الحياة الطيبة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الحياة الطيبة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمـد لله الرب الغفور العفو الرؤوف الشكور الـذي
وفق من شاء من عباده لتحصيل المكاسب والأجور
وجـعـل شغـلهـم بتحقـيق الإيمان والعـمل الصالح ،
يرجون تجـارة لـــن تبور وأشـهد أن لا إلــه إلا الله
وحده لا شريك له ، الـــذي بيده تصاريف الأمور ،
وأشهـد أن محمدا عبده ورسوله أفضل آمر وأجـل
مأمور ، اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى
آلـه وأصحابه والتابعين لهــم بإحسان إلى يــوم
البعث والنشور أما بعد :
أيها الناس ، اتقوا الله تعالى ، وذلك بالقيام بحقوق
الإيمان والأعمال الصالحة ، فرضهـا ونفلها قـــــال
تعــالـى ( مَـنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُــــوَ
مُؤْمِـنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَــاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْـرَهُــم
بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )
فوعد مـن جمع بين الإيمان والعمل الصـالح بالحياة
الطيبة فـي هـذه الــدار ، وبــالأجــر العظيم والثواب
الجزيل فــي دار القرار ، أمـا الإيمـان فـهو الإقـرار
والاعتراف بأصولــه المبني عــلى العـلـــم واليقين
والإذعان المقتضي للعمــل الصالـح وهــو القـيـــام
بحقوق الله أو حقوق الوالدين والأقارب والأصحاب
وذوي الحقوق والجيران ، فكـل واجب أو مستحب
فـهـو داخل في العمل الصالح ويدخل فـي ذلك ترك
الفسوق وجميع القبائح ، فمــن قام بذلك فليبشر
بالحياة الطيبة ، فهو المفلح الناجح .
لا تحسبن الحياة الطـيبة مجــرد التمتع بالشهوات ،
ولا الإكثــار مـن عــرض الـــدنــيـا وتشييد المنازل
المزخرفات ، إنـمــا الحــيــاة الطيـبة راحة القلوب
وطمأنينتها والقناعة التـامة برزق الله ، وسرورها
بذكر الله وبهجتها ، وانصباغها بمكارم الأخـلاق ،
وانشــراح الصدور وسعتها ، لا حيــاة طيبة لغـير
الطائعين ولا لذة حقيقة لغيـر الذاكرين ولا راحــــة
ولا طمأنينة قلب لغير المكتفين برزق الله القانعين
ولا نعيما صحيحا لغـير أهـــل الخــلــق الجــميــل
والمحسنين ، لقـد قال أمثال هؤلاء الأخيار لو علم
الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه مـن لذة الأنــس
بالله لجالدونا بالسيوف عليه ولو ذاق أرباب الدنيا
مـا ذقناه مـــن حلاوة الطاعة ، لغبطونا وزاحمونـا
عليـه ، ما ظنك بمـن يمسي ويصـبح ليـس لـه هم
سوى طاعة مولاه ولا يخشى ولا يرجو ولا يتعلق
بأحد سواه ، إن أعطي شكر وإن منع صبر ، وإذا
أذنب استغفر وتاب مما جناه ، هــــذا والله النعيم
الذي من فاته فهو المغبون ، وهذه الحياة الطيبة
التي لمثلها يعمل العاملون .
أي نعيم لمن قلبه يغلي بالخطايا والشهـوات ، وأي
سرور لمـن يتلهب فؤاده بحب الدنيا وهو ملآن من
الحسرات وأي راحة لمن فاته عيش القانعين وأي
حياة لمــن تعلق قلبه بالمخلوقين وأي عاقبة وفلاح
لمـــن انقطع عــن رب العالمين ومــع ذلك لا يرجو
العقبى وثواب العاملين بالله ،لقد فاز الموفقون بعز
الدنيا والآخرة ورجع أهل الدناءة بالصفقة الخاسرة
كتاب : الفواكه الشهية في الخطب المنبرية - ( ص 32)
للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمـد لله الرب الغفور العفو الرؤوف الشكور الـذي
وفق من شاء من عباده لتحصيل المكاسب والأجور
وجـعـل شغـلهـم بتحقـيق الإيمان والعـمل الصالح ،
يرجون تجـارة لـــن تبور وأشـهد أن لا إلــه إلا الله
وحده لا شريك له ، الـــذي بيده تصاريف الأمور ،
وأشهـد أن محمدا عبده ورسوله أفضل آمر وأجـل
مأمور ، اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى
آلـه وأصحابه والتابعين لهــم بإحسان إلى يــوم
البعث والنشور أما بعد :
أيها الناس ، اتقوا الله تعالى ، وذلك بالقيام بحقوق
الإيمان والأعمال الصالحة ، فرضهـا ونفلها قـــــال
تعــالـى ( مَـنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُــــوَ
مُؤْمِـنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَــاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْـرَهُــم
بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )
فوعد مـن جمع بين الإيمان والعمل الصـالح بالحياة
الطيبة فـي هـذه الــدار ، وبــالأجــر العظيم والثواب
الجزيل فــي دار القرار ، أمـا الإيمـان فـهو الإقـرار
والاعتراف بأصولــه المبني عــلى العـلـــم واليقين
والإذعان المقتضي للعمــل الصالـح وهــو القـيـــام
بحقوق الله أو حقوق الوالدين والأقارب والأصحاب
وذوي الحقوق والجيران ، فكـل واجب أو مستحب
فـهـو داخل في العمل الصالح ويدخل فـي ذلك ترك
الفسوق وجميع القبائح ، فمــن قام بذلك فليبشر
بالحياة الطيبة ، فهو المفلح الناجح .
لا تحسبن الحياة الطـيبة مجــرد التمتع بالشهوات ،
ولا الإكثــار مـن عــرض الـــدنــيـا وتشييد المنازل
المزخرفات ، إنـمــا الحــيــاة الطيـبة راحة القلوب
وطمأنينتها والقناعة التـامة برزق الله ، وسرورها
بذكر الله وبهجتها ، وانصباغها بمكارم الأخـلاق ،
وانشــراح الصدور وسعتها ، لا حيــاة طيبة لغـير
الطائعين ولا لذة حقيقة لغيـر الذاكرين ولا راحــــة
ولا طمأنينة قلب لغير المكتفين برزق الله القانعين
ولا نعيما صحيحا لغـير أهـــل الخــلــق الجــميــل
والمحسنين ، لقـد قال أمثال هؤلاء الأخيار لو علم
الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه مـن لذة الأنــس
بالله لجالدونا بالسيوف عليه ولو ذاق أرباب الدنيا
مـا ذقناه مـــن حلاوة الطاعة ، لغبطونا وزاحمونـا
عليـه ، ما ظنك بمـن يمسي ويصـبح ليـس لـه هم
سوى طاعة مولاه ولا يخشى ولا يرجو ولا يتعلق
بأحد سواه ، إن أعطي شكر وإن منع صبر ، وإذا
أذنب استغفر وتاب مما جناه ، هــــذا والله النعيم
الذي من فاته فهو المغبون ، وهذه الحياة الطيبة
التي لمثلها يعمل العاملون .
أي نعيم لمن قلبه يغلي بالخطايا والشهـوات ، وأي
سرور لمـن يتلهب فؤاده بحب الدنيا وهو ملآن من
الحسرات وأي راحة لمن فاته عيش القانعين وأي
حياة لمــن تعلق قلبه بالمخلوقين وأي عاقبة وفلاح
لمـــن انقطع عــن رب العالمين ومــع ذلك لا يرجو
العقبى وثواب العاملين بالله ،لقد فاز الموفقون بعز
الدنيا والآخرة ورجع أهل الدناءة بالصفقة الخاسرة
كتاب : الفواكه الشهية في الخطب المنبرية - ( ص 32)
للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي
الزهراء- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 1813
نقاط : 9152
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 26/12/2010
مواضيع مماثلة
» الحياة الطيبة
» الجمع بين الحياة الطيبة وبين الابتلاء
» مفهوم الحياة الطيبة
» الكلمة الطيبة صدقة ....فما الكلمة الطيبة؟؟
» من الكلمات الطيبة
» الجمع بين الحياة الطيبة وبين الابتلاء
» مفهوم الحياة الطيبة
» الكلمة الطيبة صدقة ....فما الكلمة الطيبة؟؟
» من الكلمات الطيبة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى