رمضان حان الرحيل
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رمضان حان الرحيل
رمضان ... حان الرحيل
بسم الله الرحمن الرحيم
رمضان ... أيام مضت ، صفحات طُويت ، حسنات قُيدت ، صحائف رُفعت ، وها قد حان وقت الرحيل .
ما أشبه الليلة بالبارحة ، فقد كنا في شوق للقائه ، نتحرى رؤية هلاله ، ونتلقى التهاني بمقدمه ، وها نحن في آخر ساعاته ، نتهيأ لوداعه ، وهذه سنة الله في خلقه ، أيام تنقضي ، وأعوام تنتهي ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين .
فمن المقبول منا فنهنئه ، و من المحروم منا فنعزيه ، أيها المقبول هنيئاً لك ، أيها المردود جبر الله مصيبتك .
كان حال الصالحين عند وداع رمضان في خوف ودعاء ، خوف من رد العمل ، ودعاء بالقبول من ذي الجود والكرم ، يقول المولى عز وجل : (( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ )) أي يعملون الأعمال الصالحة وقلوبهم خائفة ألا تقبل منهم .
تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ : (( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ )) ، قَالَتْ عَائِشَةُ : أَهُمُ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ ؟ قَالَ : (( لا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لا يُقْبَلَ مِنْهُمْ ، أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ )) .
وكان سلف هذه الأمة عند خروج رمضان يدعون الله ستة أشهر أن يتقبل منهم رمضان ، خوفاً من رده .
روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله : " كونوا لقبول العمل أشد اهتماماًَ منكم بالعمل " ، ألم تسمعوا الله عز وجل يقول : (( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ )) ".
ويقول الحافظ ابن رجب رحمه الله في ذلك : "السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل و إكماله و إتقانه ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ، و يخافون من رده ، و هؤلاء الذين قال الله عنهم : (( يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ )) ".
وقال ابن دينار : "الخوف على العمل أن لا يتقبل أشد من العمل" .
و قال عبد العزيز بن أبي رواد : " أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهم أيقبل منهم أم لا ؟ ".
فهذا حال سلفنا في وداع هذا الشهر ، ولنتفكر عند رحيله سرعة مرور الأيام ، وانقضاء الأعوام ، ودنو الآجال ، فإن في مرورها وسرعتها عبرة للمعتبرين ، وعظة للمتعظين .
روي عن علي رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان : "يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ، و من هذا المحروم فنعزيه ".
وكان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول عند رحيل الشهر : "من هذا المقبول منا فنهنيه ، و من هذا المحروم منا فنعزيه ، أيها المقبول هنيئا لك ، أيها المردود جبر الله مصيبتك " .
وقد ذكر العلماء علامات لقبول العمل من أبرزها إتباع الحسنة بالحسنة ، والثبات على الطاعات بعد رمضان ، فرب رمضان هو رب سائر شهور العام .
سُئل بشر الحافي - رحمه الله - عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون فيه ، فإذا انسلخ رمضان تركوا ، قال : " بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان ".
ومن أعظم ما يتبع به شهر رمضان صيام الست من شوال ، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوّالٍ . كَانَ كَصِيَامِ الدّهْرِ )) .
فالحمد لله أن بلغنا رمضان ، ونحمده تعالى على نعمة التمام ، ونسأله تعالى أن يحسن لنا الختام .
اللهم تقبل منا رمضان ، وأعده علينا سنين عديدة وأزمنة مديدة ، ونحن في صحة وعافية وحياة رغيدة .
و تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ، وكل عام وأنتم بخير .
بسم الله الرحمن الرحيم
رمضان ... أيام مضت ، صفحات طُويت ، حسنات قُيدت ، صحائف رُفعت ، وها قد حان وقت الرحيل .
ما أشبه الليلة بالبارحة ، فقد كنا في شوق للقائه ، نتحرى رؤية هلاله ، ونتلقى التهاني بمقدمه ، وها نحن في آخر ساعاته ، نتهيأ لوداعه ، وهذه سنة الله في خلقه ، أيام تنقضي ، وأعوام تنتهي ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين .
فمن المقبول منا فنهنئه ، و من المحروم منا فنعزيه ، أيها المقبول هنيئاً لك ، أيها المردود جبر الله مصيبتك .
كان حال الصالحين عند وداع رمضان في خوف ودعاء ، خوف من رد العمل ، ودعاء بالقبول من ذي الجود والكرم ، يقول المولى عز وجل : (( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ )) أي يعملون الأعمال الصالحة وقلوبهم خائفة ألا تقبل منهم .
تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ : (( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ )) ، قَالَتْ عَائِشَةُ : أَهُمُ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ ؟ قَالَ : (( لا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لا يُقْبَلَ مِنْهُمْ ، أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ )) .
وكان سلف هذه الأمة عند خروج رمضان يدعون الله ستة أشهر أن يتقبل منهم رمضان ، خوفاً من رده .
روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله : " كونوا لقبول العمل أشد اهتماماًَ منكم بالعمل " ، ألم تسمعوا الله عز وجل يقول : (( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ )) ".
ويقول الحافظ ابن رجب رحمه الله في ذلك : "السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل و إكماله و إتقانه ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ، و يخافون من رده ، و هؤلاء الذين قال الله عنهم : (( يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ )) ".
وقال ابن دينار : "الخوف على العمل أن لا يتقبل أشد من العمل" .
و قال عبد العزيز بن أبي رواد : " أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهم أيقبل منهم أم لا ؟ ".
فهذا حال سلفنا في وداع هذا الشهر ، ولنتفكر عند رحيله سرعة مرور الأيام ، وانقضاء الأعوام ، ودنو الآجال ، فإن في مرورها وسرعتها عبرة للمعتبرين ، وعظة للمتعظين .
روي عن علي رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان : "يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ، و من هذا المحروم فنعزيه ".
وكان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول عند رحيل الشهر : "من هذا المقبول منا فنهنيه ، و من هذا المحروم منا فنعزيه ، أيها المقبول هنيئا لك ، أيها المردود جبر الله مصيبتك " .
وقد ذكر العلماء علامات لقبول العمل من أبرزها إتباع الحسنة بالحسنة ، والثبات على الطاعات بعد رمضان ، فرب رمضان هو رب سائر شهور العام .
سُئل بشر الحافي - رحمه الله - عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون فيه ، فإذا انسلخ رمضان تركوا ، قال : " بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان ".
ومن أعظم ما يتبع به شهر رمضان صيام الست من شوال ، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوّالٍ . كَانَ كَصِيَامِ الدّهْرِ )) .
فالحمد لله أن بلغنا رمضان ، ونحمده تعالى على نعمة التمام ، ونسأله تعالى أن يحسن لنا الختام .
اللهم تقبل منا رمضان ، وأعده علينا سنين عديدة وأزمنة مديدة ، ونحن في صحة وعافية وحياة رغيدة .
و تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ، وكل عام وأنتم بخير .
الزهراء- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 1813
نقاط : 9148
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 26/12/2010
رد: رمضان حان الرحيل
شكرا جزيلا وجزاك الله كل خير
ونسأل الله لك التوفيق لرفع
راية العلم والدين
وشكرا
ونسأل الله لك التوفيق لرفع
راية العلم والدين
وشكرا
فتى الاسلام- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 549
نقاط : 5776
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/04/2011
sawsan- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 1070
نقاط : 7116
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 22/04/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى