تفكرت في نفسي يوما فحاسبتها
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تفكرت في نفسي يوما فحاسبتها
تفتفكّرت في نفسي يوما ... فحاسبتها
--------------------------------------------------------------------------------
قال ابن الجوزي رحمه الله في " صيد الخاطر " :
تفكرت في نفسي يوماً تفكر محقق، فحاسبتها قبل أن تحاسب، ووزنتها قبل أن توزن، فرأيت اللطف الرباني، من بدأ الطفولة وإلى الآن أرى لطفاً بعد لطف، وستراً على قبيح. وعفواً عما يوجب عقوبة.وما أرى لذلك شكراً إلا باللسان.ولقد تفكرت في خطايا لو عوقبت ببعضها لهلكت سريعاً.ولو كشف للناس بعضها لاستحييت.ولا يعتقد معتقد عند سماع هذا أنها من كبائر الذنوب، حتى يظن فيّ ما يظن في الفساق.بل هي ذنوب قبيحة في حق مثلي، وقعت بتأويلات فاسدة.
فصرت إذا دعوت أقول: اللهم بحمدك وسترك علي اغفر لي.
ثم طالبت نفسي بالشكر على ذلك فما وجدته كما ينبغي.ثم أنا أتقاضى منه مراداتي ولا أتقاضى نفسي بصبر على مكروه ولا بشكر على نعمة.
فأخذتُ أنوح على تقصيري في شكر المنعم، وكوني أتلذذ بإيراد العلم من غير تحقيق عمل به.وقد كنت أرجو مقامات الكبار، فذهب العمر وما حصل المقصود.
فوجدتُ أبا الوفاء ابن عقيل قد ناح نحو ما نُحت فأعجبتني نياحته فكتبتها ههنا ؛قال لنفسه:
يا رعناء تقومين الألفاظ ليقال مناظر. وثمرة هذا أن يقال: يا مناظر.كما يقال للمصارع الفاره(أي : الحسن البارع).
ضيعت أعز الأشياء وأنفسها عند العقلاء، وهي أيام العمر حتى شاع لك بين من يموت غداً اسم مناظر.ثم يُنسى الذاكر والمذكور إذا درست(أي : انمحت) القلوب.هذا إن تأخر الأمر إلى موتك، بل ربما نشأ شاب أفره منك فموهوا له وصار الاسم له, و صار الإسم له !!
والعقلاء عن الله تشاغلوا بما - إذا انطووا - نشرهم(أي : أحيا ذكرهم) وهو العمل بالعلم، والنظر الخالص لنفوسهم.
أف لنفسي!! وقد سطرت عدة مجلدات في فنون العلوم وما عبق بها فضيلة.إن نوظرت شمخت، وإن نوصحت تعجرفت، وإن لاحت الدنيا طارت إليها طيران الرخم (طائر جارح على شكل النسر) وسقطت عليها سقوط الغراب على الجيف.فليتها أخذت أخذ المضطر من الميتة.توفر في المخالطة عيوباً تبلى ولا تحتشم نظر الحق إليها.وإن انكسرت لها غرض تضجرت، فإن أُمِتدت بالنعم اشتغلت عن المنعم.
أف والله مني اليوم على وجه الأرض وغداً تحتها !!
لله إن نتن جسدي بعد ثلاث تحت التراب أقل من نتن خلائقي وأنا بين الأصحاب.
.
والله إنني قد بهرني حلم هذا الكريم عني
كيف سترني وأنا أتهتك ويجمعني وأنا أتشتت.
وغداً يقال: مات الحبر العالم الصالح، ولو عرفوني حق معرفتي بنفسي ما دفنوني.
والله لأنادين على نفسي نداء المُكَشِّفين معايب الأعداء.ولأنوحن نوح الثاكلين للأبناء; إذ لا نائح لي ينوح علي لهذه المصائب المكتومة، والخلال المغطاة التي قد سترها من خبرها، وغطاها من علمها.
والله ,ما أجد لنفسي خلة استحسن أن أقول متوسلاً بها: اللهم ! اغفر لي كذا بكذا.
والله ; ما ألتفت قط إلا وجدت منه سبحانه براً يكفيني ووقاية تحميني. مع تسلط الأعداء.ولا عرضت حاجة فمددت يدي إلا قضاها. هذا فعله معي وهو رب غني عني. وهذا فعلي وأنا عبد فقير إليه.ولا عذر لي فأقول ما دريت أو سهوت.
والله لقد خلقني خلقاً صحيحاً سليماً، ونور قلبي بالفطنة، حتى أن الغائبات والمكتومات تنكشف لفهمي.
فواحسرتااااااااه
فواحسرتاه على عمر انقضى فيما لا يطابق الرضى، يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وشماتة العدو بي ! واخيبة من أحسن الظن بي إذا شهدت الجوارح علي ! واخذلاني عند إقامة الحجة !، سخر والله مني الشيطان وأنا الفطن!!.
اللهم !توبة خالصة من هذه الأقذار، ونهضة صادقة لتصفية ما بقي من الأكدار.
وقد جئتك بعد الخمسين وأنا من خَلَق(أي : البالي) المتاع.وأبَى العلم إلا أن يأخذ بيدي إلى معدن الكرم،
وليس لي وسيلة إلا التأسف والندم.
فوالله ما عصيتك جاهلاً بمقدار نعمك، ولا ناسياً لما أسلفت من كرمك فاغفر لي سالف فعلي
--------------------------------------------------------------------------------
قال ابن الجوزي رحمه الله في " صيد الخاطر " :
تفكرت في نفسي يوماً تفكر محقق، فحاسبتها قبل أن تحاسب، ووزنتها قبل أن توزن، فرأيت اللطف الرباني، من بدأ الطفولة وإلى الآن أرى لطفاً بعد لطف، وستراً على قبيح. وعفواً عما يوجب عقوبة.وما أرى لذلك شكراً إلا باللسان.ولقد تفكرت في خطايا لو عوقبت ببعضها لهلكت سريعاً.ولو كشف للناس بعضها لاستحييت.ولا يعتقد معتقد عند سماع هذا أنها من كبائر الذنوب، حتى يظن فيّ ما يظن في الفساق.بل هي ذنوب قبيحة في حق مثلي، وقعت بتأويلات فاسدة.
فصرت إذا دعوت أقول: اللهم بحمدك وسترك علي اغفر لي.
ثم طالبت نفسي بالشكر على ذلك فما وجدته كما ينبغي.ثم أنا أتقاضى منه مراداتي ولا أتقاضى نفسي بصبر على مكروه ولا بشكر على نعمة.
فأخذتُ أنوح على تقصيري في شكر المنعم، وكوني أتلذذ بإيراد العلم من غير تحقيق عمل به.وقد كنت أرجو مقامات الكبار، فذهب العمر وما حصل المقصود.
فوجدتُ أبا الوفاء ابن عقيل قد ناح نحو ما نُحت فأعجبتني نياحته فكتبتها ههنا ؛قال لنفسه:
يا رعناء تقومين الألفاظ ليقال مناظر. وثمرة هذا أن يقال: يا مناظر.كما يقال للمصارع الفاره(أي : الحسن البارع).
ضيعت أعز الأشياء وأنفسها عند العقلاء، وهي أيام العمر حتى شاع لك بين من يموت غداً اسم مناظر.ثم يُنسى الذاكر والمذكور إذا درست(أي : انمحت) القلوب.هذا إن تأخر الأمر إلى موتك، بل ربما نشأ شاب أفره منك فموهوا له وصار الاسم له, و صار الإسم له !!
والعقلاء عن الله تشاغلوا بما - إذا انطووا - نشرهم(أي : أحيا ذكرهم) وهو العمل بالعلم، والنظر الخالص لنفوسهم.
أف لنفسي!! وقد سطرت عدة مجلدات في فنون العلوم وما عبق بها فضيلة.إن نوظرت شمخت، وإن نوصحت تعجرفت، وإن لاحت الدنيا طارت إليها طيران الرخم (طائر جارح على شكل النسر) وسقطت عليها سقوط الغراب على الجيف.فليتها أخذت أخذ المضطر من الميتة.توفر في المخالطة عيوباً تبلى ولا تحتشم نظر الحق إليها.وإن انكسرت لها غرض تضجرت، فإن أُمِتدت بالنعم اشتغلت عن المنعم.
أف والله مني اليوم على وجه الأرض وغداً تحتها !!
لله إن نتن جسدي بعد ثلاث تحت التراب أقل من نتن خلائقي وأنا بين الأصحاب.
.
والله إنني قد بهرني حلم هذا الكريم عني
كيف سترني وأنا أتهتك ويجمعني وأنا أتشتت.
وغداً يقال: مات الحبر العالم الصالح، ولو عرفوني حق معرفتي بنفسي ما دفنوني.
والله لأنادين على نفسي نداء المُكَشِّفين معايب الأعداء.ولأنوحن نوح الثاكلين للأبناء; إذ لا نائح لي ينوح علي لهذه المصائب المكتومة، والخلال المغطاة التي قد سترها من خبرها، وغطاها من علمها.
والله ,ما أجد لنفسي خلة استحسن أن أقول متوسلاً بها: اللهم ! اغفر لي كذا بكذا.
والله ; ما ألتفت قط إلا وجدت منه سبحانه براً يكفيني ووقاية تحميني. مع تسلط الأعداء.ولا عرضت حاجة فمددت يدي إلا قضاها. هذا فعله معي وهو رب غني عني. وهذا فعلي وأنا عبد فقير إليه.ولا عذر لي فأقول ما دريت أو سهوت.
والله لقد خلقني خلقاً صحيحاً سليماً، ونور قلبي بالفطنة، حتى أن الغائبات والمكتومات تنكشف لفهمي.
فواحسرتااااااااه
فواحسرتاه على عمر انقضى فيما لا يطابق الرضى، يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وشماتة العدو بي ! واخيبة من أحسن الظن بي إذا شهدت الجوارح علي ! واخذلاني عند إقامة الحجة !، سخر والله مني الشيطان وأنا الفطن!!.
اللهم !توبة خالصة من هذه الأقذار، ونهضة صادقة لتصفية ما بقي من الأكدار.
وقد جئتك بعد الخمسين وأنا من خَلَق(أي : البالي) المتاع.وأبَى العلم إلا أن يأخذ بيدي إلى معدن الكرم،
وليس لي وسيلة إلا التأسف والندم.
فوالله ما عصيتك جاهلاً بمقدار نعمك، ولا ناسياً لما أسلفت من كرمك فاغفر لي سالف فعلي
الزهراء- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 1813
نقاط : 9149
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 26/12/2010
sawsan- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 1070
نقاط : 7117
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 22/04/2011
رد: تفكرت في نفسي يوما فحاسبتها
فوالله ما عصيتك جاهلاً بمقدار نعمك، ولا ناسياً لما أسلفت من كرمك فاغفر لي سالف فعلي
المعتزة بديني- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 1356
نقاط : 7740
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
مواضيع مماثلة
» نفسي أتوب
» كيف اقوي المراقبة في نفسي
» لقد أعجبتني نفسي فأردت أن أذلها
» هل تخيلت يوما أن الله يحبك
» واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله
» كيف اقوي المراقبة في نفسي
» لقد أعجبتني نفسي فأردت أن أذلها
» هل تخيلت يوما أن الله يحبك
» واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى