وقفات و مقتطفات من الحياة





أربعة في واحد :





سبحان من وازن بخلقه أربعة سوائل مختلفة في رأس الإنسان وفي وقت

واحد ؛ مالح في عينيه يمنعها من اليبس ، وعذب في فمه يسوغ به الطعام

والشراب ، ولزج في أنفه ليكفَّ الغبار ، ومرٌّ في أذنيه ليحميه من

الحشرات .







حامل الحقيقة :



كن حامل حقيقة لا تهاب الآخرين ، فحامل الحقيقة لا يخشى إلا الله ،

وكن حراً في أفكارك وتوجيهاتك ، واعمل بما تقول ،

ولا تكن عبداً إلا لخالقك .







طاقة متحركة :



قد تمل النفس الجمود ، وقد تمل شيئاً اعتادت عليه ،

فلا تجعل عبادتك لله جامدة ، ولا تجعلها شيئاً روتينياً اعتدت على فعله ،

بل اجعلها طاقة روحية جبارة متحركة ، تستمد منها الأمل والصبر ،

يقول تعالى :



{ فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ }







لا تظن نفسك عالماً :



من ظن أنه نال العلم ، وهو قد نال طرفاً منه فهو أجهل الجاهلين .

فلا تحسب للعلم وقتاً ، واعمل حياتك متعلماً ولو كنت عالماً ،

فإذا خِلْتَ بنفسك العلم فقد جهلت .





الهمة العالية :



ابتغ الهمة العالية التي تدفعك إلى العمل بمقتضاها فإذا استثقلت العمل ،

فترت همتك .







لحظات من السرور :



يقول ابن تيمية رحمه الله :



[ إنها تمر بالقلب لحظات من السرور أقول :

إن كان أهل الجنة في مثل هذا العيش ، إنهم لفي عيش طيب ].









عظمت أو صغرت :



إذا عظمت مصيبتك أو حَقُرت ، فاجعل ذاتك في كنف الله واستمد قوتك

من أنواره بقولك : حسبنا الله ونعم الوكيل ،



{ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }







اتق الله :



إذا تعسّرت أمورك ، وخالجتك الهموم والأحزان فاتق الله ،

فهو كفيل بتفريج همل ، وتيسير أمورك



{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا } .









الشكر لصاحب الفضل :



حينما تفتح أبواب الدنيا للعبد ويغدق الله عليه من فضله ،

وتتوالى النعم فعليه أن يجعل كل هذا الفضل إلى صاحب الفضل ،

ويشكر ليل نهار حتى يزيد من عطاياه :



{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } .







اختر اختيار الله :



ادعُ الله بثبات ، واستشعر اليقين في الإجابة ، فإن لم يجب المالك الحكيم

فقد أخّر بمقتضى حكمته ، وليعلم العبد أن اختيار الله عز وجل

خير من اختياره لنفسه .







كن كالسفينة المتزنة :



يقول مصطفى صادق الرافعي :

ألا ما أشبه الإنسان في الحياة بالسفينة في أمواج هذا البحر !

إن ارتفعت السفينة أو انخفضت أو مادت ، فليس ذلك منها وحدها ،

بل ما حولها . ولن تستطيع هذه السفينة أن تملك من قانون ما حولها شيئاً ،

ولكن قانونها هي الثبات ، والتوازن والاهتداء إلى قصدها ونجاتها

في قانونها .

فلا يعْتِبَنَّ الإنسان على الدنيا وأحكامها ، ولكن فليجتهد أن يحكم نفسه .



كلمة « لا »



يقول مصطفى صادق الرافعي :

قال تعالى :



{ فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا

إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .

وانظر كيف يخلق في الطبيعة هذه المعاني التي تبهج كل حي ،

بالطريقة التي يفهمها كل حي .

وانظر كيف يجعل في الأرض معنى السرور ، وفي الجو معنى السعادة .

وانظر إلى الشجرة الصغيرة كيف تؤمن بالحياة التي تملؤها وتطمئن ؟

انظر انظر ! أليس كل ذلك ردّاً على اليأس بكلمة لا ... ؟ .







لا ترضى بالنقص :



اعمل فكرك الصافي على طلب أشرف المقامات ، ولا ترضى بالنقص في

كل حال ، ولو كان لك تصور بصعود نحو السماوات ،

فمن أقبح النقائص رضاك بالأرض .

ولم أرَ في الناس عيباً كنقص القادرين على التمام







تقلب الليالي :



يقول الإمام ابن الجوزي :

[ اعلم أن الزمان لا يثبت على حال كما قال عز وجل :



{ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس }

فتارة فقر وتارة غنى ، وتارة عز وتارة ذل ، وتارة يفرح الموالي

وتارة يشمت الأعادي . والعاقل من لازم أصلاً على كل حال :

وهو تقوى الله ، والمنكر من عزته لذة حصلت مع عدم التقوى

فإنها ستحول وتخليه خاسراً ].







تعساء :



ما أتعس أولئك الذين أبلوا اجسادهم في غير طاعة الله ،

وما أتعس تلك الوجوه العاملة الناصبة التي لم تسجد لله سجدة ،

بل ما أتعس الذين كبّلوا أنفسهم بذل المعاصي فأثقلتهم في الدنيا قبل الآخرة







كن مظلوماً :



تقول يمان السباعي :

أهون ألف مرة أن تكون مظلوماً يحاول الانتصار لنفسه ،

من أن تكون ظالماً ولو مرة واحدة تسمع أنّات الآخرين ،

وترى آلامهم ولا تبالي .







مفاتيح بيدك :



حينما تكون روحك جميلة تستطيع أن ترى الكون بأسره جميلاً ،

فلو تلفّت حولك ونظرت إلى نفسك لرأيت أسرار الفرح ومفاتيح السعادة

بيدك ، ولكنك غافلاً عنها ، فكثير منا لا يدرك أنه في سعادة إلا حينما

يفقدها أو يفقد أسبابها ، وفي حقيقة الأمر :

نحن الذين بإرادتنا نستطيع أن نحيل حياتنا إلى أفراح أو إلى أحزان وآلام .







النجاح والإبداع :



إن مسالك النجاح وطرقه كثيرة ، فإذا سعيت لبعضها فلا تكتفي

بما وصلت وأسعى بأن تسلك البعض الآخر ، بل واعمد أن تبحث بنفسك

عن مسالك أخرى للنجاح وأن تنقّب عن دروب جديدة لم يسبقك إليها أحد ،

حتى تكون ناجحاً ومبدعاً .







لا تثني الآخرين عن أهدافهم :



إن لم تستطع أن تحقق هدفك في علم من العلوم أو منصب طمحت

إليه بسبب خور عزيمة أو ظرف عارض أو قضاء مقدّر ،

فلا تحاول أن تثني غيرك عما عجزت أنت عن تحقيقه ، فهو نسيج مختلف ،

ونفسية مختلفة ، وبظرف مختلف .









اقض على مخاوفك :



إذا حوصرت بالأوهام والوساوس والقلق والمخاوف فاجعل لسانك

رطباً بذكر الله ، واعمل عملاً مفيداً مضاعفاً حتى لا تدع وقتاً للتفكير

في أوهامك ومخاوفك .







معصية بأخرى :



إذا عصيت الله فلا تقبل معصيتك له بمعصية أخرى ،

وتذكر أنه أرحم الراحمين ،



{ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَـنَ وَعَمِلَ صَالِحًا }

واعلم أنك المحتاج الفقير إليه ، وهو غني عن العالمين .







لا تتأثر برأي من حولك :



قال الفيلسوف الفرنسي مونتين :

لا يتأثر الإنسان بما يحدث مثلما يتأثر برأيه حول ما يحدث







لا تكن بخيلاً :



إذا لم يكن لديك شيئاً تعطيه للآخرين ، فتصدّق بالكلمة الطيبة ،

والابتسامة الصادقة ، وخالق الناس بخلق حسن

مما راق لي