معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( من أحصاها )
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( من أحصاها )
قال العلاَّمة حافِظ الحكميُّ -رحمه الله- في " معارج القبول " (1/156، 157- ط.دار ابن الجوزي):
( واختلف العلماء في معنى قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: " مَنْ أحصاها ". فقال البخاريُّ وغيرُه مِنَ المُحقِّقين: معناه حفِظها، وأنَّ إحدى الرِّوايتَيْن مُفسِّرة للأُخرى.
وقالَ الخطَّابيُّ: يحتملُ وجوهًا:
أحدها: أن يعُدَّها حتَّى يستوفيَها؛ بمعنى أن لا يقتصِرَ على بعضها، فيدعو الله بها كلِّها، ويُثني عليه بجميعها، فيستوجب الموعودَ عليها من الثَّواب.
وثانيها: المُراد بالإحصاء: الإطاقة، والمعنى: مَن أطاق القيامَ بحقِّ هذه الأسماء، والعمل بمقتضاها؛ وهو أن يعتبرَ معانيها، فيُلزِمَ نفسَه بمواجبها، فإذا قال: " الرَّزَّاق "؛ وثق بالرِّزق، وكذا سائر الأسماء.
ثالثها: المراد بها: الإحاطة بجميع معانيها، وقيل: " أحصاها ": عمِلَ بها، فإذا قال: " الحكيم "؛ سلَّم لجميع أوامره وأقداره، وأنها جميعها على مقتضى الحكمة، وإذا قال: " القُدُّوس "؛ استحضَرَ كونه مُقدَّسًا مُنزَّهًا عن جميع النَّقائص، واختاره أبو الوفاء بن عقيل.
وقال ابنُ بطَّال: طريقُ العمل بها: أن ما كان يُسوَّغ الاقتداء به؛ كالرَّحيم والكريم؛ فيُمرِّن العبد نفسَه على أنْ يصحَّ له الاتِّصاف بها، يعني فيما يقوم به، وما كان يختصُّ به نفسه؛ كالجبَّار والعظيم؛ فعلى العبد الإقرار بها، والخضوع لها، وعدم التحلِّي بصفةٍ منها، وما كان فيه معنى الوعد يقف فيه عند الطَّمَع والرَّغبة، وما كان فيه معنى الوعيد يقف منه عند الخشية والرَّهبة. اهـ.
والظَّاهر أنَّ معنى حِفْظِها وإحصائها هو: معرفتُها والقيامُ بعبوديَّتها، كما أنَّ القرآنَ لا ينفعُ حفظُ ألفاظه مَن لا يعمل به، بل جاء في المُرَّاق مِنَ الدِّين أنَّهم يقرؤون القرآنَ لا يُجاوز حناجِرَهم ) انتهى.
وللشيخ الألباني رحمه الله قول آخر في معنى هذه الكلمة:
قال -رحمه الله- في الشريط (708) من "سلسلة الهدى والنور"، بعد الدقيقة التاسعة والخمسين:
(( " مَن أحصاها ": أي مَن تمكن مِن استخراجها والعثور عليها مِن القرآن وحديث الرسول -عليه السلام-؛ كان هذا جزاؤه: أن يدخل الجنة.
هذا هو المقصود بـ " مَن أحصاها "؛ أي: مَن تطلَّبَها من الكتاب والسُّنَّة، ووُفِّق لها؛ فله هذا الجزاء. هذا هو المعنى )).
وتعيين هذه الأسماء لم يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، والحديث المروي عنه في تعيينها ضعيف؛ كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "القواعد المثلى"، ونقل قول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في "الفتاوى" (6/382):
(( تعيينها ليس من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- باتِّفاق أهل المعرفة بحديثِه )).
ثم اجتهد -يعني الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله- في جمعها من الكتاب والسُّنَّة.
وللشَّيخ زيد المدخلي -حفظه الله- جمع -أيضًا- لهذه الأسماء -نَظمًا-، لعلي أنقلها لموضوع الإتحاف -إن شاء الله تعالى-.
منقول
( واختلف العلماء في معنى قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: " مَنْ أحصاها ". فقال البخاريُّ وغيرُه مِنَ المُحقِّقين: معناه حفِظها، وأنَّ إحدى الرِّوايتَيْن مُفسِّرة للأُخرى.
وقالَ الخطَّابيُّ: يحتملُ وجوهًا:
أحدها: أن يعُدَّها حتَّى يستوفيَها؛ بمعنى أن لا يقتصِرَ على بعضها، فيدعو الله بها كلِّها، ويُثني عليه بجميعها، فيستوجب الموعودَ عليها من الثَّواب.
وثانيها: المُراد بالإحصاء: الإطاقة، والمعنى: مَن أطاق القيامَ بحقِّ هذه الأسماء، والعمل بمقتضاها؛ وهو أن يعتبرَ معانيها، فيُلزِمَ نفسَه بمواجبها، فإذا قال: " الرَّزَّاق "؛ وثق بالرِّزق، وكذا سائر الأسماء.
ثالثها: المراد بها: الإحاطة بجميع معانيها، وقيل: " أحصاها ": عمِلَ بها، فإذا قال: " الحكيم "؛ سلَّم لجميع أوامره وأقداره، وأنها جميعها على مقتضى الحكمة، وإذا قال: " القُدُّوس "؛ استحضَرَ كونه مُقدَّسًا مُنزَّهًا عن جميع النَّقائص، واختاره أبو الوفاء بن عقيل.
وقال ابنُ بطَّال: طريقُ العمل بها: أن ما كان يُسوَّغ الاقتداء به؛ كالرَّحيم والكريم؛ فيُمرِّن العبد نفسَه على أنْ يصحَّ له الاتِّصاف بها، يعني فيما يقوم به، وما كان يختصُّ به نفسه؛ كالجبَّار والعظيم؛ فعلى العبد الإقرار بها، والخضوع لها، وعدم التحلِّي بصفةٍ منها، وما كان فيه معنى الوعد يقف فيه عند الطَّمَع والرَّغبة، وما كان فيه معنى الوعيد يقف منه عند الخشية والرَّهبة. اهـ.
والظَّاهر أنَّ معنى حِفْظِها وإحصائها هو: معرفتُها والقيامُ بعبوديَّتها، كما أنَّ القرآنَ لا ينفعُ حفظُ ألفاظه مَن لا يعمل به، بل جاء في المُرَّاق مِنَ الدِّين أنَّهم يقرؤون القرآنَ لا يُجاوز حناجِرَهم ) انتهى.
وللشيخ الألباني رحمه الله قول آخر في معنى هذه الكلمة:
قال -رحمه الله- في الشريط (708) من "سلسلة الهدى والنور"، بعد الدقيقة التاسعة والخمسين:
(( " مَن أحصاها ": أي مَن تمكن مِن استخراجها والعثور عليها مِن القرآن وحديث الرسول -عليه السلام-؛ كان هذا جزاؤه: أن يدخل الجنة.
هذا هو المقصود بـ " مَن أحصاها "؛ أي: مَن تطلَّبَها من الكتاب والسُّنَّة، ووُفِّق لها؛ فله هذا الجزاء. هذا هو المعنى )).
وتعيين هذه الأسماء لم يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، والحديث المروي عنه في تعيينها ضعيف؛ كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "القواعد المثلى"، ونقل قول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في "الفتاوى" (6/382):
(( تعيينها ليس من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- باتِّفاق أهل المعرفة بحديثِه )).
ثم اجتهد -يعني الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله- في جمعها من الكتاب والسُّنَّة.
وللشَّيخ زيد المدخلي -حفظه الله- جمع -أيضًا- لهذه الأسماء -نَظمًا-، لعلي أنقلها لموضوع الإتحاف -إن شاء الله تعالى-.
منقول
المعتزة بديني- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 1356
نقاط : 7740
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
أبو الجود- نائب المدير
- عدد المساهمات : 189
نقاط : 5210
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 05/05/2011
مواضيع مماثلة
» قال رسول الله صلى الله عليه وسلم/كفى بالمرء إثماً
» ما ميز الله به سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
» ما ميز الله به سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
» لو رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والسيدة عائشة ماذا سيكون إحساسك ؟؟؟
» رسالة من رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي كل مسلم
» ما ميز الله به سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
» ما ميز الله به سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
» لو رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والسيدة عائشة ماذا سيكون إحساسك ؟؟؟
» رسالة من رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي كل مسلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى