أسماء رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في الكتاب الكريم والسنة الصحيحة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أسماء رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في الكتاب الكريم والسنة الصحيحة
أسماء رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في الكتاب الكريم والسنة الصحيحة
[color=navy]الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد : ــ
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون، فكان خاتم النبيين، وإمام المرسلين، وسيد الخلق أجمعين، فتح الله - تعالى - بهديه أعينا عميا، وقلوبا غلفا، وآذانا صما، وألسنة بكما.
أمرنا الله - تبارك وتعالى - بطاعته، وتوقيره، ومحبته، والإقتداء بهديه واتباع سنته، فهو خير أهل الأرض نسبا، وأشرفهم قبيلة، وأكرمهم فخذا، وأحسنها إسما.
له – صلى الله عليه وسلم - عدة أسماء طيبة ورد ذكرها في الكتاب الكريم، والسنة النبوية المطهرة، وسمّى الصالحون أبناءهم بها تيمنا بها وأولها :
محمد : روى الإمام أحمد رحمه الله عن المطلب بن أبي وداعة - رضي الله عنه - قال : قال العباس رضي الله عنهما : " إن النبي - صلى الله عليه وسلم - بلغه بعض ما يقول الناس، قال فصعد المنبر "، فقال : (من أنا ؟) قالوا : أنت رسول الله. قال : (أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، إن الله خلق الخلق فجعلني في خير خلقه، وجعلهم فرقتين فجعلني في خيرهم فرقة، وخلق القبائل فجعلني في خيرهم قبيلة، وجعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا، فأنا خيركم بيتا، وخيركم نفسا) [صحيح الجامع 1472].
ذكره الله تعالى في أربعة مواضع في كتابه العزيز بإسمه الكريم :
محمد - صلى الله عليه وسلم -
محمد - صلى الله عليه وسلم -
1. قال الله - تعالى - :{وَمَا مُحَمّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [سورة آل عمران 144].
2. وقال الله - تعالى - : {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [سورة الأحزاب 40].
3. وقال الله – تعالى - : {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} [سورة محمد 2].
4. وقال الله – تعالى - : {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [سورة الفتح 29].
وعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أنا محمد بن عبد الله ، أنا عبد الله ورسوله ، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلنيها الله) أخرجه البخاري في " التاريخ الصغيررقم 7 " واخرجه أحمد ( 3 / 153 و 241 ) من طريقين آخرين عن حماد بن سلمة به.
وزاد في أوله : قال : يا [color=purple]محمد ! : أنت سيدنا وابن سيدنا ! وخيرنا وابن خيرنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (يا أيها الناس ! عليكم بتقواكم ولا يستهوينّـكم الشيطان، أنا محمد بن عبد الله، أنا عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلنيها الله) انظر : [السلسلة الصحيحة رقم 1097].
وهذا من تواضعه - صلى الله عليه وسلم -، إذ أنه سيد الخلق، وسيد الناس في الدنيا والآخرة، ومن فضل الله - تعالى - علينا وكرمه أن جعلنا من أمته.
ولا يعرف في العرب من تسمى باسم محمد قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
إلا ثلاثة وهم : ــ
إلا ثلاثة وهم : ــ
1. محمد بن سفيان بن مجاشع جَدّ جَدّ الشاعر الفرزدق.
2. محمد بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش.
3. محمد بن حمران بن ربيعة .
وكان آباء هؤلاء الثلاثة قد وفدوا على بعض الملوك ممن عندهم علم من الكتاب من قبلنا، فأخبروهم بقرب مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - وبإسمه في جزيرة العرب، فنذر كل منهم إن ولد له ولد أن يسميه محمدا، رجاء أن يكون ذلك النبي ولدا له. انظر : [الفصول لإبن فورك، والروض الآنف، والسيرة النبوية لإبن هشام ص 158].
ومع ذلك فقد أعرض عنه وعن دعوته حين بعث أقرب الناس إليه ممن زاغت قلوبهم عن إدراك الحق، فآذوه، وشتموه ووصفوه بأقبح الصفات بعد أن كان ينادى بأحسنها، فحماه الله – تعالى - بفضله، وصرف عنه شتم المشركين له، شتموا مذمما وهم يريدونه – حقدا وحسدا– وهو محمدا .
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ألا تعجبونَ كيف يَصْرِفُ الله عنِّي شَتْمَ قريشٍ ولعنَهم ، يشتمون مُذَمَّمَاً، ويلعنون مُذَمَّمَاً، وأنا مُحَمَّدٌ !) [صحيح الجامع 2649].
رفع الله له ذكره فهو أحمدا، وأعلى قدره فكان سيداً، وجمع له المحامد كلها فكان محمداً.
أحمد : بشر به عيسى - عليه الصلاة والسلام - باسمه الكريم أحمد، مصدقا لما بين يديه من التوراة والإنجيل.
قال الله – تعالى - : {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} [الصف 6].
وهذا الوصف ظاهر في محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو صاحب لواء الحمد، والحمد مفتاح خطبته وصلاته، ولمّا كان حمّادا سُميَ بمثل وصفه] محمد ] على وزن مكرّم، ومعظّــم.
وأما ] أحمد ] على وزن أفعلْ للتفضيل. أي : هو أحق من غيره بأن يكون محمودا. انظر : [هداية الحيارى ص 58 ــ 63].
e]فمحمد : في الكثرة والكمية، وأحمد : في الصفة والكيفية، فيستحق من الحمد أكثر مما يستحق غيره، فيحمد أكثر حمد، وأفضل حمد حمده البشر، فالإسمان واقعان على المفعول، وهذا أبلغ في مدحه، وأكمل معنى]. انظر : [زاد المعاد 1/ 93] .
فهو سيد ولد آدم وفخرهم في الدنيا والآخرة.
وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال : قيل يا رسول الله أخبرنا عن نفسك ؟ قال : (نعم، أنا دعوة أبي إبراهيم، وكان آخر من بشر بي عيسى بن مريم - عليه الصلاة والسلام -) [الصحيحة 1546].
وقد كان من دعاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام لأهل مكة :{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [سورة البقرة 129].
الفارقليط : بُشّر به في الإنجيل باسم : ــ " الفارقليط ". ومعناه في السريانية التي ترجم إليها الإنجيل :
الفارق : هو الحامد أو الحماد أو المحمود أو الحمد . وليط : بمعنى : هو . أي : [فارقٌ هو] كما يقال : [رجلٌ هو].
خليل الله : عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ألا إني أبرأ إلى كل خل من خلته ولو كنت متخذا خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلا ، وإن صاحبكم خليل الله) (صحيح) رواه : (م ن هـ) انظر : [صحيح الجامع حديث رقم : 2635 ].
ابن العواتك : وعن عمرو بن سعيد بن العاص عن سيابة بن عاصم - رضي الله عنهم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم حنين : (أنا ابن العواتك من سليم) صحيح اخرجه الطبراني في المعجم الكبير( 6724 ) و [السلسلة الصحيحة 1569].
وفي رواية من طريق أبي عوانة عن قتادة به مرفوعا قال قتيبة بن سعيد : [كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاث جدات من سليم إسمهن عاتكة ، فكان إذا افتخر قال أانا ابن العواتك] قال البيهقي : [بلغني أن إحداهن أم عدنان، والأخرى أم هاشم، والثالثة جدته من قبل زهرة].
قال شيخنا الألباني رحمه الله تعالى : " وقد وجدت له شاهدا بلفظ : e](خذها وأنا ابن العواتك)] انظر: [تخريج الحديث في السلسلة الصحيحة 1596].
الماحي ، والحاشر، والعاقب : فعن جبير بن مطعم - رضي الله عنه - : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (إن لي أسماء، أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي، الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد) (متفق عليه). انظر : [مشكاة المصابيح 5776].
العاقب : هو الآخر الذي جاء عقب الانبياء فليس بعده نبي .
فعن ابي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسمّي لنا نفسه أسماء ، فقال : (أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة) [مختصر مسلم 1951] .
* زاد الطبراني في الكبير : e]"ونبي الملحمة" ] [صحيح الجامع 1473].
المقفّي : هو الذي قفىّ على آثار من تقدّمه من الرسل فكان خاتمهم وآخرهم.
الحاشر: من الحشر وهو الضم والجمع فهو أول من تنشق عنه الأرض الذي يحشر الناس على قدمه.
نبي التوبة : كان - صلى الله عليه وسلم - أكثر الناس توبة واستغفارا، وكان يعد له في المجلس الواحد مئة مرة. ولكرامة أمته على الله - تبارك وتعالى -، جعل توبتها بالإستغفار، والندم، والإقلاع عن الذنب، وعدم العودة إليه، وكانت توبة بني إسرائيل من عبادة العجل قتل أنفسهم.
نبي الرحمة : بعثه الله رحمة للعالمين إنسهم وجنهم. روى الإمام أحمد في مسنده (1 / 345) عن بن عباس - رضي الله عنهما - قال : قالت قريش لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ادع لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهبا ونؤمن بك، قال : (وتفعلوا ؟) قالوا : نعم. قال : فدعا ، فاتاه جبريل فقال : إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول لك : إن شئت أصبح الصفا لهم ذهبا، فمن كفر منهم بعد ذلك أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب الرحمة والتوبة. قال : بل باب التوبة والرحمة) وإسناد جيد . انظر : [صحيح السيرة صحيح السيرة ص153].
نبي الملحمة : أذِنَ الله - تعالى - له بجهاد الأعداء، فلم يجاهد نبيّ وأمته قط ، كما جاهد نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وأمته، والملاحمُ التي وقعت وتقع بين الكفار وأمته لم يقع مثلها من قبل.
سيد ولد آدم، وأول شافع، وأول مشفع : فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع) [صحيح الجامع 1467].
وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول شافع، وأول مشفع ولا فخر) [الصحيحة 1571]. فهو سيد ولد آدم وفخرهم في الدنيا والآخرة.
الصادق : لقد كان يُعرف قبل البعثة بالصادقِ الأمين. دخل على خديجة - رضي الله عنها - في أول البعثة يرجف فؤاده، فقال : " زملوني زملوني ". فزملوه حتى ذهب عنه الرّوع.
فقال لخديجة ــ وأخبرها الخبر ــ : (لقد خشيت على نفسي). فقالت خديجة : [كلاّ أبشر ، فوالله لا يخزيك الله ابدا إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتقري الضيف، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق ...] رواه البخاري عن عائشة - رضي الله عنها -.
الأمين : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ألا تؤمّـنـوني، وأنا أمين من في السماء ؟ يأتيني خبر السماء صباحا ومساء) (متفق عليه).
وسماه الله - تعالى - في القرآن الكريم أيضا : مُذَكّر : قال الله - تعالى - : {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ ۞ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ} [الغاشية 20 ــ 21].
رسول الله، وخاتم النبيين : لقول الله - تعالى -: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [الأحزاب 40].
عبدالله : قال الله - تعالى - : {وأنه لما قام عبدالله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا} [الجن 20].
شاهدا، ومبشرا، ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه، وسراجا منيرا : قال الله - تعالى - : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ۞ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [سورة الاحزاب 45 ــ 46].
وقد سماه الله " رؤوفا رحيما " : قال الله - تعالى - : {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [سورة التوبة 128].
ومن أسماءه : المتوكل، وحرزا للأميين : روى الإمام أحمد والبخاري عن عطاء بن يسار قال : دالله بن عمرو - رضي الله عنه - فقلت : أخبرني عن صفات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في التوراة. فقال : أجل، والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن، يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، وحرزا للأميين. أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، لا فظ، ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه حتى يقيم به الملّة العوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا الله، فيفتح به أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا]أخرجه البخاري (8 / 450)، الإمام احمد في المسند (2 / 174).
النبي المصطفى : عن عوف بن مالك الشجعي - رضي الله عنه – قال : انطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - يوما وأنا معه، حتى دخلنا كنيسة اليهود بالمدينة يوم عيد لهم، فكرهوا دخولنا عليهم، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (يا معشر اليهود ! أروني اثني عشر رجلا يشهدون أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله، يحط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي غضب عليهم. قال : فأسكتوا ما أجابه منهم أحد، ثم رد عليهم فلم يجبه منهم أحد، فقال أبيتم ! فوالله إني لأنا الحاشر، وأنا العاقب، وأنا النبي المصطفى آمنتم أم كذبتم ...) اخرجه أحمد (6 / 25) والحاكم (3 / 415 ــ 416). (صحيح السيرة النبوية ص 81).
الرسول ، النبي، الاميّ : قال الله تعالى : {الَّذِينَ يَتَّبعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [سورة الأعراف 157].
المعصوم : عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : " كان يحرس حتى نزلت هذه الآية : (والله يعصمك من الناس) فاخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه من القبـّـة، فقال لهم : يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله) (الصحيحة 2489).
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا نزل منزلا نظروا أعظم شجرة يرونها، فجعلوها للنبي - صلى الله عليه وسلم - فينزل تحتها، وينزل أصحابه بعد ذلك في ظل الشجر، فبينما هو نازل تحت شجرة ــ وقد علّق السيف عليها ــ إذ جاء أعرابي فاخذ السيف من الشجرة ثم دنا من النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو نائم فأيقظه، فقال : يا محمد ! ما يمنعك مني الليلة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (الله، فأنزل الله - تعالى - : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [سورة المائدة 67].
مبلغ، وقاسم : عن معاوية بن أبي سفيان - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إنما أنا مبلغ والله يهدي، وقاسم والله يعطي، فمن بلغه مني شيئ بحسن رغبة وحسن هدى، فإن ذلك الذي يبارك له فيه، ومن بلغه عني شيئ بسوء رغبة وسوء هدى، فذلك الذي يأكل ولا يشبع) اخرجه أحمد (4 / 101 ــ 102) (والبخاري في التاريخ).
الخازن : فعن معاوية - رضي الله عنه - قال : قال رسول - صلى الله عليه وسلم - : (إنما أنا خازن، وإنما يعطي الله، فمن أعطيته عطاء عن طيب نفس مني فيبارك له فيه، ومن اعطيته عطاء عن شره نفس وشدة مسألة، فهو كالآكل يأكل ولا يشبع) [صحيح الجامع 2344].
رحمة مهداة : وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إنما أنا رحمة مهداة ) [صحيح الجامع 2345].
الوالد : ــ وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول - صلى الله عليه وسلم - : (إنما أنا لكم بمنزلة الوالد، أعلمكم، فإذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها، ولا يستطب بيمينه) [ صحيح الجامع 2346 ] .
كنيته أبو القاسم ،: فعن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أنا أبو القاسم، الله يقسم، وأنا أعطي) [صحيح الجامع 1447].
ولا يجوز لأحد ان يتكنّى بكنيته : فعن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (تسمّـوا بإسمي، ولا تكنّـوا بكنيتي، فإنما أنا القاسم اقسم بينكم) [مختصر مسلم 1397].
أما لفظ (طه) و (يس) فإنه يتبادر إلى ذهن الكثيرين وخاصة العوام، أنهما إسمين من أسماء النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وذلك لقول الله - تعالى - : {طه ۞ ما أنْزَلْنا عَلَيْكَ القُرْآنَ لِتَشْقى} [سورة طه 1 ــ 2].
وقوله - تعالى - : {يس ۞ وَالقُرْآنِ الحَكيم ۞ إنّكَ لَمِنَ المُرْسَلينْ} [سورة يس 1 ــ 3].
وليس الأمر كذلك، إنما هي من الأحرف المقطعة مثل {الم} و{حم} وغيرها مما جاء في صدور السّوَر، في كتاب الله - تبارك وتعالى -، والله - تعالى -أعلم بمراده بها.
وقد ذكر ذلك ابن القيم – رحمه الله تعالى - في كتابه القيم : [تحفة المودود ص 127].
وممن اختار هذا القول أيضا : سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمهما الله تعالى وجعل الفردوس الأعلى مأواهما.
فيا أخوتاه ! صلوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صَلاةَ مُتَّبعٍ له مُحِبّ ٍ له، مُقتَفٍ أثرَه مُتَمَسِّّكٍ بسنته، كما أمركم بذلك ربكم - جل وعلا -، بلا إطراء يؤدي إلى الغلوّ والشرك والكفر، ولا جفاء، فقد قال - تعالى - قولاً كريماً في مُحْكَمِ التنزيل : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [سورة الأحزاب 56].
اللهم إنا رضينا بك ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيا ورسولا، اللهم اكتبنا مع الشاهدين.
واحشرنا اللهم تحت لواء نبينا وحبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، واجمعنا عند حوضه، ولا تردّنا عنه خائبين مع المبتدعة المحدثين الضّالين، واسقنا من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدا، واجعله شفيعاً لنا في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
واحشرنا اللهم تحت لواء نبينا وحبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، واجمعنا عند حوضه، ولا تردّنا عنه خائبين مع المبتدعة المحدثين الضّالين، واسقنا من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدا، واجعله شفيعاً لنا في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني - رحمه الله تعالى -.
المعتزة بديني- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 1356
نقاط : 7740
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
مواضيع مماثلة
» ( طه ) وكذلك ( يس ) ليسا من أسماء محمد صلى الله عليه وسلم
» ما حكم كتابة ( صلى ) أو ( صلم) أو ( ص ) بعد ذكر محمد صلى الله عليه وسلم وهي اختصار للصلاة عليه ؟
» ما ميز الله به سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
» ما ميز الله به سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
» محمد الانسان ، عظيم في كل شيء صلى الله عليه وسلم
» ما حكم كتابة ( صلى ) أو ( صلم) أو ( ص ) بعد ذكر محمد صلى الله عليه وسلم وهي اختصار للصلاة عليه ؟
» ما ميز الله به سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
» ما ميز الله به سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
» محمد الانسان ، عظيم في كل شيء صلى الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى