اهلا وسهلا بكم بمنتديات همسات اسلامية
هذه ولله الحمد والمنّة صفحات أرجو بها الفائدة لي وللمسلمين في أنحاء العالم وقد وفقني الله تعالى لجمع ما تيسر لي من معلومات تفيدنا في فهم ديننا الحنيف والمساعدة على الثبات على هذا الدين الذي ارتضاه لنا سبحانه ووفقنا وهدانا لأن نكون مسلمين .
وفقنا الله جميعاً لخدمة هذا الدين كل منّا بقدر إمكانياته فكلّنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته. بارك الله بالجميع وأتمنى لكم تصفّحاً مفيداً نافعاً إن شاء الله تعالى وشكراً لكم على زيارة هذا الموقع المتواضع. وما توفيقي إلا بالله العزيز الحميد فما أصبت فيه فمن الله عزّ وجل وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان فأسأل الله أن يغفر لي ولكم وأن يعيننا على فعل الخيرات وصالح الأعمال وأن يحسن عاقبتنا في الأمور كلّها اللهم آميـــن.
يسعدنا التسجيل في منتدانا
تحياتى لكم ...........
همسات اسلامية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

اهلا وسهلا بكم بمنتديات همسات اسلامية
هذه ولله الحمد والمنّة صفحات أرجو بها الفائدة لي وللمسلمين في أنحاء العالم وقد وفقني الله تعالى لجمع ما تيسر لي من معلومات تفيدنا في فهم ديننا الحنيف والمساعدة على الثبات على هذا الدين الذي ارتضاه لنا سبحانه ووفقنا وهدانا لأن نكون مسلمين .
وفقنا الله جميعاً لخدمة هذا الدين كل منّا بقدر إمكانياته فكلّنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته. بارك الله بالجميع وأتمنى لكم تصفّحاً مفيداً نافعاً إن شاء الله تعالى وشكراً لكم على زيارة هذا الموقع المتواضع. وما توفيقي إلا بالله العزيز الحميد فما أصبت فيه فمن الله عزّ وجل وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان فأسأل الله أن يغفر لي ولكم وأن يعيننا على فعل الخيرات وصالح الأعمال وأن يحسن عاقبتنا في الأمور كلّها اللهم آميـــن.
يسعدنا التسجيل في منتدانا
تحياتى لكم ...........
همسات اسلامية
اهلا وسهلا بكم بمنتديات همسات اسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله Empty من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله

مُساهمة من طرف المعتزة بديني الثلاثاء 27 ديسمبر - 19:40



من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله Latahzanظاهرة الحزن أو القلق أو الاكتئاب من الظواهر التي لم نكن نسمعها في عالمنا الاجتماعي بشكل لافت كما هو الحال اليوم، فلا تكاد تجلس أمام شاشة التلفاز أو تسمع رنين المذياع إلا وتسمع الأعداد الغفيرة التي تشكو الحزن الذي لا مبرِّر له أو القلق الذي لا مصدر معروف له ، بل إني لا أكون مبالغاً إن أخبرتكم أن 90% من الاتصالات أو الرسائل التي تصل إلى هاتفي المحمول هو من هذا النوع من المشكلات ( الحزن أو القلق ).





لست طبيباً نفسياً هنا حتى أصف الدواء أو أعرض الحلول ، فهذا ليس من تخصصي ، إنما أعرض الموضوع من جانبه الإيماني ، فكما أن الأمراض أو الأعراض النفسية الطارئة تحتاج إلى مستشار نفسي خبير ، فأعتقد بل أجزم أننا اليوم أكثر من أي وقت مضى في حاجة إلى مستشار إيماني ، ولا يشترط فيه أن يكون كامل الإيمان أو بلغ المراحل العليا التي يعجز عنها الإنسان لأن من طبيعته النقص والخطأ ، ولكن الناس بحاجة إليه لِلَملمة جراحهم وتثبيت قلوبهم وتعريفهم بأهمية العمق الإيماني وأسبابه ووسائله في زرع الأمل واليقين وغرس السكينة والطمأنينة والأمن في دواخل النفوس حتى تكون أكثر أماناً واستقراراً في مستقبل الأيام ، وأتمنى ممن يقرأ خاطرتي هذا أن يعطيني رأيه في هذا الاقتراح تأييداً أو نقداً أو اعتراضاً ، فقد أكون مخطئاً أو مصيباً .



إن دواء الحزن هو الإيمان العميق الذي يتغلغل في سويداء القلب فتشع أنوار هدايته على كل الجوارح بدءاً بالقلب وانتهاءً بأصغر عضوٍ في جوارحه ، فالإيمان في القلب كمركز الإشعاع للقرية حتى تبث أنواره في كل بيت فيه ، فمتى ما قوي مركز الإشعاع وامتد أثره قويت معه تلك الأنوار ..

والمسلم معرض لهذا الحزن والهم والغم كطبيعة إنسانية وابتلاء رباني ، فلا صفاء خالص إلا في الجنة ، والنبي صلى الله عليه وسلم تعرض للحزن والهم والخوف ولكنه كان يستعيذ بالله منه ويعلِّم أمته كيف يستعيذون منه بالدعاء والاستعاذة وقطع دواعيه وأسبابه من لزوم الأذكار وكثرة الاستغفار حتى ينجلي عن القلب ، وإن عاد إليك فعد لملازمة تلك الأذكار وكن أكثر إيجابية في تغيير نمط معيشتك وحياتك واختيار أصدقائك والانتقال من بيئة الحزن إلى بيئة التفاؤل ... وليكن قرار دفع الحزن بيدك أنت لا بيد أحدٍ سواك .

قال بن القيم رحمه الله : الحزن من طبائع العوام ، وهو انخلاع عن السرور وملازمة الكآبة لتأسُّف عن فائت أو توجعٍ لممتنع ، وإنما كان من منازل العوام لأن فيه نسيان المنَّة والبقاء في رق الطبع ، وهو في مسالك الخواص حجاب ، لأن معرفة الله جلا نورُها كلَّ ظلمة ، وكشف سرورها كلَّ غمة ، فبذلك فليفرحوا ...

وقيل : أوحى الله إلى داود : يا داود ... بي فافرحْ وبذكري فتلذَّذْ ، وبمعرفتي فافتخرْ ، فعمَّا قليل أفرغ الدار من الفاسقين وأنزل نقمتي على الظالمين . ( طريق الهجرتين صـ339ـ )

إن الحزن يضعف القلب ويوهن العزم ويضر الإرادة ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن كما قال تعالى : " إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا " .

إن اشتراط عمق الإيمان حل لكثير من الحزن الجاثم على صدور الكثيرين ، فقد وعد الله عباده بذلك فقال : " ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين " والشعور بمعية الله للمؤمن كفيل بذهاب الحزن " لا تحزن إن الله معنا " ومهما أصابك من الحزن فأعظم فوائده : أنك تلجأ إلى الله وتأنس بدعائه وتفرح برجائه وتخاف من مزيد عقابه ... ففي كل الأحوال : لا تحزن وأنت مع الله .



المـــــؤمن الوثَّاب تعصمه من الهول السكينة

والخائف الهيَّاب يغرق وهو في ظل السفينة
المعتزة بديني
المعتزة بديني
شخصية مميـزة
شخصية مميـزة

الاوسمه : من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله 1102280606334a47a070
عدد المساهمات : 1356
نقاط : 7540
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 07/08/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله Empty رد: من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله

مُساهمة من طرف المعتزة بديني الإثنين 2 يناير - 17:26

تفاوت الهمم




من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله Tafawot_alhemam



للناس مشارب شتى وهمم متفاوتة ، فبينما تبصر عيناك مجاهداً يرابط على ثغور القدس وأسوارها ، تتفاجأ بأنه ما يزال من يموت منتحراً من أجل عيون عشيقته !! ولا يمكن أن تستوعب كثيراً أو قليلاً ما الذي فارق بين الهمتين وباعد بين الفريقين ؟

إن تفاوت الهمم مبني على قوة القلب وضعفه أو انشغاله بالله أو فراغه منه أو ارتقاء همته أو سفولها . العجيب في الأمر وأنت تقرأ التاريخ قراءة متأنية ومنصفة وتتأمل في حياة الملوك والخلفاء والعلماء تجد أنك أمام مفارقات صعبة أو قُل أمام قامات أو هامات عظيمة لكنها متفاوتة في عظمتها ، وخذ أمثلة على ذلك :




  • كانت همة الخليفة عبد الملك بن مروان في الملك والرياسة والفتوحات ولا صبابة له في النساء ، حتى إنه قد اشتهر قبل الخلافة بطلب العلم والجلوس مع العلماء ، ولما تولى الخلافة حمل المصحف بين يديه وقال : هذا فراق بيني وبينك ، أي أنه سينشغل بالحكم عن القرآن .
  • وأما همة ابنه الوليد بن عبد الملك فكانت في البناء ، فهو الذي بنى الجامع الأموي وقبة الصخرة ودمشق ومناراتها وقام بتوسعة المسجد النبوي وبنى القصور على أنهار الشام.
  • وأما همة أخيه سليمان بن عبد الملك فكانت في النساء والجواري حتى صارت أمه تنتقي له الحسناوات منهن ليتزوجهن أو يتسرى بهن لعلمها بحبه لذلك !
  • وأما الخليفة عمر بن عبد العزيز فكانت همته في نشر الإسلام وإقامة العدل وتوزيع الثروة بالتساوي بين المسلمين بلا تفريق بين حاكم ومحكوم ، كما كانت همته في الجلوس مع العلماء وقيام الليل والتطلع للآخرة .



وهكذا غيرهم من الملوك والخلفاء ، والناس تبع لهم ، ففي عهد عبد الملك بن مروان المغرم بالجهاد والفتوحات كان الناس يتنافسون في عدد حضور الغزوات ، وفي عهد الوليد بن عبد الملك كان الناس يتنافسون في بنا ء الدور والقصور ، وفي عهد سليمان كانوا يتنافسون في عدد الزوجات والجواري ، وفي عهد الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز كانوا يتنافسون في العبادة وقيام الليل وصيام النهار والصدقة وإقامة العدل ، والناس على دين ملوكهم .



وكما تفاوت الخلفاء فكذلك تفاوت العلماء ، قوة وعلماً ودعوةً وجهاداً ، فمنهم من بز أقرانه بمراحل في العلم ، بحسب قدرته وقوته وهمته وفهمه وسفره في طلب العلم بما أفاء الله على كل واحد منهم ، ومنهم من كان أقل بمراحل وأشواط .



تفاوتوا في إظهار الحق أمام السلاطين ، فمنهم الصادع بالحق الصابر عند البلاء والعذاب ، القوي الصلب في الوقوف أمام الجماهير الغاضبة ، ومنهم من لا يطيق الخروج من بيته لتلبية نداء السلطان خوفاً على رقبته ، فلزم الصمت أو داهن أو وافق مكرهاً .



وتفاوتوا أيضاً في القرب من الخلفاء أو أخذ شيئا من الأموال ، فمنهم من أخذ ومنهم من أمسك ، ومنهم من اقترب من القصر ومنهم من آثر العزلة .



وتفاوتوا في الجهاد ، فانشغل علماء بالعلم والجهاد والمرابطة على الثغور ، بينما انشغل آخرون بالعلم دون الجهاد ، لعلمه بقوته وصبره وقدرته على المواجهة ، ولم يعب منهم الآخر ولم يعير منهم الآخر ، وما ورد على لسان عبد الله بن المبارك في ذم عبادة الفضيل بن عياض فإنه لا يثبت ولا يصح ، " قد علم كل أناس مشربهم " و " والله فضل بعضكم على بعض في الرزق " .



إن تفاوت الهمم لا يقتصر على بني الإنسان ، بل وحتى عالم الحيوان وعالم النبات وعالم الجماد ، فالطبائع متفاوتة ومتباينة لأن الله تعالى أرادها كذلك إرادة كونية وقدرية ، ويوم أن يعذر الإنسان أخاه الإنسان فيما رزقه الله من ضعف الهمة ، ويشكر الله على ما آتاه من قوة الهمة ، فإن الحياة تستقيم بالود والحب والأمل والتعايش ، على أن المرء يجب أن يسعى دوماً في الترقي وطلب المعالي والتجديد المستمر ، فالحياة يصيبها الركود والموت حين تتوقف ، وكذلك المرء حين يتوقف عن طلب الكمالات فإنه يتراجع إلى الوراء سنين عديدة ، فلا يجد نفسه إلا في آخر الركب وقد فاته قطار الحياة .
المعتزة بديني
المعتزة بديني
شخصية مميـزة
شخصية مميـزة

الاوسمه : من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله 1102280606334a47a070
عدد المساهمات : 1356
نقاط : 7540
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 07/08/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله Empty رد: من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله

مُساهمة من طرف المعتزة بديني الخميس 5 يناير - 17:36

أفراح المؤمن
الكاتب الشيخ سعد الغامدي




من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله Afrah_momen

آية في كتاب الله جل جلاله نزلت لتبين للناسِ الفرحَ الذي يجب أن يفرحوه والسعادة التي يجب أن ينالوها ... آيةٌ في كتاب الله .. نزلت لتقول للناس .. ليس الفرحُ بجمع الحطام ولا بامتلاك الأموال ، ليس فرحاً حقيقياً ذلك الذي يظنه الناس أنه ذاك الذي فاقهم مالاً أو جاهاً أو مكانةً ... آيةٌ في كتاب الله تعالى .. نزلت لتعيدَ للنفس توازنَها ولتوقظها من غفلتها ولتكشف لها الأسبابَ الحقيقية للسعادةِ والفرحِ الذي يحبُّه الله تبارك وتعالى ...

إنها في قول الله تعالى في سورة يونس " يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون "

إن الآية تقولُ للناس .. أيها الناس .. قد جاءكم كتابٌ جامعٌ لكل ما تحتاجون إليه من موعظةٍ حسنةٍ لإصلاح أخلاقكم وأعمالكم وحكمةٍ بالغةٍ لإصلاح خفايا نفوسكم وشفاءِ أمراضِها الباطنة وهدايةٍ واضحةٍ للصراط المستقيم الموصلِ إلى سعادة الدنيا والآخرة ..... " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون " .. قل بفضل الله : أي بالقرآن وبرحمته أي بالإسلام فليفرحوا .. هذا هو الفرحُ الحقيقي للمؤمن ... كيف كنتم في الجاهلية من الجهل والظلم والبغي والكفر بالله ؟ كيف كنتم في أخلاقكم وأفعالكم الذميمة ؟ ... ولما جاءتكم هداية الله من السماء .. كيف انقلبتم وتحولتم ... كنتم تعبدون الأصنام فأصبحتم تعبدون إلهاً واحداً ورباً واحداً ؟ .. كنتم تستغيثون وتقولون ارزقنا يا صنم .. أطعمنا يا صنم .. اشفنا يا صنم .. فلما جاء الإسلام غدوتم تقولون : ارزقنا يا صمد .. أطعمنا يا صمد .. اشفنا يا صمد .. كنتم تظلمون وتبغون وتسفكون الدماء ويأكل بعضكم أموال بعض فلما جاء الوحي من الله تعالى صرتم تخافون على أنفسكم من المال الحرام واللقمة الحرام ؟ ... كنتم تقتلون أولادكم وتدفنون بناتِكم وهُنَّ أحياء فلما جاء الوحي من السماء صار صلاح الولد والبنت طريقاً لكم إلى الجنة فخفتم عليهم من النار وعذاب النار ...

نعم ... " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون " ...

إن الفرح بفضل الله وبرحمته أفضلُ وأنفع للناس مما يجمعون من الذهب والفضة والأنعام والحرث وسائر متاع الحياةِ الدنيا .. فلا يحزن مَنْ فَقَدَ هذه المُتع إن بقي له فَرَحُهُ بفضل الله ورحمته من القرآن والإسلام ، لأن الدنيا يجمعها المسلم والكافر والبرُّ والفاجر وهي للمؤمن نعمة وهي للكافر نقمة ...

نظر كسرى إلى ملكِه يوماً فأعجبه فقال : هذا مُلْك إلا أنه هُلْك ، ونعيم إلا أنه عديم ، وغَنَاء لولا أنه عناء ، وسرور لولا أنه شرور ، ويومٌ لو كان يوثق بِغد !!

أيها الإخوة ... كل فرحٍ في الدنيا سيزول لا محالة ، وإنَّ هناك محطاتٍ من عمر الإنسان المؤمن سيشعر فيها بالفرح الحقيقي لأنه سيتعلق بمصيره في الدار الآخرة ... أربعُ مراحلَ من عمر الإنسان هي بشاراتٌ وأفراح ...

عُمْره في الدنيا، وعمره في البرزخ ، وعمره في المحشر ، وعمره في دار القرار ..

أما عمر الدنيا فالمؤمن يحقُّ له أن يفرح بنعمة القرآن والإسلام لأنه ينعم بالحياة المطمئنة بطاعة ربه وعبادته ، ينعم بالسكينة والاستقرار لأنه مع الله تعالى في كل ساعات يومه وليلته ... فإذا وضع جنبه لينام قال : " اللهم أسلمت نفسي إليك " وإذا ردَّ الله عليك روحَه وقام قال : " الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني وأذن لي بذكره " ... فيقوم يتطهر ويسكب الماء على جوارحه لتعيد لها الحياة وتَنْشَط للصلاة ويبدأ يومه بالصلاة ليكون أسعدُ الناس وأقوى الناس وأعبدُ الناس ، وإذا أقبل الليل ختمه بالصلاة .. ليعلن أن بداية يومه وختامَه بالصلاة والعبادة ، وما بينهما هو رجلٌ يبحث عن رزقه وقوتِه وقوتِ أولاده وهو رجلٌ يدعو الناس إلى الخير يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر وهو رجلٌ سلم المسلمون من لسانه ويده فبات راضياً عن الله ومرضياً من الخَلْق ، ثم إن الله تعالى يختم لمثل هذا الصنف من الناس حياتهم على الإسلام ، لأنهم عاشوا مع الله فرحين بنعمةِ الله فكانت حياتهم مع القرآن في منهجه ومع سنةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم في هديه ... وهكذا تنتهي حياة المؤمن على أحسن حال .. من عاش على الطاعات مات عليها ومَنْ عاش على المعاصي مات عليها .. قال صلى الله عليه وسلم : إذا أحبَّ الله عبداً استعمله قالوا : وكيف يستعمله يا رسول الله قال : يوفقه لعمل صالح قبل الموت " رواه الترمذي وصححه الألباني .. كأن يقبضه صائماً أو مصلياً أو حاجاً أو معتمراً أو مُنْفقاً أو خارجاً في سبيله أو مجاهداً لأعدائه أو تالياً لكتابه أو مؤدياً عمله بإخلاص ، أو يختم له بما يحبُّه ربُّه ويختاره له .

إنها فرحة المؤمن في دنياه بطاعةِ ربه ومولاه .. حتى وإن اعترضته المصائبُ والمكدرات ، لأنها إما عقوباتٌ مكفِّرة أو حسناتٌ ورفعُ درجات ، وكلهَّا خيرٌ للمؤمن ... قال صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده لا يقضي اللهُ للمؤمن قضاءً إلا كان خيراً له وليس ذلك إلا للمؤمن " رواه مسلم ... هذه فرحة المؤمن في عمره الأول ونسأل الله تعالى أن نكون وإياكم منهم .

أما عن فرحة المؤمن في عمره الثاني فهو في عالم البرزخ ، وهو عمر مديد طويل قد يكون سنين وقد يكون قرون ودهور ، ولكن فرحةُ المؤمن فيه لا تعدلها فرحة فإن المؤمن إذا جاءت لحظات الاحتضار انتهى الأجل وبدأ يودع الدنيا ويستقبل الآخرة عند ذلك يرى ملائكة الرحمة بيض الوجوه روائحُهم طيبة تحمل معها كفناً من حرير الجنة ويأتي مَلَكُ الموتِ عند رأسه ويقول : أُخرجي أيتها الروح الطيبة أُخرجي إلى رَوْح وريحان ورب غير غضبان فتخرج روحُه برفق ولطف كما تخرج قطرة الماء من فم القِربة فيأخذها مَلَكُ الموت ويُعطيها مَلَكَ الرحمة فيصعد بها إلى السمواتِ السبع ورائحةُ روحِه كأطيب ريحِ مسك على وجه الأرض فإذا جاءت السماءَ الدنيا قالت الملائكة : رُوْحُ مَنْ هذه الطيبة ؟ فيقولون : روحُ فلان بن فلان بأحب الأسماء التي كان يُسمَّى بها في الدنيا وتُفتح له السماء الأولى والثانيةِ والثالثةِ : إلى السابعة والملائكة تزفُّ روحَه إلى الرحمن وقد استوى على العرش فيسمعون الرحمن جل جلاله يقول : يا ملائكتي : اعلموا أني قد رضيت عن عبدي فأروه الجنةَ وأروه مكانه منها واجعلوه في عليين فتنزل الملائكة إلى جثمانه وهو محمول إلى قبره والروحُ تقول : عَجِّلوا به إلى خيرِ يومٍ منذ ولدته أمُّه حتى إذا ما وضع في اللَّحد وضمَّه القبر ضمَّةَ اليقظة فيستفيق ويجلس في عالمٍ ليس كعالم الدنيا فيأتيه رجلٌ حسنُ الوجه حسن الرِّيح حسن الصوت فيقول : أنا لا أفارقُك أبداً أنا عملُك الصالح .. فيأتيه ملكان يسألانه : مَنْ ربُّك ؟ وما دينُك ؟ وماذا تقول في الرجل الذي أرسل إليكم ؟ فيجيب إجابةً تامة عندها يُفتح له بابٌ إلى الجنة فيرى مقعده في الجنة وما أعدَّه الله له من النعم فيقول من شدة الفرح .. ربِّ أقم الساعة .. ربِّ أقم الساعة .. كيما أبشِّر أهلي .. فيُحال دون ذلك فتُرفع روحه إلى بارئها ويُقال له : نَمْ نومةِ العروس في خدرها فينام كما بين الظهر والعصر ..... هذه فرحة المؤمن في قبره .. حين يبشَّر بالفوز والرضوان ويبشر بجنة الرحمن .. وهذا هو عمره الثاني .. نسأل الله أن نكون وإياكم منهم ...

أما عمر المؤمن الثالث .. فإذا جاء البعث ونَفَخَ إسرافيلُ النفخةَ الثانية وقام الناس من قبورهم ينظرون وينتظرون الحساب خمسين ألف سنة في أرض المحشر والناس في عرقهم غارقون وعلى تفريطهم نادمون ومن عذاب ربهم مشفقون كان المؤمن تحت ظل عرش الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله ، فهو في نعيم وعافية لما فيه من الخلائق من العذاب والبكاء والندم ، وإذا تطايرت الصحف في أرض المحشر فمنهم شقي وسعيد ومنهم مَنْ يُؤتى كتابه بشماله ومنهم من يُؤتى كتابه بيمينه وكان المؤمن فرحاً مسروراً ويُنادي بأعلى صوته : هاؤم اقرؤا كتابيه إني ظننت أني ملاقٍ حسابيه فهو في عيشهٍ راضيةٍ في جنةٍ عالية قطوفها دائنة ... وإذا جاءت لحظات الصراط .. الذي هو آخر عرصات يوم القيامة .. الصراط الذي لا طريق غيرُه يوصل إلى الجنة .. الصراطُ الذي هو أدقُّ من الشَّعر وأحدَّ من السيف .. " وإن منكم إلا واردُها كان على ربك حتماً مقضياً ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا " ...

على الصراط .. يمرُّ المؤمن كالبرق الخاطف أو الرعد القاصف أو كالريح المُرسلة أو كأجاويد الخيل أو مهرولاً أو ماشياً ... فينجو من النار وقعرهها وظلمتها ، ينجو من سماع صوت أهلها ، ينجوا من الزبانية فيقول الحمد لله الذي نجَّاني منك ...

ثم يستقبل المؤمن فرحه الرابع وهو عمره المديد الذي لا نهاية له " وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها مادامت السموات والأرض " .

يدخل الجنة .. فيرجع إلى منزله الأول فينعم برضوان الله وأعظمُ نعيمٍ في الجنة هو رؤيةُ الخالق تبارك وتعالى ... قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون : لبيك ربَّنا وسعديك والخير كلُّه في يديك فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون : وما لنا لا نرضى يا رب وقد أعطينا ما لم تُعطِ أحداً من خلقك فيقول : ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ فيقولون : أُحِلُّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً " متفق عليه ..... نسأل الله من فضله العظيم ...

أيها الإخوة ... هذه أعظم لحظات فرح المؤمن وهي ثمرة من ثمرات فَرَحِه بالقرآن والإسلام يوم جاء إليه ... فآمن به وعاش عليه ومات عليه ... فنسأل الله أن يُسعد قلوبنا بطاعته وأن يرزقنا الجنة وار كرامته ...
المعتزة بديني
المعتزة بديني
شخصية مميـزة
شخصية مميـزة

الاوسمه : من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله 1102280606334a47a070
عدد المساهمات : 1356
نقاط : 7540
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 07/08/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله Empty رد: من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله

مُساهمة من طرف تسنيم الجنان الخميس 5 يناير - 18:24

من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله 12v


من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله 1137114121_3



من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله 34
تسنيم الجنان
تسنيم الجنان
همسات اسلامية

الاوسمه : من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله Adare
عدد المساهمات : 3861
نقاط : 11698
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 08/08/2010
الموقع : ♥فيني هدوء الكون وفيني جنونه♥

https://hmsat-islam.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله Empty رد: من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله

مُساهمة من طرف المعتزة بديني الإثنين 30 أبريل - 16:23

من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله Head02من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله Head02




أولـــويـــات مبعثـــرة !









في جلسة حوار هادئة سألني أحدهم فقال: تزاحمت في رأسي الأعمال والأفكار والاهتمامات ، وقفت الحقوق والواجبات والمسئوليات تصرخ في وجهي تطالبني بالعمل ، في عالم تكثر فيه الملهيات والمهلكات والمعوقات ، في عالم انتشرت فيه الثقافات والتوجهات ، في عالم فتحت فيه المنافذ الموصدة حتى أصبح الكون بيت واحد لا قرية واحدة !!

قل لي : كيف أرتب أولوياتي المبعثرة ؟





تأملت سؤاله العميق محاولاً أنا الآخر أن أستجمع الجواب حيث بدأ سؤاله دقيقاً في وصف الواقع ، ولاشك أنني لا أملك أدوات تغيير الواقع ، ولكني أعتقد أنني أملك أدوات تغيير النفس تجاه هذا الواقع الصعب ، لاعتقادي أن قوة النفس الداخلية وترتيبها وتنظيمها من الأعماق هو الذي يعظم الأمر أو يحقره ,,



قلت له :



أولاً : أعتقد أننا حين نصل مرحلة العجز والضعف التي وصفت بها نفسك تجاه ما ترى وما تسمع فيجب حينئذ أن نظهر التذلل لله تعالى والافتقار إليه ، لأنه ما من معضلة ولا شائكة إلا عند الله المخرج منها ، فبقدر ما تفتقر بقدر ما تقترب ! وبقدر ما تستغني عنه معتمداً على علمك وقدراتك الضعيفة بقدر ما يتولى عنك التوفيق والإيمان ، وثق تماماً أنك إذا بلغت أوج ضعفك فإن الفرج قريب .



ثانياً : لابد أن تعلم أن الأصل في الدنيا الحزن والكدر والمشقة والكبد ، وأن الفرح نعمة طارئة وعارضة ، يهبها الله تعالى من يشاء ومتى ما شاء ، ألم تسمع أو تقرأ قول النبي صلى الله عليه وسلم :" الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " فهي سجن وحبس ، وهل تتخيل الحبس إلا ضيق وابتلاء وشدة ؟ وأنك مقهور بالنفس والعقل والجوارح ، مضنون بالوقت وتصريفه .



ثالثاً : مشكلة البعض أنهم يريدون إدراك الأولويات والإحاطة بكل معاني الأشياء في العمر القصير من حياتهم ، وهذا مخالف لطبيعة بناء الإنسان !! ألم تر كيف خلق الله تعالى آدم في مراحل ؟ وكيف تم خلق الإنسان من أطوار ؟ وكيف خلقت الدنيا في ستة أيام ؟ وكيف يلبث الجنين في بطن أمه خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث ؟ وغير ذلك من طبيعة بناء الأشياء ..

إن الله تعالى أعطاك قدرات محدودة وأنت تريد إدراك اللامحدود ! فلا تكلف نفسك فوق قدراتها حتى لا تتهاوى أمام عظمة الخالق الذي تفرد بالإحاطة المطلقة والإدراك المطلق " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير "





رابعاً : تأمل كيف طولب الإنسان بأولوياته في بناء الإسلام والإيمان ثم تُرك بعد ذلك يجتهد في تحصيل المزيد مما ينفعه في دنياه وأخراه ، فالإسلام خمسة أركان يبدأ بالشهادتين وينتهي بفريضة الحج , والإيمان يبدأ بالإيمان بالله وينتهي بالإيمان بالقضاء والقدر ، ثم الصعود إلى مرتبة الإحسان التي لا يصل إليها إلا من رسخت قدمه في الإسلام والإيمان .. لاحظ أنك مطالب بالأولويات ، وهي التي عليها مدار السعادة والشقاوة ، فلا تلتفت إلى تحقيق أولويات أخرى حتى تستكمل أو تزامن بناء الأصول ، وسوف تجد أن نفسك قد امتلأت طمأنينة وسكينة ورضاً في إدراك الأولويات لأنك أدركت أنك لا يمكن أن تدعوا الناس قبل أن تحقق إقامة الصلاة ، ولا يمكن أن تؤلف كتاباً في العقيدة قبل أن تدرك معنى الإيمان ، ولا يمكن أن تبرز في العلم قبل أن تفهم أصول الإسلام وقواعده ... وهكذا ..



خامساً : يجب أن تعلم أن الناس يتفاوتون في درجات العلم كما يتفاوتون في درجات الفهم ، ويتفاوتون في طلب المصالح العليا كما يتفاوتون في طلب المصالح الدنيا ، ومن رحمة الله بك أن جعل لك واعظاً من نفسك يبحث ويسأل من أين يبدأ وإلى أين ينتهي في علاقته مع الله تعالى وفي الواجبات المنوطة في حقه وفي سؤالك عن أولوياتك المبعثرة كيف تهذبها وتنظمها ، مع أن الجم الغفير من الناس ليسوا في مثل اهتمامك وسؤالك ، بل هم في غفلة وتغييب عن مصالحهم !!



سادساً : أكثر ما يشغل الناس ويقتل من أوقاتهم هو الاهتمام بتوافه الأمور حتى تستنفذ وقته كله أو جله ، حتى غاب فقه الأولويات في حياتهم ، فترى احدهم يقضي يومه في إصلاح جهازه المحمول أو هاتفه النقال أو يتجول الساعات الطويلة في شراء حذاء ، ثم يشكي ذهاب أيامه بلا فائدة ! فأين يتدارك ما يطمح إليه وقد بعثر في التوافه عمره ..



ودعني صاحبي في آخر حديثي معه وتمتم بكلمات مع نفسه قبل أن يفارقني قائلاً لي : أدركت الطريق !
المعتزة بديني
المعتزة بديني
شخصية مميـزة
شخصية مميـزة

الاوسمه : من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله 1102280606334a47a070
عدد المساهمات : 1356
نقاط : 7540
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 07/08/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله Empty رد: من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله

مُساهمة من طرف المعتزة بديني الإثنين 3 سبتمبر - 17:29

من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله Head02




في جلسة حوار هادئة سألني أحدهم فقال: تزاحمت في رأسي الأعمال والأفكار والاهتمامات ، وقفت الحقوق والواجبات والمسئوليات تصرخ في وجهي تطالبني بالعمل ، في عالم تكثر فيه الملهيات والمهلكات والمعوقات ، في عالم انتشرت فيه الثقافات والتوجهات ، في عالم فتحت فيه المنافذ الموصدة حتى أصبح الكون بيت واحد لا قرية واحدة !!

قل لي : كيف أرتب أولوياتي المبعثرة ؟





تأملت سؤاله العميق محاولاً أنا الآخر أن أستجمع الجواب حيث بدأ سؤاله دقيقاً في وصف الواقع ، ولاشك أنني لا أملك أدوات تغيير الواقع ، ولكني أعتقد أنني أملك أدوات تغيير النفس تجاه هذا الواقع الصعب ، لاعتقادي أن قوة النفس الداخلية وترتيبها وتنظيمها من الأعماق هو الذي يعظم الأمر أو يحقره ,,



قلت له :



أولاً : أعتقد أننا حين نصل مرحلة العجز والضعف التي وصفت بها نفسك تجاه ما ترى وما تسمع فيجب حينئذ أن نظهر التذلل لله تعالى والافتقار إليه ، لأنه ما من معضلة ولا شائكة إلا عند الله المخرج منها ، فبقدر ما تفتقر بقدر ما تقترب ! وبقدر ما تستغني عنه معتمداً على علمك وقدراتك الضعيفة بقدر ما يتولى عنك التوفيق والإيمان ، وثق تماماً أنك إذا بلغت أوج ضعفك فإن الفرج قريب .



ثانياً : لابد أن تعلم أن الأصل في الدنيا الحزن والكدر والمشقة والكبد ، وأن الفرح نعمة طارئة وعارضة ، يهبها الله تعالى من يشاء ومتى ما شاء ، ألم تسمع أو تقرأ قول النبي صلى الله عليه وسلم :" الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " فهي سجن وحبس ، وهل تتخيل الحبس إلا ضيق وابتلاء وشدة ؟ وأنك مقهور بالنفس والعقل والجوارح ، مضنون بالوقت وتصريفه .



ثالثاً : مشكلة البعض أنهم يريدون إدراك الأولويات والإحاطة بكل معاني الأشياء في العمر القصير من حياتهم ، وهذا مخالف لطبيعة بناء الإنسان !! ألم تر كيف خلق الله تعالى آدم في مراحل ؟ وكيف تم خلق الإنسان من أطوار ؟ وكيف خلقت الدنيا في ستة أيام ؟ وكيف يلبث الجنين في بطن أمه خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث ؟ وغير ذلك من طبيعة بناء الأشياء ..

إن الله تعالى أعطاك قدرات محدودة وأنت تريد إدراك اللامحدود ! فلا تكلف نفسك فوق قدراتها حتى لا تتهاوى أمام عظمة الخالق الذي تفرد بالإحاطة المطلقة والإدراك المطلق " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير "





رابعاً : تأمل كيف طولب الإنسان بأولوياته في بناء الإسلام والإيمان ثم تُرك بعد ذلك يجتهد في تحصيل المزيد مما ينفعه في دنياه وأخراه ، فالإسلام خمسة أركان يبدأ بالشهادتين وينتهي بفريضة الحج , والإيمان يبدأ بالإيمان بالله وينتهي بالإيمان بالقضاء والقدر ، ثم الصعود إلى مرتبة الإحسان التي لا يصل إليها إلا من رسخت قدمه في الإسلام والإيمان .. لاحظ أنك مطالب بالأولويات ، وهي التي عليها مدار السعادة والشقاوة ، فلا تلتفت إلى تحقيق أولويات أخرى حتى تستكمل أو تزامن بناء الأصول ، وسوف تجد أن نفسك قد امتلأت طمأنينة وسكينة ورضاً في إدراك الأولويات لأنك أدركت أنك لا يمكن أن تدعوا الناس قبل أن تحقق إقامة الصلاة ، ولا يمكن أن تؤلف كتاباً في العقيدة قبل أن تدرك معنى الإيمان ، ولا يمكن أن تبرز في العلم قبل أن تفهم أصول الإسلام وقواعده ... وهكذا ..



خامساً : يجب أن تعلم أن الناس يتفاوتون في درجات العلم كما يتفاوتون في درجات الفهم ، ويتفاوتون في طلب المصالح العليا كما يتفاوتون في طلب المصالح الدنيا ، ومن رحمة الله بك أن جعل لك واعظاً من نفسك يبحث ويسأل من أين يبدأ وإلى أين ينتهي في علاقته مع الله تعالى وفي الواجبات المنوطة في حقه وفي سؤالك عن أولوياتك المبعثرة كيف تهذبها وتنظمها ، مع أن الجم الغفير من الناس ليسوا في مثل اهتمامك وسؤالك ، بل هم في غفلة وتغييب عن مصالحهم !!



سادساً : أكثر ما يشغل الناس ويقتل من أوقاتهم هو الاهتمام بتوافه الأمور حتى تستنفذ وقته كله أو جله ، حتى غاب فقه الأولويات في حياتهم ، فترى احدهم يقضي يومه في إصلاح جهازه المحمول أو هاتفه النقال أو يتجول الساعات الطويلة في شراء حذاء ، ثم يشكي ذهاب أيامه بلا فائدة ! فأين يتدارك ما يطمح إليه وقد بعثر في التوافه عمره ..



ودعني صاحبي في آخر حديثي معه وتمتم بكلمات مع نفسه قبل أن يفارقني قائلاً لي : أدركت الطريق !
المعتزة بديني
المعتزة بديني
شخصية مميـزة
شخصية مميـزة

الاوسمه : من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله 1102280606334a47a070
عدد المساهمات : 1356
نقاط : 7540
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 07/08/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى