هل الإنسان مسير أم مخير ؟
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هل الإنسان مسير أم مخير ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي هو: هل الإنسان مسير أم مخير ؟
أتمنى أن تكون الإجابة مفصلة بالأدلة والمراجع إن أمكن وجزاكم الله خيرا
الجواب :
سُئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
هل الإنسان في هذه الحياة مسير، أو مخير، مع اصطحاب جميع الأدلة ؟
فأجاب رحمه الله :
الإنسان مُخَيَّر ومُيَسَّر جميعا ، له الوصفان ؛ فهو مُخَيَّر لأن الله أعطاه عقل ، وأعطاه مشيئة وأعطاه إرادة يتصرف بها ، فيختار النافع ويدع الضار ، يختار الخير ويدع الشر ، يختار ما ينفعه ويدع ما يضره ، كما قال تعالى : (لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) ، وقال عز وجل : (تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) ، فالإنسان له إرادة وله مشيئة ، وله أعمال ، قال تعالى : (إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) ، (إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) . فلهم أعمال ، ولهم إرادات ، ولهم مشيئة ، وهم مُخَيَّرون ، فإذا فعلوا الخير استحقوا الجزاء من الله فضلاً منه سبحانه وتعالى، وإذا فعلوا الشر استحقوا العقاب، فهم إذا فعلوا الطاعات ، فعلوها باختيارهم ولهم الأجر عليها، وإذا فعلوا المعاصي فعلوها باختيارهم وعليهم وزرها وإثمها ، والقَدَر ماضٍ فيه .
وهم أيضا مُسَيَّرُون بِقَدَر سابِق ، قال جل وعلا : (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "كل شيء بِقَدَر حتى العَجز والكَيْس " ، وقال سبحانه: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا) ، وقال جل وعلا : (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) . ولَمَّا سأل جبرائيلُ النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان ، قال: " الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره " . وقال عليه الصلاة والسلام : " إن الله قَدَّر مقادير الخلائق قبل أن يَخْلُق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء" ، فالله قَدَّر الأشياء سابقا ، وعَلِم أهل الجنة وأهل النار، وقَدَّر الخير والشر والطاعات والمعاصي، وكُل إنسان يَسير في ما قَدَّر الله له، وكُلٌّ مُيَسَّر لِمَا خُلِق له . في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه ذات يوم: " ما منكم مِن أحدٍ إلاَّ وقد عُلم مقعده من الجنة و مقعده من النار . قالوا : يا رسول الله فَفِيمَ نَعمل ؟ ففيم العمل ؟ يعني ما دامت مقاعدنا معروفة من الجنة أو النار ففيم العَمل؟ قال عليه الصلاة والسلام : اعملوا فَكُلّ مُيَسَّر لِمَا خُلِق له ؛ أمّا مَن كان مِن أهل السعادة ، فَيُيَسَّر لأعمال أهل السعادة ، وأما مَن كان مِن أهل الشقاوة ، فَيُيَسَّر لأعمال أهل الشقاوة . ثم تلا قوله سبحانه : ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى) . فأنت يا عبد الله عليك أن تعمل ولن تخرج عن قدر الله سبحانه وتعالى، عليك أن تعمل و تجتهد في طاعة الله، تسأل ربك التوفيق وعليك أن تحذر ما يضرك، وتسأل ربك الإعانة على ذلك، وأنت مُيَسَّر لِمَا خُلِقت له، كُلّ مُيَسَّر لِمَا خُلِق له . نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.
http://www.binbaz.org.sa/mat/10334
والذي يظهر أن هذا السؤال متعلق ببحث ! لطلب المراجع
والبحث سُمّي بحثا ليبحث فيه الباحث .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
سؤالي هو: هل الإنسان مسير أم مخير ؟
أتمنى أن تكون الإجابة مفصلة بالأدلة والمراجع إن أمكن وجزاكم الله خيرا
الجواب :
سُئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
هل الإنسان في هذه الحياة مسير، أو مخير، مع اصطحاب جميع الأدلة ؟
فأجاب رحمه الله :
الإنسان مُخَيَّر ومُيَسَّر جميعا ، له الوصفان ؛ فهو مُخَيَّر لأن الله أعطاه عقل ، وأعطاه مشيئة وأعطاه إرادة يتصرف بها ، فيختار النافع ويدع الضار ، يختار الخير ويدع الشر ، يختار ما ينفعه ويدع ما يضره ، كما قال تعالى : (لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) ، وقال عز وجل : (تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) ، فالإنسان له إرادة وله مشيئة ، وله أعمال ، قال تعالى : (إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) ، (إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) . فلهم أعمال ، ولهم إرادات ، ولهم مشيئة ، وهم مُخَيَّرون ، فإذا فعلوا الخير استحقوا الجزاء من الله فضلاً منه سبحانه وتعالى، وإذا فعلوا الشر استحقوا العقاب، فهم إذا فعلوا الطاعات ، فعلوها باختيارهم ولهم الأجر عليها، وإذا فعلوا المعاصي فعلوها باختيارهم وعليهم وزرها وإثمها ، والقَدَر ماضٍ فيه .
وهم أيضا مُسَيَّرُون بِقَدَر سابِق ، قال جل وعلا : (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "كل شيء بِقَدَر حتى العَجز والكَيْس " ، وقال سبحانه: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا) ، وقال جل وعلا : (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) . ولَمَّا سأل جبرائيلُ النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان ، قال: " الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره " . وقال عليه الصلاة والسلام : " إن الله قَدَّر مقادير الخلائق قبل أن يَخْلُق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء" ، فالله قَدَّر الأشياء سابقا ، وعَلِم أهل الجنة وأهل النار، وقَدَّر الخير والشر والطاعات والمعاصي، وكُل إنسان يَسير في ما قَدَّر الله له، وكُلٌّ مُيَسَّر لِمَا خُلِق له . في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه ذات يوم: " ما منكم مِن أحدٍ إلاَّ وقد عُلم مقعده من الجنة و مقعده من النار . قالوا : يا رسول الله فَفِيمَ نَعمل ؟ ففيم العمل ؟ يعني ما دامت مقاعدنا معروفة من الجنة أو النار ففيم العَمل؟ قال عليه الصلاة والسلام : اعملوا فَكُلّ مُيَسَّر لِمَا خُلِق له ؛ أمّا مَن كان مِن أهل السعادة ، فَيُيَسَّر لأعمال أهل السعادة ، وأما مَن كان مِن أهل الشقاوة ، فَيُيَسَّر لأعمال أهل الشقاوة . ثم تلا قوله سبحانه : ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى) . فأنت يا عبد الله عليك أن تعمل ولن تخرج عن قدر الله سبحانه وتعالى، عليك أن تعمل و تجتهد في طاعة الله، تسأل ربك التوفيق وعليك أن تحذر ما يضرك، وتسأل ربك الإعانة على ذلك، وأنت مُيَسَّر لِمَا خُلِقت له، كُلّ مُيَسَّر لِمَا خُلِق له . نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.
http://www.binbaz.org.sa/mat/10334
والذي يظهر أن هذا السؤال متعلق ببحث ! لطلب المراجع
والبحث سُمّي بحثا ليبحث فيه الباحث .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
هدوء الابتسامة- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 324
نقاط : 5471
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/04/2011
شجون الايمان- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 358
نقاط : 5538
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 25/02/2011
رد: هل الإنسان مسير أم مخير ؟
بارك الله فيكم
على هذا العطاء الطيب الذى كثير منا يتوه فى الاجابة امام المتبجحين بسؤالهم عن القضاء والقدر كالما الانسان مسيرا ويجهلون ان الانسان يكون مخيرا
شكرا لكم وجعله الله فى موازير حسناتكم
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6316
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
sawsan- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 1070
نقاط : 7110
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 22/04/2011
مواضيع مماثلة
» هل الإنسان مسير أم مخير في أعماله الصالحة وغير الصالحة؟
» إذا سن الإنسان سنة سيئة ثم تاب هل يلحقه إثم من عمل بها؟
» كيف يكون الإنسان متواضعاً
» الإنسان بين الذنب والمغفرة
» ثلاثي خطير على الإنسان المسلم
» إذا سن الإنسان سنة سيئة ثم تاب هل يلحقه إثم من عمل بها؟
» كيف يكون الإنسان متواضعاً
» الإنسان بين الذنب والمغفرة
» ثلاثي خطير على الإنسان المسلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى