لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون
لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون
تعتبر مسألة الأخلاق من وجهة النظر الشمولية، مسألة واحدة فقط، ألا وهي تربية النفس.
والحق أن هذه المسألة من أهم المسائل وأعقدها وكذلك هي صعبة المنال، لأن الناس كثيراً ما نجحوا في مسائل صعبة، ولم ينجحوا في هذه المسألة وهذا دليل على أنها من أصعب المسائل.
فالله سبحانه وتعالى الذي خلق الانسان والكون والحياة، أرسل الأنبياء والوصياء وأمرهم بالتركيز على إرساء قواعد هذه المسألة وهي تربية النفس.
وهذا ما نلاحظه بصورة واضحة في كثير من آيات القران والأحاديث الشريفة، يقول تعالى: ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) . ولا يقصد به أهمية الانفاق فقط، بل المقصود منه ايضا ان تنفق مما تحب.
فالانفاق من غير ما تحب لا يربّي نفسك. والله تعالى لا يحتاج الى الانفاق ولا إلى المنفقين وهو تعالى قادر على ان يخلق الناس جميعاً أغنياء. لكنه امتحان لتربي نفسك..
مثلاً: هناك فقير يحتاج الى قرص خبز، وأنت عندك أقراص كثيرة من الخبز لا تحتاج إليها وأنفقت قرصاً منها هذا يسمى إنفاق، وله ثواب، حيث أن الفقير سدّت جوعته.
والسؤال هنا هل يدخل هذا في الجانب التربوي للانفاق؟
الجواب: لا لأنك لم تنفق مما تحب.
فإذا بلغت مبلغاً استطعت أن تنفق مما تحب، بلغت مرحلة من التربية تنال فيها البر.
جاء في القرآن الكريم( ويطعمون الطعام على حبه) على بعض التفاسير ان الضمير في حبه يرجع الى الطعام والآية تأتي في نفس السياق الذي ذكرناه.
إن كل الفضائل المتمثلة في حسن الخلق والحلم وكذلك طلب العلم والانفاق مما تحب وكل عمل يشتمل على فضائل الأخلاق، هو عملية لتربية النفس.
لكي يكون الانسان قائد نفسه، ولا يكون نفسه قائدةً له، ويكون هو المسيطر على نفسه وينبغي لنا أن نكرر هذه التذكرة مرات ومرات.
لأن التربية النفسية يصعب تحصيلها خلال أربعين أو ستين عاماً. كل الناس السائرين في طريق الفضائل يريدون ان يصبحوا أحسن البشر, يريدون ان يكونوا ذوي أخلاق حسنة.
وكلنا يريد ذلك ولكن لا نستطيع.
هناك القليل من الناس أصحاب نفوسٍ خبيثة، فلا يريدون ان يصبحوا من الناس الجيدين.
ولكن كثيراً ما يتصور الانسان ان تربية النفس على الأخلاق الحميدة شيء سهل، وهذا تصور بعيد لأن هذا الأمر يحتاج الى تركيز، لأنه أصعب الأشياء وأعمقها. أنتم حين تقرأون الأحاديث، وتقرأون التفاسير تلاحظون هذا المعنى، تلاحظون أنه مبثوث في مختلف الأحاديث. خصوصاً أحاديث الأخلاق. إن التركيز على شيء يربي نفس الانسان على ذلك الشيء. من جملة ما ورد من الأحاديث الشريفة أن النبي () كان كافلاً ليتيم يربيه ويقوم بمعيشته.
وكان هذا اليتيم يؤذي رسول الله ()، طفل يؤذي رسول الله ( )، مات هذا الطفل ويحزن عليه رسول الله ()، بعض الأصحاب قالوا: يا رسول الله لو تريد يتيماً آخر نأتي به.
وفيما روي عن رسول الله() أنه قال: «أنا وكافل اليتيم كهاتين» يعني كافل اليتيم في جواري في الآخرة أو في الجنة.
قال النبي(صلىالله عليه وسلم): لا هذا اليتيم كان يؤذيني فكان أجري في تربيته أكثر، وهذا دليل على أن المهم هو تربية النفس قد يخيّل للبعض هل ان رسول الله() يحتاج الى تربية النفس وصعودها؟.
والجواب، نقول: يوجد فرق بيننا وبين رسول الله (). فنفوسنا ناقصة، اما رسول الله () فنفسه كاملة.
ولكن الكمال فيه درجات.. (وقل ربي زدني علماً). فالعلم درجات، إذاً فالكمال درجات أيضاً.
يوجد في الحديث. إن الله سبحانه وتعالى يزيد في درجة رسول الله ().
أما إذا لم تقل اللهم صل على سيدنا محمد. فهذا لا ينقص من رسول الله شيئاً.
إن الصلاة على النبي تكون أكمل له من جهة. ومن جهة أخرى نحن نستفيد بذكر رسول الله () فمرحلة الكمال الموجودة عند رسول الله بحاجة الى ان تترفع لكي يستزيد كمالاً.
و تربية النفس تكون في الأشق. إن مسألة الأكثر مشقة والأصعب مسألة بدنية بمقدار ما هي مسألة روحية، مثلاً الانسان ينام في الليل، اما إذا سهر فهذا أمر شاق عليه. لأنه قد تعود على النوم ولم يتعود على السهر.
لكن إذا كان السهر لشيء يحبه الإنسان. كوجود صديق، أو زيارة أحد الأرحام الذي تربطه به مودة وثيقة، في الليل نراه لا ينام حتى الصباح ولا يحس بشيء من الصعوبة في سهره هذا. لأن الروح غير مستصعبة.
إذاً ما لا توجد فيه صعوبة على الروح، لا توجد فيه صعوبة على البدن
وذكر بعض علماء الأخلاق ان الإنفاق على ذوي الأرحام أشق من الانفاق على غيرهم وذلك لأمرين.
الأول: أن ذوي الأرحام غالباً ما يعرفون قدرة المنفق المالية من ذوي أرحامهم . فلو أعطاهم مبلغاً معيناً من المال، ربما يتألمون لذلك لأنهم يعرفون قدرة المنفق جيداً ويعلمون أن من الممكن أن يعطيهم أكثر من ذلك، وربما يحسب بعضهم أن هذا المبلغ البسط هو إهانةً له لأنه يتوقع الأكثر من ذوي رحمه. أما غير ذوي رحمه فإنهم في الغالب لا يعرفون قدرة المنفق المالية فيشكرونه مهما كان المبلغ بسيطاً.
ثانياً: غالباً الأرحام إذا أخذ بعضهم من بعض شيئاً قد يشعر الآخذ بشيء من الذل والتصاغر أكثر من غير ذوي الأرحام.
فرضاً لو أعطيت الى ابن عمك شيئاً، فهذا يفكر أنه واحد وأنت واحد. فربما يقابل إحسانك بشيء من الجفاء لماذا..؟
حتى يستطيع أن يطفأ حرارة تألمه. غالباً ما يكون التصرف بهذا الشكل.
بعض العلماء المختصين بالأخلاق قالوا لهذين السببين (أي التوقع الأكثر والجفاء) يكون الانفاق على ذوي الأرحام أفضل من غيرهم.
وغالباً تكون ما بين الأرحام قطيعة، وتألم، كلام. فإذا أنت ترضي نفسك على الذي تكلم عليك. وأنت متألم وتنفق عليه. يكون هذا صعباً على النفس وبالنسبة للوالدين هذا الأمر أكبر وأعظم.
ولذلك يكون الإنفاق على الوالدين أفضل، فبر الوالدين هو الذي يربّي النفس أكثر.
ومثال ذلك صدقة السر تطفئ غضب الرب ومن فلسفات صدقة السر ان ثوابها أعظم لأن ذلك الانسان لا يشعر بالتصاغر أو الذل.. وفي نفس الوقت يكون هذا تربية للإنسان نفسه.
وهذا هو الذي يطفئ غضب الرب الله سبحانه وتعالى سريع الرضا، وبطيء الغضب ولا يغضب بسرعة ولكن عندما يغضب يرضى بسرعة.
هذا فينا نحن البشر من المتناقضات.. لماذا؟*** تقوية ايماننا بالله سبحانه وعلاقتنا به تكون عن طريق زيادة المعرفة ؛ فإن التناسب وبين الايمان بالله والاعتقاد به بين المعرفة تناسب طردي فكلما ازدادت معرفة الانسان بربه ازداد تبعاً لذلك ايمانه وقويت علاقته بربه ، ولأجل هذا تفاوت الناس في درجات الايمان ؛ فأصحاب المعرفة الحقيقية الحاصلة من التدبر والتأمل وملاحظة الآيات الالهية في الآفاق وفي انفسهم وكذا من البراهين والأدلة هؤلاء اكثر ايماناً وعلاقةً بالله سبحانه من اصحاب المعرفة السطحية فالانسان إذا اعتقد اعتقاداً جازماً لا شبهة فيه ولا تردد بوجود الله سبحانه ووحدانيته وبصفاته الثبوتية والسلبية ( الجمالية والجلالية ) وانه قادر عالم حكيم مدبّر غني عن عباده منعم عليهم ، وهكذا سائر الامور الأخرى الداخلة في باب التوحيد ، فإن مثل هذا الانسان سيكون إيمانه بالله إيماناً راسخاً وعلاقته به علاقة كبيرة ، ولذا تلاحظ ان ايمان الأنبياء والأئمة عليهم السلام بالله سبحانه وتعالى هو اعلى مراتب الايمان وما ذلك الاّ لانهم عليهم السلام بلغوا الغاية في المعرفة والعلم حتى قال امير المؤمنين عليه السلام ( لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً ) ولا بدّ من اقتفاء آثارهم والاهتداء بهداهم حتى نصل الى ما يمكن الوصول اليه من درجات المعرفة واليقين . ان الحب يتبع المعرفة ولا يتحقق بدونها ، وكلما زادت معرفة الانسان بجمال الحق وكماله المطلق زاد حبه ، والذي يصل الى حد المشاهدة بالقلب لا يكاد تستقر روحه في جسمه شوقاً الى لقاء ربّه قال تعالى : ( والذين آمنوا أشدّ حبّاً لله ) .
وهذا ما نلاحظه بصورة واضحة في كثير من آيات القران والأحاديث الشريفة، يقول تعالى: ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) . ولا يقصد به أهمية الانفاق فقط، بل المقصود منه ايضا ان تنفق مما تحب.
فالانفاق من غير ما تحب لا يربّي نفسك. والله تعالى لا يحتاج الى الانفاق ولا إلى المنفقين وهو تعالى قادر على ان يخلق الناس جميعاً أغنياء. لكنه امتحان لتربي نفسك..
مثلاً: هناك فقير يحتاج الى قرص خبز، وأنت عندك أقراص كثيرة من الخبز لا تحتاج إليها وأنفقت قرصاً منها هذا يسمى إنفاق، وله ثواب، حيث أن الفقير سدّت جوعته.
والسؤال هنا هل يدخل هذا في الجانب التربوي للانفاق؟
الجواب: لا لأنك لم تنفق مما تحب.
فإذا بلغت مبلغاً استطعت أن تنفق مما تحب، بلغت مرحلة من التربية تنال فيها البر.
جاء في القرآن الكريم( ويطعمون الطعام على حبه) على بعض التفاسير ان الضمير في حبه يرجع الى الطعام والآية تأتي في نفس السياق الذي ذكرناه.
إن كل الفضائل المتمثلة في حسن الخلق والحلم وكذلك طلب العلم والانفاق مما تحب وكل عمل يشتمل على فضائل الأخلاق، هو عملية لتربية النفس.
لكي يكون الانسان قائد نفسه، ولا يكون نفسه قائدةً له، ويكون هو المسيطر على نفسه وينبغي لنا أن نكرر هذه التذكرة مرات ومرات.
لأن التربية النفسية يصعب تحصيلها خلال أربعين أو ستين عاماً. كل الناس السائرين في طريق الفضائل يريدون ان يصبحوا أحسن البشر, يريدون ان يكونوا ذوي أخلاق حسنة.
وكلنا يريد ذلك ولكن لا نستطيع.
هناك القليل من الناس أصحاب نفوسٍ خبيثة، فلا يريدون ان يصبحوا من الناس الجيدين.
ولكن كثيراً ما يتصور الانسان ان تربية النفس على الأخلاق الحميدة شيء سهل، وهذا تصور بعيد لأن هذا الأمر يحتاج الى تركيز، لأنه أصعب الأشياء وأعمقها. أنتم حين تقرأون الأحاديث، وتقرأون التفاسير تلاحظون هذا المعنى، تلاحظون أنه مبثوث في مختلف الأحاديث. خصوصاً أحاديث الأخلاق. إن التركيز على شيء يربي نفس الانسان على ذلك الشيء. من جملة ما ورد من الأحاديث الشريفة أن النبي () كان كافلاً ليتيم يربيه ويقوم بمعيشته.
وكان هذا اليتيم يؤذي رسول الله ()، طفل يؤذي رسول الله ( )، مات هذا الطفل ويحزن عليه رسول الله ()، بعض الأصحاب قالوا: يا رسول الله لو تريد يتيماً آخر نأتي به.
وفيما روي عن رسول الله() أنه قال: «أنا وكافل اليتيم كهاتين» يعني كافل اليتيم في جواري في الآخرة أو في الجنة.
قال النبي(صلىالله عليه وسلم): لا هذا اليتيم كان يؤذيني فكان أجري في تربيته أكثر، وهذا دليل على أن المهم هو تربية النفس قد يخيّل للبعض هل ان رسول الله() يحتاج الى تربية النفس وصعودها؟.
والجواب، نقول: يوجد فرق بيننا وبين رسول الله (). فنفوسنا ناقصة، اما رسول الله () فنفسه كاملة.
ولكن الكمال فيه درجات.. (وقل ربي زدني علماً). فالعلم درجات، إذاً فالكمال درجات أيضاً.
يوجد في الحديث. إن الله سبحانه وتعالى يزيد في درجة رسول الله ().
أما إذا لم تقل اللهم صل على سيدنا محمد. فهذا لا ينقص من رسول الله شيئاً.
إن الصلاة على النبي تكون أكمل له من جهة. ومن جهة أخرى نحن نستفيد بذكر رسول الله () فمرحلة الكمال الموجودة عند رسول الله بحاجة الى ان تترفع لكي يستزيد كمالاً.
و تربية النفس تكون في الأشق. إن مسألة الأكثر مشقة والأصعب مسألة بدنية بمقدار ما هي مسألة روحية، مثلاً الانسان ينام في الليل، اما إذا سهر فهذا أمر شاق عليه. لأنه قد تعود على النوم ولم يتعود على السهر.
لكن إذا كان السهر لشيء يحبه الإنسان. كوجود صديق، أو زيارة أحد الأرحام الذي تربطه به مودة وثيقة، في الليل نراه لا ينام حتى الصباح ولا يحس بشيء من الصعوبة في سهره هذا. لأن الروح غير مستصعبة.
إذاً ما لا توجد فيه صعوبة على الروح، لا توجد فيه صعوبة على البدن
وذكر بعض علماء الأخلاق ان الإنفاق على ذوي الأرحام أشق من الانفاق على غيرهم وذلك لأمرين.
الأول: أن ذوي الأرحام غالباً ما يعرفون قدرة المنفق المالية من ذوي أرحامهم . فلو أعطاهم مبلغاً معيناً من المال، ربما يتألمون لذلك لأنهم يعرفون قدرة المنفق جيداً ويعلمون أن من الممكن أن يعطيهم أكثر من ذلك، وربما يحسب بعضهم أن هذا المبلغ البسط هو إهانةً له لأنه يتوقع الأكثر من ذوي رحمه. أما غير ذوي رحمه فإنهم في الغالب لا يعرفون قدرة المنفق المالية فيشكرونه مهما كان المبلغ بسيطاً.
ثانياً: غالباً الأرحام إذا أخذ بعضهم من بعض شيئاً قد يشعر الآخذ بشيء من الذل والتصاغر أكثر من غير ذوي الأرحام.
فرضاً لو أعطيت الى ابن عمك شيئاً، فهذا يفكر أنه واحد وأنت واحد. فربما يقابل إحسانك بشيء من الجفاء لماذا..؟
حتى يستطيع أن يطفأ حرارة تألمه. غالباً ما يكون التصرف بهذا الشكل.
بعض العلماء المختصين بالأخلاق قالوا لهذين السببين (أي التوقع الأكثر والجفاء) يكون الانفاق على ذوي الأرحام أفضل من غيرهم.
وغالباً تكون ما بين الأرحام قطيعة، وتألم، كلام. فإذا أنت ترضي نفسك على الذي تكلم عليك. وأنت متألم وتنفق عليه. يكون هذا صعباً على النفس وبالنسبة للوالدين هذا الأمر أكبر وأعظم.
ولذلك يكون الإنفاق على الوالدين أفضل، فبر الوالدين هو الذي يربّي النفس أكثر.
ومثال ذلك صدقة السر تطفئ غضب الرب ومن فلسفات صدقة السر ان ثوابها أعظم لأن ذلك الانسان لا يشعر بالتصاغر أو الذل.. وفي نفس الوقت يكون هذا تربية للإنسان نفسه.
وهذا هو الذي يطفئ غضب الرب الله سبحانه وتعالى سريع الرضا، وبطيء الغضب ولا يغضب بسرعة ولكن عندما يغضب يرضى بسرعة.
هذا فينا نحن البشر من المتناقضات.. لماذا؟*** تقوية ايماننا بالله سبحانه وعلاقتنا به تكون عن طريق زيادة المعرفة ؛ فإن التناسب وبين الايمان بالله والاعتقاد به بين المعرفة تناسب طردي فكلما ازدادت معرفة الانسان بربه ازداد تبعاً لذلك ايمانه وقويت علاقته بربه ، ولأجل هذا تفاوت الناس في درجات الايمان ؛ فأصحاب المعرفة الحقيقية الحاصلة من التدبر والتأمل وملاحظة الآيات الالهية في الآفاق وفي انفسهم وكذا من البراهين والأدلة هؤلاء اكثر ايماناً وعلاقةً بالله سبحانه من اصحاب المعرفة السطحية فالانسان إذا اعتقد اعتقاداً جازماً لا شبهة فيه ولا تردد بوجود الله سبحانه ووحدانيته وبصفاته الثبوتية والسلبية ( الجمالية والجلالية ) وانه قادر عالم حكيم مدبّر غني عن عباده منعم عليهم ، وهكذا سائر الامور الأخرى الداخلة في باب التوحيد ، فإن مثل هذا الانسان سيكون إيمانه بالله إيماناً راسخاً وعلاقته به علاقة كبيرة ، ولذا تلاحظ ان ايمان الأنبياء والأئمة عليهم السلام بالله سبحانه وتعالى هو اعلى مراتب الايمان وما ذلك الاّ لانهم عليهم السلام بلغوا الغاية في المعرفة والعلم حتى قال امير المؤمنين عليه السلام ( لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً ) ولا بدّ من اقتفاء آثارهم والاهتداء بهداهم حتى نصل الى ما يمكن الوصول اليه من درجات المعرفة واليقين . ان الحب يتبع المعرفة ولا يتحقق بدونها ، وكلما زادت معرفة الانسان بجمال الحق وكماله المطلق زاد حبه ، والذي يصل الى حد المشاهدة بالقلب لا يكاد تستقر روحه في جسمه شوقاً الى لقاء ربّه قال تعالى : ( والذين آمنوا أشدّ حبّاً لله ) .
والحبّ لا يُكتسب وانما يفرض نفسه على الانسان فرضاً وإذا رأيت في الأدعية طلب الحقّ كقول أمير المؤمنين عليه السلام على ما في دعاء كميل : « واجعل لساني بذكرك لهجاً وقلبي بحبك متيّماً » فلعلّ المقصود زيادة المعرفة والقرب والله الهادي الى سواء السبيل .
وعليه فيجب علينا الاهتمام بتربية أنفسنا لحاجتنا الدائمة الى ذلك لضعفنا الدائم وهذه العملية لا تتم إلا بالاستفادة من كل الموارد المتاحة في هذا الباب، من المنبر والكتاب والعمل ر بما يعطينا الشحنات التربوية لنصل الى الغاية التي خلقنا من أجلها بالاستعانة بالله تعالى فهو الموفق لما فيه خير الانسان وصلاحه.
رد: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون
الله يجزيك الفردوس الاعلى
اثال- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 576
نقاط : 6112
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/08/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى