من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله
ظاهرة الحزن أو القلق أو الاكتئاب من الظواهر التي لم نكن نسمعها في عالمنا الاجتماعي بشكل لافت كما هو الحال اليوم، فلا تكاد تجلس أمام شاشة التلفاز أو تسمع رنين المذياع إلا وتسمع الأعداد الغفيرة التي تشكو الحزن الذي لا مبرِّر له أو القلق الذي لا مصدر معروف له ، بل إني لا أكون مبالغاً إن أخبرتكم أن 90% من الاتصالات أو الرسائل التي تصل إلى هاتفي المحمول هو من هذا النوع من المشكلات ( الحزن أو القلق ).
لست طبيباً نفسياً هنا حتى أصف الدواء أو أعرض الحلول ، فهذا ليس من تخصصي ، إنما أعرض الموضوع من جانبه الإيماني ، فكما أن الأمراض أو الأعراض النفسية الطارئة تحتاج إلى مستشار نفسي خبير ، فأعتقد بل أجزم أننا اليوم أكثر من أي وقت مضى في حاجة إلى مستشار إيماني ، ولا يشترط فيه أن يكون كامل الإيمان أو بلغ المراحل العليا التي يعجز عنها الإنسان لأن من طبيعته النقص والخطأ ، ولكن الناس بحاجة إليه لِلَملمة جراحهم وتثبيت قلوبهم وتعريفهم بأهمية العمق الإيماني وأسبابه ووسائله في زرع الأمل واليقين وغرس السكينة والطمأنينة والأمن في دواخل النفوس حتى تكون أكثر أماناً واستقراراً في مستقبل الأيام ، وأتمنى ممن يقرأ خاطرتي هذا أن يعطيني رأيه في هذا الاقتراح تأييداً أو نقداً أو اعتراضاً ، فقد أكون مخطئاً أو مصيباً .
إن دواء الحزن هو الإيمان العميق الذي يتغلغل في سويداء القلب فتشع أنوار هدايته على كل الجوارح بدءاً بالقلب وانتهاءً بأصغر عضوٍ في جوارحه ، فالإيمان في القلب كمركز الإشعاع للقرية حتى تبث أنواره في كل بيت فيه ، فمتى ما قوي مركز الإشعاع وامتد أثره قويت معه تلك الأنوار ..
والمسلم معرض لهذا الحزن والهم والغم كطبيعة إنسانية وابتلاء رباني ، فلا صفاء خالص إلا في الجنة ، والنبي صلى الله عليه وسلم تعرض للحزن والهم والخوف ولكنه كان يستعيذ بالله منه ويعلِّم أمته كيف يستعيذون منه بالدعاء والاستعاذة وقطع دواعيه وأسبابه من لزوم الأذكار وكثرة الاستغفار حتى ينجلي عن القلب ، وإن عاد إليك فعد لملازمة تلك الأذكار وكن أكثر إيجابية في تغيير نمط معيشتك وحياتك واختيار أصدقائك والانتقال من بيئة الحزن إلى بيئة التفاؤل ... وليكن قرار دفع الحزن بيدك أنت لا بيد أحدٍ سواك .
قال بن القيم رحمه الله : الحزن من طبائع العوام ، وهو انخلاع عن السرور وملازمة الكآبة لتأسُّف عن فائت أو توجعٍ لممتنع ، وإنما كان من منازل العوام لأن فيه نسيان المنَّة والبقاء في رق الطبع ، وهو في مسالك الخواص حجاب ، لأن معرفة الله جلا نورُها كلَّ ظلمة ، وكشف سرورها كلَّ غمة ، فبذلك فليفرحوا ...
وقيل : أوحى الله إلى داود : يا داود ... بي فافرحْ وبذكري فتلذَّذْ ، وبمعرفتي فافتخرْ ، فعمَّا قليل أفرغ الدار من الفاسقين وأنزل نقمتي على الظالمين . ( طريق الهجرتين صـ339ـ )
إن الحزن يضعف القلب ويوهن العزم ويضر الإرادة ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن كما قال تعالى : " إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا " .
إن اشتراط عمق الإيمان حل لكثير من الحزن الجاثم على صدور الكثيرين ، فقد وعد الله عباده بذلك فقال : " ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين " والشعور بمعية الله للمؤمن كفيل بذهاب الحزن " لا تحزن إن الله معنا " ومهما أصابك من الحزن فأعظم فوائده : أنك تلجأ إلى الله وتأنس بدعائه وتفرح برجائه وتخاف من مزيد عقابه ... ففي كل الأحوال : لا تحزن وأنت مع الله .
المـــــؤمن الوثَّاب تعصمه من الهول السكينة
والخائف الهيَّاب يغرق وهو في ظل السفينة
والخائف الهيَّاب يغرق وهو في ظل السفينة
المعتزة بديني- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 1356
نقاط : 7742
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
رد: من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله
تفاوت الهمم |
المعتزة بديني- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 1356
نقاط : 7742
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
رد: من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله
أفراح المؤمن |
المعتزة بديني- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 1356
نقاط : 7742
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
رد: من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله
أولـــويـــات مبعثـــرة !
في جلسة حوار هادئة سألني أحدهم فقال: تزاحمت في رأسي الأعمال والأفكار والاهتمامات ، وقفت الحقوق والواجبات والمسئوليات تصرخ في وجهي تطالبني بالعمل ، في عالم تكثر فيه الملهيات والمهلكات والمعوقات ، في عالم انتشرت فيه الثقافات والتوجهات ، في عالم فتحت فيه المنافذ الموصدة حتى أصبح الكون بيت واحد لا قرية واحدة !!
قل لي : كيف أرتب أولوياتي المبعثرة ؟
تأملت سؤاله العميق محاولاً أنا الآخر أن أستجمع الجواب حيث بدأ سؤاله دقيقاً في وصف الواقع ، ولاشك أنني لا أملك أدوات تغيير الواقع ، ولكني أعتقد أنني أملك أدوات تغيير النفس تجاه هذا الواقع الصعب ، لاعتقادي أن قوة النفس الداخلية وترتيبها وتنظيمها من الأعماق هو الذي يعظم الأمر أو يحقره ,,
قلت له :
أولاً : أعتقد أننا حين نصل مرحلة العجز والضعف التي وصفت بها نفسك تجاه ما ترى وما تسمع فيجب حينئذ أن نظهر التذلل لله تعالى والافتقار إليه ، لأنه ما من معضلة ولا شائكة إلا عند الله المخرج منها ، فبقدر ما تفتقر بقدر ما تقترب ! وبقدر ما تستغني عنه معتمداً على علمك وقدراتك الضعيفة بقدر ما يتولى عنك التوفيق والإيمان ، وثق تماماً أنك إذا بلغت أوج ضعفك فإن الفرج قريب .
ثانياً : لابد أن تعلم أن الأصل في الدنيا الحزن والكدر والمشقة والكبد ، وأن الفرح نعمة طارئة وعارضة ، يهبها الله تعالى من يشاء ومتى ما شاء ، ألم تسمع أو تقرأ قول النبي صلى الله عليه وسلم :" الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " فهي سجن وحبس ، وهل تتخيل الحبس إلا ضيق وابتلاء وشدة ؟ وأنك مقهور بالنفس والعقل والجوارح ، مضنون بالوقت وتصريفه .
ثالثاً : مشكلة البعض أنهم يريدون إدراك الأولويات والإحاطة بكل معاني الأشياء في العمر القصير من حياتهم ، وهذا مخالف لطبيعة بناء الإنسان !! ألم تر كيف خلق الله تعالى آدم في مراحل ؟ وكيف تم خلق الإنسان من أطوار ؟ وكيف خلقت الدنيا في ستة أيام ؟ وكيف يلبث الجنين في بطن أمه خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث ؟ وغير ذلك من طبيعة بناء الأشياء ..
إن الله تعالى أعطاك قدرات محدودة وأنت تريد إدراك اللامحدود ! فلا تكلف نفسك فوق قدراتها حتى لا تتهاوى أمام عظمة الخالق الذي تفرد بالإحاطة المطلقة والإدراك المطلق " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير "
رابعاً : تأمل كيف طولب الإنسان بأولوياته في بناء الإسلام والإيمان ثم تُرك بعد ذلك يجتهد في تحصيل المزيد مما ينفعه في دنياه وأخراه ، فالإسلام خمسة أركان يبدأ بالشهادتين وينتهي بفريضة الحج , والإيمان يبدأ بالإيمان بالله وينتهي بالإيمان بالقضاء والقدر ، ثم الصعود إلى مرتبة الإحسان التي لا يصل إليها إلا من رسخت قدمه في الإسلام والإيمان .. لاحظ أنك مطالب بالأولويات ، وهي التي عليها مدار السعادة والشقاوة ، فلا تلتفت إلى تحقيق أولويات أخرى حتى تستكمل أو تزامن بناء الأصول ، وسوف تجد أن نفسك قد امتلأت طمأنينة وسكينة ورضاً في إدراك الأولويات لأنك أدركت أنك لا يمكن أن تدعوا الناس قبل أن تحقق إقامة الصلاة ، ولا يمكن أن تؤلف كتاباً في العقيدة قبل أن تدرك معنى الإيمان ، ولا يمكن أن تبرز في العلم قبل أن تفهم أصول الإسلام وقواعده ... وهكذا ..
خامساً : يجب أن تعلم أن الناس يتفاوتون في درجات العلم كما يتفاوتون في درجات الفهم ، ويتفاوتون في طلب المصالح العليا كما يتفاوتون في طلب المصالح الدنيا ، ومن رحمة الله بك أن جعل لك واعظاً من نفسك يبحث ويسأل من أين يبدأ وإلى أين ينتهي في علاقته مع الله تعالى وفي الواجبات المنوطة في حقه وفي سؤالك عن أولوياتك المبعثرة كيف تهذبها وتنظمها ، مع أن الجم الغفير من الناس ليسوا في مثل اهتمامك وسؤالك ، بل هم في غفلة وتغييب عن مصالحهم !!
سادساً : أكثر ما يشغل الناس ويقتل من أوقاتهم هو الاهتمام بتوافه الأمور حتى تستنفذ وقته كله أو جله ، حتى غاب فقه الأولويات في حياتهم ، فترى احدهم يقضي يومه في إصلاح جهازه المحمول أو هاتفه النقال أو يتجول الساعات الطويلة في شراء حذاء ، ثم يشكي ذهاب أيامه بلا فائدة ! فأين يتدارك ما يطمح إليه وقد بعثر في التوافه عمره ..
ودعني صاحبي في آخر حديثي معه وتمتم بكلمات مع نفسه قبل أن يفارقني قائلاً لي : أدركت الطريق !
المعتزة بديني- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 1356
نقاط : 7742
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
رد: من خواطر الشيخ سعد الغامدي (متجدد)ان شاء الله
في جلسة حوار هادئة سألني أحدهم فقال: تزاحمت في رأسي الأعمال والأفكار والاهتمامات ، وقفت الحقوق والواجبات والمسئوليات تصرخ في وجهي تطالبني بالعمل ، في عالم تكثر فيه الملهيات والمهلكات والمعوقات ، في عالم انتشرت فيه الثقافات والتوجهات ، في عالم فتحت فيه المنافذ الموصدة حتى أصبح الكون بيت واحد لا قرية واحدة !!
قل لي : كيف أرتب أولوياتي المبعثرة ؟
تأملت سؤاله العميق محاولاً أنا الآخر أن أستجمع الجواب حيث بدأ سؤاله دقيقاً في وصف الواقع ، ولاشك أنني لا أملك أدوات تغيير الواقع ، ولكني أعتقد أنني أملك أدوات تغيير النفس تجاه هذا الواقع الصعب ، لاعتقادي أن قوة النفس الداخلية وترتيبها وتنظيمها من الأعماق هو الذي يعظم الأمر أو يحقره ,,
قلت له :
أولاً : أعتقد أننا حين نصل مرحلة العجز والضعف التي وصفت بها نفسك تجاه ما ترى وما تسمع فيجب حينئذ أن نظهر التذلل لله تعالى والافتقار إليه ، لأنه ما من معضلة ولا شائكة إلا عند الله المخرج منها ، فبقدر ما تفتقر بقدر ما تقترب ! وبقدر ما تستغني عنه معتمداً على علمك وقدراتك الضعيفة بقدر ما يتولى عنك التوفيق والإيمان ، وثق تماماً أنك إذا بلغت أوج ضعفك فإن الفرج قريب .
ثانياً : لابد أن تعلم أن الأصل في الدنيا الحزن والكدر والمشقة والكبد ، وأن الفرح نعمة طارئة وعارضة ، يهبها الله تعالى من يشاء ومتى ما شاء ، ألم تسمع أو تقرأ قول النبي صلى الله عليه وسلم :" الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " فهي سجن وحبس ، وهل تتخيل الحبس إلا ضيق وابتلاء وشدة ؟ وأنك مقهور بالنفس والعقل والجوارح ، مضنون بالوقت وتصريفه .
ثالثاً : مشكلة البعض أنهم يريدون إدراك الأولويات والإحاطة بكل معاني الأشياء في العمر القصير من حياتهم ، وهذا مخالف لطبيعة بناء الإنسان !! ألم تر كيف خلق الله تعالى آدم في مراحل ؟ وكيف تم خلق الإنسان من أطوار ؟ وكيف خلقت الدنيا في ستة أيام ؟ وكيف يلبث الجنين في بطن أمه خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث ؟ وغير ذلك من طبيعة بناء الأشياء ..
إن الله تعالى أعطاك قدرات محدودة وأنت تريد إدراك اللامحدود ! فلا تكلف نفسك فوق قدراتها حتى لا تتهاوى أمام عظمة الخالق الذي تفرد بالإحاطة المطلقة والإدراك المطلق " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير "
رابعاً : تأمل كيف طولب الإنسان بأولوياته في بناء الإسلام والإيمان ثم تُرك بعد ذلك يجتهد في تحصيل المزيد مما ينفعه في دنياه وأخراه ، فالإسلام خمسة أركان يبدأ بالشهادتين وينتهي بفريضة الحج , والإيمان يبدأ بالإيمان بالله وينتهي بالإيمان بالقضاء والقدر ، ثم الصعود إلى مرتبة الإحسان التي لا يصل إليها إلا من رسخت قدمه في الإسلام والإيمان .. لاحظ أنك مطالب بالأولويات ، وهي التي عليها مدار السعادة والشقاوة ، فلا تلتفت إلى تحقيق أولويات أخرى حتى تستكمل أو تزامن بناء الأصول ، وسوف تجد أن نفسك قد امتلأت طمأنينة وسكينة ورضاً في إدراك الأولويات لأنك أدركت أنك لا يمكن أن تدعوا الناس قبل أن تحقق إقامة الصلاة ، ولا يمكن أن تؤلف كتاباً في العقيدة قبل أن تدرك معنى الإيمان ، ولا يمكن أن تبرز في العلم قبل أن تفهم أصول الإسلام وقواعده ... وهكذا ..
خامساً : يجب أن تعلم أن الناس يتفاوتون في درجات العلم كما يتفاوتون في درجات الفهم ، ويتفاوتون في طلب المصالح العليا كما يتفاوتون في طلب المصالح الدنيا ، ومن رحمة الله بك أن جعل لك واعظاً من نفسك يبحث ويسأل من أين يبدأ وإلى أين ينتهي في علاقته مع الله تعالى وفي الواجبات المنوطة في حقه وفي سؤالك عن أولوياتك المبعثرة كيف تهذبها وتنظمها ، مع أن الجم الغفير من الناس ليسوا في مثل اهتمامك وسؤالك ، بل هم في غفلة وتغييب عن مصالحهم !!
سادساً : أكثر ما يشغل الناس ويقتل من أوقاتهم هو الاهتمام بتوافه الأمور حتى تستنفذ وقته كله أو جله ، حتى غاب فقه الأولويات في حياتهم ، فترى احدهم يقضي يومه في إصلاح جهازه المحمول أو هاتفه النقال أو يتجول الساعات الطويلة في شراء حذاء ، ثم يشكي ذهاب أيامه بلا فائدة ! فأين يتدارك ما يطمح إليه وقد بعثر في التوافه عمره ..
ودعني صاحبي في آخر حديثي معه وتمتم بكلمات مع نفسه قبل أن يفارقني قائلاً لي : أدركت الطريق !
المعتزة بديني- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 1356
نقاط : 7742
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
مواضيع مماثلة
» حملات الشيخ مشاري الخراز "متجدد بعون الله"
» خواطر رمضانية/ متجدد
» رؤيا الشيخ سعد الغامدي للفنان محمدعبده
» الاذكار للشيخ سعد الغامدي حفظه الله
» صحابة رسول الله (متجدد ان شاء الله )
» خواطر رمضانية/ متجدد
» رؤيا الشيخ سعد الغامدي للفنان محمدعبده
» الاذكار للشيخ سعد الغامدي حفظه الله
» صحابة رسول الله (متجدد ان شاء الله )
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى