دليل الزوجة الصالحة في بيتها / لفضيلة الشيخ صالح الفوزان -حفظه
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
دليل الزوجة الصالحة في بيتها / لفضيلة الشيخ صالح الفوزان -حفظه
دليل الزوجة الصالحة في بيتها / لفضيلة الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-
من كتاب : (( دور المرأة في تربية الأسرة ))
أولاً : عبادة الله
لأن ذلك هو الغاية من وجود الإنسان ككل وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ
وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ .
لذا نجد التوجيه الإلهي لأمهات المؤمنين لما أمرن بالقرار في البيوت ،
قال الله تعالى : وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ
الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ
وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ .
ومفهوم العبادة وإن كان أوسع من أداء الشعائر التعبدية ، لكنها جزء كبير
من العبادة ، وأداء العبادة هو أكبر معين للمرأة على أداء دورها بإتقان
في المرأة فالمرأة الصالحة هي التي تؤدي دورها على الوجه المطلوب ، كما
أن ذلك هو أساس التربية الصالحة بالقدوة ، حيث إن قيام المرأة بأداء
العبادة بخشوع وطمأنينة له أكبر الأثر على من في البيت من الأطفال
وغيرهم ، فحينما تحسن المرأة الوضوء ، ثم تقف أمام ربها خاشعة خاضعة
ستربى في الأطفال هذه المعاني بالقدوة إضافة للبيان والتوجيه بالكلام .
وهذا الجانب وإن كان معلومًا لكن لا بد أن تتضح أهدافه وغاياته وأثره
ويُفهم بعيدًا عن الروتين القاتل للمعاني السامية .
ثانيًا :المرأة في البيت سكن واستقرار للزوج والبيت
قال تعالى : وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ
أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً
وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ . [الروم:
21]
التعبير بـ " سكن " وما يحمله من معنى . إن كلمة " سكن " تحمل معنى
عظيمًا للاستقرار والراحة والطمأنينة في البيت ، ولو حاولنا أن نوجد
لفظًا يعبر عما تحمله ما استطعنا ولن نستطيع ، ذلك كلام رب العالمين الذي
لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . فالمرأة سكن للزوج ، سكن
للبيت . ثم وصف العلاقة بأنها " مودة ورحمة " .
وقال : هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا
زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا [الأعراف:189]، أي يأنس بها ويأوي
إليها ، ولنفهم سر التعبير " إليها " في الآيتين حيث أعاد السكن إلى
المرأة فهي مكانه وموطنه ، فالزوج يسكن إليها ، والبيت بمن فيه يسكن
إليها لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ولا تكون المرأة سكنًا لزوجها حتى تفهم حقه
ومكانته ، ثم تقوم بحقوقه عليها طائعة لربها فرحة راضية .
لذا يحرص الإسلام على تقرير مكانة الزوج لأنها الأساس ، يقول الرسول -
صلى الله عليه وسلم - : لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن
تسجد لزوجها [ أخرجه الترمذي في أبواب الرضاع ، باب في حق الزوج على
المرأة ، وابن ماجه في كتابه النكاح ، باب حق الزوج على المرأة ، والحديث
صحيح انظر صحيح الترمذي حديث رقم 926 ] .
بل الإشعار بمكانته حتى بعد وفاته لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم
والآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر
وعشرًا ... [ أخرجه البخاري في كتاب الجنائز ، باب حد المرأة على غير
زوجها ، ومسلم في كتاب الطلاق ، باب وجوب الإحداد في عدة الوفاة ] .
وليفهم أن الإحداد أمر زائد على العدة ، ففيه إشعار بحق الزوج على
الزوجة ، وقد شرع في الإسلام أحكام تكفل أداء حقوق الزوج ، ومن ثم يكون
البيت سكنًا ويصبح بيئة صالحة .
على أن هذه الأحكام والتشريعات ليست خاصة بالمرأة بل هي على الزوجين ،
لكن دور المرأة فيها أكبر لأنها العمود كما ذكرنا ، وحيث مجال حديثنا عن
المرأة وعن دورها في تربية الأسرة ، لا بد من الإشارة لبعض المسئوليات
والوسائل اللازمة لها التي تجعل البيت سكنًا كما أراد الله ، ومنها :
1 - الطاعة التامة للزوج فيما لا معصية فيه لله :
هذه الطاعة هي أساس الاستقرار ، لأن القوامة للرجل الرِّجَالُ
قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ فلا نتصور قوامة بدون طاعة ... والبيت
مدرسة أو إدارة ، فلو أن مديرًا في مؤسسة أو مدرسة لديه موظفون لا
يطيعونه ، هل يمكن أن يسير العمل ، فالبيت كذلك ، إن طاعة الزوج واجب
شرعي تثاب المرأة على فعله ، بل نجد طاعة الزوج مقدمة على عبادة النفل ،
قال - صلى الله عليه وسلم - : لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه متفق
عليه[ البخاري في كتاب النكاح ، باب صوم المرأة بإذن زوجها تطوعًا ،
ومسلم في كتاب الزكاة ، باب ما أنفق العبد من مال مولاه ] . وفيه إشارة
إلى أهمية طاعة الزوج حتى قدمت على عبادة صيام النفل .
2 - القيام بأعمال البيت التي هي قوام حياة الأسرة من طبخ ونظافة وغسيل
وغير ذلك :
وحتى يؤدي هذا العمل ثمرته لابد أن يكون بإتقان جيد ، وبراحة نفس ورضى
وشعور بأن ذلك عبادة .
وإليك أيها الأخت نماذج من السيرة ومن سلف هذه الأمة: أخرج الإمام أحمد
بسنده عن ابن أعبد قال : قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ألا
أخبرك عني وعن فاطمة رضي الله عنها كانت ابنة رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - وكانت من أكرم أهله عليه ، وكانت زوجتي ، فجرَّت بالرحى حتى أثَّر
الرحى بيدها ، وأسقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها وقمَّت البيت حتى
اغبرت ثيابها ، وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها ، فأصابها من ذلك ضرر ،
فقدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبي أو خدم ، قال : فقلت
لها : انطلقي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاسأليه خادمًا يقيك
حر ما أنت فيه ، فانطلقت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجدت
عنده خدمًا أو خدامًا فرجعت ولم تسأله فذكر الحديث فقال : ألا أدلكِ على
ما هو خير لكِ من خادم ؟ إذا أويتِ إلى فراشكِ سبحي ثلاثًا وثلاثين
واحمدي ثلاثًا وثلاثين وكبري أربعًا وثلاثين فأخرجت رأسها فقالت : رضيت
عن الله ورسوله مرتين . . [ مسند الإمام أحمد 1 / 153 ، وهو في البخاري
أخصر من هذا في كتاب فرض الخمس ، باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - والمساكين . وفي مسلم كتاب الذكر والدعاء ،
باب التسبيح أول النهار وعند النوم ، وأبو داود في أبواب النوم باب في
التسبيح عند النوم ، والترمذي في أبواب الدعوات باب في التسبيح والتكبير
والتحميد عند المنام ] . فلم ينكر قيامها بهذا المجهود ، ومن هي في فضلها
وشرفها ، بل أقرها وأرشدها إلى عبادة تستعين بها على ذلك ، وأن ذلك خير
لها من خادم .
روى ابن إسحاق بسنده عن أسماء بنت عميس قالت : لما أصيب جعفر وأصحابه دخل
عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد دبغت أربعين منا ، وعجنت
عجيني وغسلت بنيّ ودهنتهم ونظفتهم . قالت : فقال لي رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - : ( ائتيني ببني جعفر ) قالت : فأتيته بهم ، فتشممهم وذرفت
عيناه ، فقلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، ما يبكيك ؟ أبلغك عن جعفر
وأصحابه شيء ؟ قال : ( نعم ، أصيبوا هذا اليوم ) ...الحديث [ سيرة ابن
هشام 3 / 380 ] .
3 - استجابتها لزوجها فيما أحل الله له :
قال - صلى الله عليه وسلم - : إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات
غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح [ البخاري ، كتاب بدء الخلق ، باب
إذا قال أحدكم " آمين " . ومسلم ، كتاب النكاح ، باب تحريم امتناعها من
فراش زوجها ] . بل الأولى في حقها أن تتقرب إليه دون الطلب ، وأن تتهيأ
لذلك وتتجمل . وإنه لمن المؤسف أن بعض النساء تتجمل لخروجها - وقد نُهيت
عن ذلك - أكثر مما تتجمل لزوجها - وقد أُمرت به - وكل ذلك يدل على جهل
بالمسؤولية ، أو عدم اتباع لشرع الله .
إن لقيام المرأة بهذا الأمر ، وحسن الأخذ به أثرًا كبيرًا على استقرار
البيت ، حيث عفة الزوج ورضاه بما عنده وعدم شعوره بالإحباط والحرمان ،
ومن ثم الاستقرار النفسي .
ما أكثر الرجال الذين يعيشون حياة غير مستقرة بسبب شعورهم بالحرمان ، لأن
المرأة لم تعر هذا الجانب اهتمامًا ، أو لم تعرف كيف تقوم به حق القيام ،
فلتدرك المرأة دورها في ذلك ، ثم لتفكر وتبحث كيف تؤديه .
4- حفظ سره وعرضه :
فلا تتعرض للفتنة ولا للتبرج ، ولا تتساهل في التعرض للرجال في باب
المنزل أو النافذة أو خارج البيت ، ولتكن محتشمة عند خروجها .
قال - صلى الله عليه وسلم - : فأما حقكم على نسائكم فلا يوطين فرشكم من
تكرهون ولا يأذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون [ بهذا اللفظ أخرجه الترمذي في
أبواب الرضاع ، باب ما جاء في حق المرأة على زوجها . وهو حديث حسن ، انظر
صحيح سنن الترمذي 1 / 341 ، أخرجه مسلم من حديث جابر في صفة حج النبي -
صلى الله عليه وسلم - في كتاب الحج ، باب حجة النبي - صلى الله عليه وسلم
- ، دون - قوله : ( ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ) ] .
إن هذا يعطي صيانة أخلاقية للبيت ، وثقة للزوج ، وتربية للأبناء على
العفة ، وأن البيت الذي يحصل فيه شيء من التساهل في أي أمر من هذه الأمور
لن يكون سكنًا مريحًا ، ولا مكان استقرار .
5 - حفظ المال :
يقول - صلى الله عليه وسلم - : والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن
رعيتها [ أخرجه البخاري في كتاب الجمعة ، باب الجمعة في القرى والمدن ،
ومسلم في كتاب الإمارة ، باب فضيلة الإمام العادل ] . وقال - صلى الله
عليه وسلم - : خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش ؛ أحناه على ولد في
صغره ، وأرعاه على زوج في ذات يده[ البخاري في كتاب النكاح ، باب إلى من
ينكح ، وأي النساء خير ، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل نساء
قريش ] .
وقضية المال قضية هامة يتعلق بها أمور منها :
1 - الإصلاح في البيوت بحفظ ما فيه .
2 - عدم التبذير والإسراف .
3 - عدم تحميل الزوج ما لا يطيق من النفقات .
والأمور المالية اليوم أصبح لها نظام وحساب فكم من الوسائل والطرق توفر
للأسرة عيشًا هنيئًا مع عدم التكلفة المالية ، وقد أصبحت فنًّا يدرس ،
فهل تعي الزوجة دورها في ذلك .
6 - المعاملة الحسنة :
فالزوج له القوامة فلابد من أن تكون المعاملة تنطلق من هذا ومن صور حسن
المعاملة :
تحمل خطئه إذا أخطأ .
استرضاؤه إذا غضب .
إشعاره بالحب والتقدير .
الكلمة الطيبة والبسمة الصادقة ، قال - صلى الله عليه وسلم - : تبسمك في
وجه أخيك صدقة[ أخرجه الترمذي في أبواب البر والصلة ، باب ما جاء في
صنائع المعروف ، والحديث صحيح انظر صحيح سنن الترمذي 2 / 186 ] .
فكيف إذا كانت من زوجة لزوجها .
الانتباه لأموره الخاصة من طعام وشراب ولباس من ناحية النوع والوقت ،
ولتعلم المرأة أنها حين تقوم بهذه الأمور ليس فيه اعتداء على شخصيتها أو
حطّ من مكانتها بل هذا هو طريق السعادة ، ولن تكون السعادة إلا في ظل زوج
تحسن معاملته وذلك تقدير العزيز العليم الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى
النِّسَاءِ يقول - صلى الله عليه وسلم - : لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد
لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها [ أخرجه أبو داود في كتاب النكاح باب
في حق المرأة على زوجها ، والترمذي في أبواب الرضاع ، باب في حق الزوج
على المرأة ، والحديث صحيح انظر صحيح سنن أبي داود 2 / 402 ] .
من كتاب : (( دور المرأة في تربية الأسرة ))
أولاً : عبادة الله
لأن ذلك هو الغاية من وجود الإنسان ككل وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ
وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ .
لذا نجد التوجيه الإلهي لأمهات المؤمنين لما أمرن بالقرار في البيوت ،
قال الله تعالى : وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ
الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ
وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ .
ومفهوم العبادة وإن كان أوسع من أداء الشعائر التعبدية ، لكنها جزء كبير
من العبادة ، وأداء العبادة هو أكبر معين للمرأة على أداء دورها بإتقان
في المرأة فالمرأة الصالحة هي التي تؤدي دورها على الوجه المطلوب ، كما
أن ذلك هو أساس التربية الصالحة بالقدوة ، حيث إن قيام المرأة بأداء
العبادة بخشوع وطمأنينة له أكبر الأثر على من في البيت من الأطفال
وغيرهم ، فحينما تحسن المرأة الوضوء ، ثم تقف أمام ربها خاشعة خاضعة
ستربى في الأطفال هذه المعاني بالقدوة إضافة للبيان والتوجيه بالكلام .
وهذا الجانب وإن كان معلومًا لكن لا بد أن تتضح أهدافه وغاياته وأثره
ويُفهم بعيدًا عن الروتين القاتل للمعاني السامية .
ثانيًا :المرأة في البيت سكن واستقرار للزوج والبيت
قال تعالى : وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ
أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً
وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ . [الروم:
21]
التعبير بـ " سكن " وما يحمله من معنى . إن كلمة " سكن " تحمل معنى
عظيمًا للاستقرار والراحة والطمأنينة في البيت ، ولو حاولنا أن نوجد
لفظًا يعبر عما تحمله ما استطعنا ولن نستطيع ، ذلك كلام رب العالمين الذي
لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . فالمرأة سكن للزوج ، سكن
للبيت . ثم وصف العلاقة بأنها " مودة ورحمة " .
وقال : هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا
زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا [الأعراف:189]، أي يأنس بها ويأوي
إليها ، ولنفهم سر التعبير " إليها " في الآيتين حيث أعاد السكن إلى
المرأة فهي مكانه وموطنه ، فالزوج يسكن إليها ، والبيت بمن فيه يسكن
إليها لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ولا تكون المرأة سكنًا لزوجها حتى تفهم حقه
ومكانته ، ثم تقوم بحقوقه عليها طائعة لربها فرحة راضية .
لذا يحرص الإسلام على تقرير مكانة الزوج لأنها الأساس ، يقول الرسول -
صلى الله عليه وسلم - : لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن
تسجد لزوجها [ أخرجه الترمذي في أبواب الرضاع ، باب في حق الزوج على
المرأة ، وابن ماجه في كتابه النكاح ، باب حق الزوج على المرأة ، والحديث
صحيح انظر صحيح الترمذي حديث رقم 926 ] .
بل الإشعار بمكانته حتى بعد وفاته لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم
والآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر
وعشرًا ... [ أخرجه البخاري في كتاب الجنائز ، باب حد المرأة على غير
زوجها ، ومسلم في كتاب الطلاق ، باب وجوب الإحداد في عدة الوفاة ] .
وليفهم أن الإحداد أمر زائد على العدة ، ففيه إشعار بحق الزوج على
الزوجة ، وقد شرع في الإسلام أحكام تكفل أداء حقوق الزوج ، ومن ثم يكون
البيت سكنًا ويصبح بيئة صالحة .
على أن هذه الأحكام والتشريعات ليست خاصة بالمرأة بل هي على الزوجين ،
لكن دور المرأة فيها أكبر لأنها العمود كما ذكرنا ، وحيث مجال حديثنا عن
المرأة وعن دورها في تربية الأسرة ، لا بد من الإشارة لبعض المسئوليات
والوسائل اللازمة لها التي تجعل البيت سكنًا كما أراد الله ، ومنها :
1 - الطاعة التامة للزوج فيما لا معصية فيه لله :
هذه الطاعة هي أساس الاستقرار ، لأن القوامة للرجل الرِّجَالُ
قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ فلا نتصور قوامة بدون طاعة ... والبيت
مدرسة أو إدارة ، فلو أن مديرًا في مؤسسة أو مدرسة لديه موظفون لا
يطيعونه ، هل يمكن أن يسير العمل ، فالبيت كذلك ، إن طاعة الزوج واجب
شرعي تثاب المرأة على فعله ، بل نجد طاعة الزوج مقدمة على عبادة النفل ،
قال - صلى الله عليه وسلم - : لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه متفق
عليه[ البخاري في كتاب النكاح ، باب صوم المرأة بإذن زوجها تطوعًا ،
ومسلم في كتاب الزكاة ، باب ما أنفق العبد من مال مولاه ] . وفيه إشارة
إلى أهمية طاعة الزوج حتى قدمت على عبادة صيام النفل .
2 - القيام بأعمال البيت التي هي قوام حياة الأسرة من طبخ ونظافة وغسيل
وغير ذلك :
وحتى يؤدي هذا العمل ثمرته لابد أن يكون بإتقان جيد ، وبراحة نفس ورضى
وشعور بأن ذلك عبادة .
وإليك أيها الأخت نماذج من السيرة ومن سلف هذه الأمة: أخرج الإمام أحمد
بسنده عن ابن أعبد قال : قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ألا
أخبرك عني وعن فاطمة رضي الله عنها كانت ابنة رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - وكانت من أكرم أهله عليه ، وكانت زوجتي ، فجرَّت بالرحى حتى أثَّر
الرحى بيدها ، وأسقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها وقمَّت البيت حتى
اغبرت ثيابها ، وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها ، فأصابها من ذلك ضرر ،
فقدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبي أو خدم ، قال : فقلت
لها : انطلقي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاسأليه خادمًا يقيك
حر ما أنت فيه ، فانطلقت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجدت
عنده خدمًا أو خدامًا فرجعت ولم تسأله فذكر الحديث فقال : ألا أدلكِ على
ما هو خير لكِ من خادم ؟ إذا أويتِ إلى فراشكِ سبحي ثلاثًا وثلاثين
واحمدي ثلاثًا وثلاثين وكبري أربعًا وثلاثين فأخرجت رأسها فقالت : رضيت
عن الله ورسوله مرتين . . [ مسند الإمام أحمد 1 / 153 ، وهو في البخاري
أخصر من هذا في كتاب فرض الخمس ، باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - والمساكين . وفي مسلم كتاب الذكر والدعاء ،
باب التسبيح أول النهار وعند النوم ، وأبو داود في أبواب النوم باب في
التسبيح عند النوم ، والترمذي في أبواب الدعوات باب في التسبيح والتكبير
والتحميد عند المنام ] . فلم ينكر قيامها بهذا المجهود ، ومن هي في فضلها
وشرفها ، بل أقرها وأرشدها إلى عبادة تستعين بها على ذلك ، وأن ذلك خير
لها من خادم .
روى ابن إسحاق بسنده عن أسماء بنت عميس قالت : لما أصيب جعفر وأصحابه دخل
عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد دبغت أربعين منا ، وعجنت
عجيني وغسلت بنيّ ودهنتهم ونظفتهم . قالت : فقال لي رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - : ( ائتيني ببني جعفر ) قالت : فأتيته بهم ، فتشممهم وذرفت
عيناه ، فقلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، ما يبكيك ؟ أبلغك عن جعفر
وأصحابه شيء ؟ قال : ( نعم ، أصيبوا هذا اليوم ) ...الحديث [ سيرة ابن
هشام 3 / 380 ] .
3 - استجابتها لزوجها فيما أحل الله له :
قال - صلى الله عليه وسلم - : إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات
غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح [ البخاري ، كتاب بدء الخلق ، باب
إذا قال أحدكم " آمين " . ومسلم ، كتاب النكاح ، باب تحريم امتناعها من
فراش زوجها ] . بل الأولى في حقها أن تتقرب إليه دون الطلب ، وأن تتهيأ
لذلك وتتجمل . وإنه لمن المؤسف أن بعض النساء تتجمل لخروجها - وقد نُهيت
عن ذلك - أكثر مما تتجمل لزوجها - وقد أُمرت به - وكل ذلك يدل على جهل
بالمسؤولية ، أو عدم اتباع لشرع الله .
إن لقيام المرأة بهذا الأمر ، وحسن الأخذ به أثرًا كبيرًا على استقرار
البيت ، حيث عفة الزوج ورضاه بما عنده وعدم شعوره بالإحباط والحرمان ،
ومن ثم الاستقرار النفسي .
ما أكثر الرجال الذين يعيشون حياة غير مستقرة بسبب شعورهم بالحرمان ، لأن
المرأة لم تعر هذا الجانب اهتمامًا ، أو لم تعرف كيف تقوم به حق القيام ،
فلتدرك المرأة دورها في ذلك ، ثم لتفكر وتبحث كيف تؤديه .
4- حفظ سره وعرضه :
فلا تتعرض للفتنة ولا للتبرج ، ولا تتساهل في التعرض للرجال في باب
المنزل أو النافذة أو خارج البيت ، ولتكن محتشمة عند خروجها .
قال - صلى الله عليه وسلم - : فأما حقكم على نسائكم فلا يوطين فرشكم من
تكرهون ولا يأذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون [ بهذا اللفظ أخرجه الترمذي في
أبواب الرضاع ، باب ما جاء في حق المرأة على زوجها . وهو حديث حسن ، انظر
صحيح سنن الترمذي 1 / 341 ، أخرجه مسلم من حديث جابر في صفة حج النبي -
صلى الله عليه وسلم - في كتاب الحج ، باب حجة النبي - صلى الله عليه وسلم
- ، دون - قوله : ( ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ) ] .
إن هذا يعطي صيانة أخلاقية للبيت ، وثقة للزوج ، وتربية للأبناء على
العفة ، وأن البيت الذي يحصل فيه شيء من التساهل في أي أمر من هذه الأمور
لن يكون سكنًا مريحًا ، ولا مكان استقرار .
5 - حفظ المال :
يقول - صلى الله عليه وسلم - : والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن
رعيتها [ أخرجه البخاري في كتاب الجمعة ، باب الجمعة في القرى والمدن ،
ومسلم في كتاب الإمارة ، باب فضيلة الإمام العادل ] . وقال - صلى الله
عليه وسلم - : خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش ؛ أحناه على ولد في
صغره ، وأرعاه على زوج في ذات يده[ البخاري في كتاب النكاح ، باب إلى من
ينكح ، وأي النساء خير ، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل نساء
قريش ] .
وقضية المال قضية هامة يتعلق بها أمور منها :
1 - الإصلاح في البيوت بحفظ ما فيه .
2 - عدم التبذير والإسراف .
3 - عدم تحميل الزوج ما لا يطيق من النفقات .
والأمور المالية اليوم أصبح لها نظام وحساب فكم من الوسائل والطرق توفر
للأسرة عيشًا هنيئًا مع عدم التكلفة المالية ، وقد أصبحت فنًّا يدرس ،
فهل تعي الزوجة دورها في ذلك .
6 - المعاملة الحسنة :
فالزوج له القوامة فلابد من أن تكون المعاملة تنطلق من هذا ومن صور حسن
المعاملة :
تحمل خطئه إذا أخطأ .
استرضاؤه إذا غضب .
إشعاره بالحب والتقدير .
الكلمة الطيبة والبسمة الصادقة ، قال - صلى الله عليه وسلم - : تبسمك في
وجه أخيك صدقة[ أخرجه الترمذي في أبواب البر والصلة ، باب ما جاء في
صنائع المعروف ، والحديث صحيح انظر صحيح سنن الترمذي 2 / 186 ] .
فكيف إذا كانت من زوجة لزوجها .
الانتباه لأموره الخاصة من طعام وشراب ولباس من ناحية النوع والوقت ،
ولتعلم المرأة أنها حين تقوم بهذه الأمور ليس فيه اعتداء على شخصيتها أو
حطّ من مكانتها بل هذا هو طريق السعادة ، ولن تكون السعادة إلا في ظل زوج
تحسن معاملته وذلك تقدير العزيز العليم الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى
النِّسَاءِ يقول - صلى الله عليه وسلم - : لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد
لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها [ أخرجه أبو داود في كتاب النكاح باب
في حق المرأة على زوجها ، والترمذي في أبواب الرضاع ، باب في حق الزوج
على المرأة ، والحديث صحيح انظر صحيح سنن أبي داود 2 / 402 ] .
المعتزة بديني- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 1356
نقاط : 7739
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
رد: دليل الزوجة الصالحة في بيتها / لفضيلة الشيخ صالح الفوزان -حفظه
بارك الله فيك اختى معتزة لطرحك القيم
اثقل الله به ميزان حسناتك واثابك خير الثواب يارب
اثقل الله به ميزان حسناتك واثابك خير الثواب يارب
sawsan- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 1070
نقاط : 7116
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 22/04/2011
مواضيع مماثلة
» كيف تعامل الزوجة الصالحة زوجها عند الغضب ..؟؟
» كل مافي الدنيايُذكر بالآخرة} >موعظة بليغة من سماحة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان ـ حفظه الله
» نزع الحياء بنزع الإيمان لشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالي
» الرسول صلى الله عليه وسلم يقول "كل بدعة ضلالة" وأنت تقول بدعة حسنة؟ للشيخ صالح الفوزان حفظه الله
» طاعة الزوجة لزوجها سبيل الى إسعاد بيتها
» كل مافي الدنيايُذكر بالآخرة} >موعظة بليغة من سماحة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان ـ حفظه الله
» نزع الحياء بنزع الإيمان لشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالي
» الرسول صلى الله عليه وسلم يقول "كل بدعة ضلالة" وأنت تقول بدعة حسنة؟ للشيخ صالح الفوزان حفظه الله
» طاعة الزوجة لزوجها سبيل الى إسعاد بيتها
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى