وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ
أبو عبدالله
-((ضع بصمتك))-
{ وَمَا
كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ
حِجَابٍ
أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ
عَلِيٌّ حَكِيمٌ }
سورة الشورى .
} وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ
يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ
أَوْ
يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ
حَكِيمٌ}
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله
تَعَالَى :
{ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمهُ اللَّه إِلَّا وَحْيًا
أَوْ مِنْ وَرَاء حِجَاب
أَوْ يُرْسِل رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا
يَشَاء }
يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَمَا يَنْبَغِي لِبَشَرٍ مِنْ بَنِي
آدَم أَنْ يُكَلِّمهُ رَبّه إِلَّا وَحْيًا
يُوحِي اللَّه إِلَيْهِ كَيْفَ
شَاءَ , أَوْ إِلْهَامًا ,
وَإِمَّا غَيْره { أَوْ مِنْ وَرَاء حِجَاب }
يَقُول : أَوْ يُكَلِّمهُ بِحَيْثُ يَسْمَع كَلَامه وَلَا يَرَاهُ ,
كَمَا
كَلَّمَ مُوسَى نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
{ أَوْ يُرْسِل
رَسُولًا }
يَقُول : أَوْ يُرْسِل اللَّه مِنْ مَلَائِكَته رَسُولًا ,
إِمَّا جَبْرَائِيل , وَإِمَّا غَيْره
{ فَيُوحِي بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء }
يَقُول : فَيُوحِي ذَلِكَ الرَّسُول إِلَى الْمُرْسَل إِلَيْهِ بِإِذْنِ
رَبّه مَا يَشَاء ,
يَعْنِي : مَا يَشَاء رَبّه أَنْ يُوحِيه إِلَيْهِ مِنْ
أَمْر وَنَهْي , وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ
الرِّسَالَة وَالْوَحْي . وَبِنَحْوِ
الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل .
ذِكْر مَنْ قَالَ
ذَلِكَ : 23765 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد , قَالَ : ثنا أَحْمَد , قَالَ : ثنا
أَسْبَاط ,
عَنِ السُّدِّيّ , فِي قَوْله عَزَّ وَجَلَّ :
{ وَمَا كَانَ
لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمهُ اللَّه إِلَّا وَحْيًا }
يُوحِي إِلَيْهِ
{ أَوْ
مِنْ وَرَاء حِجَاب }
مُوسَى كَلَّمَهُ اللَّه مِنْ وَرَاء حِجَاب ,
{ أَوْ
يُرْسِل رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء }
قَالَ : جَبْرَائِيل
يَأْتِي بِالْوَحْيِ . وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله :
{
أَوْ يُرْسِل رَسُولًا }
فَيُوحِيَ , فَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء
الْأَمْصَار { فَيُوحِيَ }
بِنَصْبِ الْيَاء عَطْفًا عَلَى { يُرْسِل } ,
وَنَصَبُوا { يُرْسِل } عَطْفًا بِهَا عَلَى مَوْضِع الْوَحْي ,
وَمَعْنَاهُ ; لِأَنَّ مَعْنَاهُ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمهُ
اللَّه إِلَّا أَنْ يُوحِيَ إِلَيْهِ
أَوْ يُرْسِل إِلَيْهِ رَسُولًا
فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء ,
وَقَرَأَ ذَلِكَ نَافِع الْمَدَنِيّ {
فَيُوحِي }
بِإِرْسَالِ الْيَاء بِمَعْنَى الرَّفْع عَطْفًا بِهِ عَلَى {
يُرْسِل } ,
وَبِرَفْعِ { يُرْسِل } عَلَى الِابْتِدَاء .
وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ
يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ
أَوْ
يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ
حَكِيمٌ}
وَقَوْله : { إِنَّهُ عَلِيّ حَكِيم } يَقُول تَعَالَى ذِكْره
إِنَّهُ يَعْنِي نَفْسه جَلَّ ثَنَاؤُهُ :
ذُو عُلُوّ عَلَى كُلّ شَيْء
وَارْتِفَاع عَلَيْهِ , وَاقْتِدَار .
حَكِيم : يَقُول : ذُو حِكْمَة فِي
تَدْبِيره خَلْقه .
المصدر :
تفسير القرآن الكريم للطبري .
أنور علي- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 771
نقاط : 5954
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 21/03/2011
أنور علي- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 771
نقاط : 5954
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 21/03/2011
مواضيع مماثلة
» يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ
» { وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ
» منْ رَوْعَةِ الْجَمَالِ أَنْ تَعِيْشَ بِشَكْلٍ مُخْتَلِفٍ !
» يَنْبَغِي لِلْعَبْدِ أَنْ لَا يَنْظُرَ إِلَى تَجَمُّلِ أَهْلِ الدُّنْيَا
» { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) }
» { وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ
» منْ رَوْعَةِ الْجَمَالِ أَنْ تَعِيْشَ بِشَكْلٍ مُخْتَلِفٍ !
» يَنْبَغِي لِلْعَبْدِ أَنْ لَا يَنْظُرَ إِلَى تَجَمُّلِ أَهْلِ الدُّنْيَا
» { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) }
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى