احاديث لاتصح في الحج
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
احاديث لاتصح في الحج
أحاديث لا تصح في الحج
الحمد لله رب العالمين، الذي أنزل على عبده الكتاب ليكون للعالمين نذيراً، والصلاة والسلام على السراج المنير محمد بن عبد الله الصادق الأمين الذي أرسله الله - تبارك وتعالى - رحمة للناس، وآتاه الحكمة، وجوامع الكلم، وعلمه ما لم يكن يعلم، وكان فضل الله عليه عظيماً، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن السنة هي المصدر التشريعي الثاني - من المصادر المتفق عليها لدى المسلمين - بعد كتاب الله - تبارك وتعالى -، فهي أصل من أصول الدين، ودليل أساسي من أدلة الأحكام تعرفنا حكم الله - تبارك وتعالى - في كل كبير وصغير، فهي جامعة مانعة، عامة شاملة، لا تفوتها شاردة ولا واردة إلا وقد أعطتها حكماً شرعياً، كيف لا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو المبلغ عن ربه - تبارك وتعالى - قال الله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}1، وهو المبين مراد الله - عز وجل - فيما أنزل {بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }2، فالسنة المطهرة تأكيد لما في كتاب الله من أحكام، وتفصيل لما أجمل، وتقييد لما أطلق، وتخصيص لما هو عام أو تشريع لما سكت عنه القرآن، ولكنه تطبيق لقواعده العامة، وأصوله المقررة، ومستمد منه، وهناك كتب ألفت في الصحيح المجرد من أمثلتها صحيح الإمام الحافظ محمد بن إسماعيل البخاري - رحمه الله -، وكذلك صحيح الإمام مسلم بن الحجاج - رحمه الله -، وهناك بعض الكتب التي جمعت الصحيح والضعيف، وفيها بعض الموضوعات كما في السنن، وهناك كتب ألفت في الأحاديث الموضوعة خاصة من مثل كتاب الموضوعات للإمام ابن الجوزي - رحمه الله -، والمصنوع في معرفة الحديث الموضوع لعلي بن سلطان الهروي - رحمه الله -، والمقاصد الحسنة للإمام السخاوي - رحمه الله -، واللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة - للسيوطي -؛ وفي الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني - رحمه الله -، وغيرها من الكتب كثير.
ولقد قيض الله - سبحانه وتعالى - رجال يبينون أحوال الأحاديث، وبخاصة بعد أن دخلها الوضع، فتكلموا عليها وعلى نقلتها جرحاً وتعديلاً، وبينوا من يؤخذ بحديثه ومن يترك، وسوف نذكر بعد هذه المقدمة بعضاً من الأحاديث التي لم تصح في باب الحج (ضعيفة كانت أو موضوعة)، تحذيراً منها، فنقول وبه نستعين:
أولاً: عن علي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من ملك زاداً وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً، وذلك أن الله يقول في كتابه: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}3)) هذا الحديث رواه الترمذي في سننه برقم (812)، وقال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وفي إسناده مقال، وهلال بن عبد الله مجهول، والحارث يضعف في الحديث؛ وذكره صاحب كنز العمال برقم (11877)؛ ورواه البزار في مسنده بلفظ: ((من ملك زاداً وراحلة تبلغه فلم يحج بيت الله فلا يضره يهودياً مات أو نصرانياً)) برقم (861)، وقال: "وهذا الحديث لا نعلم له إسناداً عن علي إلا هذا الإسناد، وهلال هذا بصري حدث عنه غير واحد من البصريين عفان ومسلم بن إبراهيم وغيرهما، ولا نعلم يروى عن علي إلا من هذا الوجه" أ.هـ.
قال الإمام الزيلعي - رحمه الله - في نصب الراية (4/484): "وهذا يدفع قول الترمذي في هلال: إنه مجهول، إلا أن يريد جهالة الحال والله أعلم، ورواه العقيلي وابن عدي في "كتابيهما" قال ابن عدي: وهلال هذا لم ينسب، وهو مولى ربيعة بن عمرو ويكنى أبا هاشم، وهو معروف بهذا الحديث، والحديث ليس بمحفوظ، وأسند عن البخاري أنه قال: منكر الحديث، وقال العقيلي: لا يتابع عليه، وقد روي موقوفاً على علي، ولم يرو مرفوعاً من طريق أصلح من هذا انتهى، وقال ابن القطان في "كتابه": وعلة هذا الحديث ضعف الحارث، والجهل بحال هلال بن عبد الله مولى ربيعة بن عمرو بن مسلم الباهلي" أ.هـ.
وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في التلخيص الحبير (2/223): "وسئل إبراهيم الحربي عنه فقال: من هلال؟ وقال ابن عدي يعرف بهذا الحديث، وليس الحديث بمحفوظ، وقال العقيلي: لا يتابع عليه، وقد روي عن علي موقوفاً ولم يرو مرفوعاً من طريق أحسن من هذا" أ.هـ، وذكره الشوكاني - رحمه الله - في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة (1/102)، وضعفه الألباني رحمه الله في ضعيف الترمذي برقم (132).
ثانياً: حديث ((إن الله لا ييسر لعبده الحج إلا بالرضا، فإذا رضي عنه أطلق له الحج)) ذكره ابن الجوزي في الموضوعات (2/211)، وقال - رحمه الله -: "هذا الحديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"؛ وذكره الشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة (1/103) وقال: "رواه الخطيب عن المقداد بن الأسود مرفوعاً، وفي إسناده سعيد بن عبدالرحمن يروي عن الثقات الموضوعات"، وقال السيوطي - رحمه الله - في اللآلي المصنوعة (2/101): "لا يصح، سعيد يروي عن الثقات الموضوعات".
ثالثاً: حديث ((من تزوج قبل أن يحج فقد بدأ بالمعصية)) قال ابن الجوزي - رحمه الله - في الموضوعات (2/213): "لا يصح"؛ وقال الذهبي - رحمه الله - في تلخيص كتاب الموضوعات (1/121): "سنده ظلمات إلى بنت وهب بن منبه عن أبيها عن أبي هريرة وفيه متهم"؛ وقال كما في ميزان الاعتدال (1/288): "فيه أيوب بن سويد ذكر من جرحه"؛ وقال السيوطي - رحمه الله - في اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة (2/101): "أحمد بن جمهور متهم بالكذب والله أعلم"؛ وقال الشوكاني - رحمه الله - في الفوائد المجموعة (1/103): "رواه ابن عدي عن أبي هريرة مرفوعاً، في إسناده أحمد بن جمهور القرفساني، ومحمد بن أيوب، والأول يروي: الموضوعات، والثاني: متهم بالكذب"؛ وقال الألباني - رحمه الله -: "موضوع" كما في السلسة الضعيفة برقم (222).
رابعاً: حديث أم سلمة - رضي الله عنه - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الحج جهاد كل ضعيف)) رواه ابن ماجه في سننه برقم (2902)؛ ورواه أحمد بن حنبل في المسند برقم (26563)، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده ضعيف لانقطاعه، فأبو جعفر محمد بن علي وهو الباقر لم يسمع من أم سلمة؛ رواه الطبراني في المعجم الكبير برقم (647)؛ وأبو يعلى في مسنده برقم (6916)؛ وقال السخاوي - رحمه الله - في المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة (1/301) رقم (393): "رواه ابن ماجه والقضاعي من حديث أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن أم سلمة مرفوعاً بهذا، ورجاله ثقات محتج بهم في الصحيح، ولكن لا يعرف لأبي جعفر سماع من أم سلمة، وقد أدرك ست سنين من حياتها فمولده سنة ست وخمسين، وماتت سنة اثنتين وستين على المعتمد، ولولا التوقف في سماعه لكان على شرط الصحيح، وله شاهد عند القضاعي من حديث ابن لهيعة عن محمد بن عبد الرحمن عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن علي به مرفوعاً وفيه: ((وجهاد المرأة حسن التبعل))؛ وذكره الشوكاني - رحمه الله - في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة وقال: قال الصغاني: "موضوع" (1/104)؛ وحسنه الألباني في الجامع الصغير وزيادته برقم (5482)؛ وفي صحيح الجامع برقم (3171)؛ وفي صحيح ابن ماجة برقم (2346)؛وضعفه في السلسلة الضعيفة برقم (3519) بلفظ: ((الحج جهاد كل ضعيف، وجهاد المرأة حسن التبعل)).
خامساً: حديث ((من طاف بالبيت أسبوعاً، وصلى خلف المقام ركعتين، وشرب من ماء زمزم؛ غفرت له ذنوبه بالغة ما بلغت)) انظر: جامع الأحاديث لجلال الدين السيوطي برقم (22854)؛ وفي جمع الجوامع أو الجامع الكبير للسيوطي برقم (5587)؛ وكنز العمال في سنن الأقوال والأفعال برقم (12013)، وقال الشوكاني - رحمه الله - في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة (1/106): "ذكره ابن طاهر في تذكرة الموضوعات، وحكى عن السخاوي أنه عزاه في المقاصد إلى الواحدي والديلمي وغيرهما، وقال: لا يصح"؛ وكذا قال السخاوي في المقاصد الحسنة برقم (488)؛ وضعفه الألباني - رحمه الله - في السلسلة الضعيفة برقم (6016).
سادساً: عن ابن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعاً: ((من حج حجة الإسلام، وزار قبري، وغزا غزوة، وصلى علي في بيت المقدس لم يسأله الله فيما افترض عليه))؛ قال محمد بن عبدالهادي - في الصارم المنكي - رقم(277): موضوع؛ وقال السخاوي - رحمه الله - في القول البديع رقم (197): في ثبوته نظر؛ وقال الألباني - رحمه الله - في دفاع عن الحديث النبوي (1/108): "وهذا حديث باطل ظاهر البطلان، ولذلك قال السيوطي وغيره: إنه حديث موضوع، وهو مخرج في الأحاديث الضعيفة برقم (204)".
سابعاً: حديث علي - رضي الله عنه - قال: "حجوا قبل أن لا تحجوا، فكأني أنظر إلى حبشي أصمع أفدع بيده معول يهدمها حجراً حجراً، فقلت له: شيء تقوله برأيك أو سمعته من رسول الله - صلى الله عليه و سلم - قال: لا والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، ولكني سمعته من نبيكم - صلى الله عليه وسلم -" رواه الحاكم في المستدرك برقم (1649)؛ وأخرجه الدارقطني في سننه برقم (294) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((حجوا قبل أن لا تحجوا. قيل: ما شأن الحج؟ قال: تقعد أعرابها على أذناب أوديتها، فلا يصل إلى الحج أحد)) ورواه البيهقي في السنن الكبرى برقم (8480) بلفظ الحاكم؛ ورواه بلفظ الدارقطني برقم (8484)؛ وقال الحافظ في لسان الميزان (3/323) رقم (1334): "وهذا إسناد مظلم، وخبر منكر، انتهى، وذكره العقيلي في الضعفاء وساق له هذا الحديث عن الفاكهي عنه فقال: إسناد مجهول فيه نظر. الضعفاء للعقيلي (2/286) رقم (855).
ثامناً: حديث ((من حج إلى مكة ثم قصدني في مسجدي كتبت له حجتان مبرورتان))؛ ذكره صاحب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال برقم (12370)؛ وقال الألباني - رحمه الله - في دفاع عن الحديث النبوي (1/108): "وهذا موضوع آفته أسيد بن زيد الجمال الكوفي قال ابن معين: "كذاب سمعته يحدث بأحاديث كذب"، ومع ذلك فليس فيه ذكر القبر مطلقاً؛ وله عنه طريق آخر بلفظ: ((من زارني في مماتي كان كمن زارني في حياتي، ومن زارني حتى ينتهي إلى قبري كنت له يوم القيامة شهيداً أو قال شفيعاً)) وهذا موضوع أيضاً في إسناده فضلة بن سعيد بن زميل مجهول لا يعرف إلا في هذا الخبر الذي تفرد به، ولم يتابع عليه، وقال الذهبي: هذا موضوع" أ.هـ، وأورده أيضاً الذهبي - رحمه الله - في الميزان (5/374) في ترجمة (6560) عيسى بن بشير وقال: "لا يدرى من ذا، وأتى بخبر باطل، وبعد أن أورد الحديث قال: "تفرد به أسيد، وهو ضعيف ولا يحتمله"؛ وكذا في لسان الميزان لابن حجر - رحمه الله - (4/393) عند ترجمة عيسى بن بشير.
تاسعاً: من رواية محمد بن محمد بن النعمان بن شبل حدثني جدي قال حدثني مالك عن نافع عنه بلفظ: ((من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني)) ذكره صاحب كنز العمال برقم (12369)؛ وفي إسناده النعمان بن شبيل، وذكره ابن حبان في ترجمة النعمان بن شبيل كما في المجروحين (3/73)؛ وقال: "يأتي عن الثقات بالطامات، وعن الأثبات بالمقلوبات"؛ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في الفتاوى الكبرى (5/146): "فهذا لم يروه أحد من أهل العلم بالحديث، بل هو موضوع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومعناه مخالف الإجماع، فإن جفاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الكبائر، بل هو كفر ونفاق، بل يجب أن يكون أحب إلينا من أهلينا وأموالنا" أ.هـ، وقال الألباني - رحمه الله - في دفاع عن الحديث النبوي (1/107): موضوع كما في السلسلة الضعيفة برقم (45)؛ وقال - رحمه الله -: "وهذا موضوع كما قال ابن الجوزي والذهبي والزركشي وغيرهم كما تراه في الضعيفة والآفة من محمد بن محمد أو من جده النعمان بن شبل، وكلاهما متهم، ورجح ابن عبد الهادي الأول؛ وليس فيه أيضاً ذكر زيارة القبر الشريف" انظر: دفاع عن الحديث النبوي (1/107).
عاشراً: أخرج الدارقطني - رحمه الله - في سننه برقم (194) قال: ثنا القاضي المحاملي نا عبيد الله بن محمد الوراق نا موسى بن هلال العبدي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من زار قبري وجبت له شفاعتي))؛ ورواه البيهقي - رحمه الله - في شعب الإيمان برقم (4159)؛ والهيثمي - رحمه الله - في مجمع الزوائد برقم (5841)، وقال: رواه البزار وفيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري وهو ضعيف؛ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في الفتاوى الكبرى (5/146): "هذا الحديث رواه الدارقطني فيما قيل بإسناد ضعيف، ولهذا ذكره غير واحد من الموضوعات، ولم يروه أحد من أهل الكتب المعتمد عليها من كتب الصحاح والسنن والمسانيد" أ.هـ؛ وهو في كنز العمال برقم (42583)؛ وقال الشوكاني - رحمه الله - في الفوائد المجموعة (1/117): "قال في المقاصد: إن ابن خزيمة أشار إلى تضعيفه، ورواه البيهقي بلفظ كمن زارني في حياتي وضعفه، وقال: إن طرقه كلها لينة، لكن يقوي بعضها بعضاً، وروى: ((من زار قبري كنت له شفيعاً من زارني، زار أبي إبراهيم في عام واحد دخل الجنة"؛ وذكره ابن عدي - رحمه الله - في الكامل في الضعفاء برقم (1834)؛ وقال الألباني - رحمه الله - في إرواء الغليل (4/336) بتصرف: رواه الدارقطني بإسناد ضعيف، وله عن ابن عمر طريقان الأولى: عن حفص بن أبي داود عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عنه، وقال البيهقي: تفرد به حفص وهو ضعيف؛ والطريق الأخرى عن موسى بن هلال العبدي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عنه بالرواية الأخرى؛ أخرجه الدارقطني (280)، وأطال الكلام عليه، فانظره للفائدة؛ وقال - رحمه الله - في الجامع الصغير وزيادته: موضوع رقم (12382)؛ وكذا في ضعيف الجامع برقم (5607).
الحادي عشر: ((إذا حج رجل بمال من غير حله فقال: لبيك اللهم لبيك قال الله: لا لبيك ولا سعديك، هذا مردود عليك)) جامع الأحاديث القدسية - قسم الضعيف والموضوع برقم (218)؛ وقال السخاوي - رحمه الله - في المقاصد الحسنة رقم (56): "فيه الدجين ضعيف وله شاهد"؛ وذكره السيوطي - رحمه الله - في جامع الأحاديث برقم (1776)؛ وروي في كنز العمال برقم (11891)؛ وضعفه الألباني - رحمه الله - في السلسلة الضعيفة (1091)؛ وفي صحيح وضعيف الجامع الصغير برقم (1473)، وبرقم (1433).
هذا ما تيسر جمعه، وعلى كل حال فعلى المسلم أن يتحرى صحة الحديث وثبوته عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأن حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو المصدر الثاني من مصادر الإسلام، ولا يجوز أن يستدل إلا بما ثبت منه سواء كان في فضائل الأعمال أو في غيرها، والفضائل كالأحكام من دعائم الدين، وهي من الأحكام الخمسة المعروفة في أصول الفقه، ولأن البدع والخرافات وغيرها لم يأت غالبها إلا عن طريق الأحاديث الواهية، أو الموضوعة، أو الضعيفة، ولو تتبعنا ذلك لوجدنا أن كل مخرف أو مبتدع إنما يستند إلى حديث موضوع أو ضعيف، أو حكاية عن بعض الناس أو رؤيا مناميه، فنسأل الله - تعالى - العافية من ذلك، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
1 سورة المائدة (67).
2 سورة النحل (44).
3 سورة آل عمران (97).
منقول
الحمد لله رب العالمين، الذي أنزل على عبده الكتاب ليكون للعالمين نذيراً، والصلاة والسلام على السراج المنير محمد بن عبد الله الصادق الأمين الذي أرسله الله - تبارك وتعالى - رحمة للناس، وآتاه الحكمة، وجوامع الكلم، وعلمه ما لم يكن يعلم، وكان فضل الله عليه عظيماً، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن السنة هي المصدر التشريعي الثاني - من المصادر المتفق عليها لدى المسلمين - بعد كتاب الله - تبارك وتعالى -، فهي أصل من أصول الدين، ودليل أساسي من أدلة الأحكام تعرفنا حكم الله - تبارك وتعالى - في كل كبير وصغير، فهي جامعة مانعة، عامة شاملة، لا تفوتها شاردة ولا واردة إلا وقد أعطتها حكماً شرعياً، كيف لا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو المبلغ عن ربه - تبارك وتعالى - قال الله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}1، وهو المبين مراد الله - عز وجل - فيما أنزل {بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }2، فالسنة المطهرة تأكيد لما في كتاب الله من أحكام، وتفصيل لما أجمل، وتقييد لما أطلق، وتخصيص لما هو عام أو تشريع لما سكت عنه القرآن، ولكنه تطبيق لقواعده العامة، وأصوله المقررة، ومستمد منه، وهناك كتب ألفت في الصحيح المجرد من أمثلتها صحيح الإمام الحافظ محمد بن إسماعيل البخاري - رحمه الله -، وكذلك صحيح الإمام مسلم بن الحجاج - رحمه الله -، وهناك بعض الكتب التي جمعت الصحيح والضعيف، وفيها بعض الموضوعات كما في السنن، وهناك كتب ألفت في الأحاديث الموضوعة خاصة من مثل كتاب الموضوعات للإمام ابن الجوزي - رحمه الله -، والمصنوع في معرفة الحديث الموضوع لعلي بن سلطان الهروي - رحمه الله -، والمقاصد الحسنة للإمام السخاوي - رحمه الله -، واللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة - للسيوطي -؛ وفي الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني - رحمه الله -، وغيرها من الكتب كثير.
ولقد قيض الله - سبحانه وتعالى - رجال يبينون أحوال الأحاديث، وبخاصة بعد أن دخلها الوضع، فتكلموا عليها وعلى نقلتها جرحاً وتعديلاً، وبينوا من يؤخذ بحديثه ومن يترك، وسوف نذكر بعد هذه المقدمة بعضاً من الأحاديث التي لم تصح في باب الحج (ضعيفة كانت أو موضوعة)، تحذيراً منها، فنقول وبه نستعين:
أولاً: عن علي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من ملك زاداً وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً، وذلك أن الله يقول في كتابه: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}3)) هذا الحديث رواه الترمذي في سننه برقم (812)، وقال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وفي إسناده مقال، وهلال بن عبد الله مجهول، والحارث يضعف في الحديث؛ وذكره صاحب كنز العمال برقم (11877)؛ ورواه البزار في مسنده بلفظ: ((من ملك زاداً وراحلة تبلغه فلم يحج بيت الله فلا يضره يهودياً مات أو نصرانياً)) برقم (861)، وقال: "وهذا الحديث لا نعلم له إسناداً عن علي إلا هذا الإسناد، وهلال هذا بصري حدث عنه غير واحد من البصريين عفان ومسلم بن إبراهيم وغيرهما، ولا نعلم يروى عن علي إلا من هذا الوجه" أ.هـ.
قال الإمام الزيلعي - رحمه الله - في نصب الراية (4/484): "وهذا يدفع قول الترمذي في هلال: إنه مجهول، إلا أن يريد جهالة الحال والله أعلم، ورواه العقيلي وابن عدي في "كتابيهما" قال ابن عدي: وهلال هذا لم ينسب، وهو مولى ربيعة بن عمرو ويكنى أبا هاشم، وهو معروف بهذا الحديث، والحديث ليس بمحفوظ، وأسند عن البخاري أنه قال: منكر الحديث، وقال العقيلي: لا يتابع عليه، وقد روي موقوفاً على علي، ولم يرو مرفوعاً من طريق أصلح من هذا انتهى، وقال ابن القطان في "كتابه": وعلة هذا الحديث ضعف الحارث، والجهل بحال هلال بن عبد الله مولى ربيعة بن عمرو بن مسلم الباهلي" أ.هـ.
وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في التلخيص الحبير (2/223): "وسئل إبراهيم الحربي عنه فقال: من هلال؟ وقال ابن عدي يعرف بهذا الحديث، وليس الحديث بمحفوظ، وقال العقيلي: لا يتابع عليه، وقد روي عن علي موقوفاً ولم يرو مرفوعاً من طريق أحسن من هذا" أ.هـ، وذكره الشوكاني - رحمه الله - في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة (1/102)، وضعفه الألباني رحمه الله في ضعيف الترمذي برقم (132).
ثانياً: حديث ((إن الله لا ييسر لعبده الحج إلا بالرضا، فإذا رضي عنه أطلق له الحج)) ذكره ابن الجوزي في الموضوعات (2/211)، وقال - رحمه الله -: "هذا الحديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"؛ وذكره الشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة (1/103) وقال: "رواه الخطيب عن المقداد بن الأسود مرفوعاً، وفي إسناده سعيد بن عبدالرحمن يروي عن الثقات الموضوعات"، وقال السيوطي - رحمه الله - في اللآلي المصنوعة (2/101): "لا يصح، سعيد يروي عن الثقات الموضوعات".
ثالثاً: حديث ((من تزوج قبل أن يحج فقد بدأ بالمعصية)) قال ابن الجوزي - رحمه الله - في الموضوعات (2/213): "لا يصح"؛ وقال الذهبي - رحمه الله - في تلخيص كتاب الموضوعات (1/121): "سنده ظلمات إلى بنت وهب بن منبه عن أبيها عن أبي هريرة وفيه متهم"؛ وقال كما في ميزان الاعتدال (1/288): "فيه أيوب بن سويد ذكر من جرحه"؛ وقال السيوطي - رحمه الله - في اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة (2/101): "أحمد بن جمهور متهم بالكذب والله أعلم"؛ وقال الشوكاني - رحمه الله - في الفوائد المجموعة (1/103): "رواه ابن عدي عن أبي هريرة مرفوعاً، في إسناده أحمد بن جمهور القرفساني، ومحمد بن أيوب، والأول يروي: الموضوعات، والثاني: متهم بالكذب"؛ وقال الألباني - رحمه الله -: "موضوع" كما في السلسة الضعيفة برقم (222).
رابعاً: حديث أم سلمة - رضي الله عنه - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الحج جهاد كل ضعيف)) رواه ابن ماجه في سننه برقم (2902)؛ ورواه أحمد بن حنبل في المسند برقم (26563)، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده ضعيف لانقطاعه، فأبو جعفر محمد بن علي وهو الباقر لم يسمع من أم سلمة؛ رواه الطبراني في المعجم الكبير برقم (647)؛ وأبو يعلى في مسنده برقم (6916)؛ وقال السخاوي - رحمه الله - في المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة (1/301) رقم (393): "رواه ابن ماجه والقضاعي من حديث أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن أم سلمة مرفوعاً بهذا، ورجاله ثقات محتج بهم في الصحيح، ولكن لا يعرف لأبي جعفر سماع من أم سلمة، وقد أدرك ست سنين من حياتها فمولده سنة ست وخمسين، وماتت سنة اثنتين وستين على المعتمد، ولولا التوقف في سماعه لكان على شرط الصحيح، وله شاهد عند القضاعي من حديث ابن لهيعة عن محمد بن عبد الرحمن عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن علي به مرفوعاً وفيه: ((وجهاد المرأة حسن التبعل))؛ وذكره الشوكاني - رحمه الله - في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة وقال: قال الصغاني: "موضوع" (1/104)؛ وحسنه الألباني في الجامع الصغير وزيادته برقم (5482)؛ وفي صحيح الجامع برقم (3171)؛ وفي صحيح ابن ماجة برقم (2346)؛وضعفه في السلسلة الضعيفة برقم (3519) بلفظ: ((الحج جهاد كل ضعيف، وجهاد المرأة حسن التبعل)).
خامساً: حديث ((من طاف بالبيت أسبوعاً، وصلى خلف المقام ركعتين، وشرب من ماء زمزم؛ غفرت له ذنوبه بالغة ما بلغت)) انظر: جامع الأحاديث لجلال الدين السيوطي برقم (22854)؛ وفي جمع الجوامع أو الجامع الكبير للسيوطي برقم (5587)؛ وكنز العمال في سنن الأقوال والأفعال برقم (12013)، وقال الشوكاني - رحمه الله - في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة (1/106): "ذكره ابن طاهر في تذكرة الموضوعات، وحكى عن السخاوي أنه عزاه في المقاصد إلى الواحدي والديلمي وغيرهما، وقال: لا يصح"؛ وكذا قال السخاوي في المقاصد الحسنة برقم (488)؛ وضعفه الألباني - رحمه الله - في السلسلة الضعيفة برقم (6016).
سادساً: عن ابن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعاً: ((من حج حجة الإسلام، وزار قبري، وغزا غزوة، وصلى علي في بيت المقدس لم يسأله الله فيما افترض عليه))؛ قال محمد بن عبدالهادي - في الصارم المنكي - رقم(277): موضوع؛ وقال السخاوي - رحمه الله - في القول البديع رقم (197): في ثبوته نظر؛ وقال الألباني - رحمه الله - في دفاع عن الحديث النبوي (1/108): "وهذا حديث باطل ظاهر البطلان، ولذلك قال السيوطي وغيره: إنه حديث موضوع، وهو مخرج في الأحاديث الضعيفة برقم (204)".
سابعاً: حديث علي - رضي الله عنه - قال: "حجوا قبل أن لا تحجوا، فكأني أنظر إلى حبشي أصمع أفدع بيده معول يهدمها حجراً حجراً، فقلت له: شيء تقوله برأيك أو سمعته من رسول الله - صلى الله عليه و سلم - قال: لا والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، ولكني سمعته من نبيكم - صلى الله عليه وسلم -" رواه الحاكم في المستدرك برقم (1649)؛ وأخرجه الدارقطني في سننه برقم (294) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((حجوا قبل أن لا تحجوا. قيل: ما شأن الحج؟ قال: تقعد أعرابها على أذناب أوديتها، فلا يصل إلى الحج أحد)) ورواه البيهقي في السنن الكبرى برقم (8480) بلفظ الحاكم؛ ورواه بلفظ الدارقطني برقم (8484)؛ وقال الحافظ في لسان الميزان (3/323) رقم (1334): "وهذا إسناد مظلم، وخبر منكر، انتهى، وذكره العقيلي في الضعفاء وساق له هذا الحديث عن الفاكهي عنه فقال: إسناد مجهول فيه نظر. الضعفاء للعقيلي (2/286) رقم (855).
ثامناً: حديث ((من حج إلى مكة ثم قصدني في مسجدي كتبت له حجتان مبرورتان))؛ ذكره صاحب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال برقم (12370)؛ وقال الألباني - رحمه الله - في دفاع عن الحديث النبوي (1/108): "وهذا موضوع آفته أسيد بن زيد الجمال الكوفي قال ابن معين: "كذاب سمعته يحدث بأحاديث كذب"، ومع ذلك فليس فيه ذكر القبر مطلقاً؛ وله عنه طريق آخر بلفظ: ((من زارني في مماتي كان كمن زارني في حياتي، ومن زارني حتى ينتهي إلى قبري كنت له يوم القيامة شهيداً أو قال شفيعاً)) وهذا موضوع أيضاً في إسناده فضلة بن سعيد بن زميل مجهول لا يعرف إلا في هذا الخبر الذي تفرد به، ولم يتابع عليه، وقال الذهبي: هذا موضوع" أ.هـ، وأورده أيضاً الذهبي - رحمه الله - في الميزان (5/374) في ترجمة (6560) عيسى بن بشير وقال: "لا يدرى من ذا، وأتى بخبر باطل، وبعد أن أورد الحديث قال: "تفرد به أسيد، وهو ضعيف ولا يحتمله"؛ وكذا في لسان الميزان لابن حجر - رحمه الله - (4/393) عند ترجمة عيسى بن بشير.
تاسعاً: من رواية محمد بن محمد بن النعمان بن شبل حدثني جدي قال حدثني مالك عن نافع عنه بلفظ: ((من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني)) ذكره صاحب كنز العمال برقم (12369)؛ وفي إسناده النعمان بن شبيل، وذكره ابن حبان في ترجمة النعمان بن شبيل كما في المجروحين (3/73)؛ وقال: "يأتي عن الثقات بالطامات، وعن الأثبات بالمقلوبات"؛ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في الفتاوى الكبرى (5/146): "فهذا لم يروه أحد من أهل العلم بالحديث، بل هو موضوع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومعناه مخالف الإجماع، فإن جفاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الكبائر، بل هو كفر ونفاق، بل يجب أن يكون أحب إلينا من أهلينا وأموالنا" أ.هـ، وقال الألباني - رحمه الله - في دفاع عن الحديث النبوي (1/107): موضوع كما في السلسلة الضعيفة برقم (45)؛ وقال - رحمه الله -: "وهذا موضوع كما قال ابن الجوزي والذهبي والزركشي وغيرهم كما تراه في الضعيفة والآفة من محمد بن محمد أو من جده النعمان بن شبل، وكلاهما متهم، ورجح ابن عبد الهادي الأول؛ وليس فيه أيضاً ذكر زيارة القبر الشريف" انظر: دفاع عن الحديث النبوي (1/107).
عاشراً: أخرج الدارقطني - رحمه الله - في سننه برقم (194) قال: ثنا القاضي المحاملي نا عبيد الله بن محمد الوراق نا موسى بن هلال العبدي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من زار قبري وجبت له شفاعتي))؛ ورواه البيهقي - رحمه الله - في شعب الإيمان برقم (4159)؛ والهيثمي - رحمه الله - في مجمع الزوائد برقم (5841)، وقال: رواه البزار وفيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري وهو ضعيف؛ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في الفتاوى الكبرى (5/146): "هذا الحديث رواه الدارقطني فيما قيل بإسناد ضعيف، ولهذا ذكره غير واحد من الموضوعات، ولم يروه أحد من أهل الكتب المعتمد عليها من كتب الصحاح والسنن والمسانيد" أ.هـ؛ وهو في كنز العمال برقم (42583)؛ وقال الشوكاني - رحمه الله - في الفوائد المجموعة (1/117): "قال في المقاصد: إن ابن خزيمة أشار إلى تضعيفه، ورواه البيهقي بلفظ كمن زارني في حياتي وضعفه، وقال: إن طرقه كلها لينة، لكن يقوي بعضها بعضاً، وروى: ((من زار قبري كنت له شفيعاً من زارني، زار أبي إبراهيم في عام واحد دخل الجنة"؛ وذكره ابن عدي - رحمه الله - في الكامل في الضعفاء برقم (1834)؛ وقال الألباني - رحمه الله - في إرواء الغليل (4/336) بتصرف: رواه الدارقطني بإسناد ضعيف، وله عن ابن عمر طريقان الأولى: عن حفص بن أبي داود عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عنه، وقال البيهقي: تفرد به حفص وهو ضعيف؛ والطريق الأخرى عن موسى بن هلال العبدي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عنه بالرواية الأخرى؛ أخرجه الدارقطني (280)، وأطال الكلام عليه، فانظره للفائدة؛ وقال - رحمه الله - في الجامع الصغير وزيادته: موضوع رقم (12382)؛ وكذا في ضعيف الجامع برقم (5607).
الحادي عشر: ((إذا حج رجل بمال من غير حله فقال: لبيك اللهم لبيك قال الله: لا لبيك ولا سعديك، هذا مردود عليك)) جامع الأحاديث القدسية - قسم الضعيف والموضوع برقم (218)؛ وقال السخاوي - رحمه الله - في المقاصد الحسنة رقم (56): "فيه الدجين ضعيف وله شاهد"؛ وذكره السيوطي - رحمه الله - في جامع الأحاديث برقم (1776)؛ وروي في كنز العمال برقم (11891)؛ وضعفه الألباني - رحمه الله - في السلسلة الضعيفة (1091)؛ وفي صحيح وضعيف الجامع الصغير برقم (1473)، وبرقم (1433).
هذا ما تيسر جمعه، وعلى كل حال فعلى المسلم أن يتحرى صحة الحديث وثبوته عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأن حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو المصدر الثاني من مصادر الإسلام، ولا يجوز أن يستدل إلا بما ثبت منه سواء كان في فضائل الأعمال أو في غيرها، والفضائل كالأحكام من دعائم الدين، وهي من الأحكام الخمسة المعروفة في أصول الفقه، ولأن البدع والخرافات وغيرها لم يأت غالبها إلا عن طريق الأحاديث الواهية، أو الموضوعة، أو الضعيفة، ولو تتبعنا ذلك لوجدنا أن كل مخرف أو مبتدع إنما يستند إلى حديث موضوع أو ضعيف، أو حكاية عن بعض الناس أو رؤيا مناميه، فنسأل الله - تعالى - العافية من ذلك، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
1 سورة المائدة (67).
2 سورة النحل (44).
3 سورة آل عمران (97).
منقول
المعتزة بديني- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 1356
نقاط : 7740
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
مواضيع مماثلة
» من فتاوى الحج
» حج بقلبك إن لم تستطع الحج
» احاديث ضعيفة في المرض وزيارة المرضى
» اْخطاء قبل الحج
» فلاشات الحج
» حج بقلبك إن لم تستطع الحج
» احاديث ضعيفة في المرض وزيارة المرضى
» اْخطاء قبل الحج
» فلاشات الحج
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى