمن للإنابة ، وطلب الفرج من الله تعالى .
( وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) .
(واذكر ربك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( العبادة في الهرج كهجرة إلي )) . رواه مسلم ( 2948 )
العلاج الخامس : دعاء الله والتضرع إليه :
يجب على المؤمن إذا ما حل به البلاء التضرّعُ إلى الله ، بكثرة الدعاء ، المفرد والجماعي ، بالقنوت في الصلوات الخمس ، وآكدها في الفجر والمغرب والعشاء ، ويمكن الاستمرار عليه في الفجر إلى أن تقلع المحنة ، فقد قنت رسول الله rيدعو في بعض المحن شهرا كاملا ، ويجوز الزيادة على ذلك إذا استمرت المحنة ، أو دعت الحاجة .
فقد روى البخاري ومسلم عن أنس t أن رسول الله r قنت شهرا يدعو على رِعْل وذِكْوان وعُصَيَّة ، وكانت هذه القبائل قد قتلت سبعين قارئا من قرّاء القرآن في مكان يدعي ( بئر معونة ) .
باب : فيما يخص الطاعون :
الطاعون وأمثاله نوع من الابتلاء ، وصورة من صور الانتقام ، وهو رجس وعذاب للكافرين ، وشهادة للمؤمنين .
فعن أسامة t قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الطاعون رجس ، أرسل على طائفة من بني إسرائيل [ أو : على من كان قبلكم ] فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه ) ، قال أبو النضر : ( لا يخرجكم إلا فرار منه)[7] .
وعن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الطاعون ، فأخبرني أنه : ( عذاب يبعثه الله على من يشاء ، وأن الله جعله رحمة بالمؤمنين ، ليس من أحد يقع في الطاعون ، فيمكث في بلده صابرا محتسبا ، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له ، إلا كان له مثل أجر شهيد )[8] .
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : ( فناء أمتي في الطعن والطاعون )[9] ، قلنا : قد عرفنا الطعن فما الطاعون ؟ فقال : ( وخز أعدائكم من الجن ، وفي كل شهادة )[10].
وعن معاذ بن جبل قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ستهاجرون إلى الشام ، فيفتح لكم ، ويكون فيكم داء كالدمل أو كالحرة ، يأخذ بمراق الرجل ، يستشهد الله به أنفسهم ويزكي به أعمالهم )[11]
وقال صلى الله عليه وسلم : ( الفارّْ من الطاعون كالفارَّ من الزحف ، والصابر فيه كالصابر في الزحف )[12] .
وفي هذه الأحاديث :
- - تقرير ما سبق : من أن البلاء يكون عذابا للمجرمين ، ورحمة بالمؤمنين .
- - أنه لا يجوز الخروج من البلد المطعون ، ولا دخوله ، وهذه معجزة من معجزات الإسلام ، وهو ما يسمى الآن بـ ( الحجر الصحّي ) ، الذي علّمه الله رسوله r قبل أن يعرفه الناس بأربعة عشر قرنا تقريبا.
أحكام المتوفى بالطاعون :
لا تختلف أحكام المتوفى بالطاعون عن غيره ، فيجب على المسلمين أن يغسلوه ، ويكفنوه ، ويصلوا عليه ، ويدفنوه ، ولا يجوز لهم أن يتركوا شيئا من ذلك ، ولا أن يحرقوه ، وإذا مُنع المسلمون من ذلك بقوة السلطان .. صلوا عليه صلاة الغائب ..
كما ينبغي على من يقوم بذلك أخذ الحذر ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وإن قال : ( لا عدوى ولا طيرة )[13]، فقد قال : ( فرَّ من المجذوم فرارك من الأسد )[14] ، فالعدوى واقعة ، ولا تكون إلا بإذن الله ، وعلى المسلم أن يتخذ الأسباب ، ويبتعد عمّن يقرر الأطباء أن مرضه معد ، مع عقيدته بأن العدوى لا تكون إلاّ بإذن الله عز وجل .
والله نسأل لإخواننا المسلمين الذين نزل بهم هذا البلاء في هذا الزمان ، وخاصة في بلاد الصين ، الصبر والاحتساب على البلاء ، وأن يجعل كل من يصاب به من المسلمين شهيدا ، وأن يرفعه عنهم عاجلا غير آجل ، وأن ينزله على أعدائهم ، وبخاصة الذين احتلوا ديارهم ، ونهبوا أموالهم ، وقتلوا رجالهم ، وشردوا أطفالهم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى اللّهم وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
[1] - رواه الترمذي ( 2399 ) عن أبي هريرة ، وقال حسن صحيح
[2] - رواه مسلم ( 2573 )
[3] - رواه مسلم ( 2999 )
[4] - رواه البخاري (3168 ) ومسلم ( 2880 )
[5] - رواه الترمذي ( 2305 ) وحسنه الألباني.
[6] - رواه الترمذي (2391) وابن ماجه (4031) وحسنه الألباني
[7] - رواه البخاري ( 3473 ) ومسلم ( 2218).
[8] - رواه البخاري ( 3287).
[9] - رواه أحمد والطبراني والطيالسي ، وصححه الألباني في الإرواء ( 1637).
[10] - رواه الطبراني في الأوسط والصغير وصححه الألباني في الإرواء ( 1637 ).
[11] - صحيح رواه أحمد (22141).
[12] - رواه أحمد ( 14518،144918،24571 ) وهو في المشكاة (1597) وصححه الألباني في الصحيحة (1292).
[13] - مسلم (2225).
[14] - رواه البخاري (5380).
فتى الاسلام- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 549
نقاط : 5566
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/04/2011
مواضيع مماثلة
» التحذير من السباب واللعان وسيئ الأقوال( سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ)
» متى يعرف العبد أن هذا الابتلاء امتحان أو عذاب
» الجمع بين الحياة الطيبة وبين الابتلاء
» حكمة في قصة
» 100 حكمة
» متى يعرف العبد أن هذا الابتلاء امتحان أو عذاب
» الجمع بين الحياة الطيبة وبين الابتلاء
» حكمة في قصة
» 100 حكمة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى