كيف نغير أنفسنا
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كيف نغير أنفسنا
سئم كثير من الناس حياة الغفلة , والبعد عن الله تعالى , وتاقت أنفسهم إلى حياة الاستقامة .. يريدون أن يعيشوا حياة طيبة سعيدة مطمئنة .
إنهم ينتظرون نسمات التغيير , وإشراقات الاستقامة .. فيتساءلون في حيرة .
( كيف) نغير أنفسنا ؟ .. ( كيف) نستيقظ من غفلتنا ؟
( كيف) نعالج واقعنا الأليم ؟
{ أخي المسلم .. أختي المسلمة} : إن مجرد تفكيرك في التغيير يعد نوعاً من التغيير , وما دامت نفسك تتطلع إلى السمو والارتقاء نحو المعالي , فإن ذلك يدل على حياة قلبك , وخير في نفسك .. وإليك الخطوات العملية نحو التغيير :
( 1-التأمل في عظم الجناية) : فيشاهد القلب من خلال هذا التأمل عظمة الرب سبحانه وتعالى وقوته وجبروته , وأنه خالق هذا العالم , وأنه رازق هذه الكائنات جميعاً , وأنه المحي المميت الفعال لما يريد , وأنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له . ويشاهد بعد ذلك ضعف نفسه وحقارته وفقره , وهو مع ذلك متعدٍّ حدود الله عز وجل , بعيد عن سبل طاعته , والرب مع ذلك يستره ويرحمه ويحلم عليه , ويوح له طريق الخير ليسلكه , وطريق الشر ليجتنبه , وهذا التأمل ينتفع به القلب أعظم انتفاع حيث ينزعج من هذا الواقع الذي يعيشه بعيداً عن الله تعالى , ولا يزال يضرب على صاحبه ويحثه على تغيير هذا الواقع , والسير في طريق الهداية والاستقامة .
{ 2-العزيمة الصادقة }: بعد أن يتطلع القلب إلى التغيير لابد من العزيمة الصادقة على هذا التغيير , لأنه لولا هذه العزيمة سرعان ما يفتر القلب , فالعزيمة سبب في استمرار انتباه القلب ورغبته في التغيير . والعزيمة نوعان : أحدهما عزم الإنسان على سلوك الطريق وهو من البدايات , والثاني العزم على الاستمرار على الطاعات , وعلى الانتقال من حالٍ إلى حالٍ أكمل منه وهو النهايات , وعون الله للعبد على قدر قوة عزيمته وضعفها فمن صمم على إرادة الخير أعانه وثبته . ومتى صدق العبد في عزمه على سلوك طريق الطاعة والاستمرار فيه , أعانه الله عز وجل بـ " البصيرة " وهي نور يقذفه الله تعالى في قلبه يرى به حقيقة الأشياء ومحاسن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم , ومساوئ المخالفة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم .
( 3-التوبة) : وهي الرجوع عما يكره الله ظاهراً وباطناً إلى ما يحبه الله ظاهراً وباطناً , قال الله تعالى : { " وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون "} وهي البداية العملية للتغيير .
{ 4-المسارعة} : إن عملية التغيير لابد أن تسير بخطى سريعة , لأن البطء يمكن أن يؤدي إلى التكاسل عن إتمام العملية , وبالتالي الانسحاب دون تحقيق المراد . قال الله تعالى : " { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين }" وقال تعالى : { " إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ... "} . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( " التؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة ") .
( 5-الفورية ): إن التغيير من المعصية إلى الطاعة , ومن الاعوجاج إلى الاستقامة واجب على الفور , فمن انتبه من غفلته وأبصر ما هو عليه من ضياع لابد أن يبدأ فوراً بالتغيير , فهؤلاء سحرة فرعون لما ظهر لهم الحق قالوا على الفور { " آمنا برب العالمين . رب موسى وهارون "} ولم يلتفتوا بعد ذلك إلى فقد مناصبهم الدنيوية ومكانتهم الاجتماعية , ولم يعبئوا بما توعدهم به فرعون من العذاب .
{ 6-العلم }: إن عملية التغيير هي الجانب العملي , لابد أن يرافقها جانب علمي , وهذا الجانب العلمي هو الذي تنضبط به عملية التغيير , فلا ينحرف لا إلى التفريط ولا إلى الإفراط , وإنما يسير على المنهج الوسط الذي ارتضاه الله تعالى لعباده , قال الله تعالى في شأن أعظم كلمة وهي كلمة التوحيد : { " فاعلم أنه لا إله إلا الله "} . فعلى مريدالتغيير أن يطلب العلم بكل طريقة شرعية , فيجالس العلماءوالداعاة , وطلاب العلم , ويكثر من المطالعة في كتب أهل العلم , ويستفيد من الأشرطة المسجلة , ومتابعة مواقع أهل العلم في المنتديات .
( 7-التقيد بالكتاب والسنة) : على طالب التغيير أن يتقيد بالكتاب والسنة وما دار في فلكهما , وليحذر أشد الحذر من أهل الأهواء والبدع , فإن فتنتهم عظيمة وخطرهم كبير , فعليه أن يعتقد عقيدة أهل السنة والجماعة , وهي العقيدة الصحيحة التي لا نجاة للمرء إلا باعتقادها .
{ 8-الجدية }: الجدية مطلب أساس لطالب التغيير , قال الله تعالى : { " خذوا ما آتيناكم بقوة "} . وأرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الجدية في التمسك بالسنة , فقال عليه الصلاة والسلام : ( " عضوا عليها بالنواجذ ... " ). والجدية تشمل المظهر والجوهر .
( 9-تبديل الاهتمامات) : فطالب التغيير يترك ماكان عليه من اهتمامات باطلة , ويجعل مكانها غيرها من الاهتمامات النافعة , مثال ذلك : التهاون في الصلاة , سماع الغناء , وكل عمل أو خلق دنيء , ويتجه إلى طاعة الله وتقواه في كل شؤونه.
{ 10-تغيير الصحبة} : على طالب التغيير وهي في بداية الطريق أن يقطع علاقاته بأهل الفساد والغواية , يقول الله تعالى : { " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين "} . ويستبدلها بصحبة الصالحين الأخيار , لأن الاستمرار في مخالطة أهل الشر والفساد يؤدي إلى الانتكاس , والعودة إلى الماضي السيئ .
( 11-ترتيب الأولويات) : طالب التغيير يبدأ بأهم المهمات , ثم الأهم فالمهم , فتبدأ بتصحيح العقيدة , وتقدم الفرائض على النوافل , والواجبات على المستحبات , وتعطي كل شيء حقه من العناية , وتهتم بتنظيم وقتك حتى لا يضيع منه شيء دون فائدة .
{ 12-الاستعانة بالله عز وجل} : وهذه من أهم المهمات في مرحلة التغيير , فهي تعني الخروج من الحول والقوة , وطلب الحول والقوة والمنعة من الله تعالى , ولأهمية الاستعانة به عز وجل أمر الله عباده بقولها في كل ركعة من ركعات الصلاة { " إياك نعبد وإياك نستعين "} . كما على طالب التغيير أن يكثر من دعاء الله عز وجل بالتوفيق والثبات على الطريق .
( 13-الصبر والمجاهدة) : إن عملية التغيير ليست بالأمر اليسير , فإنها ميلاد جديد , لذلك تحتاج إلى الصبر , وبهذا الصبر والمجاهدة تتبين الصادق من الكاذب , فالصادق يتجرع مرارة الصبر , ويجاهد نفسه على الطاعة . أما الكاذب فإنه لا يقدر على ذلك , بل يستسلم لأول بارقة من فتنة , وينكص على عقبيه. قال الله تعالى : { " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين "} .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
إنهم ينتظرون نسمات التغيير , وإشراقات الاستقامة .. فيتساءلون في حيرة .
( كيف) نغير أنفسنا ؟ .. ( كيف) نستيقظ من غفلتنا ؟
( كيف) نعالج واقعنا الأليم ؟
{ أخي المسلم .. أختي المسلمة} : إن مجرد تفكيرك في التغيير يعد نوعاً من التغيير , وما دامت نفسك تتطلع إلى السمو والارتقاء نحو المعالي , فإن ذلك يدل على حياة قلبك , وخير في نفسك .. وإليك الخطوات العملية نحو التغيير :
( 1-التأمل في عظم الجناية) : فيشاهد القلب من خلال هذا التأمل عظمة الرب سبحانه وتعالى وقوته وجبروته , وأنه خالق هذا العالم , وأنه رازق هذه الكائنات جميعاً , وأنه المحي المميت الفعال لما يريد , وأنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له . ويشاهد بعد ذلك ضعف نفسه وحقارته وفقره , وهو مع ذلك متعدٍّ حدود الله عز وجل , بعيد عن سبل طاعته , والرب مع ذلك يستره ويرحمه ويحلم عليه , ويوح له طريق الخير ليسلكه , وطريق الشر ليجتنبه , وهذا التأمل ينتفع به القلب أعظم انتفاع حيث ينزعج من هذا الواقع الذي يعيشه بعيداً عن الله تعالى , ولا يزال يضرب على صاحبه ويحثه على تغيير هذا الواقع , والسير في طريق الهداية والاستقامة .
{ 2-العزيمة الصادقة }: بعد أن يتطلع القلب إلى التغيير لابد من العزيمة الصادقة على هذا التغيير , لأنه لولا هذه العزيمة سرعان ما يفتر القلب , فالعزيمة سبب في استمرار انتباه القلب ورغبته في التغيير . والعزيمة نوعان : أحدهما عزم الإنسان على سلوك الطريق وهو من البدايات , والثاني العزم على الاستمرار على الطاعات , وعلى الانتقال من حالٍ إلى حالٍ أكمل منه وهو النهايات , وعون الله للعبد على قدر قوة عزيمته وضعفها فمن صمم على إرادة الخير أعانه وثبته . ومتى صدق العبد في عزمه على سلوك طريق الطاعة والاستمرار فيه , أعانه الله عز وجل بـ " البصيرة " وهي نور يقذفه الله تعالى في قلبه يرى به حقيقة الأشياء ومحاسن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم , ومساوئ المخالفة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم .
( 3-التوبة) : وهي الرجوع عما يكره الله ظاهراً وباطناً إلى ما يحبه الله ظاهراً وباطناً , قال الله تعالى : { " وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون "} وهي البداية العملية للتغيير .
{ 4-المسارعة} : إن عملية التغيير لابد أن تسير بخطى سريعة , لأن البطء يمكن أن يؤدي إلى التكاسل عن إتمام العملية , وبالتالي الانسحاب دون تحقيق المراد . قال الله تعالى : " { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين }" وقال تعالى : { " إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ... "} . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( " التؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة ") .
( 5-الفورية ): إن التغيير من المعصية إلى الطاعة , ومن الاعوجاج إلى الاستقامة واجب على الفور , فمن انتبه من غفلته وأبصر ما هو عليه من ضياع لابد أن يبدأ فوراً بالتغيير , فهؤلاء سحرة فرعون لما ظهر لهم الحق قالوا على الفور { " آمنا برب العالمين . رب موسى وهارون "} ولم يلتفتوا بعد ذلك إلى فقد مناصبهم الدنيوية ومكانتهم الاجتماعية , ولم يعبئوا بما توعدهم به فرعون من العذاب .
{ 6-العلم }: إن عملية التغيير هي الجانب العملي , لابد أن يرافقها جانب علمي , وهذا الجانب العلمي هو الذي تنضبط به عملية التغيير , فلا ينحرف لا إلى التفريط ولا إلى الإفراط , وإنما يسير على المنهج الوسط الذي ارتضاه الله تعالى لعباده , قال الله تعالى في شأن أعظم كلمة وهي كلمة التوحيد : { " فاعلم أنه لا إله إلا الله "} . فعلى مريدالتغيير أن يطلب العلم بكل طريقة شرعية , فيجالس العلماءوالداعاة , وطلاب العلم , ويكثر من المطالعة في كتب أهل العلم , ويستفيد من الأشرطة المسجلة , ومتابعة مواقع أهل العلم في المنتديات .
( 7-التقيد بالكتاب والسنة) : على طالب التغيير أن يتقيد بالكتاب والسنة وما دار في فلكهما , وليحذر أشد الحذر من أهل الأهواء والبدع , فإن فتنتهم عظيمة وخطرهم كبير , فعليه أن يعتقد عقيدة أهل السنة والجماعة , وهي العقيدة الصحيحة التي لا نجاة للمرء إلا باعتقادها .
{ 8-الجدية }: الجدية مطلب أساس لطالب التغيير , قال الله تعالى : { " خذوا ما آتيناكم بقوة "} . وأرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الجدية في التمسك بالسنة , فقال عليه الصلاة والسلام : ( " عضوا عليها بالنواجذ ... " ). والجدية تشمل المظهر والجوهر .
( 9-تبديل الاهتمامات) : فطالب التغيير يترك ماكان عليه من اهتمامات باطلة , ويجعل مكانها غيرها من الاهتمامات النافعة , مثال ذلك : التهاون في الصلاة , سماع الغناء , وكل عمل أو خلق دنيء , ويتجه إلى طاعة الله وتقواه في كل شؤونه.
{ 10-تغيير الصحبة} : على طالب التغيير وهي في بداية الطريق أن يقطع علاقاته بأهل الفساد والغواية , يقول الله تعالى : { " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين "} . ويستبدلها بصحبة الصالحين الأخيار , لأن الاستمرار في مخالطة أهل الشر والفساد يؤدي إلى الانتكاس , والعودة إلى الماضي السيئ .
( 11-ترتيب الأولويات) : طالب التغيير يبدأ بأهم المهمات , ثم الأهم فالمهم , فتبدأ بتصحيح العقيدة , وتقدم الفرائض على النوافل , والواجبات على المستحبات , وتعطي كل شيء حقه من العناية , وتهتم بتنظيم وقتك حتى لا يضيع منه شيء دون فائدة .
{ 12-الاستعانة بالله عز وجل} : وهذه من أهم المهمات في مرحلة التغيير , فهي تعني الخروج من الحول والقوة , وطلب الحول والقوة والمنعة من الله تعالى , ولأهمية الاستعانة به عز وجل أمر الله عباده بقولها في كل ركعة من ركعات الصلاة { " إياك نعبد وإياك نستعين "} . كما على طالب التغيير أن يكثر من دعاء الله عز وجل بالتوفيق والثبات على الطريق .
( 13-الصبر والمجاهدة) : إن عملية التغيير ليست بالأمر اليسير , فإنها ميلاد جديد , لذلك تحتاج إلى الصبر , وبهذا الصبر والمجاهدة تتبين الصادق من الكاذب , فالصادق يتجرع مرارة الصبر , ويجاهد نفسه على الطاعة . أما الكاذب فإنه لا يقدر على ذلك , بل يستسلم لأول بارقة من فتنة , وينكص على عقبيه. قال الله تعالى : { " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين "} .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الزهراء- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 1813
نقاط : 8950
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 26/12/2010
رد: كيف نغير أنفسنا
موضوع غاااااااااااااية في الروعة
اللهم أعنا على أن نغير من حالنا و أحوالنا من حسن إلى أحسن
جزاك الله الفردوس الأعلى أخيتي
نسأل الله أن يجعلها في موازين حسناتك
كلام كله راق و مفيد و مما راق لي أكثر :
إن التغيير من
المعصية إلى الطاعة , ومن الاعوجاج إلى الاستقامة واجب على الفور , فمن
انتبه من غفلته وأبصر ما هو عليه من ضياع لابد أن يبدأ فوراً بالتغيير ,
فهؤلاء سحرة فرعون لما ظهر لهم الحق قالوا على الفور { " آمنا برب العالمين
. رب موسى وهارون "} ولم يلتفتوا بعد ذلك إلى فقد مناصبهم الدنيوية
ومكانتهم الاجتماعية , ولم يعبئوا بما توعدهم به فرعون من العذاب
اللهم أعنا على أن نغير من حالنا و أحوالنا من حسن إلى أحسن
جزاك الله الفردوس الأعلى أخيتي
نسأل الله أن يجعلها في موازين حسناتك
كلام كله راق و مفيد و مما راق لي أكثر :
إن التغيير من
المعصية إلى الطاعة , ومن الاعوجاج إلى الاستقامة واجب على الفور , فمن
انتبه من غفلته وأبصر ما هو عليه من ضياع لابد أن يبدأ فوراً بالتغيير ,
فهؤلاء سحرة فرعون لما ظهر لهم الحق قالوا على الفور { " آمنا برب العالمين
. رب موسى وهارون "} ولم يلتفتوا بعد ذلك إلى فقد مناصبهم الدنيوية
ومكانتهم الاجتماعية , ولم يعبئوا بما توعدهم به فرعون من العذاب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى