الجروح الغائرة
((الْحَمْدُ لله الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ))، ((الْحَمْدُ لله فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)).
وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، هدى الله به الإنسانية، وأنار به دروب البشرية، وقضى به على الصنمية والوثنية، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

ولما جلسنا مجلساً طله الندى جميلاً وبستاناً من الروض ناديا


أثار لنا طيب المكان وحسن منىً فتمنينا فكُنت الأمانيا
أيها المسلمون: ما تهدمت الشعوب، ولا فسدت القلوب، ولا خربت الأسر، ولا تشتتت الآراء، ولا تمزّقت الأفكار، إلاّ من الذنوب والمعاصي.
وما حُبست الأرزاق، ولا قست القلوب، ولا جف الدمع في العيون إلا من الذنوب والمعاصي.
وما غضب الجبار، وما نصاب به من فزع وخوف إلا من الذنوب والمعاصي، وما أقيمت النار ومشاهد العذاب إلا من الذنوب والمعاصي.
أيها الإخوة الكرام: آثار الذنوب كثيرة، عدها بعض علماء الإسلام ثلاثين أثراً أو عقوبة، ومن أحسن من تكلم في ذلك -فيما أعلم- الإمام الفذ ابن القيم ، رحمه الله ورفع درجته في الجنة، في كتابه الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ، وشيخ الإسلام ابن تيمية ، فقد تعرض لها في المجلد العاشر من فتاويه ، وتكلّم كثير من العلماء فيها بإسهاب وشرح وتفصيل.
وإنما أنا أجملها في ثمانية آثار:
أولاً: الضيق والهم.
وثانياً: حرمان الرزق.
وثالثاً: نسيان العلم.
ورابعاً: البغض في قلوب الخلق.
وخامساً: الوحشة بين العبد وربه.
وسادساً: قسوة القلب أو موته.
وسابعاً: ضياع العمر.
وثامناً: عواقبها في الآخرة، يوم يأتي الإنسان بلا توبة مفلساً من الخير.
أيها الإخوة الكرام! قلّما تكررت في القرآن قضية وأخذت مساحة كبرى شاسعة كما هي مسألة (تقوى الله)، قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)).
و أهل السنة يعرفون التقوى باختلاف الأسباب وباختلاف الاتجاهات والمشارب، فشيخ الإسلام ابن تيمية يقول: التقوى: العمل بالمأمور وترك المحظور. وبعضهم يقول: التقوى: أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية.
ونسب بعض العلماء كلمة إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، قالها في تعريف التقوى، قال: الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل.
وقال ابن رجب : قال بعض العلماء: التقوى: ترك الذنوب كبيرها وصغيرها.
وقال بعضهم: التقوى: أن يكون الله نصب عينيك.
وقال بعضهم: هي علم القلب بقرب الرب، وهي درجة الإحسان في حديث جبريل : (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) (1) ، والتقوى فسرها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم بحياته، وفسرها بسلوكه، وفسرها بعمله، فكان يقول للصحابة: (إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا) (1) .
فهو أتقى الناس صلى الله عليه وسلم، وأتى الصحابة بعده، فكانوا أنموذجاً خالداً لتفسير التقوى في الحياة، فلم تكن تقواهم إرجاء، ولا كلمات جوفاء، ولا أفكاراً غريبة، ولا قضية أمان أو عواطف، إنما كانت حقيقة وواقعاً. روى الإمام مالك في الموطأ موقوفاً على الحسن : [ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل] (1)
من أين تأتي التقوى لهؤلاء؟
من أمور:
أولها: من مراقبة الواحد الديّان على نور من الكتاب والسنة.
ثانيها: قِصَرُ الأمل.
ثالثها: غلبة العقل على الهوى.
يقول الإمام أحمد في كتاب الزهد بسند جيد:
دخل أبو بكر مزرعة رجل من الأنصار فرأى طائراً يطير من شجرة إلى شجرة فبكى وجلس، فقال له الصحابة: [ما لك يا خليفة رسول الله؟
قال: طوبى لهذا الطائر، يشرب الماء، ويأكل من الثمر، ثم يموت لا حساب ولا عذاب، يا ليتني كنت طائراً].
إنها المحاسبة الدقيقة، إنها زيادة الإيمان في القلب.
وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد) إلى آخر تلك الأبواب.
فيقول أبو بكر : يا رسول الله هل يدعى أحد من أبواب الجنة الثمانية؟
لا يسأل إلا أبو بكر ، ولا يتقدم بالمسألة إلا أبو بكر .
فيعلق ابن القيم على هذا السؤال فيقول:
من لي بمثل سيرة الصديق أول المصلين، وأول الصائمين، وأول الذاكرين، وأول المجاهدين.
فيقول صلى الله عليه وسلم: (نعم -يعني: يُدعى بعض الناس من الأبواب الثمانية- وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر) (1) .
ولكن هذا لم يجعله يركن إلى هذه الوعود أبداً.
يقول ابن القيم في روضة المحبين وهو يتحدث عن أبي بكر : لما تولى أبو بكر الخلافة كان يخرج بعد صلاة الفجر كل يوم، فكان عمر يلحظه وينظر... أين يذهب؟
فإذا هو يذهب إلى إحدى الخيام في أحد أحياء المسلمين، فذهب وراءه يوماً من الأيام، وخرج أبو بكر من الخيمة، فدخل عمر وراءه من حيث لا يراه أبو بكر ، فرأى امرأة عجوزاً، عمياء، حسيرة، كسيرة، داخل الخيمة، فسألها: يا أمة الله من أنت؟
فقالت: عجوز، حسيرة، كسيرة، عمياء، قال: من هذا الشيخ الذي يأتيكم؟
قالت: لا أعرفه، قال: ولم يأتي؟
قالت: يصنع لنا طعاماً، ويكنس بيتنا، ويحلب شاة لنا، فأخذ عمر يبكي ويقول: أتعبت الخلفاء، من بعدك يا أبا بكر .
إنها والله، التقوى، ومن أعظم أدوات فهمها والعمل بها قراءة سير أولئك القوم الذين رفع الله منزلتهم.


أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
وقال صلى الله عليه وسلم: (هل أصبح فيكم اليوم أحد صائم؟
قال أبو بكر : أنا، قال: هل شيّع أحد منكم جنازة؟
قال أبو بكر : أنا، قال: هل تصدق أحدكم اليوم بصدقة؟
قال أبو بكر : أنا، قال: هل عاد أحد منكم مريضاً؟
قال أبو بكر : أنا، قال: ما اجتمعت هذه الأمور في أحد في يوم واحد إلا دخل الجنة) (1) .
وتقواه رضي الله عنه وأرضاه، تأتي من هذا التعريف العملي للتقوى، ليس بالكلام الإنشائي النظري الذي أزبدنا به وأرعدنا!.. نشكو إلى الله أحوالنا!.
لكن أقول لنفسي، وللمقصّرين من أمثالي، كما قال أحد التابعين لـسفيان الثوري : يا أبا سعيد ، ذهب القوم -يعني: الصحابة- على خيول جادة ونحن نذهب على حمير.
قال: والله لتصلنّ بالقوم إذا سلكت ما سلكوا، ولو كنا على الحمير، بشرط أن نبقى على الخط، وعلى الاتجاه، وعلى الطريق الذي ساروا عليه.
كان صلى الله عليه وسلم يحدّث الناس، فقام أعرابي فقال: (متى الساعة؟
قال: ماذا أعددت لها؟
قال: ما أعددت لها كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة، ولكني أحب الله ورسوله، قال: أنت مع من أحببت) (1) .
والشافعي يقول:


أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة


وأكره من تجارته المعاصي ولو كنا سواء في البضاعة
(1)
أيها الإخوة الكرام: والله ما ذاق الناس أمَرَّ من المعاصي، ولا تجرعوا أخبث ولا أشد ولا أنكى من السيئات.
ولقد حاول كثيرٌ من الناس أن يتناسى الخطايا، ولكنهم وجدوا ألماً، وقلقاً، ويأساً، وقنوطاً، وبعداً عن الواحد الأحد، لأن من قرب من الله قربة وأتحفه، ومن ابتعد منه أضناه وأشقاه في الدنيا والآخرة.
الأثر الأول للذنوب، هو: الضيق والهم: أعظم أثر للذنب والخطيئة هو: الضيق، والهم، والغم، والأسى، واللوعة، والحزن، قال الله تبارك وتعالى: ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى)).
قال ابن تيمية ، وهو يتحدث عن بعض المتكلمين، في فتاويه : قيل لهذا الرجل المتكلم المنطقي: تب إلى الله وعليك بالعبادة ليعرفك الله.
فقال هذا الرجل المتكلّم: أريد المنهج الصحيح، ولكن قلبي عليه ظلمات، يعني (حُجُبْ).
ويقول ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل وهو يتكلم عن المعتزلي ابن الخطيب أو ابن الخطاب ، يقول: ومع ذلك كان بعيداً عن المنهج الحق، ولو سلك الطريقة المحمدية الصحيحة كان وصل إلى رضوان الله، قال: وهو صاحب تلكم الأبيات التي يقول فيها:


وحقك لو أدخلتني النار قلت للذيـ ـن بها قد كنتُ ممن أحبه


وأفنيت عمري في علوم كثيرة وما بغيتي إلا رضاه وقربه


أما قُلتمُ من كان فينا مجاهداً سيحمد مسعاه ويقرب قربه
هذه أبيات ما أجملها وأبدعها لو خرجت من رجل عرف الطريق إلى الله.
فهذا وأمثاله ما سلكوا طريق التقوى، وبعضهم يصل إلى درجة الانتحار، وتصعب عليه الحياة، قال سبحانه: ((أَفَمَنْ شَرَحَ الله صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ الله)).
وقال سبحانه: ((فَمَنْ يُرِدِ الله أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ)).
اعلموا أيها الإخوة: أن من أعظم عقوبات الذنب والخطيئة: الضيق النفسي، وضنك العيش، ولذلك قال الله عزّ وجل: ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا)).
قال أحد العلماء -رفع الله منزلته في الجنة- وقد تكلّم بكلام بديع في ( أحد كتبه ) فقال: كلمة ضنك ليست سهلة في النطق، يكاد الإنسان يختنق بها؛ لأنها تؤدي إلى معنىً عجيب وهي الحياة التي يعيشها المعرض عن الله.
سكنوا، والله، في ناطحات السحاب، واستقلوا السيارات الفاخرة، وحصلوا على المناصب العالية، ولكن لما أعرضوا عن منهج الله ردهم على أعقابهم، وجعل حياتهم تعاسة وبؤساً، قال الله تعالى: ((وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ)).
تعالَ معي يا طالب العلم، يا داعية الإسلام، إلى حياة شيخ الإسلام ابن تيمية الذي يقول عنه ابن القيم أنه قال: إني لأجد من الحياة والراحة والسعادة ما أقول لو أن أهل الجنة فيما أنا فيه لكانوا في عيش طيب.
أدخلوه السجن، أوصدوا عليه الأبواب، حاولوا قتله، وقتل ما يدعو إليه، حاولوا إطفاء نور دعوته إلى الكتاب والسنة، فقال، وهو يبتسم، وينظر إلى البواب: ماذا يفعل أعدائي بي؟
أنا جنتي وبستاني في صدري، أنى سرت فهي معي، قتلي شهادة، ونفيي سياحة، وسجني خلوة.
ابن تيمية يدخل على ابن قطروبك ، السلطان السلجوقي الذي ما يعرف من أمور دينه شيئاً، فهو مسلم بالنسب.
فيقول ابن قطروبك : يا ابن تيمية ، وددنا أنا زرناك في منزلك فأنت عالم زاهد.
فقال له ابن تيمية : دعنا من كدوراتك يا ابن قطروبك !! كان موسى عليه السلام، يأتي فرعون في اليوم مراراً وتكراراً، ثم قال له ابن قطروبك : يا ابن تيمية ، أصحيح ما قيل عنك؟
قال: وماذا قيل؟
قال: يزعم الناس أنك تريد ملكنا.
قال ابن تيمية : ملكك؟
قال: نعم.
قال: والذي نفسي بيده ما ملكك، وملك آبائك، وأجدادك، يساوي عندي فلساً.


خذوا كل دنياكُم واتركوا فؤادي حراً طليقاً غريبا


فإني أعظَمكم ثروةً!! وإن خِليتموني وحيداً سليبا
عبد الملك بن مروان ، خليفة دندنت له الدنيا، وطنطنت ما يقارب من ثلاثين سنة، لما أتته سكرات الموت نزل من على سريره وقال: ليتني ما توليت الخلافة، يا ليتني كنت غسالاً.
قال سعيد بن المسيب لما وصله هذا الكلام: [الحمد لله الذي جعلهم يفرون إلينا وقت الموت، ولا نفر إليهم]
وقال إبراهيم بن أدهم : [نحن في عيش لو علم به الملوك لجالدونا عليه بالسيوف]
ما هو هذا العيش؟
أعيش على الخبز والجرجير!! أو عيش السيارة (والقصر)، أو عيش الملابس؟
لا، والله، هذا مما يشترك فيه الناس جميعاً، بل حظ الكافر أعظم من حظ المؤمن، فإنا نجد كثيراً من المؤمنين يسكن خيمة، وينام على الرصيف، ولا يجد كسرة خبز، بينما الكافر يتقلب في النعيم كالدابة.
((وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ)).
حدّثنا داعية من الدعاة، ونحسبه صادقاً، أن طالباً من طلابنا المسلمين ذهب إلى لندن في بريطانيا يدرس هناك، وكان يحمل مبادئ الإسلام؛ لأنه تربى على لا إله إلا الله، ففي قلبه شجرة الإيمان تهز أغصانها كل حين، كلما أراد أن ينظر إلى معصية، يقول له الإيمان: لا!! كلما أراد أن يعزف، ويغني، ويسمع الموسيقى، قال له الإيمان: لا!! كلما مد يده إلى الكأس، قال الإيمان: لا.. ما تربى على جمع الطوابع، والمراسلة، وقراءة القصص الخليعة، وسماع الأغاني.
ذهب هناك مؤمناً يحمل هوية الإيمان، فوصل فسكن مع أسرة بريطانية، فأدخلوه في البيت مضطراً ((إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ)) فلما دخل كان يصلي الفجر في الجو القارس جو الثلج، فيقوم إلى الصنبور فيتوضأ، فتقول له عجوز بريطانية نصرانية أعمى الله قلبها: لماذا لا تؤخر الصلاة عن هذا الوقت؟
قال: ديني يأمرني أن أصلي في هذا الوقت.
قالت: لو أخرت لأن البرد قارس؟
قال: لو أخرت ما قبل الله مني، فهزت رأسها وقالت: هذه إرادة تكسر الحديد.
نعم، والله، إنها إرادة تكسر الفولاذ، بل تكسر الصخور، انتصار الإيمان في بلد الطغيان.
الأثر الثاني للذنوب، هو: حرمان الرزق، وحرمانه على قسمين:
حرمانه أصلاً ووجوداً، وحرمانه بركة ونوراً.
ولذلك صح عن ابن عباس من كلامه أنه قال: [إن للحسنة نوراً في الوجه، ونوراً في القلب، وسعة في الرزق، ومحبة في الخلق، وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القلب، وضيقاً في الرزق وبغضاً في قلوب الخلق].
وبعض العلماء يقول: إن النعمة -بفتح النون- هي ما يشترك فيه الحيوان والإنسان، والنعمة هي ما يستعين بها على طاعة الواحد الديّان.
البعض يبطر بالنعمة، ولا يحترمها، ويستعلي عليها، ولا يستغلها في طاعة الله تبارك وتعالى، ولذلك حرم الرزق، والرزق لا يطلب إلا من الله.
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية : أن أبا القاسم المغربي سأله: دلني على عمل يقربني من الله، وعلى كتاب بعد القرآن يكون عليه اعتمادي في علم الحديث، وما هي أفضل السبل لطلب الرزق.
فقال: أفضل السبل في طلب الرزق الاتكال على الواحد الأحد، وتفويض الأمر إليه.
انظر إلى جواب الإمام العظيم، والعالم الفذ، فإنه لا يرزق إلا هو، ولا يعطي إلا هو، وليكن هذا الرزق عوناً على طاعته سبحانه وتعالى.
فحرمان الرزق، أيها الإخوة، من أعظم آثار الذنوب والمعاصي، قال سبحانه: ((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ))، ولكنهم ما آمنوا، وما اهتدوا فأغلق عليهم أبواب البركات، وحرمهم الخيرات، ولذلك لا عزة بهذه الكثرة الكاثرة، ولا خير في هذه النعم إذا لم توظف في طاعة الله تعالى.
أما الأثر الثالث، فهو: نسيان العلم: فنحن نقول: ما لنا ننسى، ما لنا نخطئ، ما لنا لا نستحضر المعلومات؟
والجواب يعود إلى أحد أمرين:
إما إلى أصل الجبلّة والفطرة، فليس الذكاء على درجة واحدة بين الناس، أو قاسماً مشتركاً للتقوى، لا، بل ابن الراوندي الملحد فيلسوف محسوب على الإسلام، مثل ابن سينا ، اعترض على أمر الله، قال الذهبي عنه: الكلب المعثر: ابن الراوندي ، الذي آتاه الله ذكاء، ولم يؤته زكاءً.. كان ذكياً ولم يكن زكياً، قال الذهبي : لعن الله الذكاء بالإلحاد، وحي الله البلادة بالتقوى.
إذاً: فالذكاء لا يتقيد دائماً بالتقوى؛ لأننا نجد بعض العلماء من لا يستحضر النصوص، أو لا يعرف التخريج، وهو من أفضل عباد الله، ومن أفقه خلق الله في طلب العلم الشرعي، بل كثير من الأجلاء في تاريخ الإسلام لا يحفظون أحاديث، وعندهم من التقوى، والورع، والقرب من الله أمر عجيب.
السبب الثاني: هو قسوة القلب: كما قال تعالى:
((فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ))، ((وَاتَّقُوا الله وَيُعَلِّمُكُمُ الله))، وبمفهوم المخالفة من لا يتقي الله لا يُعلمه الله.
قال ابن الجلاد : نظرت منظراً لا يحل لي، فقال لي أحد الصالحين: أتنظر إلى الحرام؟
والله لتجدن إربه ولو بعد حين، فنسيت ما حفظت من القرآن.
ذكر ذلك ابن تيمية .
قال وكيع : ما رأيت والله للحفظ مثل ترك المعاصي، ما رأيت والله للحفظ مثل ترك المعاصي؟
لله درك!!
قال الشافعي :


شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي


وقال اعلم بأن العلم نورٌ ونور الله لا يؤتى لعاص
(1) .
وقال مالك لـمحمد بن إدريس الشافعي : يا محمد ، إني أرى عليك نجابة، وإني أرى لك إمامة في هذا الدين، فإياك، والمعاصي فإنها تتلف العلوم، أو كما قال رحمه الله تعالى. ولذلك قال سبحانه وتعالى: ((وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ)).
قال ابن تيمية : النسيان قد يكون في المعاني، وفي الألفاظ بسبب عدم العمل بالعلم، ولذلك قال الله عن بني إسرائيل: ((كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا)). الحمار ضع على ظهره فتح الباري ، و رياض الصالحين ، و بلوغ المرام ، فهو حمار، لا يعرف هل يحمل كتباً أم حطباً ((بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ الله)).
ومن آثار الذنوب كذلك:
الأثر الرابع: البغض في قلوب الخلق:
فالحب من الواحد الأحد يأتي من فوق سبع سماوات.
والجماهير قد تصنع للشخص حباً مصطنعاً، وأحياناً بالحديد والنار، والجماهير تصفق للأشخاص؛ لأن وراءها حديداً، وناراً، وجنوداً، وبنوداً، أو مناصب، وجاهاً، وأموالاً ومراتب عُليا.
لكن الحب المتلَقّى من الواحد الأحد فلا يملكه إلا هو كما روى الإمام البخاري قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا أحب الله العبد قال لـجبريل : إني أحب فلاناً فأجبه، فيحبه جبريل ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبونه، ثم يوضع له القبول في الأرض. وإذا أبغض الله أحداً قال لـجبريل : إني أبغض فلاناً فأبغضه، فيبغضه جبريل ويقول للملائكة: إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه، فيبغضونه ثم يوضع له البغض في الأرض) (1)
فالحب هذا لا يُتصنّع فيه، وإنما يطلبه الإنسان المسلم من الله سبحانه وتعالى، ويعرف أنه إذا استقام مع الله رزقه الله قبوله؛ وجعل لكلمته تأثيراً وأتى عليه بالقلوب.
قال ابن الجوزي في صيد الخاطر : وقد رأيت نفراً من الناس يتصنعون في كلامهم، وفي مشيتهم، ويكثرون من الصلاة، والصمت، والصيام، والقلوب تنفر عنهم، ورأيت أناساً يأتون من المزاح، ويتوسعون في غير المحرم، والقلوب تنصب عليهم، أو تلتف حولهم -أو كما قال- فعلمت أن الأمر في السرائر (النيات) الخفايا، ولكنها عند الله بادية للعيان.
لذلك نعرف أشخاصاً يريدون أن يحبهم الناس كثيراً، ويحاولون بكل وسيلة، ويحاولون أن يوجدوا أمراً من الأمور يلفت الأنظار إليهم لحبهم، ولكن أبت القلوب.
ونعرف أناساً ما حرصوا على حب الناس أو مدحهم، ولكن أقبلت إليهم القلوب بالدعاء وبالحب والشوق واللهفة حتى يتمنى كثير من الناس الجلوس معهم.
كلما دخل سيبويه على أستاذه الخليل بن أحمد .. قال له: أهلاً بالذي لا يمل.
فعرفنا أن الحب من الله سبحانه، وهو الذي يعطي، وهو الذي يمنع.
قال أبو الدرداء : لو أطاع طائع ربه وراء سبعة أبواب لأخرج الله أثر طاعته للناس، ولو عصى الله عاصٍ وراء سبعة أبواب لأخرج الله أثر معصيته للناس.
الأثر الخامس: الوحشة بين العبد وبين ربه:
يقول ابن القيم : إن العاصي دائماً إذا سمع نسمة من الريح يظن الصوت عالياً ((يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ))، وهذا هو واقع العصاة. لو تحرك الباب خاف، ولو رآه رجال الأمن انتفض.
قيل لـأبي معاذ الرازي : أيجد العبد حلاوة الطاعة إذا هم بالمعصية؟
قال: لا، والله لن يكون هذا، لا والله، حتى ولو هم بها دون فعلها لا يجد حلاوة الطاعة بل يجد وحشة، والوحشة هذه لها آثار كثيرة:
فالبعض لا يثق في موعود الله، يعني: آيات الرجاء، آيات الوعد الحسن، لا يثق فيها بعضنا، ولا يجد لها مصداقية. ولذلك نمر على المصحف، وكأن آيات الجنة، وآيات الله عزّ وجل ليست بآيات. وقد أمرنا أن نحسن الظن بالله تعالى، وهو من حسن العمل.
ومنها كذلك: ألاّ يتهم نفسه بأن ما بينه وبين الله مقطوع حتى قيل: إن من أسباب هذا قضية النفاق.
بعض الفسقة أكثر الناس ضحكاً لكنه مهزوم داخلياً، بل ذكر بعض العلماء أن هناك عشرين منزلة للقلب تبدأ بالغيظ وتنتهي بالقفل، قال سبحانه وتعالى: ((بَلْ طَبَعَ الله عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ)) وقال سبحانه: ((أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا))، فموت القلوب لا يحس.


من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام
وقال بعض أهل العلم في قوله سبحانه وتعالى: ((وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا الله فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ)) يقول ما معناه: إن ثقل الدم واللحم ينتهي بالبعض إلى أن يتبلد إحساسه وشعوره، ويفسد الفطرة الحقة السوية، فتجد بعض الناس يرتكب من الذنوب والخطايا مثل الجبال ولكن ما يحس بها.
تقول له: لا تغتب، فيقول: الغيبة سهلة هينة، وإسبال الثوب! قال: هذه من القشور! وحلق اللحية! قال: الأمر سهل ليس الإسلام قضية حلق لحية أو تقصير!.
يستيقظ على الألحان، ويشرب الدخان، ويعصي الرحمن، ولا يجد لذلك أثراً، والله المستعان.
الأثر السادس: قسوة القلب، وهي: درجتان: ذكر في القرآن القفل والطبع، فالعامي يقهقه قهقهة لأنه مكبوت، لأن في قلبه شدة وغلظة وخوفاً وفزعاً وقلقاً، فيريد فرصة ينفذ بها إلى هذا المرح، تجده يشغل أوقاته بقراءة مجلة خليعة، أو بسماع أغنية ماجنة، أو مسلسل مهدم، أو فيلم مخرب، لذلك يخاف إذا سمع القرآن.
والله لقد سمعنا بعض العصاة إذا سمع القرآن من المذياع يقول لا.. لا دعونا نرتاح، دعونا نأكل العيش، دعونا نطمئن قليلاً، لأن هذا القرآن يحكم طاقته، ويؤنبه، ويكبته، ويوقفه أمام الله في محاسبته، ويدخل عليه من أقطار النفس.
لذلك يخاف ويوجع.. إنما يهدأ مع الموسيقى: الموسيقى الإيطالية قبل النوم أو الألمانية، ثم يدعي الإسلام وحب الرسول. يفتت الدين تفتيتاً، ويمزقه تمزيقاً، والسلف لم يعرفوا قشوراً ولا لباباً، وهذه الكلمة باطلة وغير صحيحة، ولا يقولها طالب علم، بل الدين لباب كله، أتى به معلم الخير صلى الله عليه وسلم، بل أتى بلا إله إلا الله قمة التوحيد، وجاء في الحديث بإماطة الأذى عن الطريق أيضاً.
وقسوة القلب أو موته تأتي من السير في الآثام والمعاصي والخطايا، فتجد قاسي القلب لا يتأثر، قال سبحانه: ((ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ)) و ابن تيمية يرى في كتابه درء تعارض العقل والنقل أن: كل خطاب لبني إسرائيل يقتضي عملاً فإن المقصود به نحن. وعلى المثل السائر: إياك أعني واسمعي يا جارة.
وقال سبحانه: ((أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الله وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)).
إخواني في الله: ابن القيم في مدارج السالكين يذكر أسباباً لقسوة القلب، منها: الذنوب والمعاصي والخطايا وهذا هو موضوعنا، ومنها كثرة المباحات: كثرة الكلام بدون ذكر الله، كثرة الطعام بدون حاجة، وكثرة النوم، وكثرة الخلطة، وهذه من أسباب قسوة القلب، وقد فسرها بكلام رائع عجيب. فارجعوا لها.
الأثر السابع: ضياع العمر: وكل شيء يتعوّض إلا العمر، وكل شيء إذا ذهب ربما نستعيده من طريق أو أخرى إلا العمر، فما مضى منه فات.


ما مضى فات والمؤمّل غيب ولك الساعة التي أنت فيها
قال سبحانه: ((أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ))، (ما) تذكر فيما تذكر موصولة بمعنى (الذي يتذكر ما تذكر)، أو مصدرية أي (تذكر من يتذكر) في هذه الحياة.
وقال سبحانه: ((قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ))، فلامهم الله عزّ وجل فقال: ((كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ)) فقال: ((إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى الله الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ)).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ) (1) .
وأعظم ما يضيع العمر: المعاصي، وأحرص ما حرص عليه السلف الصالح: (العمر)، وإذا ذهب في المعاصي فقد ذهبت الدنيا والآخرة، والعياذ بالله.
ولقد كان السلف يحذرون من المباحات خوفاً من الوقوع في شيء مكروه.
أما نحن فقد أخذتنا المعاصي لا المباحات! فنسأل الله أن يتوب علينا وعليكم.
قيل لـكنز بن وبرة أحد العباد: اجلس معنا، فقال: أمسك الشمس، أي: الشمس تذهب وتأتي، وتقرض الأعمار.


نروح ونغدو لحاجاتنا وحاجة من عاش لا تنقضي


تموت مع المرء حاجاته وتبقى له حاجة ما بقي


أشاب الصغير وأفنى الكبير كر الغداة ومر العشي


إذا ليلة هرّمت يومها أتى بعد ذلك يوم فتي
أما الأثر الثامن والأخير: فهي عقوبات في الآخرة: ذكرها الله في كتابه، وكذا ذكرها رسوله صلى الله عليه وسلم وتوعد بها؛ فللزاني عقوبة، ولشارب الخمر عقوبة، وللقاتل عقوبة، وللكاذب عقوبة، ولعاق الوالدين عقوبة، فنعوذ بالله من عقوبة الله ومن غضب الله، ومن عذاب الله.
((رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ)).
وأنا لا أملك إلا أن أقول في ختام هذه الرسالة بيتين جميلين. يقول أحد الصالحين: يا رب:


إن الملوك إذا شابت عبيدُهُمُ في رقّهم عتقوهم عتق أبرار


وأنت يا خالقي أولى بذا كرماً قد شبت في الرق فاعتقني من النار
هو والله، مقصد كل مسلم أن يعتق من النار.
((فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ))، ((رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)).
و((سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ)).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء والاموات
د.عائض القرني