تعرفوا يا احبتي في الله على فاكهة المجالس

تعرفوا يا احبتي في الله على فاكهة المجالس

فاكهة المجالس

الغيبة اليوم تعد بحق فاكهة المجالس ، فقلما يخلو منها مجلس ، بما فيها مجالس
كثير من الذين تبدو عليهم علامات الصلاح أو أنهم يزعمون أنهم من الصالحين.

" أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا" من الآية 12سورة الحجرات

الأخوات أيضا لهن نصيب لا بأس به من هذا الطبق فشهية طيبة

قال خالد الربعي : كنت في المسجد الجامع فتناولوا رجلاً فنهيتهم عن ذلك ، فكفوا وأخذوا في
غيره ، ثم عادوا إليه ، فدخلت معهم في شيء من أمره ، فرأيت تلك الليلة في المنام ، كأني أتاني رجل
أسود طويل ومعه طبق عليه قطعة من لحم خنزير ، فقال لي : كل ، فقلت : آكل لحم خنزير ؟
والله لا آكله فانتهرني انتهاراً شديداً وقال : قد أكلت ما هو شر منه ، فجعل يدسه في فمي
حتى استيقظت من منامي ، فوالله لقد مكثت ثلاثين أو أربعين يوماً ما أكلت طعاماً إلا وجدت كطعم ذلك اللحم ونتنه في فمي .

لحم متعفن يتنافس عليه الناس

قال أنس بن مالك: أدركت بهذه البلدة أقواماً لم يكن لهم عيوب ، فعابوا الناس فصارت لهم
عيوب ، وأدركت بهذه البلدة أقواماً كانت لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس ، فنسيت عيوبهم .

طبق شهي على طاولة المجالس

ذكر عن إبراهيم بن ادهم انه أضاف أناسا واعد لهم طعاما فلما قعدوا إلى الطعام جعلوا يتناولون
رجلا ويتحدثون فيه فقال لهم إبراهيم إن الذين كانوا من قبلنا كانوا يأكلون الخبز قبل اللحم وانتم بدأتم باللحم قبل الخبز.

لاحظ إنه يتقيئ الدم مما تناوله من لحوم إخوانه

روي عن الحسن البصري أن رجلا اغتابه فبعث إليه طبقا من الرطب وقال بلغني انك أهديت
إلي حسناتك فأردت أن أكافئك عليها واعذرني فاني لا اقدر أن أكافئك بها على التمام.

حسن البصري يقدم طبق من الحلوى مكافءة لمن اغتابه

قال حكيم : من اظهر عيوب الآخرين ينحط في عيون المستمعين

قال الاسكندر لرجل سعى إليه برجل: أتحب أن نقبل منك ما تقول فيه على أن نقبل منه ما يقول فيك؟
قال: لا
قال: فكف إذن عن الشر يكف عنك الشر.

قال الإمام الشافعي :

إذا شئت أن تحيا سليما مـن الأذى وحظك موفور وعرضك صين
لسانك لا تذكر بـه عـورة امرئ فكلك عورات وللناس أعيــن
وعينك إن أبدت إلـيك معايبـــا فصنها وقل يا عين للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ودا فع ولكن بالتي هي احسـن

قال الحسن البصري رحمه الله : ذكر الغيبة ثلاثة : الغيبة ، والبهتان ، والإفك ، وكل في
كتاب الله عز وجل ، فالغيبة : أن تقول ما فيه،والبهتـان : أن تقول ما ليس فيه ، والإفك : أن تقول ما بلغك عنه .

وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا لحم بعض عيانا

وقال قتادة : " ذُكر لنا أن عذاب القبر ثلاثة أثلاث : ثلث من الغيبة ، وثلث من البول ، وثلث من النميمة .

وقال بعضهم : أدركنا السلف الصالح وهم لا يرون العبادة في الصوم ولا في الصلاة ، ولكن في الكف عن أعراض الناس .

قد أكلوا أشخاص بأكملهم

قال عمر الفاروق: عليكم بذكر الله فإنه شفاء ، وإياكم وذكر الناس فإنه داء.

هذا هو الذي قاد الناس الى النار رغم أنه صغير جدا

قال بعض الحكماء : إن ضعفت عن ثلاث فعليك بثلاث : إن ضعفت عن الخير فأمسك
عن الشر ، وإن ضعفت عن نفع الناس ، فأمسك عن ضرهم ، وإن ضعفت عن الصوم ، فأمسك عن أكل لحومهم .

قال الفضيل بن عياض : كان بعض أصحابنا ، نحفظ كلامه من الجمعة إلى الجمعة . أي لقِلّته .

عود لسانك على القول الجميل

عن إبراهيم التيمي انه قال حدثني من صحب الربيع بن خيثم عشرين سنة فما سمع
منه كلمة يعاب بها فلما أصيب الحسين رضي الله عنه قال عنه احد أصحابه أن تكلم الربيع
فاليوم يتكلم فجاء حتى فتح الباب وأخبره بان الحسين قتل فنظر إلى السماء ثم قال : اللهم
فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكـم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ولم يزد على ذلك شـيء.

أمسك عنك هذا الثعبان

أحفظ لسانك أيها الإنســان لا يلذغنك إنه ثعبــان
كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهابه لقاؤه الأقران

كان أحد التابعين يسير هو وإبنه الصغير في الطريق.. فرأى الولد كلبا يمر.. فقال الولد:
أمضي يا كلب يا ابن كلب.فقال أبوه إياك أن تقول هذا.

فقال الابن: لماذا يا أبت؟ وهو كلب وابن كلب.
فقال الأب: يا بني.أنت قلتها للتحقير ولا ينبغي أن يخرج من فمك هذا.

و يروى أن أحد الصالحين كان يمشي هو وأصحابه فوجدوا خنزيرا ميتا وله رائحة نتنة وأصبح
شكله لا يطاق فأخذ كل واحد منهم ينال منه بلسانه.. يا لقذارته.. يا لنتانته..ولكن قال:
يا لبياض أسنانه!.فتعجبوا من صنيعه فقال لهم ما معناه: لم يتعود لساني على القبيح.

وعلى الجميع إحترام هذه الإشارة

وإن لم تفعل فاقرأ قول نبيك عليه الصلاة والسلام ::

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَمَّا عُرِجَ بِي ، مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ
، يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ :
هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ ، وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ ".

الصالحون لا يأكلون لحوم البشر

جاء رجل إلى فضيل بن بزوان فقال : إن فلاناً يقع فيك ، فقال : لأغيظن من أمره ،
يغفر الله لي وله ، قيل له : من أمره ، قال : الشيطان .

جاء رجل إلى وهب بن منبه فقال : إن فلاناً يقع فيك، فقال: أما وجد الشيطان أحداً يستخف به غيرك ؟
فلما جاء الرجل الذي اغتابه ، أكرمه ورفع مجلسه .

ذكر للإمام أحمد رحمه الله رجل ، فقال : ما أعلم إلا خيراً ، قيل : قولك فيه خلاف قوله فيك ؟ فتبسم وقال : ما أعلم إلا خيراً .

ولمن لا يستطيع أن يعيش الا على لحوم البشر والأطباق المتعفنة فلهم رخصة يمكن لهم أن يتنفسوا من خلالها.

نظم بعضهم مواطن الغيبة المباحة فقال :

القدح ليس بغيبة في ستــــة متظم، ومعـرف، ومحذر
ولمظهر فسقا، ومستفت، ومـنطلب الإعانة في إزالة منكر