خارطة الطريق إلي السعادة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
خارطة الطريق إلي السعادة
لماذا يخفق كثيرٌ من الناس في الوصول إلى السعادة النفسية ، على الرغم أنك ترى كثيرا من هؤلاء منعّم عليه ، متيسرة له أموره ، تشعر أنه يعيش في بحبوحة من نعيم الدنيا ، ومع هذا تجد هذا الصنف يشكو ويئن ،ويتوجع ويتأفف ، لكونه لا يجد طعماً حقيقياً لسعادة نفسية تفيض على قلبه ، فهو متكدر في ليله ونهاره ..!!
الحقيقة التي يجهلها أكثر الناس : أن السعادة أقرب إليهم مما يتصورون ..! نعم ، هي في متناول يدك ، لكنك إما لا تراها ، أو لا تعرف كيف تمد يدك لتضغط على زر الإضاءة ! أو أنك إنسان قد استذله هواه ، واستعبدته شهوته ، فهو يمضي في دنياه كالمسحور ، لا سمع ، ولا بصر ، ولا عقل ..!!
إن السعادة الحقيقية ليست حكراً على شعب دون آخر ، ولا على طبقة دون أخرى ، بل إن السعادة ليست بكثرة عرضٍ من مال يسيل من بين الأصابع ، ويفيض من الجيوبولا عرض من جاه يتشامخ به بعض الأقزام على من حوله ، ولا هو بنجومية زائفةينخدع بها الناس ، وصاحبها في عناء منها !!
إن السعادة أمر من داخلك أيها الإنسان ... هي ينبوع يمكنك تفجيره إذا استطعت تحريك مفاتيح معينة في قلبك !!
يقول نبي الرحمة ورسول الهدى ، وطبيب القلوب محمد صلى الله عليه وسلم :" ليس الغنى بكثرة العرض ، إنما الغنى غنى النفس "رواه مسلمويقول شاعرنا المسلم : ولستُ أرى السعادةَ جمعَ مالٍ ** ولكن التقيّ هو السعيدُ
آآآآهٍ آآآه !! هذا هو المفتاح الحقيقي إذن !؟إن تحصيل التقوى أسرع طريق تستجلب به حياة القلب ،وبحياة القلب تنبت السعادة كما تنبت النخلة ، جذرها في الأرض ، وفرعها في السماء ،تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها !!حين تغمر أنوار التقوى ومراقبة الله ، واستحضار عظمته ومعيته في قلبك ، تهتز جوانب قلبك ولابد ، وتشرق زواياه ، وتنعكس تلك الأنوار على سيما الوجه ،وتفيض بما يدور به اللسان من أطايب الكلام ، وعذب الحديث ، وإشعاعة الروح..!
إن أنوار التقوى هي التي تشيع طعم الرضا ،وتفيض بالطمأنينة على أجواء القلب !
فلا تكن أحمقاً أيها الحبيب الغافل ..!! لا توصد الأبواب في وجهك بيديك ، ثم تصيح في هلع : لماذا لا يفتحون الباب !؟عليك أن تثق ابتداءً أن تحصيل السعادة ممكن وقريب ومتاح ..فلا تبعثر وقتك ، ولا تبدد أنفاسك في هموم صغيرة ، تستهلك روحك ، ولا تسرف في الحزن على أمور مضت وانقضت ، ولا توغل في مشاعر الإحباط التي قد تتعثر فيها بين الوقت والوقت .. بل احرص على أن تجعل من كل عثرة سبيلاً لنهضة جديدة ، وجاهد نفسك لتطرد عنك هموم قلبك الصغيرة ،فإن الله يتولى الصالحين ، ولا يضيع أجر المحسنين .. !
سل نفسك كل حين : هل أنت حقاً من الصالحين !؟ وهل تجد نفسك من المحسنين !؟
استقبل الحياة بابتسامة عريضة _ رغم مواجعك الكثيرة ! _ لأن الله سيظل لطيف بعباده ، رحيم بالمؤمنين رؤوف بهم .. وإنما يبتلي الخلق لينظر كيف يصنعون ، فاجهد على أن تُري اللهَ منك خيراً ، لتنال محبته لك ، ورضاه عنك !!
اجعل ذهنك دائماً صافيا نقيا كالورقة البيضاء ، وقلبك كذلك !!لا تحمل للآخرين إلا حباً ووداً ، وخيرا ودعاء ، وثناء معطراً .!! لا تحمّلْ قلبك فوق ما يطيق ، من أفكار تتعلق بأمور بعيدة لم يحن وقتها ، ولعلك لا تدرك ولادتها ! بل لا تحمل قلبك أفكاراً تتعلق بأقدار قضاها الله ومضى حكمه فيها ، ولا حيلة لك معها ..! وفي هذه الحالة اجعل قلبك يقول ويردد : قدر الله وما شاء فعل ! الخيرة فيما اختاره الله الرؤوف الرحيم اللطيف الخبير الحبيب ؟!
اصغِ بكلية قلبك إلى ترانيم الحياة من حولك ، فإني أحسب أنك ستسمع كل شيء يسبح اللهويحمده ، ويمجده ويثني عليه جل شأنه ..فاعقد العزم على أن تشارك هذا الكون التسبيح والثناء المعطر على الله سبحانه .. فإنه يحبّ ذلك منك ، وإذا رآك حريصا على ذلك ، مداوما عليه :أفاض على قلبك ألواناً من السعادة ، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان !!ألم يقل هو سبحانه ذلك ! ؟ فهل تشك بوعده !؟
عليك أن تكون متفائلاً دائما ، ومع كل ظرف تمر به ، وعند كل شدة تنزل بك ،إن التفاؤل يجعل شمسك لا تغيب ! ويوشك أن تتوهج مشرقة بكل قوة ، لأن جرعة التفاؤل كفيلة أن تزيح الغيوم السوداء التي حجبت نورها !!
المهم الآن ، أن تعرف كيف تطرق باب السعادة ، وأن تدمن هذا القرع ولا تمل ولا تكل ..!وأن تطيل الوقوف على الأعتاب ..وأن تدمن الدعاء والضراعة والانكسار بين يدي ملك الملوك ، مَن قلوب الخلائق بيده وحده ، يصرفها كيف يشاء ..إذا صدقت هذه الوقفة ، وأطلت الوقوف بلا ملل :فيوشك أن يفتح لك الباب ، ويفيض على قلبك ألواناً من معاني السماء التي تبتهج بها ومعها روحك !!
عليك أن تثق تمام الثقة :أن الله سبحانه أرحم بك من أمك وأبيك ، بل ارحم بك من نفسك التي بين جنبيك ،ولكنه _ كما قلنا قبل قليل _ إنما يبتليك لينظر كيف تصنع !على هذا وطن نفسك ، ومع هذا راقب قلبك ، ولهذا عش يومك وليلتك ..!نعم ..
عش كما يعيش العصفور ! ألا تراه ينطلق من عشه جائعاً ، ولا يعود إلا وقد امتلأت بطنه بالرزق الطيب المبارك ..!!وخلال رحلته للبحث عن هذا الرزق من هنا وهناك ، لا يزال يغني ويترنم ،ويُطرب الحياة والأحياء من حوله !!لا يضيق لأنه جائع ، ولا يعبس لأنه لم يجد رزقه بعد !!ولا يتطلع إلى أبعد مما ينبغي فيصاب باليأس ، ولا يحمل هماً ينكد على قلبه عيشه !!
بل إنك لتجزم وأنت ترى هذا العصفور يتهادى في جو السماء ،تجزم أنه يمضي حيث يمضي ، وربيعه الأخضر معه حيثما حل وارتحل !!أيكون هذا العصفور الصغير أعقل منك أيها ( العااااااقل ) !!؟؟
ألا تعساً لعقل يجعل صاحبه أتفه من عصفور !!؟
عليك أن تملأ قلبك بالفرح الدائم ، وسر هذا الفرح يكمن أن تذكّر نفسك أنك مع الله تمضي ولله تعمل ، وبين يديه تتحرك ، ومع مشيئته تتقلب ، وإليه سترجع ، وهو ناظر إليك مع كل نفَسٍ يتردد في صدرك ..!
إذا نجحت في هذا الاستشعار القلبي لهذه الحقيقة الضخمة ، ستجد الحياة من حولك تتبسم لك ، وتتهلل في وجهك ..!نعم والله .! إن السعادة كل السعادة تفيض على قلبك حين تنجح في استشعار قرب الله منك ، وعطفه عليك ، ورحمته بك ، وحلمه عليك ، وإحسانه إليك ، وصبره عليك ،ورقابته لك ، بل وفرحه الشديد حين تعود إليه تائباً ..!!بل وأن تستشعر أن إقباله عليك ، أضعاف إقبالك عليه ..!وأنه لا يزال يباهي بك ملاكة السماء ، طالما أنت مشمر معه ، مقبل عليه ، مشتاق إليه ..!وهل بعد هذا بعد ، يمكن أن يتطلع إليه إنسان عاقل ؟!
إن السعادة الحقيقية أن يبقى لسانك لاهجاً بذكر مولاك العظيم ليل نهار ، وصباح مساء ،وفي كل وقت وحين ، ومع كل أحد ، وفي كل مجلس ..! إن السعادة الحقيقية أن توطن نفسك على أن تكون ( وقفاً ) لله .. كلامك له وفيه وعنه ومن أجله .. وحركتك وسكونك كذلك ، ويقظتك ونومك أيضا ،وقراءتك وكتابتك ، وأكلك وشربك ، وضحكك وبكاؤك ..ومزحك وجدك ، وحبك وبغضك ..!فإن كنت كذلك حقاً ، فإنك تكون قد أصبحت عبداً ربانيا ، تمشي على الأرض وأنت عظيم في السماء !!
السعادة الحقيقية أن يكون لك هدف واضح محدد في حياتك ، تسعى له ، وتتعب من أجله ، وتعمل على تحقيقه ، فإن لم يكن هذا الهدف هو تحقيق عبوديتك لله ، فاعلم أنك مضحوك عليك وإن .. وإن ..!!
قد رشحوك لأمرٍ _ لو فطنتَ له _ ** فاربأ بنفسكَ أن ترعى مع الهملِ
السعادة الحقيقية أن تصر _ رغم مواجعك الكثيرة _ أن تبتسم في وجه الدنيا ، حتى وإن كشرت هي في وجهك ! تبتسم لها ولأهلها كأنك غير مكترث أبدا بما تواجهك به من أكدار ونكد ! زادك في هذا أنك تستشعر ما أعده الله لك إذا نجحت في هذه المهمة!
املأ قلبك بالفرح السماوي ، وسينعكس هذا الفرح على محياك كله ، ثم سيفيض على من حولك بالضرورة ..!
السعادة الحقيقية أن تقطع يومك كله مع الله ، مقبلاً عليه ، خادماً له ، حاملاً هم دينه ، معرضا عن دوائر معصيته التي تعرضك لسخطه وغضبه .!
السعادة الحقيقية أن تكون أجندتك كلها في يومك وليلك ، تصب لصالح مزيد من القرب من الله سبحانه ، وقد يكون ذلك من خلال خدمة الآخرين تقف معهم ، وتمد لهم يد العون ، وتساعدهم بما تستطيع ، وتفيض عليهم بشراً وعطاءً ورحمة وحناناً ،ولو بالكلمة الطيبة ، إن عز عليك المال ..!واجعل شعارك معهم وأنت تجهد نفسك من أجلهم : لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا !
السعادة الحقيقة أن تكون مقبلاً على الحياة بروح الثقة بالله ، والاطمئنان إليه ، والرضا بقسمته ، والانشراح لاختياره لك ، بنفس مبتهجة ، وقلب مطمئن ،وروح تشعر معها وأنت تمضي في مناكب الأرض أنك :واثق الخطوة تمشي مَلكا..!!
وأخيراً .. هل وصلت الفكرة إلى قلبك وعقلك ؟!
إذن يبقى عليك أن تترجمها في واقع حياتك ، ومع من حولك ، وأن تجهد نفسك في هذا الطريق ، فإنه طريق رائع كثير المباهج .
لقد قالوا : إن الإنسان تتحكم فيه أفكاره ، وتوجه له مسار حياته ، وتشكل له نفسيته ،فاجعل أفكارك منذ الساعة ، تتمحور حول هذه المعاني وأمثالها ، فإنها أفكار سماوية مشرقة ، ويوشك أن تجد صداها قريبا في قلبك ،وواقع حياتك ، ولكن اصبر وصابر .
وقالوا قديما : قل لي فيم تشغل فكرك في يومك وليلك ؟ أقل لك من أنت !! فإن رأيت أن أغلب فكرك مشغول في هذه المعاني ، فاحمد الله كثيرا ، فإنك تسير في طريق الإشراق ، ويوشك أن تصل ..
وإن كانت الأخرى ....فاعلم أنك ارتضيت لنفسك الهوان .. فلا تشكونّ ذا الزمان ! ولا تلومن إلا نفسك ..وقديماً جنتْ على نفسها براقش !!
نسأل الله سبحانه أن يوفقنا لكل ما يحبه ويرضاه ..
الحقيقة التي يجهلها أكثر الناس : أن السعادة أقرب إليهم مما يتصورون ..! نعم ، هي في متناول يدك ، لكنك إما لا تراها ، أو لا تعرف كيف تمد يدك لتضغط على زر الإضاءة ! أو أنك إنسان قد استذله هواه ، واستعبدته شهوته ، فهو يمضي في دنياه كالمسحور ، لا سمع ، ولا بصر ، ولا عقل ..!!
إن السعادة الحقيقية ليست حكراً على شعب دون آخر ، ولا على طبقة دون أخرى ، بل إن السعادة ليست بكثرة عرضٍ من مال يسيل من بين الأصابع ، ويفيض من الجيوبولا عرض من جاه يتشامخ به بعض الأقزام على من حوله ، ولا هو بنجومية زائفةينخدع بها الناس ، وصاحبها في عناء منها !!
إن السعادة أمر من داخلك أيها الإنسان ... هي ينبوع يمكنك تفجيره إذا استطعت تحريك مفاتيح معينة في قلبك !!
يقول نبي الرحمة ورسول الهدى ، وطبيب القلوب محمد صلى الله عليه وسلم :" ليس الغنى بكثرة العرض ، إنما الغنى غنى النفس "رواه مسلمويقول شاعرنا المسلم : ولستُ أرى السعادةَ جمعَ مالٍ ** ولكن التقيّ هو السعيدُ
آآآآهٍ آآآه !! هذا هو المفتاح الحقيقي إذن !؟إن تحصيل التقوى أسرع طريق تستجلب به حياة القلب ،وبحياة القلب تنبت السعادة كما تنبت النخلة ، جذرها في الأرض ، وفرعها في السماء ،تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها !!حين تغمر أنوار التقوى ومراقبة الله ، واستحضار عظمته ومعيته في قلبك ، تهتز جوانب قلبك ولابد ، وتشرق زواياه ، وتنعكس تلك الأنوار على سيما الوجه ،وتفيض بما يدور به اللسان من أطايب الكلام ، وعذب الحديث ، وإشعاعة الروح..!
إن أنوار التقوى هي التي تشيع طعم الرضا ،وتفيض بالطمأنينة على أجواء القلب !
فلا تكن أحمقاً أيها الحبيب الغافل ..!! لا توصد الأبواب في وجهك بيديك ، ثم تصيح في هلع : لماذا لا يفتحون الباب !؟عليك أن تثق ابتداءً أن تحصيل السعادة ممكن وقريب ومتاح ..فلا تبعثر وقتك ، ولا تبدد أنفاسك في هموم صغيرة ، تستهلك روحك ، ولا تسرف في الحزن على أمور مضت وانقضت ، ولا توغل في مشاعر الإحباط التي قد تتعثر فيها بين الوقت والوقت .. بل احرص على أن تجعل من كل عثرة سبيلاً لنهضة جديدة ، وجاهد نفسك لتطرد عنك هموم قلبك الصغيرة ،فإن الله يتولى الصالحين ، ولا يضيع أجر المحسنين .. !
سل نفسك كل حين : هل أنت حقاً من الصالحين !؟ وهل تجد نفسك من المحسنين !؟
استقبل الحياة بابتسامة عريضة _ رغم مواجعك الكثيرة ! _ لأن الله سيظل لطيف بعباده ، رحيم بالمؤمنين رؤوف بهم .. وإنما يبتلي الخلق لينظر كيف يصنعون ، فاجهد على أن تُري اللهَ منك خيراً ، لتنال محبته لك ، ورضاه عنك !!
اجعل ذهنك دائماً صافيا نقيا كالورقة البيضاء ، وقلبك كذلك !!لا تحمل للآخرين إلا حباً ووداً ، وخيرا ودعاء ، وثناء معطراً .!! لا تحمّلْ قلبك فوق ما يطيق ، من أفكار تتعلق بأمور بعيدة لم يحن وقتها ، ولعلك لا تدرك ولادتها ! بل لا تحمل قلبك أفكاراً تتعلق بأقدار قضاها الله ومضى حكمه فيها ، ولا حيلة لك معها ..! وفي هذه الحالة اجعل قلبك يقول ويردد : قدر الله وما شاء فعل ! الخيرة فيما اختاره الله الرؤوف الرحيم اللطيف الخبير الحبيب ؟!
اصغِ بكلية قلبك إلى ترانيم الحياة من حولك ، فإني أحسب أنك ستسمع كل شيء يسبح اللهويحمده ، ويمجده ويثني عليه جل شأنه ..فاعقد العزم على أن تشارك هذا الكون التسبيح والثناء المعطر على الله سبحانه .. فإنه يحبّ ذلك منك ، وإذا رآك حريصا على ذلك ، مداوما عليه :أفاض على قلبك ألواناً من السعادة ، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان !!ألم يقل هو سبحانه ذلك ! ؟ فهل تشك بوعده !؟
عليك أن تكون متفائلاً دائما ، ومع كل ظرف تمر به ، وعند كل شدة تنزل بك ،إن التفاؤل يجعل شمسك لا تغيب ! ويوشك أن تتوهج مشرقة بكل قوة ، لأن جرعة التفاؤل كفيلة أن تزيح الغيوم السوداء التي حجبت نورها !!
المهم الآن ، أن تعرف كيف تطرق باب السعادة ، وأن تدمن هذا القرع ولا تمل ولا تكل ..!وأن تطيل الوقوف على الأعتاب ..وأن تدمن الدعاء والضراعة والانكسار بين يدي ملك الملوك ، مَن قلوب الخلائق بيده وحده ، يصرفها كيف يشاء ..إذا صدقت هذه الوقفة ، وأطلت الوقوف بلا ملل :فيوشك أن يفتح لك الباب ، ويفيض على قلبك ألواناً من معاني السماء التي تبتهج بها ومعها روحك !!
عليك أن تثق تمام الثقة :أن الله سبحانه أرحم بك من أمك وأبيك ، بل ارحم بك من نفسك التي بين جنبيك ،ولكنه _ كما قلنا قبل قليل _ إنما يبتليك لينظر كيف تصنع !على هذا وطن نفسك ، ومع هذا راقب قلبك ، ولهذا عش يومك وليلتك ..!نعم ..
عش كما يعيش العصفور ! ألا تراه ينطلق من عشه جائعاً ، ولا يعود إلا وقد امتلأت بطنه بالرزق الطيب المبارك ..!!وخلال رحلته للبحث عن هذا الرزق من هنا وهناك ، لا يزال يغني ويترنم ،ويُطرب الحياة والأحياء من حوله !!لا يضيق لأنه جائع ، ولا يعبس لأنه لم يجد رزقه بعد !!ولا يتطلع إلى أبعد مما ينبغي فيصاب باليأس ، ولا يحمل هماً ينكد على قلبه عيشه !!
بل إنك لتجزم وأنت ترى هذا العصفور يتهادى في جو السماء ،تجزم أنه يمضي حيث يمضي ، وربيعه الأخضر معه حيثما حل وارتحل !!أيكون هذا العصفور الصغير أعقل منك أيها ( العااااااقل ) !!؟؟
ألا تعساً لعقل يجعل صاحبه أتفه من عصفور !!؟
عليك أن تملأ قلبك بالفرح الدائم ، وسر هذا الفرح يكمن أن تذكّر نفسك أنك مع الله تمضي ولله تعمل ، وبين يديه تتحرك ، ومع مشيئته تتقلب ، وإليه سترجع ، وهو ناظر إليك مع كل نفَسٍ يتردد في صدرك ..!
إذا نجحت في هذا الاستشعار القلبي لهذه الحقيقة الضخمة ، ستجد الحياة من حولك تتبسم لك ، وتتهلل في وجهك ..!نعم والله .! إن السعادة كل السعادة تفيض على قلبك حين تنجح في استشعار قرب الله منك ، وعطفه عليك ، ورحمته بك ، وحلمه عليك ، وإحسانه إليك ، وصبره عليك ،ورقابته لك ، بل وفرحه الشديد حين تعود إليه تائباً ..!!بل وأن تستشعر أن إقباله عليك ، أضعاف إقبالك عليه ..!وأنه لا يزال يباهي بك ملاكة السماء ، طالما أنت مشمر معه ، مقبل عليه ، مشتاق إليه ..!وهل بعد هذا بعد ، يمكن أن يتطلع إليه إنسان عاقل ؟!
إن السعادة الحقيقية أن يبقى لسانك لاهجاً بذكر مولاك العظيم ليل نهار ، وصباح مساء ،وفي كل وقت وحين ، ومع كل أحد ، وفي كل مجلس ..! إن السعادة الحقيقية أن توطن نفسك على أن تكون ( وقفاً ) لله .. كلامك له وفيه وعنه ومن أجله .. وحركتك وسكونك كذلك ، ويقظتك ونومك أيضا ،وقراءتك وكتابتك ، وأكلك وشربك ، وضحكك وبكاؤك ..ومزحك وجدك ، وحبك وبغضك ..!فإن كنت كذلك حقاً ، فإنك تكون قد أصبحت عبداً ربانيا ، تمشي على الأرض وأنت عظيم في السماء !!
السعادة الحقيقية أن يكون لك هدف واضح محدد في حياتك ، تسعى له ، وتتعب من أجله ، وتعمل على تحقيقه ، فإن لم يكن هذا الهدف هو تحقيق عبوديتك لله ، فاعلم أنك مضحوك عليك وإن .. وإن ..!!
قد رشحوك لأمرٍ _ لو فطنتَ له _ ** فاربأ بنفسكَ أن ترعى مع الهملِ
السعادة الحقيقية أن تصر _ رغم مواجعك الكثيرة _ أن تبتسم في وجه الدنيا ، حتى وإن كشرت هي في وجهك ! تبتسم لها ولأهلها كأنك غير مكترث أبدا بما تواجهك به من أكدار ونكد ! زادك في هذا أنك تستشعر ما أعده الله لك إذا نجحت في هذه المهمة!
املأ قلبك بالفرح السماوي ، وسينعكس هذا الفرح على محياك كله ، ثم سيفيض على من حولك بالضرورة ..!
السعادة الحقيقية أن تقطع يومك كله مع الله ، مقبلاً عليه ، خادماً له ، حاملاً هم دينه ، معرضا عن دوائر معصيته التي تعرضك لسخطه وغضبه .!
السعادة الحقيقية أن تكون أجندتك كلها في يومك وليلك ، تصب لصالح مزيد من القرب من الله سبحانه ، وقد يكون ذلك من خلال خدمة الآخرين تقف معهم ، وتمد لهم يد العون ، وتساعدهم بما تستطيع ، وتفيض عليهم بشراً وعطاءً ورحمة وحناناً ،ولو بالكلمة الطيبة ، إن عز عليك المال ..!واجعل شعارك معهم وأنت تجهد نفسك من أجلهم : لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا !
السعادة الحقيقة أن تكون مقبلاً على الحياة بروح الثقة بالله ، والاطمئنان إليه ، والرضا بقسمته ، والانشراح لاختياره لك ، بنفس مبتهجة ، وقلب مطمئن ،وروح تشعر معها وأنت تمضي في مناكب الأرض أنك :واثق الخطوة تمشي مَلكا..!!
وأخيراً .. هل وصلت الفكرة إلى قلبك وعقلك ؟!
إذن يبقى عليك أن تترجمها في واقع حياتك ، ومع من حولك ، وأن تجهد نفسك في هذا الطريق ، فإنه طريق رائع كثير المباهج .
لقد قالوا : إن الإنسان تتحكم فيه أفكاره ، وتوجه له مسار حياته ، وتشكل له نفسيته ،فاجعل أفكارك منذ الساعة ، تتمحور حول هذه المعاني وأمثالها ، فإنها أفكار سماوية مشرقة ، ويوشك أن تجد صداها قريبا في قلبك ،وواقع حياتك ، ولكن اصبر وصابر .
وقالوا قديما : قل لي فيم تشغل فكرك في يومك وليلك ؟ أقل لك من أنت !! فإن رأيت أن أغلب فكرك مشغول في هذه المعاني ، فاحمد الله كثيرا ، فإنك تسير في طريق الإشراق ، ويوشك أن تصل ..
وإن كانت الأخرى ....فاعلم أنك ارتضيت لنفسك الهوان .. فلا تشكونّ ذا الزمان ! ولا تلومن إلا نفسك ..وقديماً جنتْ على نفسها براقش !!
نسأل الله سبحانه أن يوفقنا لكل ما يحبه ويرضاه ..
الزهراء- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 1813
نقاط : 9149
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 26/12/2010
رد: خارطة الطريق إلي السعادة
مفتاح السعادة
السعادة الحقيقية أن تقطع يومك كله مع الله ، مقبلاً عليه ، خادماً له ، حاملاً هم دينه ، معرضا عن دوائر معصيته التي تعرضك لسخطه وغضبه .!
مواضيع مماثلة
» الطريق إلى الراحة
» الطريق إلى الراحة
» الطريق إلى الله
» كنز السعادة بين أيدينا
» الطريق إلى الفردوس الأعلى
» الطريق إلى الراحة
» الطريق إلى الله
» كنز السعادة بين أيدينا
» الطريق إلى الفردوس الأعلى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى