لا تطفيء المصباح

ليس كل أصدقائي ملائكة ، ولن يكونوا أبداً كذلك ..!

ولكن إذا استطعت أن أكون أنا كذلك ، أو قريب من ذلك، فلماذا لا أكون ..!؟

أعني : ما الذي يحول بيني وبين أن أتحلى بباقة مختارة ، من أخلاق الملائكة الكرام ، المقربين إلى الله عز وجل ؟!

لا يحول بيني وبين التحقق بذلك إلى خور النفس والهوى الجامح ، وغلبة الغفلة.!

لكن لابد من المحاولة بعد المحاولة ، والاستعانة بالله عز وجل ..

وخلال هذه الرحلة اللذيذة مع الله ، يبقى عليّ أن أتواصل مع أصدقائي وإخواني ، وأتواصى معهم ، وعن قريب يتأثر الأضعف بالأقوى ، ويبصر من لم يكن يبصر ، وينتبه من كان غافلاً ..!

يلزمك إذن أن تحمل المصباح ، وأن تسير في ثقة وثبات ، ومهما رأيت كثرة العميان من حولك ، فلا تكن أحمق ، فتسارع إلى إطفاء المصباح ، بحجة أن لا أحداً يرى ، فلا قيمة لهذا المصباح ..!

كلا ، بل هذا مدعاة لك لتبقى ثابت الخطو ، مسدد السير ، حريصاً على أن تعض بنواجذك على المصباح الذي في قلبك ، مجتهداً خلال ذلك ، أن تأخذ بيد العميان من حولك ، شيئا فشيئا ، ليسيروا في الطريق الصحيح ..

من مفاجآت هذه الرحلة العجيبة : أن تكتشف خطأ ظنك أنهم كانوا عمياناً .. !

فقط كانت هناك غشاوة على عيونهم ، فلما انزاحت أصبحوا أشد رؤية منك ، وأحرص على السير منك ، بل قد يصبح بعضهم قائداً لك فيما بعد ..!

ولذا قالوا قديما : ليس الطريق لمن سبق ، إنما الطريق لمن صدق ..!