فوائد قيمه تُحتاج معرفتها
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
فوائد قيمه تُحتاج معرفتها
هذه بعض الفوائد قرأتها في كتاب : شرح كتاب مقدمة أصول التفسير لشيخ عمر بازمول حفظه الله وقد أحببت أن أضعها بين ايديكم لما فيها من التنبيهات القيمه على أمور اعتاد كثير منا أن يخطئ فيها ..............
الفائده الأولى:
بعض الناس يستدل بهذه الآية : (كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ) ، ويستدل ببعض الأحاديث الضعيفة يقول : أنا لا أريد أن أحفظ القرآن الكريم لماذا ؟ يقول : أخشى إن أنا حفظت القرآن أن أنساه فإن نسيتُه يكون عذابي ما جاء في هذه الآية . فالجواب أن نقول: إنه لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم توعد من حفظ القرآن ونسيه لم يثبت في ذلك شيء عن الرسول صلى الله عليه وسلم وكل ما ورد هو أحاديث ضعيفة ، والثابت عنه عليه الصلاة والسلام أنه رغب في حفظ القرآن الكريم وحث عليه وأمر بتعاهده وأكد على ذلك فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( تَعَاهَدُوا هَذَا الْقُرْآنَ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنْ الْإِبِلِ فِي عُقُلِهَا ) [ رواه البخاري ومسلم وغيرهما واللفظ لمسلم ] ، فأمر بالتعاهد لهذا القرآن الكريم وأدَّب صلى الله عليه وسلم من حفظ شيئاً من القرآن ونسيه أن لا يقول : ( نسيت آية كذا وكذا) وليقل : أنسيت آية كذا وكذا فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( بِئْسَمَا لِلرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ نَسِيتُ سُورَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ أَوْ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ بَلْ هُوَ نُسِّيَ ) [رواه البخاري ومسلم وغيرهما واللفظ لمسلم] . فلو كان هناك من نسي شيئاً من القرآن بعد حفظه له آثماً لبين ذلك الرسول ( لولما اكتفى بقوله: (لا يقل نسيت وليقل أُنسيت آية كذا وكذا)؛
فلا دليل شرعي ثابت في أن من حفظ شيئاً من القرآن ونسيه أنه يأثم أو أن عليه وزر. إنما من تهاون فيما حفظه ولم يتعاهده فقد فرط في خير كثير وفضل عظيم يسره الله له،
فالمراد بالنسيان هنا في هذه الآية : هو ما ذكرناه ؛
لإعراض بمعنى: الجحود والتكذيب والتولي، وهو كفر أكبر .
والإعراض على سبيل الفسق والمعصية والذنب.
أما النسيان بالنسبة إلى الله عز وجل : (وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى) أي : تترك في العذاب ، وهذا يبين أن معنى : (نسيتها) أي: تركت العمل بها ، وكذا يكون الجزاء من جنس العمل ، فكما تركت العمل بها فالله يتركك في العذاب، فإن كنت من أهل المعاصي تترك في العذاب حتى توافق بالعذاب ما شاء الله عز وجل لك من العذاب : (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)(النساء: من الآية48) ، فمن كان من أهل المعاصي والذنوب وأراد الله عذابه فإنه يتركه في العذاب بقدر ما يوافي ذنوبه ، ومن ترك العمل بشرع الله جحوداً وتكذيباً وتولياً فحصل فيه كفر التولي والإعراض أو كفر الجحود أو كفر التكذيب فهذا يترك في النار خالداً مخلداً لأنه أصبح من الكافرين الخارجين من الملة.
6- المسألة الأخيرة : ما وجه إيراد المصنف رحمه الله لهذه الآية في هذا المحل ؟ وجه ذلك أنه أراد بيان أن عدم تفَهُّم القرآن والعمل بما فيه هو إعراض عن الله فهو أورد هذه الآية لما فيها من المناسبة من أن ترك تفهُّم القرآن وترك تعلمه وترك طلب القواعد المعينة على فهمه من أجل امتثاله والقيام بما فيه هو إعراض عن ذكر الله ، ولما في هذه الآية من الإشارة لمن أخذ بتعلم هذه القواعد فإنها ستكون مطلعاً إلى تفهُّم القرآن الكريم فإذا ما تفهَّم القرآن الكريم وعمل به حصلت له السعادة في الدنيا والآخرة .
الفائده : الفرق بين نسيت وأنسيت ومحل قول كل منهما
.................................................. .................................................. ....
الفائده الثانيه
2) لاحظتم أن القارئ قرأ هذه الآيات دون تلاوة وهذه هي السنة ، فبعض المحاضرين وبعض الخطباء إذا تكلم في أثناء الخطبة وفي أثناء الكلام وأورد آية على سبيل الاستدلال يغير صوته عند ذكر الآية أو عند ذكر محل الشاهد فيقرأها كما يقرأ القرآن ، ولم تكن هذه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم . والعلماء - رحمهم الله - بينوا أن هناك فرقاً بين مقامين :
1. بين مقام إيراد الآية على سبيل التلاوة والقراءة .
2. وبين إيراد الآية على سبيل الاستشهاد والاستدلال .
ففي المقام الثاني قالوا : لا يغير فيها القارئ صوته ولا يقرأها كما يقرأ في تلاوة القرآن ، قالوا : لأن الأحاديث التي وردت وورد فيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أورد آية أو بعض آية أثناء الحديث لم يذكر الصحابة رضوان الله عليهم أنه غيَّر صوته ، وللسيوطي رسالة ضمن كتاب ( الحاوي ) (2/297)، اسمها "القذاذة في تحقيق محل الاستعاذة" قرر فيها الفرق بين قراءة القرآن للتلاوة وبين إيراد آية منه للاحتجاج، قلت: ومن ذلك هنا تغيير الصوت بالتلاوة عند إرادة القراءة دون الاحتجاج. وهي من البدع الشائعة التي ينبغي الحذر منها.
ص: 83
الفائده :التفريق بين مقامات إيراد الآيه ففي مقام تكون على سبيل الإستشهاد والإستدلال وتارة تكون على سبيل التلاوه والقرآءه وعليه لا يصح أن تتلى الآيات في مقام الإستشهاد والإستدلال كما يفعل بعض المحاضرين وبعض الخطباء
.................................................. ..................................
الفائده الثالثه
عند العلماء قاعدة وهي : أن باب الأدعية والأذكار يورد بحسب اللفظ الذي جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، والدليل: حديث عند مسلم في الصحيح عن الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وَضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ، وَقُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْت"َ فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ فَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ فَقُلْتُ أَسْتَذْكِرُهُنَّ: "وَبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ" قَالَ: "لَا وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ ) .
استدل العلماء بهذا الحديث الذي أخرجه مسلم : على أن ألفاظ الأدعية والأذكار الواردة في الأحاديث النبوية لا يجوز روايتها بالمعنى، ووجه ذلك: أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأذن للبراء أن يغير لفظة : (وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ) إلى (وبِِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ) فلما لم يأذن له بذلك دلَّ على أن أحاديث الأدعية والأذكار تُروى بلفظها، لا بالمعنى .
ص:71
.الفائده :باب الأدعيه والأذكار يورد بحسب اللفظ ولا يجوز رواية ألفاظها بالمعنى .
.................................................. .................................................. .
الفائده الرابعه
في مقدمة كل كتاب يذكر المصنف - أي مصنف - الباعث له على التصنيف ومقصوده في التصنيف ، ثم أقسام ما يورده من العلم داخل هذا الكتاب من أجل تحرير البحث أو المسألة التي يريد الكتابة فيها .
هكذا جرت عادة المصنفين وشيخ الإسلام لم يخرج عن عادة غيره فإنه بدأ بذكر الباعث على التأليف فذكر أن الباعث له على التصنيف : أن بعض إخوانه رحمه الله سأله أن يصنف له كتاباً يذكر فيه قواعد كلية تساعده على فهم القرآن الكريم ، إذاً هذا الباعث لتصنيف هذا الكتاب .
ذكر شيخ الإسلام أن هذا الكتاب مقدِّمة أو مقدَّمة ، في علم اللغة العربية وفي كتبها يقولون : إن ( المقدَّمة ) هي أول الشيء ، و(المقدِّمة) بالكسر هي الكلام الذي تقدِّم به شيئاً آخر ، فهل شيخ الإسلام أراد بكتابه هذا أن يصنِّف مقدِّمة يقدم بها شيئاً آخر ، أو أراد بكتابه هذا أن يجعله مقدَّمة للتفسير ؟ الصحيح : أن شيخ الإسلام أراد بكتابه هذا أن يجعله مقدَّمة للتفسير يضعها بين يدي من يريد أن يفهم كتاب الله وبين يدي من يريد أن يفسر كتاب الله فهي مقدَّمة وليس مقدِّمة ولذلك يخطئ بعض الناس حينما يسمي بعض المقدَّمات يسميها مقدِّمات ، الصواب أنها مقدَّمات . من ذلك : ابن خلدون في مقدِّمة تاريخه (ديوان المبتدأ والخبر في أحوال العرب والعجم والبربر)، فإنه جعل لهذا الكتاب مقدَّمة وضع فيها أصول التاريخ ومنهج التاريخ وكيفية التثبت من تحقق المعلومات وقواعد الاجتماع وما يترتب عليها فهي مقدَّمة ابن خلدون لتاريخه . وكذلك : مقدَّمة تفسير الطبري ولا تقل مقدِّمة بل قل : مقدَّمة .
وتسمى بعض الكتب بالمقدَّمات ويعنى بها : الكتاب الذي يضم الأمور الكلية التي ينبني عليها علم آخر أو ينبني عليها ما وراءها ، ولذلك مثلاً : كتاب ابن الصلاح في علوم الحديث اشتهر عند العلماء بمقدَّمة ابن الصلاح لماذا ؟ هو ألَّف هذا الكتاب ليكون عوناً للطالب إذا ما دخل في علم الحديث رواية ودراية ، هي ليست كل علم الرواية والدراية بدقائقها وبتفاصيلها ولكنها مقدَّمة يضع فيها الأمور الكلية التي ينبني عليها ما ورائها.
فهذا الكتاب مقدَّمة لأي علم ؟
لعلم التفسير ، قدَّمه شيخ الإسلام ليُجعل بين يدي من يريد أن يفسر كتاب الله، فيكون بين يدي التفسير .
ص : 72-73
الفائده : الفرق بين مقدِّمه ومقدَّمه وخصوصا في أسماء الكتب فهذا يعتمد على محتواها
منقول
الفائده الأولى:
بعض الناس يستدل بهذه الآية : (كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ) ، ويستدل ببعض الأحاديث الضعيفة يقول : أنا لا أريد أن أحفظ القرآن الكريم لماذا ؟ يقول : أخشى إن أنا حفظت القرآن أن أنساه فإن نسيتُه يكون عذابي ما جاء في هذه الآية . فالجواب أن نقول: إنه لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم توعد من حفظ القرآن ونسيه لم يثبت في ذلك شيء عن الرسول صلى الله عليه وسلم وكل ما ورد هو أحاديث ضعيفة ، والثابت عنه عليه الصلاة والسلام أنه رغب في حفظ القرآن الكريم وحث عليه وأمر بتعاهده وأكد على ذلك فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( تَعَاهَدُوا هَذَا الْقُرْآنَ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنْ الْإِبِلِ فِي عُقُلِهَا ) [ رواه البخاري ومسلم وغيرهما واللفظ لمسلم ] ، فأمر بالتعاهد لهذا القرآن الكريم وأدَّب صلى الله عليه وسلم من حفظ شيئاً من القرآن ونسيه أن لا يقول : ( نسيت آية كذا وكذا) وليقل : أنسيت آية كذا وكذا فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( بِئْسَمَا لِلرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ نَسِيتُ سُورَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ أَوْ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ بَلْ هُوَ نُسِّيَ ) [رواه البخاري ومسلم وغيرهما واللفظ لمسلم] . فلو كان هناك من نسي شيئاً من القرآن بعد حفظه له آثماً لبين ذلك الرسول ( لولما اكتفى بقوله: (لا يقل نسيت وليقل أُنسيت آية كذا وكذا)؛
فلا دليل شرعي ثابت في أن من حفظ شيئاً من القرآن ونسيه أنه يأثم أو أن عليه وزر. إنما من تهاون فيما حفظه ولم يتعاهده فقد فرط في خير كثير وفضل عظيم يسره الله له،
فالمراد بالنسيان هنا في هذه الآية : هو ما ذكرناه ؛
لإعراض بمعنى: الجحود والتكذيب والتولي، وهو كفر أكبر .
والإعراض على سبيل الفسق والمعصية والذنب.
أما النسيان بالنسبة إلى الله عز وجل : (وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى) أي : تترك في العذاب ، وهذا يبين أن معنى : (نسيتها) أي: تركت العمل بها ، وكذا يكون الجزاء من جنس العمل ، فكما تركت العمل بها فالله يتركك في العذاب، فإن كنت من أهل المعاصي تترك في العذاب حتى توافق بالعذاب ما شاء الله عز وجل لك من العذاب : (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)(النساء: من الآية48) ، فمن كان من أهل المعاصي والذنوب وأراد الله عذابه فإنه يتركه في العذاب بقدر ما يوافي ذنوبه ، ومن ترك العمل بشرع الله جحوداً وتكذيباً وتولياً فحصل فيه كفر التولي والإعراض أو كفر الجحود أو كفر التكذيب فهذا يترك في النار خالداً مخلداً لأنه أصبح من الكافرين الخارجين من الملة.
6- المسألة الأخيرة : ما وجه إيراد المصنف رحمه الله لهذه الآية في هذا المحل ؟ وجه ذلك أنه أراد بيان أن عدم تفَهُّم القرآن والعمل بما فيه هو إعراض عن الله فهو أورد هذه الآية لما فيها من المناسبة من أن ترك تفهُّم القرآن وترك تعلمه وترك طلب القواعد المعينة على فهمه من أجل امتثاله والقيام بما فيه هو إعراض عن ذكر الله ، ولما في هذه الآية من الإشارة لمن أخذ بتعلم هذه القواعد فإنها ستكون مطلعاً إلى تفهُّم القرآن الكريم فإذا ما تفهَّم القرآن الكريم وعمل به حصلت له السعادة في الدنيا والآخرة .
الفائده : الفرق بين نسيت وأنسيت ومحل قول كل منهما
.................................................. .................................................. ....
الفائده الثانيه
2) لاحظتم أن القارئ قرأ هذه الآيات دون تلاوة وهذه هي السنة ، فبعض المحاضرين وبعض الخطباء إذا تكلم في أثناء الخطبة وفي أثناء الكلام وأورد آية على سبيل الاستدلال يغير صوته عند ذكر الآية أو عند ذكر محل الشاهد فيقرأها كما يقرأ القرآن ، ولم تكن هذه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم . والعلماء - رحمهم الله - بينوا أن هناك فرقاً بين مقامين :
1. بين مقام إيراد الآية على سبيل التلاوة والقراءة .
2. وبين إيراد الآية على سبيل الاستشهاد والاستدلال .
ففي المقام الثاني قالوا : لا يغير فيها القارئ صوته ولا يقرأها كما يقرأ في تلاوة القرآن ، قالوا : لأن الأحاديث التي وردت وورد فيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أورد آية أو بعض آية أثناء الحديث لم يذكر الصحابة رضوان الله عليهم أنه غيَّر صوته ، وللسيوطي رسالة ضمن كتاب ( الحاوي ) (2/297)، اسمها "القذاذة في تحقيق محل الاستعاذة" قرر فيها الفرق بين قراءة القرآن للتلاوة وبين إيراد آية منه للاحتجاج، قلت: ومن ذلك هنا تغيير الصوت بالتلاوة عند إرادة القراءة دون الاحتجاج. وهي من البدع الشائعة التي ينبغي الحذر منها.
ص: 83
الفائده :التفريق بين مقامات إيراد الآيه ففي مقام تكون على سبيل الإستشهاد والإستدلال وتارة تكون على سبيل التلاوه والقرآءه وعليه لا يصح أن تتلى الآيات في مقام الإستشهاد والإستدلال كما يفعل بعض المحاضرين وبعض الخطباء
.................................................. ..................................
الفائده الثالثه
عند العلماء قاعدة وهي : أن باب الأدعية والأذكار يورد بحسب اللفظ الذي جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، والدليل: حديث عند مسلم في الصحيح عن الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وَضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ، وَقُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْت"َ فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ فَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ فَقُلْتُ أَسْتَذْكِرُهُنَّ: "وَبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ" قَالَ: "لَا وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ ) .
استدل العلماء بهذا الحديث الذي أخرجه مسلم : على أن ألفاظ الأدعية والأذكار الواردة في الأحاديث النبوية لا يجوز روايتها بالمعنى، ووجه ذلك: أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأذن للبراء أن يغير لفظة : (وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ) إلى (وبِِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ) فلما لم يأذن له بذلك دلَّ على أن أحاديث الأدعية والأذكار تُروى بلفظها، لا بالمعنى .
ص:71
.الفائده :باب الأدعيه والأذكار يورد بحسب اللفظ ولا يجوز رواية ألفاظها بالمعنى .
.................................................. .................................................. .
الفائده الرابعه
في مقدمة كل كتاب يذكر المصنف - أي مصنف - الباعث له على التصنيف ومقصوده في التصنيف ، ثم أقسام ما يورده من العلم داخل هذا الكتاب من أجل تحرير البحث أو المسألة التي يريد الكتابة فيها .
هكذا جرت عادة المصنفين وشيخ الإسلام لم يخرج عن عادة غيره فإنه بدأ بذكر الباعث على التأليف فذكر أن الباعث له على التصنيف : أن بعض إخوانه رحمه الله سأله أن يصنف له كتاباً يذكر فيه قواعد كلية تساعده على فهم القرآن الكريم ، إذاً هذا الباعث لتصنيف هذا الكتاب .
ذكر شيخ الإسلام أن هذا الكتاب مقدِّمة أو مقدَّمة ، في علم اللغة العربية وفي كتبها يقولون : إن ( المقدَّمة ) هي أول الشيء ، و(المقدِّمة) بالكسر هي الكلام الذي تقدِّم به شيئاً آخر ، فهل شيخ الإسلام أراد بكتابه هذا أن يصنِّف مقدِّمة يقدم بها شيئاً آخر ، أو أراد بكتابه هذا أن يجعله مقدَّمة للتفسير ؟ الصحيح : أن شيخ الإسلام أراد بكتابه هذا أن يجعله مقدَّمة للتفسير يضعها بين يدي من يريد أن يفهم كتاب الله وبين يدي من يريد أن يفسر كتاب الله فهي مقدَّمة وليس مقدِّمة ولذلك يخطئ بعض الناس حينما يسمي بعض المقدَّمات يسميها مقدِّمات ، الصواب أنها مقدَّمات . من ذلك : ابن خلدون في مقدِّمة تاريخه (ديوان المبتدأ والخبر في أحوال العرب والعجم والبربر)، فإنه جعل لهذا الكتاب مقدَّمة وضع فيها أصول التاريخ ومنهج التاريخ وكيفية التثبت من تحقق المعلومات وقواعد الاجتماع وما يترتب عليها فهي مقدَّمة ابن خلدون لتاريخه . وكذلك : مقدَّمة تفسير الطبري ولا تقل مقدِّمة بل قل : مقدَّمة .
وتسمى بعض الكتب بالمقدَّمات ويعنى بها : الكتاب الذي يضم الأمور الكلية التي ينبني عليها علم آخر أو ينبني عليها ما وراءها ، ولذلك مثلاً : كتاب ابن الصلاح في علوم الحديث اشتهر عند العلماء بمقدَّمة ابن الصلاح لماذا ؟ هو ألَّف هذا الكتاب ليكون عوناً للطالب إذا ما دخل في علم الحديث رواية ودراية ، هي ليست كل علم الرواية والدراية بدقائقها وبتفاصيلها ولكنها مقدَّمة يضع فيها الأمور الكلية التي ينبني عليها ما ورائها.
فهذا الكتاب مقدَّمة لأي علم ؟
لعلم التفسير ، قدَّمه شيخ الإسلام ليُجعل بين يدي من يريد أن يفسر كتاب الله، فيكون بين يدي التفسير .
ص : 72-73
الفائده : الفرق بين مقدِّمه ومقدَّمه وخصوصا في أسماء الكتب فهذا يعتمد على محتواها
منقول
المعتزة بديني- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 1356
نقاط : 7740
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
رد: فوائد قيمه تُحتاج معرفتها
بارك الله فيكِ
موضوع قيم
وفوائد جلية
استفدتها
اختنا
جزاكِ الله خيرا
عنا وعن المسلمين
موضوع قيم
وفوائد جلية
استفدتها
اختنا
جزاكِ الله خيرا
عنا وعن المسلمين
فتى الاسلام- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 549
نقاط : 5777
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/04/2011
مواضيع مماثلة
» صفات الله الواجب معرفتها. العقيدة السلفية الصحيحة .
» تأملات :اقوال وحكم قيمه
» فوائد الصلاة
» في الجوع عشر فوائد
» فوائد صحيّة
» تأملات :اقوال وحكم قيمه
» فوائد الصلاة
» في الجوع عشر فوائد
» فوائد صحيّة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى