اهلا وسهلا بكم بمنتديات همسات اسلامية
هذه ولله الحمد والمنّة صفحات أرجو بها الفائدة لي وللمسلمين في أنحاء العالم وقد وفقني الله تعالى لجمع ما تيسر لي من معلومات تفيدنا في فهم ديننا الحنيف والمساعدة على الثبات على هذا الدين الذي ارتضاه لنا سبحانه ووفقنا وهدانا لأن نكون مسلمين .
وفقنا الله جميعاً لخدمة هذا الدين كل منّا بقدر إمكانياته فكلّنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته. بارك الله بالجميع وأتمنى لكم تصفّحاً مفيداً نافعاً إن شاء الله تعالى وشكراً لكم على زيارة هذا الموقع المتواضع. وما توفيقي إلا بالله العزيز الحميد فما أصبت فيه فمن الله عزّ وجل وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان فأسأل الله أن يغفر لي ولكم وأن يعيننا على فعل الخيرات وصالح الأعمال وأن يحسن عاقبتنا في الأمور كلّها اللهم آميـــن.
يسعدنا التسجيل في منتدانا
تحياتى لكم ...........
همسات اسلامية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

اهلا وسهلا بكم بمنتديات همسات اسلامية
هذه ولله الحمد والمنّة صفحات أرجو بها الفائدة لي وللمسلمين في أنحاء العالم وقد وفقني الله تعالى لجمع ما تيسر لي من معلومات تفيدنا في فهم ديننا الحنيف والمساعدة على الثبات على هذا الدين الذي ارتضاه لنا سبحانه ووفقنا وهدانا لأن نكون مسلمين .
وفقنا الله جميعاً لخدمة هذا الدين كل منّا بقدر إمكانياته فكلّنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته. بارك الله بالجميع وأتمنى لكم تصفّحاً مفيداً نافعاً إن شاء الله تعالى وشكراً لكم على زيارة هذا الموقع المتواضع. وما توفيقي إلا بالله العزيز الحميد فما أصبت فيه فمن الله عزّ وجل وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان فأسأل الله أن يغفر لي ولكم وأن يعيننا على فعل الخيرات وصالح الأعمال وأن يحسن عاقبتنا في الأمور كلّها اللهم آميـــن.
يسعدنا التسجيل في منتدانا
تحياتى لكم ...........
همسات اسلامية
اهلا وسهلا بكم بمنتديات همسات اسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أول كتاب أنقله لكم ؟

5 مشترك

اذهب الى الأسفل

أول كتاب أنقله لكم ؟ Empty أول كتاب أنقله لكم ؟

مُساهمة من طرف الساعي إلى الفردوس الثلاثاء 24 مايو - 15:58

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و بعد
أول كتاب أردت نقله لكم في هذا القسم الجديد يتعلق بكتاب ربنا و كيفية التعايش معه و هو بعنوان :مفاتيح تدبر القرآن
لمؤلفه :





إعداد


د.خالد
بن عبد الكريم اللاحم



أستاذ
القرآن وعلومه المساعد


مقدمة الكتاب



v
افتتاحية





إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ
بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا
هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
.


أما بعد فهذه مسائل تحتاج إلى بيان وإيضاح قبل
الدخول في موضوع الكتاب، وهي متداخلة فيما بينها لكن كل مسألة تبين جهة من المعنى
المراد توضيحه وإبرازه، وبعضها مسائل كبيرة لكن لا بد من ذكرها هنا فكان عرضها
بإيجاز شديد يتناسب مع المقام.


v
المسألة الأولى: الطريق إلى النجاح
في الحياة
([1])





إن الوسيلة الأولى لإصلاح النفس وتزكية القلب والوقاية من المشكلات
وعلاجها هو العلم.



ووسيلته الأولى القراءة والكتاب ؛ لذلك نجد أن
الله سبحانه تعالى لما أراد هداية الخلق وإخراجهم من الظلمات إلى النور أنزل إليهم كتابا يقرأ ، وفي أول سورة نزلت منه
بدأت بكلمة عظيمة هي مفتاح الإصلاح لكل الناس مهما اختلفت الأزمان وتباينت البلدان
إنها :
﴿ اقرأ باسم
ربك
، وعليه فمن أراد النجاح
وأراد الزكاة والصلاح فلا طريق له سوى القرآن والسنة : قراءة ، وحفظا، وفقها.



إن الإحالة على كتاب يقرأ ويفهم ويطبق هي الطريقة
العملية لتحقيق التطوير والرقي والنجاح في جميع مجالات الحياة.



إن القراءة حياة الإنسان ، فمن يقرا كثيرا يحيا
كبيرا ، ومن يقرأ أكثر يكون أكبر ، ومن أراد أن يرقى فعليه أن يقرأ.



ولكن ليست أي قراءة ، بل القراءة التربوية ، التي
يتم بعون الله تعالى توصيفها في هذا الكتاب من خلال عرض المفاتيح العشرة .


v
المسألة الثانية: سبب الفشل
في الحياة





يبين الله تعالى بإيجاز ووضوح أن سبب فشل الناس في
الحياة هو ضعف الإرادة الناتج عن النسيان ، فيقول سبحانه :
﴿
وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ
وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا

[ سورة
طه - الآية : 115 ]
ويقول الله تعالى : ﴿
وإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا
خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ
وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ
قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ

[ سورة
الزمر - الآيتان : 8]
، ويقول تعالى : ﴿
فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ

[ سورة
العنكبوت - الآية : 65]
، فالإنسان في حال الشدة
والكربة يحصل عنده العلم بلا إله إلا الله ، ويحصل منه التوحيد والإخلاص ، ويوجد
عنده الحرص على الخير والنفع بتلقائية وسهولة، لكن ما إن يزول هذا المؤثر المؤقت
حتى يتلاشى هذا العلم فينسى الإنسان ويعود إلى كفره وشركه ، ويعود إلى ما يضره مما
تهواه نفسه ، ويصعب عليه ما لا تهواه نفسه مما فيه نفعه وهو بأمس الحاجة إليه.



الفشل سببه ضعف الإرادة ، وضعف الإرادة سببه النسيان.


الإرادة ثلاثة أنواع هي : الحب ، أو الخوف ، أو
الرجاء ، فمتى وجد أحدها وجدت الإرادة ومتى تخلفت جميعها تخلفت الإرادة، فإذا
أردنا قوة العزيمة وعلو الهمة فإن هذا
يحصل بتقوية هذه الجوانب النفسية الثلاثة لكل ما يراد تنفيذه وتحقيقه.



والعلم درجات ومراتب فلا يكفي مثلا العلم بأن هذا
الشيء ضار ليوجد الخوف منه والابتعاد عنه ،أو أن هذا الأمر نافع ليحصل الرغبة فيه
، بل يجب العلم التفصيلي القوي الحاضر ، فمثلا
التدخين : كل المدخنين بلا استثناء يعلمون أن التدخين ضار بصحتهم ، وأنه خطر على
حياتهم ؛ لكنه علم سطحي ضعيف هش لا يقاوم الرغبة الجامحة في استعماله.



وكل طالب يعلم أن أمامه امتحان ، وأنه بحاجة إلى
استذكار دروسه لكي ينجح ويتفوق ، ومع هذا يحصل من كثير منهم الإهمال والتقصير.



وكل مسلم يعلم أنه سيموت وأنه محاسب على أعماله،
لكنه علم سطحي ضعيف مهزوز لا يكفي لوجود الإرادة لفعل الخيرات وترك المنكرات.



وقل مثل هذا الكلام في جميع أمور الحياة.


فالمتأمل في واقع الناس والمحلل لشخصياتهم وسلوكهم
يلاحظ أنه ما من مشكلة إلا وأساسها ضعف الإرادة ، ضعف الرغبة أو الرهبة، لإنه إن
لم توجد الإرادة فلن يتناول المريض الدواء حتى لو أكره عليه، بينما لو وجدت
القناعة والرغبة فإنك تراه يبذل جهده لتحصيله ومن ثم تناوله.


v
المسألة الثالثة: معركة
الحياة





يجب أن نعلم علم اليقين أن
للشيطان أثرا على إرادة الإنسان ، فهو يثبطه عن الخير وعما ينفعه ، ويدفعه إلى
الشر وما يضره ، فمن أجل ذلك فإن مهمة معالجة الإرادة تحتاج إلى جهد مضاعف إذا
علمت أن فيه من يعاكسك فيها، فالشيطان يمكنه بواسطة سلاح الوسوسة
([2]) أن يؤثر على تصرفات الإنسان
وسلوكه فيأمره وينهاه ، ويزين له ، ويثبطه ، ويحرك جميع جوارحه من خلال مركز
التحكم (القلب) ، فيمكنه مثلا أن يزين له ما يكون سببا في مرضه النفسي أو البدني
أو موته.



إن الصراع بين الشيطان والإنسان
بدأ منذ بداية خلق آدم
﴿
وَإِذْ
قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ أَبَى *
فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا
يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى
[ سورة طه
- الآيتان : 116 ، 117 ]
، ويقول الله تعالى : ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ
اسْجُدُوا لآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ
أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ
لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا
[ سورة
الكهف - الآية : 50 ]
،فالشيطان عدو للإنسان يوسوس له على مدار الساعة ،لا يمل ولا
يفتر ، يتمنى له الشر ويحسده على كل خير كما قال تعالى :
﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ
وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلا
وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
[ سورة البقرة - الآية : 268 ].


إذا أنت في هذه الحياة أمام عدو
حقيقي ، أكد الله سبحانه وتعالى لك عداوته في مواضع كثيرة من كتابه المبين من ذلك
قوله تعالى :
﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ
أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ
اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلا
كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ
[ سورة يس - الآيات : 60 - 62 ] ويقول سبحانه : ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ
فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ
السَّعِيرِ
[ سورة فاطر - الآية : 6 ]


وقد قطع الشيطان على نفسه العهد
في حسد بني آدم ن ومحاولة حرمانهم من كل خير :
﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ
أَجْمَعِينَ
[ سورة ص -
الآيتان : 82]
، ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ
لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ
[ سورة الأعراف - الآية : 16 ]


إذا ما الذي يحمينا من عداوة الشيطان؟ وما هو
سلاح الإنسان في معركة الحياة؟



الجواب في قول الله تعالى : ﴿ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ
لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ
فَلَا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ
مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى
[ سورة طه
- الآيتان : 123 ، 124 ] ،
فسلاح الإنسان في هذه المعركة هو الهدى الذي أنزله على رسله ، هو
هذا القرآن الذي بين أيدينا ، لكن ليس كل أحد يمكنه أن يستخدمه ويحقق به النصر،
ليس ذلك إلا لمن أخذ بالأسباب ، واقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي
الله عنهم في تعاملهم مع القرآن ، وهو ما سيتم بيانه في هذا الكتاب ، أما من فرط
وقصر فلا يلومن إلا نفسه ، وليعلم من أين أتي ، وما سبب نقصه وفشله في هذه الحياة.


v
المسألة الرابعة: القيام
بالقرآن الطريق إلى الإيمان





لو تأملنا في حال الناجحين في الحياة بدءاً من
النبي صلى الله عليه وسلم وانتهاءً بالمعاصرين من الصالحين لوجدنا أن القاسم
المشترك بينهم هو القيام بالقرآن وفي صلاة الليل خاصة، والعمل المتفق عليه عندهم
الذي لا يرون التهاون به في أي حال هو
الحزب اليومي من القرآن([sup][3])[/sup]،
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من نام عن حزبه أو
عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل"
([4])
إنه الحرص على عدم فواته مهما حالت دونه الحوائل ، أو اعترضته العوارض ، لأنهم
يعلمون يقينا أن هذا هو غذاء القلب الذي لا يحيا بدونه ، إنهم يحرصون على غذاء
القلب قبل غذاء البدن ، ويشعرون بالنقص متى حصل شيء من ذلك ، بعكس المفرطين الذين
لا يشعرون إلا بجوع أبدانهم وعطشها ، أو مرضها وألمها، أما ألم القلوب وعطشها
وجوعها فلا سبيل لهم إلى الإحساس به.



إن قراءة القرآن في صلاة الليل
هي أقوى وسيلة لبقاء التوحيد والإيمان غضا طريا نديا في القلب

.



إنها المنطلق لكل عمل صالح آخر من صيام أو صدقة أو
جهاد وبر وصلة.



إن تدبر القرآن يحقق لك التوحيد والإخلاص والاستكانة والتضرع والعبودية لله رب
العالمين.


v
المسألة الخامسة: القيام
بالقرآن الطريق إلى القوة





لما أراد الله سبحانه وتعالى تكليف نبيه محمد صلى
الله عليه وسلم بواجب التبليغ والدعوة وهو حمل ثقيلٌ جداً ؛ وجَّهه إلى ما يعينه
عليه وهو القيام بالقرآن ، فقال تعالى :
﴿
يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ
*
قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ
زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً
ثَقِيلاً * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً *
إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلاً

[1-7 سورة
المزمل]
.


"جاء سعد بن هشام بن عامر إلى عائشة رضي الله
عنها يسألها عن قيام النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أَنْبِئِينِي عَنْ قِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ : أَلَسْتَ تَقْرَأُ يَا أَيُّهَا
الْمُزَّمِّلُ ؟ قُلْتُ: بَلَى ، قَالَتْ: فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
افْتَرَضَ قِيَامَ اللَّيْلِ فِي أَوَّلِ هَذِهِ السُّورَةِ فَقَامَ نَبِيُّ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ حَوْلا وَأَمْسَكَ
اللَّهُ خَاتِمَتَهَا اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا فِي السَّمَاءِ حَتَّى أَنْزَلَ
اللَّهُ فِي آخِرِ هَذِهِ السُّورَةِ التَّخْفِيفَ فَصَارَ قِيَامُ اللَّيْلِ
تَطَوُّعًا بَعْدَ فَرِيضَةٍ"([sup][5])[/sup]



فلماذا هذا القيام ؟ وبهذه الكيفية ، والكمية ، وبهذه
المدة ،سنة كاملة ؟ إنه الإعداد والتكوين والصناعة لأولئك النفر الذين كلفوا
بتبليغ الدعوة وحمل الرسالة.



إن الجيل الذي يحقق النصر للأمة جاء وصفه في آخر
آية من سورة الفتح وهي قوله تعالى :
﴿
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ
رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ
اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ

[ سورة
الفتح - الآية : 29 ]
، فمتى توفر هذا الجيل في الأمة تحقق لها بإذن
الله تعالى النصر والتمكين والسيطرة على العالم ، وكانت أمة قوية تهابها كل الأمم
وتذعن وتخضع لها .



لقد أصيب بعض المسلمين بالشعور بالنقص والضعف وهو
يشاهد واقع العالم كل يوم ،وما ذاك إلا بسبب هجره للقرآن وبعده عن فقه معانيه
العظيمة.


v
المسألة السادسة: القرآن كتاب
النجاح والسعادة





لقد كثر في زماننا هذا الحديث عن النجاح ، والسعادة ،والتفوق ، والقوة، وكثرت فيه
المؤلفات ، وكل يرى أن في كتابه أو برنامجه الدواء الشافي ، والعلاج الناجع ، وأنه
الكتاب الذي لا تحتاج معه إلى غيره ، والحق أن هذا الوصف لا يجوز أن يوصف به إلا
كتاب واحد هو القرآن الكريم.



ولعلاج هذه المشكلة - أعني انصراف الناس عن القرآن
الكريم ، واشتغال بعضهم بتلك المؤلفات بحثا عن
السعادة والنجاح - يجئ هذا البحث ليسهم في تبيين الحقائق وتوضيح الدقائق ،
و رسم الطريق الصحيح للمنهج السليم الذي ينبغي أن يتبعه المسلم في حياته .


v
المسألة السابعة : مدارسة
القرآن تزيد الإيمان





عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ
أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ
فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ
الْمُرْسَلَةِ([sup][6])[/sup]



فمهما كانت مرتبة المؤمن في الإيمان ، ومهما كانت
قوة إيمانه فإن مدارسته للقرآن تزيد إيمانه إيمانا ، وترفع مقامه عند رب العالمين
، فهذا محمد صلى الله عليه وسلم هو أجود الناس بالخير و يتضاعف هذا الجود بسبب مدارسته للقرآن مع
جبريل عليه السلام ، فكلما قوي ارتباط المؤمن بالقرآن كلما علا وارتفع ، وزاد يقينه وثقته بربه عز
وجل .


v
المسألة الثامنة : بداية
الانطلاق





إن العبد إذا تعلق قلبه بكتاب ربه فتيقن أن نجاحه
و نجاته وسعادته وقوته في قراءته
وتدبره تكون هذه البداية للانطلاق في
مراقي النجاح ، وسلم الفلاح في الدنيا والآخرة.


v
المسألة التاسعة: الطريق إلى
كنوز القرآن





هذا البحث يتحدث عن الوسائل العملية التي تمكِّن -
بعون الله تعالى - من الانتفاع بالقرآن الكريم ، وهذه القواعد هي التي كان يسلكها
سلفنا الصالح في تعاملهم مع القرآن الكريم ، التي بسبب غفلة الكثيرين عنها أو
بعضها أصبحوا لا يتأثرون ولا ينتفعون بما فيه من الآيات والعظات ، والأمثال
والحكم.



ومن أخذ بهذه الوسائل فإنه سيجد بإذن الله تعالى أن معاني القرآن
تتدفق عليه حتى ربما يمضى عليه وقت طويل لا يستطيع تجاوز آية واحدة بسبب كثرة
المعاني التي تفتح عليه ، وقد حصل هذا للسلف من قبلنا والأخبار في هذا كثيرة
مشهورة.


v
المسألة العاشرة: القرآن ظاهر
وباطن





القرآن ظاهر وباطن، ظاهر يراه كل الناس وهو صور
الحروف والسطور التي كتبت على صفحات المصحف الذي يباع في كل مكان ،ويراه كل الناس
مسلم وكافر مؤمن ومنافق بر وفاجر صغير وكبير ، وله باطن لا يراه إلا المؤمنون
الذين آمنوا بأنه كلام الله ، وآمنوا بضرورة قراءته والقيام به فغاصوا في أعماق
معانيه.



إن مثل القرآن كمثل البحر له ظاهر هو مثل سطح
البحر ، وله باطن هو مثل أعماق البحر ، فبعضهم قد يسبح على ظهر البحر من عدن إلى
العقبة ثم يقول: أين الكنوز التي تحقق الثراء في الحياة؟ لم أجدها! فنقول: الأمر
يحتاج إلى غواص وأدوات غوص ، ولا يصل إليها من اكتفى بالسباحة على ظهر البحر حتى
لو أفنى عمره كله .



قال سهل بن عبد الله التُسْتَري : " لو أعطي العبد بكل حرف من القرآن ألف
فهم لم يبلغ نهاية ما أودع الله في آية من كتابه، لأنه كلام الله وكلامه صفته وكما أنه ليس لله نهاية فكذلك
لا نهاية لفهم كلامه .. .. وإنما يفهم كلٌ بمقدار ما يفتح الله على قلبه ، وكلام
الله غير مخلوق ، ولا يبلغ إلى نهاية فهمه فهوم محدثة مخلوقة "اهـ
([7])


وهذا كلام صحيح والتجربة والواقع يشهدان بذلك ، فإن
الناس يتفاوتون في فهمهم وإدراكهم لآيات القرآن الكريم ، وتنزيلها على أمور حياتهم.


v
المسألة الحادية عشرة: التدريب
والمجاهدة





إن فهم القرآن وتدبره مواهب من الكريم الوهاب،
يعطيها لمن صدق في طلبها وسلك الأسباب الموصلة إليها بجد واجتهاد ، أما المتكئ على
أريكته ، المشتغل بشهوات الدنيا ويريد فهم القرآن فهيهات هيهات ولو تمنى على الله
الأماني.



مادة هذا البحث ليست مجموعة نظريات أو فرضيات توضع
كحلول للمشكلة المراد علاجها ، إنما هي خطوات عملية ، تحتاج إلى تدرج وتكرار حتى يصل المتعلم فيها إلى ما وصف من نتائج
وثمار.



قال ثابت البناني: "كابدت
القرآن عشرين سنة ثم تنعمت به عشرين سنة

"اهـ وما قاله ثابت البناني حق ، فقف عند الباب حتى يفتح لك ؛ إن كنت تدرك
عظمة ما تطلب فإنه متى فتح لك ستدخل إلى عالم لا تستطيع الكلمات أن تصفه ولا
العبارات أن تصور حقيقته.



أما إن استعجلت وانصرفت فستحرم نفسك من كنز عظيم
وفرصة قد لا تدركها فيما تبقى من عمرك.



تذكر أن السفينة لا تجري على اليبس، وأن المكارم
لا تنال إلا بالمكاره، وأن الجنة حفت بالمكاره، أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا
يفتنون ؟



إن القرآن هو طوق النجاة في هذه الحياة ، وهو حبل
طرفه بيد الله([sup][8])[/sup]
وطرفه بيدك ،يقول الله تعالى :
﴿
فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي
رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا

[ سورة
النساء - الآية : 175 ]
فمتى أردت أن تدخل في رحمة الله وأن تهدى إلى
الصراط المستقيم فجاهد نفسك في تدبر القرآن الكريم، وفرغ وقتك وجهدك، وركز اهتمامك
على هذا الأمر العظيم .



كم من أشخاص لم يكن لهم شأن يذكر، وبعد اجتهادهم
في تدبر القرآن صارت لهم مكانة ومنزلة رفيعة عند الله تعالى ، وصار لهم في الحياة
أثر كبير وشأن عظيم.





v
المسألة الثانية عشرة: أتفسير
أم تدبر





كنت أحاول كتابة تفسير تربوي للقرآن الكريم يركز
في مضمونه على ما يقوي الإيمان ويزيد الخشوع دون استطراد أو خروج عن هذا المسار ،
ولكن بعد أن بدأت بالاشتراك مع الأخ الدكتور إبراهيم بن سعيد
الدوسري بوضع منهج لهذا التفسير ، وتمت
كتابة المرحلة النظرية للبحث ، وبعد محاولة كتابة القسم التطبيقي له ، تبين لي أني
مهما كتبت، أو كتب غيري في هذا الميدان فلن يحقق المطلوب ، والصواب في هذا الأمر
أن كل إنسان لا بد أن يغرف من المصب الرئيس وأن ينهل من النبع مباشرة دون أية
واسطة تبعده عن المقصود
([9])


تبين أن ما أبحث عنه هو منهج وقواعد لقراءة القرآن
الكريم والتأثر والانتفاع به مباشرة ، فتأملت حال السلف رحمهم الله في هذا الأمر ،
ودرست منهجهم في تعاملهم معه ، وقارنت بين حالنا وحالهم فكانت مادة هذا البحث
ومحتواه.



إن النجاح في مفاتيح تدبر القرآن متطلب سابق
للاستفادة من قراءة التفاسير والانتفاع بما فيها والقدرة على الغوص في أعماقها ،
وربط فوائدها بالحياة.


v
المسألة الثالتة عشرة: محور هذا البحث





نحن نؤمن ونصدق بقول الله تعالى : ﴿لَوْ
أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا
مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ
يَتَفَكَّرُونَ
[(21) سورة الحشر]
، ونقرأ قول الله تعالى :
﴿اللَّهُ
نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ
مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ
وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ
يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ

[(23)
سورة الزمر]
، وقوله تعالى : ﴿وَإِذَا
مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ
إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ
[(124) سورة التوبة]
، فهذا هو القرآن ، ونحن نقرؤه ، ولكن ما
أخبر الله تعالى عنه من تأثير فإننا لا
نجده ! فلماذا ؟



القرآن هو القرآن ، وقد وصل والحمد لله إلينا
محفوظا تاما مصونا من الزيادة والنقص
.


أين الخلل ؟ وأين المشكلة ؟


في كل تأثير عندنا ثلاثة أركان : المؤثر ،
والمتأثر ، والموصِّل
.


فالمؤثر - وهو القرآن - أثره ثابت لا نشك فيه.


بقي الاحتمال في الأمرين الأخيرين : الموصِّل ،
والمتأثر .



الموصِّل :
هو القراءة والتدبر .



والمتأثر :
هو قلب المتلقي القارئ



والبحث يحاول استكشاف الخلل في الجهتين ، ويقترح
الحلول المبنية على تجارب الناجحين في تحصيل التأثير والأثر .



أيضا : حالة الفتح والفهم في وقت وإغلاقه في وقت
آخر - وقد تسمع الشكوى من هذه الحال
عند عدد من الأشخاص - تقرأ الآية في وقت فتتأثر بها وتنفتح لك فيها
معان ، ثم تعود إليها بعد فترة فتقف أمامها لا تذكر شيئا من تلك المعاني ولا تحس
بذلك الأثر الذي حصل سابقا ! فما السر ؟ وما الأسباب؟



هذا ما تحاول هذه الدراسة أن تجيب عنه ، وتشخصه ، وتصف
له العلاج المناسب بإذن الله تعالى .


v
المسألة الرابعة عشرة:
المفاتيح أسباب والنتائج بيد الله وحده





إن مما يتأكد التنبيه عليه عدم
قصر وحصر النجاح في تدبر القرآن على هذه المفاتيح ، فما هي إلا أسباب والنتائج بيد
الله تعالى يعطيها من شاء ويمنعها من شاء،وما أقوله إن هي إلا وسائل بحسب
الاستقراء من النصوص وحال السلف ، وهي أسباب يسلكها كل مريد للانتفاع بالقرآن بشكل
أكبر وأعمق وأشمل ، وهي أسباب نذكِّر بها من حرم من تدبر القرآن وهو يريده ؛ نقول
له اسلك هذه الأسباب
لعل الله إذا رأى مجاهدتك في هذا الأمر وعلم منك صدقك أن يفتح لك
خزائن كتابه تتنعم فيها في الدنيا قبل الآخرة
.

v
المسألة الرابعة عشرة: لكل
مفتاح وظيفة





فلا يعني - مثلا - إذا قلنا :
من مفاتيح تدبر القرآن : أن تكون القراءة في ليل ؛ أن قراءة النهار لا تفيد وملغاة
، وإذا قلنا : أن تكون القراءة في صلاة ؛ أن القراءة خارج الصلاة لا تحقق التدبر ،
فالحصر والقصر غير صحيح، فلكل مفتاح وظيفة متى وجد فتح لك درجة في تدبر القرآن
ومتى اجتمعت كل المفاتيح وبأعلى مستوى كان التدبر أعلى وأقوى وإذا تخلف بعضها نقص
التدبر بحسب هذا النقص.


v
المسألة الخامسة عشرة: نعيم
القرآن





يقول الله تعالى : ﴿
فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ

[ سورة
الطور - الآية : 29 ]،
ويقول تعالى : ﴿
مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ

[ سورة
القلم - الآية : 2 ]
، وقال عز وجل: ﴿الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً
[ سورة الكهف - الآية
: 1 ]
، هذه الآيات - وغيرها كثير - دلت على أن القرآن نعمة ،
وأعظم به من نعمة ، وكل نعمة يتبعها نعيم وتنعم لمن عرف أنها حقا نعمة ، فالتلذذ
بالقرآن([sup][10])[/sup]
لمن فتحت له أبوابه لا يعادله أي لذة أو متعة في هذه الحياة ولكن أكثر الناس لا
يعلمون .


v
المسألة السادسة عشرة: خلاصة
البحث





يتكون البحث من تمهيد وعشرة مفاتيح :


التمهيد : في معنى التدبر وعلاماته ، وبيان خطأ في مفهومه .


والمفتاح الأول : خلاصته أن القلب آلة الفهم
والعقل والإدراك ، وأن القلب بيد الله تعالى يقلبه كيف شاء ، يفتحه متى شاء ويقفله
متى شاء ، وفتح القلب للقرآن يكون بأمرين :الأول : دوام التضرع إلى الله تعالى
وسؤاله ذلك ،والثاني : القراءة المكثفة عن عظمة القرآن ، وحال السلف معه.



والمفتاح الثاني : مضمونه أنه ينبغي أن نعرف قيمة
القرآن وعظمته ، وأن نستحضر الأهداف والمقاصد التي من أجلها نقرؤه ، فدائما اسأل
نفسك: لماذا أريد قراءة القرآن ؟ ولتكن الإجابة واضحة مفصلة ، وإن كانت مكتوبة
فذاك أولى ، والمقاصد الأساسية لقراءة القرآن خمسة : العلم ، والعمل ، والمناجاة ،
والثواب ، والشفاء.



والمفاتيح من الثالث إلى العاشر : الحديث فيها عن
إجابة سؤال مهم : كيف نقرأ القرآن الكريم ؟ وكيف هنا متوجهة إلى : الأحوال
والكيفيات التي تحقق أعلى قدر من التركيز والعمق في فهم القرآن الكريم ، فكل واحد
منها يعطي درجة في التركيز والفهم ، وهذه المفاتيح هي : أن تكون القراءة في صلاة ،
في ليل ، حفظا ، بترتيل ، وجهر ، وتكرار ، وربط ، مع ختم المقدار الذي يقرأ ويراد
حصول تدبره كل أسبوع .



هذه خلاصة هذا البحث ، نسأل الله تعالى أن يحقق
مقاصدنا ، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، والله
أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .


v
المسألة السابعة عشرة: المفاتيح
العشرة





مفاتيح تدبر القرآن عشرة ، مجموعة في قولك : ( لإصلاح ترتجِ )


(ل) لب وهو القلب : والمعنى أن حب القرآن هو المفتاح الأول للتدبر
، فالقلب هو آلة فهم القرآن ، والقلب بيد الله تعالى يقلبه كيف شاء ، والعبد مفتقر
إلى ربه ليفتح قلبه للقرآن فيطلع على خزائنه وكنوزه



(أ) أهداف ، أو أهمية : أي استحضار أهداف قراءة القرآن ؟ أي لماذا
تقرأ القرآن




(ص) صلاة : أن تكون
القراءة في صلاة
.


(ل) ليل: أن تكون القراءة والصلاة في ليل ، أي وقت
الصفاء والتركيز.



(أ) أسبوع : أن يكرر ما يقرؤه من القرآن كل أسبوع ، حتى لو لجزء
منه
.


(ح) حفظا : أن تكون القراءة حفظا عن ظهر قلب بحيث
يحصل التركيز التام وانطباع الآيات عند القراءة
.


(ت) تكرار : تكرار الآيات وترديدها لتحقيق مزيد من التثبيت .


(ر) ربط :
ربط الآيات بواقعك اليومي وبنظرتك للحياة
.


(ت) ترتيل : الترتيل والترسل في القراءة ، وعدم
العجلة ، إذ المقصود هوالفهم وليس الكم ، وهذه مشكلة الكثيرين ، وهم بهذا
الاستعجال يفوتون على أنفسهم خيرا عظيما.



(ج) جهرا : الجهر بالقراءة ؛ ليقوى التركيز ويكون
التوصيل بجهتين بدلا من واحدة ؛ أي الصورة والصوت.



فهذه وسائل وأدوات يكمل بعضها بعضا في تحقيق
وتحصيل مستوى أعلى وأرفع في تدبر آيات القرآن الكريم ، والانتفاع والتأثر بها
، هذه المفاتيح هي التي تفتح
الطريق للقرآن ليصل إلى قلب الإنسان وروحه .










وكتبه



د . خالد
بن عبد الكريم اللاحم











([sup][1])[/sup] تفصيل الكلام في هذه المسألة والتي
تليها خصص له بحث مستقل بعنوان : القرآن والنجاح .







([2]) جاء ذكر وسوسة الشيطان في قوله تعالى :{ فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ماووري
عنهما من سؤاتهما} ، وفي قوله: { فوسوس لهما الشيطان قال هل أدلكما على شجرة الخلد
وملك لا يبلى} ، من يقرأ هذه الآيات يدرك
أن سلاح إبليس في إغوائه لآدم كان الوسوسة، وما زال من تلك اللحظة إلى قيام الساعة
يوسوس للناس ليغويهم أجمعين.







([sup][3])[/sup] للوقوف على أخبار هؤلاء ودراسة أحوالهم يمكن
الرجوع إلى كتاب: رهبان الليل للسيد العفاني







([4]) صحيح مسلم ج1/ص515(747 )






([sup][5])[/sup] صحيح مسلم - (ج 4 / ص 104)






([sup][6])[/sup] صحيح البخاري - (ج 1 / ص 7)






([7])
مقدمة تفسير البسيط للواحدي (رسالة دكتوراه) : 1-34







([sup][8])[/sup]عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال :
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة فخرج علينا فقال ( أليس تشهدون أن لا
إله إلا الله وأني رسول الله وأن القرآن جاء من عند الله ؟ ) قلنا نعم قال : (
فابشروا فإن هذا القرآن طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به ولا تهلكوا بعده
أبد" المعجم الكبير [ جزء 2 - صفحة 126 ]







([9])
وهذا في جانب تزكية القلوب ، وتربية النفوس ، أما الجوانب الأخرى من القرآن
كالأحكام مثلا فيحتاج القارئ معها إلى ما يفصلها ويوضحها .







([sup][10])[/sup] لقد اعترف بذلك بعض الكفار حين فتح
لهم منه لحظات ومن ذلك قول الوليد بن المغيرة : إن له لحلاوة .
الساعي إلى الفردوس
الساعي إلى الفردوس
شخصية مميـزة
شخصية مميـزة

الاوسمه : أول كتاب أنقله لكم ؟ 110402075213a5f46f76
عدد المساهمات : 931
نقاط : 5986
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 20/02/2011
العمر : 54
الموقع : الجزائر

https://hmsat-islam.yoo7.com/profile?mode=editprofile

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أول كتاب أنقله لكم ؟ Empty رد: أول كتاب أنقله لكم ؟

مُساهمة من طرف تسنيم الجنان الثلاثاء 24 مايو - 16:50

أول كتاب أنقله لكم ؟ 74269d1299956615-1%D8%B4%D9%83%D8%B1%D8%A7

متابعين معك اخي
الساعي الى الفردوس
بانتظار باقي الكتاب ان شاء الله
تسنيم الجنان
تسنيم الجنان
همسات اسلامية

الاوسمه : أول كتاب أنقله لكم ؟ Adare
عدد المساهمات : 3861
نقاط : 11688
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/08/2010
الموقع : ♥فيني هدوء الكون وفيني جنونه♥

https://hmsat-islam.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أول كتاب أنقله لكم ؟ Empty رد: أول كتاب أنقله لكم ؟

مُساهمة من طرف الساعي إلى الفردوس الأربعاء 25 مايو - 21:55

بارك الله فيك أخيتي تسنيم و نورتي فعلا صفحتي و أنت دائما كذلك فربي يجازيك كل خير على المساندة التي تقدمينها لجميع الأعضاء جعل الله ذلك في ميزان حسناتك
ربي يبارك لنا فيك وأنتظر دائما ردود و انتقادات باقي الأعضاء
الساعي إلى الفردوس
الساعي إلى الفردوس
شخصية مميـزة
شخصية مميـزة

الاوسمه : أول كتاب أنقله لكم ؟ 110402075213a5f46f76
عدد المساهمات : 931
نقاط : 5986
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 20/02/2011
العمر : 54
الموقع : الجزائر

https://hmsat-islam.yoo7.com/profile?mode=editprofile

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أول كتاب أنقله لكم ؟ Empty رد: أول كتاب أنقله لكم ؟

مُساهمة من طرف المعتزة بديني الأربعاء 25 مايو - 23:27

اْعانك الله ووفقك لما فيه رضاه وطاعته
وجعله في ميزان حسناتك
المعتزة بديني
المعتزة بديني
شخصية مميـزة
شخصية مميـزة

الاوسمه : أول كتاب أنقله لكم ؟ 1102280606334a47a070
عدد المساهمات : 1356
نقاط : 7530
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 07/08/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أول كتاب أنقله لكم ؟ Empty رد: أول كتاب أنقله لكم ؟

مُساهمة من طرف اثال الجمعة 27 مايو - 0:12

أول كتاب أنقله لكم ؟ Gzak
اثال
اثال
شخصية مميـزة
شخصية مميـزة

عدد المساهمات : 576
نقاط : 5899
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/08/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أول كتاب أنقله لكم ؟ Empty رد: أول كتاب أنقله لكم ؟

مُساهمة من طرف شجون الايمان الجمعة 27 مايو - 18:23

أول كتاب أنقله لكم ؟ 9a09099802

شجون الايمان
شخصية مميـزة
شخصية مميـزة

عدد المساهمات : 358
نقاط : 5335
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 25/02/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى