غض البصر
صفحة 1 من اصل 1
غض البصر
احبتى فى الله كلنا لايخفى علينا اهمية غض البصر ولكننا ننسى احيانا وكذلك نغفل عن تذكير من حولنا مع ان غض البصرمن الامور الهامة جدا وهو شرط لعفة الانسان وطهارته
كل الحوادث مبدؤها من النظر..ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت فى قلب صاحبها..فعل السهام بلا قوس ولاوتر
والمرء مادام ذاعين يقلبها..فى اعين الغيد موقوف على خطر
يسر مقلته ماضر مهجته..لامرحبا بسرور عاد بالضرر
قال الله تعالى"قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم"(النور:30)وقال تعالى"إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا"(السراء:36)وقال تعالى" يعلم خائنة الأعين وماتخفى الصدور"(غافر:19)
وعن جرير رضى الله عنه قال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فقال"اصرف بصرك"رواه مسلم
كان الامام الشافعى رحمة الله عليه سريع الحفظ كان يحفظ القرآن فيخفي الصفحة الشمال بيده حتى لايحفظها قبل اليمنى وذات يوم وهو يسير فى الطريق كانت هناك امراة تسير امامه وطير الهواء بعضا من ثوبها فكشف عن كعبيها فقط
اشتكى الامام الى استاذه وكيع عدم قدرته على الحفظ كالسابق
شكوت الى وكيع سوء حفظى...فارشدنى الى ترك المعاصى
واخبرنى بان العلم نور... ونور الله لايهدى لعاصى
سبحان الله كانت هذه هى المعاصى
ارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم احد صحابته الى ملك من ملوك الفرس فاراد الملك ان يفتنه في دينه فادخله بغرفة وادخل عليه امراة عاريه وظلت المراة تدور من حوله وهو ينظر للارض يقرأآيات من كتاب الله وبعد ان يئست منه خرجت فسألها الملك عما حدث قالت انه لم ينظر الى ولم يعلم اذكر انا ام انثى
هكذا كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم قدوتنا بعد نبينا
الحلول العملية لغض البصر:
تذكر ماهو حالك اذا اخذالله بصرك واعماك؟؟
كثرة ذكر الله تعالى
الدعاء
اعطاء الطريق حقه
قيل للجنيد بم يستعان على غض البصر قال بعلمك ان نظر الله اليك اسبق من نظرك الى المنظور له
فياعبدالله لاتجعل الله اهون الناظرين اليك
ياعبد الله اتستبدل النظر الى وجه الخالق جل وعلا بالنظرالى وجع مخلوق؟؟
اسال الله عز وجل ان يهدى شبابنا وبناتنا ويمن علينا جميعا بغض البصر
لاتنسونى من صالح دعواتكم
كل الحوادث مبدؤها من النظر..ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت فى قلب صاحبها..فعل السهام بلا قوس ولاوتر
والمرء مادام ذاعين يقلبها..فى اعين الغيد موقوف على خطر
يسر مقلته ماضر مهجته..لامرحبا بسرور عاد بالضرر
قال الله تعالى"قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم"(النور:30)وقال تعالى"إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا"(السراء:36)وقال تعالى" يعلم خائنة الأعين وماتخفى الصدور"(غافر:19)
وعن جرير رضى الله عنه قال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فقال"اصرف بصرك"رواه مسلم
كان الامام الشافعى رحمة الله عليه سريع الحفظ كان يحفظ القرآن فيخفي الصفحة الشمال بيده حتى لايحفظها قبل اليمنى وذات يوم وهو يسير فى الطريق كانت هناك امراة تسير امامه وطير الهواء بعضا من ثوبها فكشف عن كعبيها فقط
اشتكى الامام الى استاذه وكيع عدم قدرته على الحفظ كالسابق
شكوت الى وكيع سوء حفظى...فارشدنى الى ترك المعاصى
واخبرنى بان العلم نور... ونور الله لايهدى لعاصى
سبحان الله كانت هذه هى المعاصى
ارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم احد صحابته الى ملك من ملوك الفرس فاراد الملك ان يفتنه في دينه فادخله بغرفة وادخل عليه امراة عاريه وظلت المراة تدور من حوله وهو ينظر للارض يقرأآيات من كتاب الله وبعد ان يئست منه خرجت فسألها الملك عما حدث قالت انه لم ينظر الى ولم يعلم اذكر انا ام انثى
هكذا كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم قدوتنا بعد نبينا
الحلول العملية لغض البصر:
تذكر ماهو حالك اذا اخذالله بصرك واعماك؟؟
كثرة ذكر الله تعالى
الدعاء
اعطاء الطريق حقه
قيل للجنيد بم يستعان على غض البصر قال بعلمك ان نظر الله اليك اسبق من نظرك الى المنظور له
فياعبدالله لاتجعل الله اهون الناظرين اليك
ياعبد الله اتستبدل النظر الى وجه الخالق جل وعلا بالنظرالى وجع مخلوق؟؟
اسال الله عز وجل ان يهدى شبابنا وبناتنا ويمن علينا جميعا بغض البصر
لاتنسونى من صالح دعواتكم
فوائد غض البصر
اعلم – أخي المسلم – وفقني الله وإياك، أن العين سبب كل محنة، ومجلبة لكل بلية، فتحفظ منها جهدك، ولا تدع الشيطان يوردك موارد الهلكة بسببها، واجعل نصب عي*** قول الحق سبحانه: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم – إن الله خبير بما يصنعون" (سورة النور آية 30)
وليس الأمر موجهاً للرجال وخاصاً بهم فقط، وإنما موجه إلى النساء أيضاً، قال تعالى: "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن" (سورة النور آية 31) إن المجتمع الإسلامي ليس كغيره من المجتمعات، وإنما هو مجتمع متميز، يعتمد في نشأته على الطهر والنظافة، والعفة والفضيلة، ولذلك أمرنا الله سبحانه بغض البصر. فلابد لك – أخي المسلم – وأختي المسلمة – من امتثال أمر المولى – عز وجل – لئلا تكون عاصياً، فتضر نفسك أولاً، وتؤذي المسلمين ثانياً، وكفى بذلك إثماً، وأعظم بذلك شراً. فإن امتثلت لأمر الله – سبحانه – فقد طهر قلبك، وصفت نفسك، وخلصت نيتك، وزكا عملك، وقبله منك مولاك. وغض البصر هو: "أن يكف الإنسان النظر عن الشيء الذي لا يحل له، أو يصرفه إلى جهة أخرى بعيداً عما يحرم النظر إليه، وحمل النفس على هذا الأدب يحتاج إلى إيمان ثابت وعزيمة قوية ". ولأن الرجل يشتهي، وكذلك المرأة تشتهي، فقد قرن الله النهي عن النظر إلى النساء بذكر حفظ الفرج فقال: "ويحفظوا فروجهم" تنبيهاً على عظم خطر النظر، فإنه يدعو إلى الإقدام على الفعل المحرم المنهي عنه. ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم بشأن التحذير من النظر المحرم: ولقد لفت الرسول صلى الله عله وسلم انتباهنا إلى ذلك فقال: " لا تباشر المرأة، المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها " أخرجه البخاري وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه – رضوان الله عليهن – وهن أمهات المؤمنين، ولا يحللن لهم، ومع ذلك أمرهن صلى الله عليه وسلم بأن يغضضن أبصارهن عندما دخل عليهن الصحابي الجليل عبد الله بن أم مكتوم، مع أنه كفيف البصر، فقلن له: يا رسول الله إنه أعمى ، فقال لهن: " أو عمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه " (رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح) ولم يسمح لهن بالنظر إليه، وهن أمهات له. ولقد عني الحديث النبوي عناية كبيرة بالتحذير من نظرة العين التي يراد بها السوء والتي لا تعود على الإنسان إلا بالحسرة والندامة. فعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إياكم والجلوس بالطرقات، قالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بُدُّ، نتحدث فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حق الطريق ؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر " أخرجه البخاري" هكذا يبين لنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن للطريق آداباً يجب أن تلتزم؛ وأن فيها سنة يجب أن تتبع. ألا وإن من آدابها وسنتها، كف البصر. ومع أدب آخر من الأدب النبوي الرفيع، وهو يرشد المسلمين لما فيه صلاحهم وفلاحهم. فعن عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا اؤتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم " (قال الألباني: حديث حسن رواه أحمد وغيره) وإذا كان الله قد أمرنا بغض البصر والبعد به عما حرم، فما الحكم – إذن – عن نظرة الفجاءة التي تأتي بلا ترصد أو تعمد ؟ ذلك ما يوضحه الحديث الآتي: فعن بريدة – رضي الله عنه – قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة " (قال الألباني حديث حسن رواه أحمد وغيره) هكذا يبين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم الحكم في نظرة الفجاءة التي تأتي عفواً، بلا تعمد أو ترصد، لا إثم عليها، ولا حرج على الإنسان منها ؛ أما إن خالطها التعمد، أو صاحبها الترصد – فحينئذ – لا يلومن الإنسان إلا نفسه ؛ يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وعن جرير قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاءة فقال: "اصرف بصرك " رواه مسلم وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أنه يؤثر في القلب فأمر بمداواته بصرف البصر. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه "رواه مسلم إن الجوارح لم تخلق لكي يعيث بها الإنسان فساداً في الأرض، وإنما خلقت لكي تكون عوناً على فعل الطاعات وتحصيل المنافع والخيرات فعليه أن يهذب جوارحه لأنه مسئول عن كل ذلك قال تعالى: "إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً" (سورة الإسراء آية 36) ولقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم أروع مثل في غض البصر، فقد كان عفيف النظرة، شديد الحياء، وكان أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان لا يثبت نظره في وجه أحد. ولقد عدد الإمام ابن القيم الجوزية – رحمه الله – فوائد غض البصر في كتابه " روضة المحبين ونزهة المشتاقين " وكذلك كتاب " فقه النظر " للشيخ كلكل، و " الترغيب والترهيب " للمنذري، نذكر طرفاً من ذلك بتصرف لتعم الفائدة:
1 - أنه امتثال لأمر الله، وما سعد إنسان في الدنيا والآخرة إلا بامتثال أوامر الله.
2- يقوي القلب ويفرحه، كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه. 3- يمنح القلب إشراقاً ونوراً يظهر في العين وعلى الجوارح، ولهذا ذكر الله آية النور "الله نور السموات والأرض مثل نوره … " (سورة النور آية 35 الآية) عقب الأمر بغض البصر.
4- أنه يورث القلب أنساً بالله، فإن إطلاق البصر يفرق القلب ويشتت الفكر.
5- يورث الفراسة الصادقة " من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وغض بصره عن المحارم وكف نفسه عن الشهوات، واعتاد الحلال لم تخطئ له فراسة ".
6- يورث القلب ثباتاً وشجاعة فيجعل له سلطان البصيرة مع سلطان الحجة، وفي الأثر: " إن الذي يخالف هواه، يفرق الشيطان من ظله ".
7- يورث القلب سروراً وفرحة وانشراحاً.
8- يخلص القلب من أسر الشهوة كما قيل: " طليق برأي العين وهو أسير ".
9- يسد عنه باباً من أبواب الشيطان.
10- أنه يقوي عقله ويزيده ويثيبه.
وأعقل الناس من لم يرتكب سبباً*** حتى يفكـر مـا تجني عواقبه
11 يخلص القلب من سكر الشهوة ورقدة الغفلة، فإن عشاق الصور كما قال الله تعالى: "لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون " (سورة الحجر آية 72)
12- - أنه يسد على الشيطان مدخله إلى القلب، فإنه – لعنه الله – يدخل مع النظرة وينفذ إلى القلب.
13- يفرغ القلب للتفكر في مصالحه والاشتغال بها، فإن النظر يصرفه عن ذكر ربه قال الله تعالى: "ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً " (سورة الكهف آية 28 )
14- أنه مهر للحور العين " نساء الجنة "
15- إطلاق النظر يجعل القلب لا يتلذذ إلا بالمحرم.
ألم تر أن العين للقلب رائد***** فما تألف العينان فالقلب آلف
16- إطلاق النظر إجهاد للجسم والعينين:
وكنت متى أرسلت طرفك رائداً***** لقلبك يوماً أتعبتك المناظـر
رأيت الذي لا كله أنت قـادر ***** عليه ولا عن بعضه أنت صابر
17- يوفق في طلب العلم كما قال الإمام الشافعي:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ***** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال: اعلم بأن العلـم نـور ***** ونـور الله لا يؤتى لعاصي
18- وما أحسن قول الشاعر الذي عبر عن ذلك شعراً فقال
كل الحوادث مبـداهـا النظـر ***** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها***** فتك السهام بلا قـوس ولا وتر
والمـرء ما دام ذا عيـن يقلبهـا***** في أعين العين موقوف على الخطر
يسـر مقلتـه مـا ضـر مهجته***** لا مرحباً بسرور جاء بالضرر
إن ما نراه الآن من ارتكاب للجرائم الفظيعة التي تقشعر منها الأبدان، ويندى من خزيها وخستها الجبين، والتي ما عرفناها – معشر المسلمين – على مدى التاريخ من قتل للأبناء والأزواج من أجل الحصول على الشهوة المحرمة إلا وكان السبب من وراء ذلك كله هذه النظرة المحرمة الشيطانية التي تتلوها خطوات الشيطان الذي أمرنا بمخالفته في قوله تعالى: "يأيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر" (سورة النور) فاحذروا عباد الله النظرة المحرمة. سئل الجنيد: بم يستعان على غض البصر ؟ قال: بعلمك أن نظر الله إليك أسبق إلى ما تنظره.
قال عمر – رضي الله عنه – " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، وتهيأوا للعرض الأكبر ". قال تعالى: "يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية" (سورة الحاقة آية 18)
ويقال إن إبليس – لعنه الله – يقول: قوسي القديم، وسهمي الذي لا يخطئ النظر. ومهما يكن من أمر، فما أشد خوفنا لو تذكرنا حق التذكر قول ربنا عن رقابته وإحاطته بنا قال تعالى: "يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور" (سورة غافر آية 19) والعين الخائنة هي التي تنظر في تستر واستخفاء. وقد قيل: إياكم والنظرة فإنها تزرع في القلب شهوة وكفى بها فتنة. وقيل: لا يزني فرجك ما غضضت بصرك. وقيل: رب نظرة كانت بذرة لأخبث شجرة. مقتبس من كتاب فوائد غض البصر جمع وإعداد أبو حذيفة إبراهيم بن محمد بتصرف يسير
وليس الأمر موجهاً للرجال وخاصاً بهم فقط، وإنما موجه إلى النساء أيضاً، قال تعالى: "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن" (سورة النور آية 31) إن المجتمع الإسلامي ليس كغيره من المجتمعات، وإنما هو مجتمع متميز، يعتمد في نشأته على الطهر والنظافة، والعفة والفضيلة، ولذلك أمرنا الله سبحانه بغض البصر. فلابد لك – أخي المسلم – وأختي المسلمة – من امتثال أمر المولى – عز وجل – لئلا تكون عاصياً، فتضر نفسك أولاً، وتؤذي المسلمين ثانياً، وكفى بذلك إثماً، وأعظم بذلك شراً. فإن امتثلت لأمر الله – سبحانه – فقد طهر قلبك، وصفت نفسك، وخلصت نيتك، وزكا عملك، وقبله منك مولاك. وغض البصر هو: "أن يكف الإنسان النظر عن الشيء الذي لا يحل له، أو يصرفه إلى جهة أخرى بعيداً عما يحرم النظر إليه، وحمل النفس على هذا الأدب يحتاج إلى إيمان ثابت وعزيمة قوية ". ولأن الرجل يشتهي، وكذلك المرأة تشتهي، فقد قرن الله النهي عن النظر إلى النساء بذكر حفظ الفرج فقال: "ويحفظوا فروجهم" تنبيهاً على عظم خطر النظر، فإنه يدعو إلى الإقدام على الفعل المحرم المنهي عنه. ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم بشأن التحذير من النظر المحرم: ولقد لفت الرسول صلى الله عله وسلم انتباهنا إلى ذلك فقال: " لا تباشر المرأة، المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها " أخرجه البخاري وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه – رضوان الله عليهن – وهن أمهات المؤمنين، ولا يحللن لهم، ومع ذلك أمرهن صلى الله عليه وسلم بأن يغضضن أبصارهن عندما دخل عليهن الصحابي الجليل عبد الله بن أم مكتوم، مع أنه كفيف البصر، فقلن له: يا رسول الله إنه أعمى ، فقال لهن: " أو عمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه " (رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح) ولم يسمح لهن بالنظر إليه، وهن أمهات له. ولقد عني الحديث النبوي عناية كبيرة بالتحذير من نظرة العين التي يراد بها السوء والتي لا تعود على الإنسان إلا بالحسرة والندامة. فعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إياكم والجلوس بالطرقات، قالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بُدُّ، نتحدث فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حق الطريق ؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر " أخرجه البخاري" هكذا يبين لنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن للطريق آداباً يجب أن تلتزم؛ وأن فيها سنة يجب أن تتبع. ألا وإن من آدابها وسنتها، كف البصر. ومع أدب آخر من الأدب النبوي الرفيع، وهو يرشد المسلمين لما فيه صلاحهم وفلاحهم. فعن عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا اؤتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم " (قال الألباني: حديث حسن رواه أحمد وغيره) وإذا كان الله قد أمرنا بغض البصر والبعد به عما حرم، فما الحكم – إذن – عن نظرة الفجاءة التي تأتي بلا ترصد أو تعمد ؟ ذلك ما يوضحه الحديث الآتي: فعن بريدة – رضي الله عنه – قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة " (قال الألباني حديث حسن رواه أحمد وغيره) هكذا يبين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم الحكم في نظرة الفجاءة التي تأتي عفواً، بلا تعمد أو ترصد، لا إثم عليها، ولا حرج على الإنسان منها ؛ أما إن خالطها التعمد، أو صاحبها الترصد – فحينئذ – لا يلومن الإنسان إلا نفسه ؛ يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وعن جرير قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاءة فقال: "اصرف بصرك " رواه مسلم وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أنه يؤثر في القلب فأمر بمداواته بصرف البصر. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه "رواه مسلم إن الجوارح لم تخلق لكي يعيث بها الإنسان فساداً في الأرض، وإنما خلقت لكي تكون عوناً على فعل الطاعات وتحصيل المنافع والخيرات فعليه أن يهذب جوارحه لأنه مسئول عن كل ذلك قال تعالى: "إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً" (سورة الإسراء آية 36) ولقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم أروع مثل في غض البصر، فقد كان عفيف النظرة، شديد الحياء، وكان أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان لا يثبت نظره في وجه أحد. ولقد عدد الإمام ابن القيم الجوزية – رحمه الله – فوائد غض البصر في كتابه " روضة المحبين ونزهة المشتاقين " وكذلك كتاب " فقه النظر " للشيخ كلكل، و " الترغيب والترهيب " للمنذري، نذكر طرفاً من ذلك بتصرف لتعم الفائدة:
1 - أنه امتثال لأمر الله، وما سعد إنسان في الدنيا والآخرة إلا بامتثال أوامر الله.
2- يقوي القلب ويفرحه، كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه. 3- يمنح القلب إشراقاً ونوراً يظهر في العين وعلى الجوارح، ولهذا ذكر الله آية النور "الله نور السموات والأرض مثل نوره … " (سورة النور آية 35 الآية) عقب الأمر بغض البصر.
4- أنه يورث القلب أنساً بالله، فإن إطلاق البصر يفرق القلب ويشتت الفكر.
5- يورث الفراسة الصادقة " من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وغض بصره عن المحارم وكف نفسه عن الشهوات، واعتاد الحلال لم تخطئ له فراسة ".
6- يورث القلب ثباتاً وشجاعة فيجعل له سلطان البصيرة مع سلطان الحجة، وفي الأثر: " إن الذي يخالف هواه، يفرق الشيطان من ظله ".
7- يورث القلب سروراً وفرحة وانشراحاً.
8- يخلص القلب من أسر الشهوة كما قيل: " طليق برأي العين وهو أسير ".
9- يسد عنه باباً من أبواب الشيطان.
10- أنه يقوي عقله ويزيده ويثيبه.
وأعقل الناس من لم يرتكب سبباً*** حتى يفكـر مـا تجني عواقبه
11 يخلص القلب من سكر الشهوة ورقدة الغفلة، فإن عشاق الصور كما قال الله تعالى: "لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون " (سورة الحجر آية 72)
12- - أنه يسد على الشيطان مدخله إلى القلب، فإنه – لعنه الله – يدخل مع النظرة وينفذ إلى القلب.
13- يفرغ القلب للتفكر في مصالحه والاشتغال بها، فإن النظر يصرفه عن ذكر ربه قال الله تعالى: "ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً " (سورة الكهف آية 28 )
14- أنه مهر للحور العين " نساء الجنة "
15- إطلاق النظر يجعل القلب لا يتلذذ إلا بالمحرم.
ألم تر أن العين للقلب رائد***** فما تألف العينان فالقلب آلف
16- إطلاق النظر إجهاد للجسم والعينين:
وكنت متى أرسلت طرفك رائداً***** لقلبك يوماً أتعبتك المناظـر
رأيت الذي لا كله أنت قـادر ***** عليه ولا عن بعضه أنت صابر
17- يوفق في طلب العلم كما قال الإمام الشافعي:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ***** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال: اعلم بأن العلـم نـور ***** ونـور الله لا يؤتى لعاصي
18- وما أحسن قول الشاعر الذي عبر عن ذلك شعراً فقال
كل الحوادث مبـداهـا النظـر ***** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها***** فتك السهام بلا قـوس ولا وتر
والمـرء ما دام ذا عيـن يقلبهـا***** في أعين العين موقوف على الخطر
يسـر مقلتـه مـا ضـر مهجته***** لا مرحباً بسرور جاء بالضرر
إن ما نراه الآن من ارتكاب للجرائم الفظيعة التي تقشعر منها الأبدان، ويندى من خزيها وخستها الجبين، والتي ما عرفناها – معشر المسلمين – على مدى التاريخ من قتل للأبناء والأزواج من أجل الحصول على الشهوة المحرمة إلا وكان السبب من وراء ذلك كله هذه النظرة المحرمة الشيطانية التي تتلوها خطوات الشيطان الذي أمرنا بمخالفته في قوله تعالى: "يأيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر" (سورة النور) فاحذروا عباد الله النظرة المحرمة. سئل الجنيد: بم يستعان على غض البصر ؟ قال: بعلمك أن نظر الله إليك أسبق إلى ما تنظره.
قال عمر – رضي الله عنه – " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، وتهيأوا للعرض الأكبر ". قال تعالى: "يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية" (سورة الحاقة آية 18)
ويقال إن إبليس – لعنه الله – يقول: قوسي القديم، وسهمي الذي لا يخطئ النظر. ومهما يكن من أمر، فما أشد خوفنا لو تذكرنا حق التذكر قول ربنا عن رقابته وإحاطته بنا قال تعالى: "يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور" (سورة غافر آية 19) والعين الخائنة هي التي تنظر في تستر واستخفاء. وقد قيل: إياكم والنظرة فإنها تزرع في القلب شهوة وكفى بها فتنة. وقيل: لا يزني فرجك ما غضضت بصرك. وقيل: رب نظرة كانت بذرة لأخبث شجرة. مقتبس من كتاب فوائد غض البصر جمع وإعداد أبو حذيفة إبراهيم بن محمد بتصرف يسير
نصيحة تعين المسلم والمسلمة على غض البصر
نصيحة تعين المسلم والمسلمة على غض البصر |
بد بن علي العتيبي |
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد : أخواني وأخواتي تعلمون أن من عظيم نعمة الله تعالى علينا نعمة البصر ، وبها امتن الله تعالى على خلقه في آياتٍ كثيرة كقوله سبحانه : ( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (النحل:78) . وقال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ) (المؤمنون:78) وقال تعالى : ( ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ) (السجدة:9) وقال تعالى : ( قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ) (الملك:23) ، وشكر هذه النعمة من أوجب الواجبات على العبد ، حيث لا يكافئها عمل الليل والنهار وإن بلغ خمسمائة عام ، وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( خرج من عندي جبريل آنفا فقال : يا محمد ، إن لله عبداً عبد الله خمسمائة سنة ، على رأس جبل ، والبحر محيط به ، وأخرج له عيناً عذبة بعرض الأصبع ، تفيض بماء عذب ، وشجرة رمان تخرج كل ليلة رمانة ، فيتغذى بها ، فإذا أمسى نزل وأصاب من الوضوء ، ثم قام لصلاته ، فسأل ربه أن يقبضه ساجداً ، وأن لا يجعل للأرض ولا لشيء يفسده عليه سبيلاً حتى يبعث ساجدا ، ففعل فنحن نمر به إذا هبطنا وإذا عرجنا وأنه يبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله فيقول : أدخلوه الجنة برحمتي ، فيقول : بل بعملي يا رب ، فيقول للملائكة : قايسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله ، فتوزن ، فتوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمسمائة سنة ، وتبقى نعمة الجسد فضلا عليه ، فيقول : ادخلوه النار ، فينادي : يا رب برحمتك ، فيقول : ردوه ، فيوقف بين يديه ، فيقول : من خلقك ولم تك شيئا ؟ ، فيقول : أنت يا رب ، فيقول : أكان ذلك من قبلك أم برحمتي ؟ ، فيقول : برحمتك ، فيقول : أدخلوه الجنة برحمتي ) رواه الحاكم في " المستدرك " والحكيم الترمذي في " النوادر " . إذا عُلم هذا أخواني وأخواتي – بارك الله فيهم – تحتم علينا جميعاً أن نستحي من صاحب هذه النعمة ، وأن نراقبه فيها فلا ننظر إلى ما حرّم الله ، وأن نسخرها فيما يرضي الله عنا ، ونعلم أننا غداً سوف نُسئل عما رأيناه بأبصارنا قال تعالى : ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)(الإسراء: من الآية36) . ******* إخواني وأخواتي : قال الله تعالى : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) الآية (النور:30-31) . وهذا أمر رباني عام للرجال والنساء بغض الأبصار عمّا حرّم الله تعالى عليهم ، والمراد غض البصر عن العورة وعن محل الشهوة ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – (قد أمر الله في كتابه بغضّ البصر، وهو نوعان: غضّ البصر عن العورة، وغضّه عن محلّ الشهوة. فالأول منهما كغضّ الرجل بصره عن عورة غيره، كما قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: ((لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة )) ، ويجب على الإنسان أن يستر عورته .... وأمّا النوع الثاني: فهو غضّ البصر عن الزينة الباطنة من المرأة الأجنبية، وهو أشدّ من الأول ) [ الفتاوى : 414 ) . وكلا هذين النوعين مما يتلف الفروج بالوقوع في المحظور من الزنى واللواط شاء الإنسان أم أبى ! ، ولهذا عقّب الله تعالى بذكر حفظ الفروج بعد الأمر بغض البصر ، وقد قال أهل العلم والعقل : ( أن مبدأ طريق الزنى بنظرة ! ) ، وجاء وصفها بأنها سهم من سهام إبليس يصاب بها المرء فيقع في مصيدته ! . والأمر في الآية للوجوب ، لا صارف له عن محارم الله تعالى ، وعلى ذلك فمن أفرط بصره ونظر به إلى المحرمات فقد وقع في محاذير كثيرة : منها : 1- مخالفة الله - جبار السموات والأرضين – في أمره ونهيه ، ومخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمره ونهيه ، والله تعالى يقول : ( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) (آل عمران:32) ، ويقول : (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (آل عمران:132) ، ويقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) (محمد:33) ، ويقول تعالى : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(النور: من الآية63) . فمن منّا عباد الله يحب أن يكون من الكافرين بأمر الله ونواهيه ؟! . ومن منّا في غنى عن رحمة الله ولطفه حتى يعصيه ؟! . ومن منّا يسعى بيده لخراب بيت أعماله الصالحات بمعول المعاصي والذنوب ؟! . ومن منّا يتحمل الفتنة – وهي الإشراك بالله – أو يتحمل العذاب الأليم بعد أن هداه للتوحيد والإسلام مقلب القلوب ؟! . 2- أيضاً من المحاذير الواقعة من النظر إلى المحرمات والعورات : الوقوع في الزنى واللواط ، ومشين الأخلاق والطباع ، ولهذا سمي النظر إلى المحرمات زنى كما جاء في الحديث الصحيح : ( العين تزني وزناها النظر ، وفي آخره : والفرج يصدق ذلك أو يكذبه ) . قال الشاعر : كل الحوادث مبداهـا من النظـر ******* ومعظم النّار من مستصغر الشررِ كـم نظرةٍ بلغت من قلبِ صاحبها ******* كمبلغ السهم بـلا قوسٍ ولا وترِ والعبـد ما دام ذا طـرفٍ يُقلّبـه ******* في أعين الغيدِ موقوفٌ على الخطرِ يسـرُ مقلتَه مـا ضـرَّ مُهجتـَه ****** لا مرحبًا بسـرورٍ عاد بالضررِ 3- أيضاً من المحاذير : الاستهانة بالمنكر المنظور إليه ، فمن تلذذ بالنظر إلى منكرٍ من المنكرات لا يبعد أن يتلذذ بفعله ولو بعد حين لأن أمره هان عنده ، والمؤمن الموحد إجلالاً لله وأمره ، واحتراما لرسول الله وشرعه : لا يقوى قلبه على رؤية ما يبغضه الله ورسوله ! . وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل عليه رسولي كسرى وقد حلقا لحيتيهما : فصد عنهم ببصره ، وقال : من أمركما بذلك ؟ ، فقالاً : أمرنا ربنا – يعنيان كسرى - ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما أنا فأمرني ربي بأن أعفي لحيتي وأحف شاربي ) . ويروي بعض السلف كان إذا مرّ أمامه نصرانياً أغمض عينيه ! ، فقيل له : لماذا تصنع ذلك ؟ فقال : لا أستطيع أن أنظر لمن يسب الله ) . قلت : أي بالكفر به سبحانه . وسئل بعض السلف : كيف أصبحت ؟ ، فقال : بشر حال ! ، وقعت عيني على صاحب بدعة اليوم ! . فكيف يليق بالمسلم أن يطلق النظر إلى الماجنين والماجنات ، أو إلى صور المنكرات ، أو الفواحش بأنواعها : استمتاعاً ، وتلذذاً ، وهو مأمور بأن يجانب أرض الفساد وأهله ! ، فكيف بالتلذذ والاستمتاع به ، فكيف بمن يستأنس بذلك الساعات الطوال في التلفاز وتصفح المجلات أو اكتنازها وربما تعليقها على عرض الحائط ! . 4- أيضاً من المحاذير : فساد القلب ، وانتكاس الأمزجة ، وتبدل الفِطَر ، ولهذا تجد من يستمع بالنظر إلى المحرمات لا يتعمر وجهه عند رؤية : وثن يعبد ، أو صليب معلّق ، أو امرأة متهتكة سافرة ، بل ربما هلك وزلق وقال : بأن الأمر عادي ! أو طبيعي ! ، فهان في نظره ما يسخط الله تعالى ولا حول ولا قوة إلاّ بالله . ولنتأمل – يا أخواني وأخواتي – أنفسنا اليوم في منكرات انتشرت بيننا : وليكن منكر ( حلق اللحى وإسبال الإزار ) فلانتشارها بين الرجال ، وتبلد أحاسيسنا بالنظر إلى هذه الشناعة صباح مساء ، أصبح لسان حالنا أن الأمر لا نكارة فيه : نتحدث معهم ، نضاحكهم ، و نشاربهم ، و نؤانسهم ، وكأن الأمر هيّن وهو عند الله عظيم . ورضي الله عن ابن عمر عندما قال : ( إنكم لتعملون أعمالا كنا نعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات ! ) . أليس حلق اللحى من شان المشركين واليهود والنصارى ؟ . ألم يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بمخالفتهم ؟ . أوليس مسبل إزاره متوعد بأن لا يكلمه الله ولا يزكيه وله عذاب عظيم يوم القيامة كما جاء في الحديث الصحيح . أوليس هذا منكر يجب أن لا نجالس صاحبه إن استمر عليه مهما يكن من شي ؟! . روى الإمام أحمد و أبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان : الرجل يلقى الرجل فيقول : يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ، ثم يلقاه من الغد ، فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده ، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ، ثم قال : (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ) إلى قوله : ( فَاسِقُونَ ) (المائدة: 78-81) ، ثم قال : كلا والله ، لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا ) . فما الذي جعل القلوب تموت ، والأمزجة تنتكس ، والفطر تفسد : غير فرط النظر للمحرمات ، والله المستعان . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( فالنّظر داعية إلى فساد القلب، قال بعض السلف : النظر سهمُ سمٍّ إلى القلب ) [ الفتاوى : 15/395] . وقال رحمه الله : ( وقوله سبحانه : ( لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) (الحجر:88) يتناول النظر إلى الأموال واللباس والصور وغير ذلك من متاع الدنيا .... وذلك أن الله يمتع بالصور كما يمتع بالأموال ، وكلامها زهرة الحياة الدنيا ، وكلاهما يفتن أهله وأصحابه ، وربما أفضى به إلى الهلاك دنيا وأخرى ) ( الفتاوى : 15/398 ) . فهذه بعض محاذير سنحت في فكرتي مع هذه العجالة ، فكيف يستهان بواحدة منها فينظر فيما حرّم الله تعالى . ولفشو المنكرات اليوم – والله المستعان – تحتم على المسلم أن يجتهد في غض بصره عن كل ما حرّم الله النظر إليه ، وخاصة النساء والمردان ، فإن ابليس ينصب رأيته عند ذلك ، ويدعوك على النظر إليها . قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( الشيطان من الرجل في ثلاثة : في نظره وقلبه وذَكَره ، وهو من المرأة في ثلاثة : في بصرها وقلبها وعجُزها ) . وقال مجاهد : ( إذا أقبلت المرأة جلس الشيطان على رأسها فزَّينها لمن ينظر، فإذا أدبرت جلس على عجُزها ، فزينها لمن ينظر ) . وقال سفيان الثوري : ( إني مع كل امرأة شيطاناً ، وأرى مع الشاب الأمر بضعة عشر شيطانا ) . فيجتهد المسلم في صرف بصره عن النظر إلى المحرمات ، وإذا بلي بأن تكون محل إقامته في أرض يكثر فيها الفساد وتكشف النساء ، وتغنج المردان : فليجتهد في غض الطرف أكثر ، ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا . قال سعيد بن أبي الحسن: قلتُ للحسن: إنّ نساء العجم يكشفن صدورهنّ ورؤوسهنّ، قال: اصرف بصرك، يقول الله تعالى: ( قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ) ( النور:30 ) وليعلم أن الأمر بغض البصر – كما تقدم الإشارة إليه – عام للرجال والنساء ، فالمرأة مأمورة بغض بصرها عن محارم الله تعالى ، وعن الصور والأفلام ، وقد أجمع العلماء على حرمة نظر النساء للرجال بشهوة ، واختلفوا في مجرد الرؤية بدون شهوة ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى ( 15/396) : ( وقد ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الأجانب من الرجال بشهوة ولا بغير شهوة ) . فكيف بحال من : تعشق صور مشاهير الرجال ، وتتمعن في جمال هذا وذاك ، وتراهن على أن زيداً أجمل من عمرو ، وربما علّقت صورته في بيتها أو حفظتها في جهاز الكمبيوتر وجعلتها خلفية لشاشتها أو رمزاً لتوقيعها !! ، أو على شاشة هاتفها الجوال ، وغير ذلك من سخافات العقول قبل أن تكون مصادمة المنقول ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العظيم . تنبيه وفائدة : حذر العلماء من النظر للمحرمات ، وكذلك من فرط النظر إلى ما لا حاجة له ، ويسمى ( فضول النظر ) وذلك أن فيه شتات الذهن ، وعدم استقراره ، ولهذا نرى أن أقوى الناس حفظاً وذاكرة ، وأرقهم طبعاً ، هم أقلّ الناس نظراً ، ولهذا من بلي بسلب هذه النعمة تقوى في الغالب عنده حافظته ، وذاكرته ، ويتسم بهدوء الطبع ، ولن نرى ذلك في أنفسنا أن الإنسان في ساعات تذبذب الذهن وشروده : يفزع لإغماض عينيه ، وكذا عندما ينسى شيئاً قد حفظه يغمض عينيه ، كل ذلك لتثبت الذهن وعدم شتاته . ونسأل الله لنا ولكم إخواني وأخواتي صلاح القول والعمل ، وسلامة الظهار والباطن ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . |
رد: غض البصر
تم تقليل : 90% من الحجم الأصلي للصورة[ 567 x 425 ] - إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
تم تقليل : 90% من الحجم الأصلي للصورة[ 567 x 425 ] - إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
تم تقليل : 90% من الحجم الأصلي للصورة[ 567 x 425 ] - إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
تم تقليل : 90% من الحجم الأصلي للصورة[ 567 x 425 ] - إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
تم تقليل : 90% من الحجم الأصلي للصورة[ 567 x 425 ] - إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
تم تقليل : 90% من الحجم الأصلي للصورة[ 567 x 425 ] - إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
تم تقليل : 90% من الحجم الأصلي للصورة[ 567 x 425 ] - إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
تم تقليل : 90% من الحجم الأصلي للصورة[ 567 x 425 ] - إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
تم تقليل : 90% من الحجم الأصلي للصورة[ 567 x 425 ] - إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
تم تقليل : 90% من الحجم الأصلي للصورة[ 567 x 425 ] - إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
تم تقليل : 73% من الحجم الأصلي للصورة[ 700 x 500 ] - إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى