بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله الصادق الأمين... وبعد

يقول الشاعر:
نفسي التي تملك الأشياء ذاهبة فكيف أبكي على شيء إذا ذهب؟!
إن الدنيا بذهبها وفضِّتها ومناصبها ودورٍها وقصورها، لا تستأهل قطرة دمع، فعند الترمذي أن الرسول صلى الله عليه سلم قال: (( الدنيا ملعونة، ملعونٌ ما فيها، إلا ذكر الله،وما والاه، وعالماً ومتعلماً))

إنها ودائعُ فحسب، كما يقول لَبِيد:
ومال المال والأهلونَ إلا ودائعٌ ولا بُد يوماً أن تُرَدَّ الودائعُ

إن المليارات والعقارات والسيارات، لا تؤخِّر لحظةً واحدة من أجل العبد، قال حاتم الطّائي:

لعَمرُك ما يُغني الثَّراءُ عن الفتى إذا حشرجت يوماً وضاقَ بها الصَّدرُ

ولذلك قال الحكماء: اجعل للشيء ثمناً معقولاً، فإن الدنيا وما فيها لا تُساوي نفس المؤمن (( وما هذه الحياة الدنيا إلا لهوٌ ولعب)).

ويقول الحسن البصري: لا تجعل لنفسك ثَمَناً غيرَ الجنة، فإن نفس المؤمن غاليةٌ، وبعضهم يبيعها رخص.

إن الذين ينوحون على ذهاب أموالهم وتهدُّم بيوتهم واحتراق سياراتهم، ولا يأسفون، ولا يحزنون على نقص إيمانهم، وعلى أخطائهم وذنوبهم، وتقصيرهم في طاعة ربهم، سوف يعلمون أنهم كانوا تافهين بقدر ما ناحوا على تلك، ولم يأسفوا على هذه لأن المسألةَ مسألةُ قيَمٍ ومُثُلٍ ومواقف ورسالة. (( إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلا)).