كيف يمكن التوفيق بين حديث ( لا عدوى ولا طيرة ) وحديث ( فر من المجذوم فرارك من الأسد )
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كيف يمكن التوفيق بين حديث ( لا عدوى ولا طيرة ) وحديث ( فر من المجذوم فرارك من الأسد )
كيف يمكن التوفيق بين حديث ( لا عدوى ولا طيرة ) وحديث ( فر من المجذوم فرارك من الأسد )
كيف يمكن التوفيق بين حديث ( لا عدوى ولا طيرة ) وحديث ( فر من المجذوم فرارك من الأسد ) ؟
شيخ الإسلام الإمام الألباني
إذا أحسنّا فهم الحديث الأول زال الإشكال ولم يكن هناك داعي للجمع ، إذا فهمنا أن المقصود من قوله عليه السلام لا عدوى بنفسها ، ومفهوم ذلك أن هناك عدوى بإذن ربها فلا إشكال ، الحديث يوضح أن العقيدة الجاهلية قبل النبوة بسالف والتي يشبهها تماما عقيدة الأطباء غير الإسلاميين اليوم وبعض الإسلاميين هم يتوهمون أن العدوى تنتقل بطبيعتها ، والنبي عليه الصلاة والسلام أراد أن يبطل هذه العقيدة التي كانت مقترنة بالعدوى وأن يلفت نظر هؤلاء العالم الذين هداهم الله على يدي نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعرفوا أن هذه العدوى صحيحة ، لكنها بمشيئة الله ، ولله عز وجل أن يؤخر المسبب عن السبب ، أي أن يبطل السبب فلا يظهر ولا يتحقق المسبب ، كما هو معروف مثلا في قصة النار مع إبراهيم عليه السلام ، فالنار هي تحرق لكن تحرق بإذن الله عز وجل ، الله تبارك وتعالى هو الذي جعل لها هذه الخصوصية ... إلا أن يشاء الله فلا تحرق ، هكذا العدوى ، ففي العدوى أو في بعض الأمراض طبيعة وضعها الله عز وجل فيها أن تنتقل إلى السليم من المخلوقات ، لكن ذلك كله بمشيئة الله تبارك وتعالى ، وهذا واضح في تمام الحديث لما ذكر الرسول عليه السلام ( لا عدوى ولا طيرة ) قال رجل أعرابي : إنا نرى الجمال السليمة يدخل بينها الجمل الأجرب فيعديها ، ما قال له أنت ما فهمت عليّ أنه أنا أقول ما في عدوى ، لا ، هو أراد أن يثبت له العدوى بإذن الله ، ولذلك قال له : ( فمن أعدى الأول ؟! ) ، طبعا جواب المؤمن : الله ، إذن العدوى موجودة لكن بإذن الله تبارك وتعالى ، وحينئذ إذا كان معنى الحديث لا عدوى إلا بمشيئة الله عز وجل فما في منافاة أن يتخذ المسلم السبب المشروع في أن لا يصاب بذاك المرض الذي معروف عند الناس بأنه يعدي ، وعلى هذا يحمل قوله عليه السلام كما في صحيح مسلم أن رجلا جاء ليبايع النبي صلى الله عليه وسلم وفي يده مرض جذام ، فأراد أن يبايعه فقال له عليه السلام : ارجع فإنا قد بايعناك ، إما أنه فعل هذا عليه السلام من باب الأخذ بالأسباب وإما أنه فعل ذلك تعليما للناس وإما أخيرا للأمرين معا يعني تعليما وأخذا بالأسباب ، فإذن لا منافاة بين قوله عليه السلام ( لا عدوى ) ، لأنه لا يعني إبطال العدوى كلها ، وإنما يعني إبطال عدوى كانت قائمة في أذهان الجاهلية الأولى وجاهلية القرن العشرين ، وهي أنها تعدي بنفسها ، هذا الذي نفاه الرسول عليه السلام و إلا فالأحاديث الأخرى فيها إثبات العدوى ، وعلى هذا جاء ما يسمى اليوم بالحجر الصحي والذي وضع نواته نبينا عليه السلام في قوله ( إذا وقع الطاعون بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها ..) إلى آخر الحديث ، هذا معناه الأخذ بالابتعاد عن المرض المعدي . ش12/
منقول
شيخ الإسلام الإمام الألباني
إذا أحسنّا فهم الحديث الأول زال الإشكال ولم يكن هناك داعي للجمع ، إذا فهمنا أن المقصود من قوله عليه السلام لا عدوى بنفسها ، ومفهوم ذلك أن هناك عدوى بإذن ربها فلا إشكال ، الحديث يوضح أن العقيدة الجاهلية قبل النبوة بسالف والتي يشبهها تماما عقيدة الأطباء غير الإسلاميين اليوم وبعض الإسلاميين هم يتوهمون أن العدوى تنتقل بطبيعتها ، والنبي عليه الصلاة والسلام أراد أن يبطل هذه العقيدة التي كانت مقترنة بالعدوى وأن يلفت نظر هؤلاء العالم الذين هداهم الله على يدي نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعرفوا أن هذه العدوى صحيحة ، لكنها بمشيئة الله ، ولله عز وجل أن يؤخر المسبب عن السبب ، أي أن يبطل السبب فلا يظهر ولا يتحقق المسبب ، كما هو معروف مثلا في قصة النار مع إبراهيم عليه السلام ، فالنار هي تحرق لكن تحرق بإذن الله عز وجل ، الله تبارك وتعالى هو الذي جعل لها هذه الخصوصية ... إلا أن يشاء الله فلا تحرق ، هكذا العدوى ، ففي العدوى أو في بعض الأمراض طبيعة وضعها الله عز وجل فيها أن تنتقل إلى السليم من المخلوقات ، لكن ذلك كله بمشيئة الله تبارك وتعالى ، وهذا واضح في تمام الحديث لما ذكر الرسول عليه السلام ( لا عدوى ولا طيرة ) قال رجل أعرابي : إنا نرى الجمال السليمة يدخل بينها الجمل الأجرب فيعديها ، ما قال له أنت ما فهمت عليّ أنه أنا أقول ما في عدوى ، لا ، هو أراد أن يثبت له العدوى بإذن الله ، ولذلك قال له : ( فمن أعدى الأول ؟! ) ، طبعا جواب المؤمن : الله ، إذن العدوى موجودة لكن بإذن الله تبارك وتعالى ، وحينئذ إذا كان معنى الحديث لا عدوى إلا بمشيئة الله عز وجل فما في منافاة أن يتخذ المسلم السبب المشروع في أن لا يصاب بذاك المرض الذي معروف عند الناس بأنه يعدي ، وعلى هذا يحمل قوله عليه السلام كما في صحيح مسلم أن رجلا جاء ليبايع النبي صلى الله عليه وسلم وفي يده مرض جذام ، فأراد أن يبايعه فقال له عليه السلام : ارجع فإنا قد بايعناك ، إما أنه فعل هذا عليه السلام من باب الأخذ بالأسباب وإما أنه فعل ذلك تعليما للناس وإما أخيرا للأمرين معا يعني تعليما وأخذا بالأسباب ، فإذن لا منافاة بين قوله عليه السلام ( لا عدوى ) ، لأنه لا يعني إبطال العدوى كلها ، وإنما يعني إبطال عدوى كانت قائمة في أذهان الجاهلية الأولى وجاهلية القرن العشرين ، وهي أنها تعدي بنفسها ، هذا الذي نفاه الرسول عليه السلام و إلا فالأحاديث الأخرى فيها إثبات العدوى ، وعلى هذا جاء ما يسمى اليوم بالحجر الصحي والذي وضع نواته نبينا عليه السلام في قوله ( إذا وقع الطاعون بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها ..) إلى آخر الحديث ، هذا معناه الأخذ بالابتعاد عن المرض المعدي . ش12/
منقول
المعتزة بديني- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 1356
نقاط : 7744
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
مواضيع مماثلة
» نصائح الأسد الحكيم لإبنه
» حكم قراءة الفاتحة على نية التوفيق في الخطبة أو الشراكة أو غير ذلك
» حديث قدسي
» حديث وشرحه
» حديث وحكم
» حكم قراءة الفاتحة على نية التوفيق في الخطبة أو الشراكة أو غير ذلك
» حديث قدسي
» حديث وشرحه
» حديث وحكم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى