اهجر همومك
صفحة 1 من اصل 1
اهجر همومك
<< اهجر همومك >>
--------------------------------------------------------------------------------
الهموم تفتك بالجسم وتهرمه ، قال المتنبي :
والهمّ يخترم الجسيمَ نحافةَ***ويُشيب ناصيةَ الصبيِّ ويُهرِمُ
ونعلم كيف أن بكاء يعقوب عليه السلام على ابنه أفقده بصره ، وكيف أن الغمّ بلغ مداه بالسيدة عائشة رضي الله عنها عندما تطاول الأفاكون ، فظلت تبكي حتى قالت : "ظننت أن الحزن فالق كبدي" .
وترى المهموم حزينا مكتئبا .. ومن الناس من يستطيع كتمان همومه ، ويبدي لك نفسا راضية ، ولربما ضحك المهموم وأخفى همومه ، وفي أحشائه النيران تضطرم ، قال الشاعر :
وربما ضحك المهموم من عجبٍ***السنُّ تضحك والأحشاء تضطرمُ
وقد ذمّ الرسول صلى الله عليه وسلم التكالب على دنيا الهموم ، قال :"من جعل الهمّ واحدا كفاه الله همّ دنياه ، ومن تشعبتْه الهموم لم يبالِ الله في أي أودية الدنيا هلك" . رواه الحاكم .
ويهدف هذا التوجيه النبوي إلى بث السكينة في الأفئدة ، واستئصال شأفة الطمع ، والتكالب على الدنيا .. وفي ذلك يقول عليه الصلاة والسلام فيما يرويه أنس بن مالك رضي الله عنه:"مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ"
. أخرجه هناد (2/355) ، والترمذي (4/642 ، رقم 2465) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2 / 670).
وسمع النبي صلى الله عليه وسلك رجلا يقول : "اللهم إني أسألك الصبر ، فقال : سألتَ الله البلاء فسله العافية " رواه الترمذي .
ولاشك أن علاج الهموم يكمن في الرضا بما قدر الله ، والصبر على الابتلاء ، واحتساب ذلك عند الله ، فإن الفرج لا بد آتٍ .
وتذكر قول الإمام الشافعي رحمه الله في قصيدة من أجمل القصائد :
ولا تجزع لحادثة الليالي *** فما لحوادث الدنيا بقاءُ
فلا حزن يدوم ولا سرور*** ولا عسر عليك ولا رخاء
وقال شاعر آخر :
دع المقادير تجري في أعنتها*** ولا تبيتنّ إلا خاليَ البالِ
مابين غفوة عينٍ وانتباهتها *** يغيّرُ الله من حالٍ إلى حال
والساخطون والشاكون لايذوقون للسرور طعما ، فحياتهم كلها سواد دامس ، وليل حالك .
أما الرضا فهو نعمة روحية عظيمة لايصل إليها إلا من قوي بالله إيمانه ، وحسن به اتصاله .. والمؤمن راضٍ عن نفسه ، وراضٍ عن ربه ، لأنه آمن بكماله وجماله ، وأيقن بعدله ورحمته .. ويعلم أن ما أصابه من مصيبة فبإذن الله ، وحسبه أن يتلو قول الله تعالى : (( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه والله بكل شيء عليم )) التغابن 11
(منقول )
--------------------------------------------------------------------------------
الهموم تفتك بالجسم وتهرمه ، قال المتنبي :
والهمّ يخترم الجسيمَ نحافةَ***ويُشيب ناصيةَ الصبيِّ ويُهرِمُ
ونعلم كيف أن بكاء يعقوب عليه السلام على ابنه أفقده بصره ، وكيف أن الغمّ بلغ مداه بالسيدة عائشة رضي الله عنها عندما تطاول الأفاكون ، فظلت تبكي حتى قالت : "ظننت أن الحزن فالق كبدي" .
وترى المهموم حزينا مكتئبا .. ومن الناس من يستطيع كتمان همومه ، ويبدي لك نفسا راضية ، ولربما ضحك المهموم وأخفى همومه ، وفي أحشائه النيران تضطرم ، قال الشاعر :
وربما ضحك المهموم من عجبٍ***السنُّ تضحك والأحشاء تضطرمُ
وقد ذمّ الرسول صلى الله عليه وسلم التكالب على دنيا الهموم ، قال :"من جعل الهمّ واحدا كفاه الله همّ دنياه ، ومن تشعبتْه الهموم لم يبالِ الله في أي أودية الدنيا هلك" . رواه الحاكم .
ويهدف هذا التوجيه النبوي إلى بث السكينة في الأفئدة ، واستئصال شأفة الطمع ، والتكالب على الدنيا .. وفي ذلك يقول عليه الصلاة والسلام فيما يرويه أنس بن مالك رضي الله عنه:"مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ"
. أخرجه هناد (2/355) ، والترمذي (4/642 ، رقم 2465) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2 / 670).
وسمع النبي صلى الله عليه وسلك رجلا يقول : "اللهم إني أسألك الصبر ، فقال : سألتَ الله البلاء فسله العافية " رواه الترمذي .
ولاشك أن علاج الهموم يكمن في الرضا بما قدر الله ، والصبر على الابتلاء ، واحتساب ذلك عند الله ، فإن الفرج لا بد آتٍ .
وتذكر قول الإمام الشافعي رحمه الله في قصيدة من أجمل القصائد :
ولا تجزع لحادثة الليالي *** فما لحوادث الدنيا بقاءُ
فلا حزن يدوم ولا سرور*** ولا عسر عليك ولا رخاء
وقال شاعر آخر :
دع المقادير تجري في أعنتها*** ولا تبيتنّ إلا خاليَ البالِ
مابين غفوة عينٍ وانتباهتها *** يغيّرُ الله من حالٍ إلى حال
والساخطون والشاكون لايذوقون للسرور طعما ، فحياتهم كلها سواد دامس ، وليل حالك .
أما الرضا فهو نعمة روحية عظيمة لايصل إليها إلا من قوي بالله إيمانه ، وحسن به اتصاله .. والمؤمن راضٍ عن نفسه ، وراضٍ عن ربه ، لأنه آمن بكماله وجماله ، وأيقن بعدله ورحمته .. ويعلم أن ما أصابه من مصيبة فبإذن الله ، وحسبه أن يتلو قول الله تعالى : (( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه والله بكل شيء عليم )) التغابن 11
(منقول )
الزهراء- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 1813
نقاط : 9093
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 26/12/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى