إضبط نفسك في رمضان
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
إضبط نفسك في رمضان
إن من رحمة الله وفضله علينا أن جعل لنا في هذه الدنيا محطات تنقية لما علق بقلوبنا من آثار الذنوب و الغفلات ، نجدد فيها إيمان قلوبنا ، ونعيد ترتيب أوراقنا ؛ فنخرج منهابروح نقية ، وهمة عالية ..
فهاهي محطة تنقيةتهل على الامة الإسلامية لأحد مواسم الجود الإلهي العميم .. لست بصدد ذكر فضله ومزاياه فهذا مما رسخ في القلوب من كثرة التكرار ، ولقد صامت أمتنادهوراً ، غير أن صوم غالبية أفراد الأمةلهذا الشهر ما كان يزيدها إلا بعدًا عن ربها ومليكها وحاكمها الحقيقي ، فصار رمضان موسمًا مفرّغًا من مضمونه مجردًا من حقائقه، بل صار ميدانًا للفوضى وشغل الأوقات بمايغضب الكريم المتعال .
ولو تجهزنا لهذا الشهر المبارك وأعددنا له عدته ، وشمرنا سواعد الجد في الطاعة لرأينانفوسنا وثابة تدخل إلى رمضان بهمة عاليةمستحضرة عظم نعمة الله عليها بإدراكه يوم أن كان غيرها تحت الثرى يتمنون ذلك ..
لذا فإننا بحاجة إلى إجراء إصلاحات مع هذاالشهر المبارك ، وضبط النفس ومتابعتهاجيداً ؛ وإلا فإنه سيمضي كما مضى غيره من الشهور ..
إنها دعوة لإصلاح العلاقة مع الملك - جل جلاله - ؛ فعلى قدر مقام الله عندنا يكون مقامنا عند الله .
ثم ضبط العلاقة مع كتاب الملك ؛ فلما لانستحدث نظاماً قرآنياً في هذا الشهر ..وليكن – مثلاً- لنا ختمة واحدة فقط ولكن ليست كأي ختمة ؛ وإنما "ختمة تدبر وفهم لمعاني القرآن " كأن يتم التحضير للجزء الذي نريد أن نقرأه بين المغرب والعشاء من خلال القراءة في التفسير الميسر أو تفسير السعدي، ثم نصلي به في التراويح و القيام ؛ فإن القلب عندها سيكون منشرحاً نقياً ،واللياقة الإيمانية مرتفعة ؛ لأننا قدفهمنا ما سنقرئه وبالتالي سنجد حلاوة القرآن ونستطيع أن نتدبره ونتأثر به ونجدالتغير المطلوب في السلوكيات ؛ لأن القلب قد انضبط فانضبطت الجوارح تبعاً له ونشطت للخير ..ولازلت في كل عام أعجب ممن يتنافسون على كثرة الختمات .. وما جعلوا لهم ختمة خاصةبفهم الآيات ..لذا فإنه لابد من تحصيل لذة التلاوة بفهم أصل الكلام أولاً ، ألم يقل الله تعالى:{وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون} ؛ لأن القرآن هوالمبين لتلك الآيات في السموات والأرض
.إننا بحاجة – أيضاً - إلى إصلاح القلوب مع الملك – جل جلاله - ، ونتعاهد الإيمان فيهاونطهرها من الأحقاد والضغائن ؛ حتى يتم إغلاق هذا القلب في رمضان من أجل عمل تحسينات كلية له مما علق به من الذنوب والغفلات ؛ فهو جهاز الاستقبال في المرءويحسن به أن يتفقده دائماً ؛ حتى يستطيع مقاومة أي دافع للمعصية خاصة تلك التي استعد لها أهل الباطل واللهو والفجور الذين تعاظمت هممهم في الإعداد لغواية الخلق في هذا الشهر بما يذيعونه من زبالة الأذهان .
وإننا لنعجب من القائمين على هذا التدني سكيف عطلوا عقولهم عن قضية لا يأمنها إلا من (تغافل) عن مقام الملك الجبار ؛ وهي قضية "حمل وزر الغير " في شهر تتضاعف فيه السيئةكما تتضاعف فيه الحسنة ، مساكين والله هؤلاء ، ألم يجدوا شهراً يعرضون فيه وقاحتهم إلا في شهر العبادة ؟!! إن العجب ليس من الكفار و الفسقة الذين استعدوا لذلك ،ولكن العجب والمصيبة أن معظم من استعدلغواية الخلق هم من بلاد المسلمين وأخص بالذكر ممن هم من بلاد الحرمين . عجيب حال هؤلاء والله :فالمتأمل لحالهم يرى أن عقولهم قد غابت أثناء إعداد هذه الأصناف من الشهوات ولم يفطنوا لكمية السيئات التي يمكن أن تتوالى على أحدهم وهو نائم في بيته ؟ أو السيئات التي يمكن أن تتوالى عليه وهو منشغل في عمله؟ أو وهو يلعب مع أطفاله ؟ بل السيئات التي يمكن أن تتوالى عليه وهو ميت في قبره رهين عمله ؟إنها آثار الشر – نسأل الله العافيةوالسلامة- التي ذكرت في قوله عز وجل : }إنانحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصينه في إمام مبين
{يقول الشيخ ابن سعدي – رحمه الله – فيتفسير بعض هذه الآية ما قدموا ) : من الخير أو الشر ، وهوأعمالهم التي عملوها وباشروها في حال حياتهم .( وآثارهم ) : آثار الخير والشر التي كانواهم السبب في إيجادها في حياتهم وبعد وفاتهم..لقد تواصى هؤلاء على تقديم مائدة مختلفةالأصناف لأهداف مقننة خبيثة ، وتواترانتظار معظم الناس – الذين ما فقهوا عظم نعمة إدراك هذا الشهر – لعفنهم الذي قدتعودوا على مشاهدته في أوقات الذروة (وقتالإفطار والسحر ) سنة بعد سنة بشكل جديد من أنواع التخريب الديني أو الفكري أوالأخلاقي بزعم مناقشة القضايا الاجتماعية..
وإننا لنأسف على ما نراه من جهود عظيمة من هؤلاء المسلمين - الذين فقدوا هويتهما لإسلامية - لتجهيل المسلمين بدينهم وفتنتهم من خلال إشغالهم بالملهيات في زمن العبادة الذي حبست فيه شياطين الجن ومردتها لإعانة المؤمنين على طاعة ربهم ، وبقيت فيه شياطين الإنس لكن من سيوقفها؟! فقليلاً من الحياء يا هولاء ..وإذا كان البعض لا يراعي مشاعر المسلمين ولا يخاف من ربه قبل هذا ولم يبق لديه شيء من الحياء فلابد أن يردعه قانون أو سلطان!!
أختم بتذكير :هذا الشهر هو مزرعتك للآخرة ، وأنت مرهون بعملك وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) ؛ إن خيراً فأبشر ، وإن شراً فاحذر، فإن غيرك ممن هو رهين عمله في قبره يتمنى مكانك الآن ،فاحمد الله وقدّر النعمة قدرها ( فأنت في الأمنية ) !!
الزهراء- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 1813
نقاط : 8961
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 26/12/2010
frooha pinkangil- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 514
نقاط : 6015
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 08/08/2010
العمر : 26
الموقع : الاردن
رد: إضبط نفسك في رمضان
بارك الله فيك غاليتي لا حرمنا الله من روعة ردودك
الزهراء- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 1813
نقاط : 8961
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 26/12/2010
مواضيع مماثلة
» لاتتعب نفسك في البحث جميع فيديوهات وصوتيات رمضان هنا
» مسابقة رمضان, قريبا في رمضان
» حطم نفسك !!!!!!!
» كيف تري نفسك
» لقد انقذت نفسك
» مسابقة رمضان, قريبا في رمضان
» حطم نفسك !!!!!!!
» كيف تري نفسك
» لقد انقذت نفسك
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى