قصاصات من ورق الحياة

قصاصات من ورق الحياة

دفتر أعمارنا

لكل منا ماضٍ يسكن بداخلة ... وأياماً محفوظة بذاكرتنا ..وأياما غربت شمسها ... فرسمت أشعتها على تفاصيل صفحات أعمارنا ...بداخلنا باب يسكن خلفة الماضي ...باب مغلق لايمكننا فتحه للرجوع ..لكن بإمكاننا فتحه للزيارة فقط ..

عمرنا كدفتر صغير وكل يوم منه يمثل صفحة من صفحات هذا الدفتر .. وكل يوم تشرق شمس صباحة .. تكون صفحتنا بيضاء ناصعة .. لم تخدش بعد .. أنظر إليها ... كم من الصفاء يترجمة بياضها ... وكم من الأمل تبعثه بنفسك ..

هذا صباح تنفس .. وهذه صفحة كبياض الثلج فُتحت ...ماأجمل أن تكون أول قطرات حبر ذكراك على هذا البياض ... ذكر الله ... ماأجمل أن تبدأ تسطير صفحتك .. بقولك : اللهم ماأصبح بي من نعمه او بأحد من خلقك فمنك وحدك لاشريك لك فلك الحمد ولك الشكر .. [ من قالها فقد ادى شكر يومه ]

أرأيت كم أزدادت صفحتك إشراقاً وأنشراحاً ...وتمر ساعات يومك ... مواقف عدة تمر بك .. أشخاص بنفوس مختلفة تشاركهم لحظات يومك ..ومع زحمة الحياة والأنشغال بها .. ننسى صفحتنا البيضاء ... وننسى أن بياضها بدأ يختفي فحبر ذكرانا يسطر عليها تفاصيل يومنا لتبقى لنا ذكرى ..

وحانت لحظة المغيب ... هاهي شمسنا تلوح لنا بالوداع ... وهاهي صفحتنا البيضاء أمتلأت أسطرها وبقيت أسطرها الأخيرة ... وماأجمل أن نختمها كما بدأناها ونقول : اللهم ماأمسى بي من نعمه او بأحد من خلقك فمنك وحدك لاشريك لك فلك الحمد ولك الشكر ..[ من قالها فقد ادى شكر ليلته ]

هذه صفحة يومنا .. ويقابلها صفحة تبدأ بيضاء وتمتليء أيضاً بتقاسيم ليلنا ...
نعود قليلاً للوراء ...تمر بنا لحظات يأخذنا الحنين فنتمنى الرجوع للماضي ...فلانجد أمامنا الإ دفتر تفوح منه رائحة الماضي ... لانملك ان نسطر به أحرف ... ولاحتى نمحوا منه سطر ... فكل ماكتب به لا نملكه .....

كل مانملكه الآن أياماً من عمرنا بقيت ...وصفحات بيضاء بعددها .. ولنا الخيار بما سنسطره بها ... فماأجمل أن نكتبها بحبر غير السواد ... ونرسم بها زهرات حب نهديها لمن حولنا ... ونترجم بها تفاصيل أياماً نغمرها بطاعة وسعادة قرأنا بهـا لحظاتها ...فسيأتي يوماًيصبح فيه دفتر ماضينا ذكرى .. نعود إليهـا بشوقنا ... لنجدهـا تحمل ذكرى رائعة بألوان حب سُطرت ... لتترجم جمال أيام رحلت .. فنبتسم حينهـا لماضينـا ...

::



أمنية مستحيلة




رحيل العـمر

هذا الماضي رحل ... لكنه بقى ذكرى بقلوبنا ... فكيف برحيلنا نحن .. أعمارنا محدودة ... تأتي لحظة وينتهي هذا العمر .. وتبدأ رحلة الرحيل عن الحياة بإنتهاء آخر لحظة من عمرنا .. ماأصعب هذا الرحيل على من يحيط بنا ... أما نحن فالله أعلم كيف سيكون حالنا بعد الرحيل ... اسأل الله أن يبدلنا حياة خير من حياتنا .. ودار خير من دارنا ...

دعوني أترجم لحظات الرحيل بقلوب من يحيط بنا ... فهذا ألم رحيل مضى يسكنني ...
برحيلهم تغرب شمس قلوبنا .. ويكسوا الحزن ملامحنا ... ويقطع الألم قلوبنا .. ذكراهم تعذبنا فهي تجبرنا على العيش معهم بخيالنا ... وتأخذنا إليهم وهم لايعلمون ... والأماكن تحكي ألم فقدهم ... وتسألنا بصمت ... أين من كان يسكننا ... !!

الموت ... هذا هو رحيلهم ... قدر أخذ منا الأحباب والأصحاب ... قد تكون له ملامح تخبرنا بقربه .. وقد يأخذهم من بيننا وكأنهم لم يكونوا ...فصحوا من هول الصدمه على واقع مرير ...

هم رحلوا لن يعودوا يوماً ولو تقاسمنا أعمارنا معهم ..رحلوا وكم تجبرنا ذكراهم على الحزن ... وكم نحاول منع الدموع من أجلهم ... فهي لن تعيدهم ولكنها تعذبهم ...

رحلوا وبقينا نحن نرتب تفاصيل أيامنا بعدهم ... ونجمع أشلاء أروحنا إلتي تمزقت برحيلهم ....
كلنا سنرحل .. كلنا سيأتي يوماً وكأننا لم نكن بهذه الحياة ..

الأختلاف بيننا بساعة الرحيل ... فلنسعى للتزود لرحيلنا ... ولنكون بالقرب ممن نحب قبل أن تأتي ساعة أحدنا ونندم كم قصرنا بحقه .. ولنترك لهم ذكرى خير يذكرونا بخير بعد رحيلنا ...أما من أخذه القدر من بيننا .. فلنسلم أمرنا لله .. ولنتواصل معهم بالدعاء ونرسل لهم الصدقات فحزننا لن يفيدهم ولو مثقال ذرة

... ولنمضي بحياتنا فلازال هناك من هم ينتظرونا لنعيش معهم الفرح .. ومن ينتظرونا لنرسم لهم الأمل .. فالحياة لازالت جميلة ... والقدر كما يألمنا بموت أحدهم فهو يسعدنا بقدوم آخر للحياة .. هذه دورة الحياة ... وهذه حكمة الله ... وأن عادت بنا الذكرى لمن رحلوا ... بدل أن نسقط دمعه لنرسل لهم دعوة .. ولنبتسم فهي تنفعهم بقبورهم ...


حياتنا هي رائعة .. بل جميلة ... أن ترجمنا تفاصيلهـا .. وعشناهـا بكل سطورهـا .. فلا نظلم أنفسنا ونحرمهـا الفرح .. وكأننا خُلقنـا لنجسد الحزن ... ولانقتل أنفسنا بكتمان حزنهـا وكأننا خُلقنـا لنرسم الفرح .. لنعطي الأمور حقهـا ..وبالقدر المعقول ..فمهما ضاقت بنا .. وتحطمت أحلامنا ... وتلذذت بحزننا .. ورسم دموعنا .. وكان اليأس ينتظر لحظة ضعفنا ليسكن قلوبنا ... هنا تأتي روعة الحياة بلحظة ... عندما نكون الأقوى ... ونرسم خيوط الأمل ... ونصنع الفرح من أي زاوية أمامنا فنستقبلة ... ونغرس خطواتة بدربنا ... فحلاوة الحياة نتذوقهـا أن تذوقنـا مرارتهـا ...أليست رائعة بهذا التناغم ..!!
(مما راق لي بتصريف بسيط )