إبراهيم الرحيلي يوافق الألباني, بن باز ,ابن عثيمين في مسألة ما يتعلَّق بالمهجور
صفحة 1 من اصل 1
إبراهيم الرحيلي يوافق الألباني, بن باز ,ابن عثيمين في مسألة ما يتعلَّق بالمهجور
الحمد لله رب العالمين و لا عدوان إلا على الظالمين , و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين و أن محمدا عبده و رسوله الصادق الأمين و على آله و صحبه المهتدين و من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
أ.دالشيخ إبراهيم الرحيلي يوافق الائمة الثلاث الألباني, بن باز ,ابن عثيمين( رحمهم الله رحمة واسعة وأدخلهم ربي فسيح جناته) في مسألة ما يتعلَّق بالمهجور
هذا هو الحق واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار
قالَ أ .د إبراهيم الرحيلي- حفظه الله (ص 5) من الرسالة الورقية، و(ص 25-26) من مطبوعة دار الإمام أحمد:
«2/ ما يتعلَّق بالمهجور: وهو أن ينتفعَ بالهجر بِحَيثُ يُؤثِّرُ فيه في الرجوع إلى الحق، أما إذا كان لا ينتفعُ به بل قد يزيده بُعداً وعناداً فلا يشرعُ هجرهُ... - ثم علَّل قوله هذا ثم قال - ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألف السادة المطاعين في أقوامهم وأهل الجاه كأبي سفيان وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس وأمثالهم. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألف قوماً ويهجرُ آخرين، كما أن الثلاثة الذين خلفوا كانوا خيراً من أكثر المؤلفة قلوبهم، لما كان أولئك كانوا سادة مطاعين في عشائرهم» (مجموع الفتاوى) (28/206)».
الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :
...كثيراً ما نسأل فلان صاحب لنا وصديق لنا لكنه لايصلي ويدخن ، وهكذا هل نقاطعه ؟ أقول لـه : لا تقـاطعه ، لأن مقاطعتك له لا تغيره ، ويظل في ضلاله ، وأذكر بالمناسبة مثلاً شامياً خلاصته أنه كان هناك رجل فاسق تارك للصلاة ثم تاب وذهب ليصلي أول صلاة في المسجد بعد التوبة ، وإذا به يجد باب المسجد مغلقاً فقال له : ( أنت مسكر وأنا مبطل )! هذه الصحبة لا أريدها ، لأن صحبة الصالح للطالح مبنية على صلاحه ، وهذا الطالح لا يرديه ، فإذا قاطعه الصالح فقد حقق له ما يريده ، لذلك فالمقاطعة وسيلة شرعية يراد بها تحقيق مصلحة مشروعة وهي تأديب المهاجر أي : المقاطع ، فإذا كانت المقاطعة لا تؤدبه بل تزيده ضلالاً على ضلاله فحينئذ لا تجب المقاطعة .
ولذلك نحن اليوم لا نتشبت بالوسائل التي كان يتعاطاها السلف ، لأنهم كانوا ينطلقون بها من موقف القوة ، واليوم المسلمون ضعفاء في كل شئ ليس فقط الحكومات بل الأفراد ، والأمر كما قال عليه الصلاة والسلام : ( إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء قالوا منهم يا رسول الله ؟ قال : ناس صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) رواه مسلم
( 145) فلو نحن فتحنا باب المقاطعة والهجر والتبديع لفعلنا ما يخالف المصلحة الشرعية ، فلذك نؤثر سياسة ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) (النحل : 125) . هو الكافر ؟ وما هي البدعة المكفرة
[color=darkred]الهجر المشروع والممنوع
لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى
يقول : بأنه حصل بيني وبين أخي مناظرة ومناصحة، وبعدها تقاطعنا بسبب أني نهيته عن فعل منكر، فهل يعتبر هذا هجر؛ لأنني سمعت حديثا بمعناه: لا يهجر المسلم أخاه ثلاثا ؟ أفيدوني بارك الله فيكم.
الشيخ عبدالعزيز بن باز: الحديث لا يهجر المسلم أخاه فوق ثلاث، أما الثلاث ففيها رخصة، لكن هذا الهجر فيما يتعلق بأمور الدنيا، إذا صار بينه وبين أخيه خصومة، نزاع، دعاوى، فله أن يهجره ثلاثاً فأقل، وليس له أن يهجره فوق ثلاث، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام أما إذا كان الهجر لله، للمعاصي فهذا لا يتقيد بثلاث ولا بأربع ولا بأكثر، بل يجوز الهجر ويشرع الهجر لمن أظهر المعاصي ولو أكثر من ثلاثة أيام، ولو سنة، ولو سنتين، ولو أكثر منه، حتى يتوب العاصي، حتى يقلع عن ضلاله ومعصيته، وقد هجر النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة ثلاثةً من الصحابة خمسين ليلة، لما تخلفوا عن غزوة تبوك بغير عذرٍ شرعي، هجرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمر الناس بهجرهم حتى مضى عليهم خمسون ليلة ثم تاب الله عليهم فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالسلام عليهم، وأعلن توبتهم عليه الصلاة والسلام، المقصود أن الهجر للمعاصي والبدع لا يتقيد بثلاثة أيام بل ذلك يتقيد بحال صاحب البدعة، صاحب المعصية التي أعلنها، فمتى تاب وأقلع عن معصيته وعن بدعته سلم عليه إخوانه، ومتى أصر على المعصية الظاهرة أو البدعة الظاهرة استحق أن يهجر، وشرع هجره حتى يتوب إلى الله من ذلك، إلا إذا كان هجره يزيد الشر، ويترتب عليه مفاسد أكثر فإنه لا يهجر حينئذٍ دفعاً للمضرة الكبرى والشر الأكبر، على حسب قاعدة الشريعة في ارتكاب أدنى المفسدتين لتفويت كبراهما، وفي تحصيل أعلى المصلحتين ولو بفوات الدنيا منهما، والحاصل أنه مقام عظيم، يتفاوت فيه الناس، فمتى كان الهجر أصلح للعاصي والمبتدع هجر المدة التي يبقى فيها مصراً على المعصية والبدعة، فإذا تاب وأعلن رجوعه سلم عليه إخوانه المسلمون، ومتى كان الهجر يزيد الشر ويزيد الفتنة ويترتب عليه شر أكثر من معصيته وبدعته على المسلمين أو سيزداد شره وبلاؤه فإنه حينئذٍ لا يهجر، ولكن ينصح ويوجه دائماً، لعله يرجع إلى الصواب، ويبين له خطؤه ويظهر له من إخوانه كراهة لعمله والاستنكار لعمله، حتى يرجع عن ذلك مع العناية بما يردع شره ويقلل شره ويسبب سلامة الناس منه.
http://binbaz.org.sa/mat/9415
قال: الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله تعالى:
" والأمر في هجر المبتدع ينبني على مراعاة المصالح وتكثيرها ودفع المفاسد وتقليلها، وعلى هذا تتنزل المشروعية من عدمها، كما حرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مواضعوالمبتدعة إنما يكثرون ويظهرون، إذا قل العلم، وفشا الجهل. وفيهم يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:"فإن هذا الصنف يكثرون ويظهرون إذا كثرت الجاهلية وأهلها، ولم يكن هناك من أهل العلم بالنبوة والمتابعة لها من يظهر أنوارها الماحية لظلمة الضلال، ويكشف ما في خلافها من الإفك والشرك والمحال" أ هـ
.قال: الشيخ العلامة فقيه العصر ابن عثيمين رحمه الله شارحاً لكلامه "
إذن عاد الشيخ إلى ما ذكرنا وهو أن ينظر إلى المصالح فإذا رأينا أن من المصلحة ألا نهجره ولكن نبين له الحق_ لا نداهنه_ ونبقيه على بدعته ونقول :أنت على بدعتك ونحن على سنتنا إذا رأينا المصلحة في هذا فترك الهجر أوالى وإن رأينا من المصلحة الهجر بان يكون أهل السنة أقوياء وأولئك ضعفاء مهزومين فالهجر أولى......(شرح الحلية ص102 )
الشيخ العلامة الفقيه المفسر محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
... فإذا كان في الهجر من فعل معصية لترك واجب أو فعل محرم فائدة فإنه يهجر حتى تتحقق الفائدة ، وأما من كان هجره لا يفيد شيئاً بل لا يزيد الأمر إلا شدة وإلا بعداً عن أهل الخير فلا يهجر ، لأن الشرع جاء بالمصالح وليس بالمفاسد ، فإذا علمنا أننا لو هجرنا هذا العاصي لم يزدد إلا شراً وكراهة لنا وكراهة ما معنا من الخير ، فإننا لا نهجره ، نسلم عليه ونرد عليه السلام لأنه وإن عصى الله ، والمؤمن لا يهجر فوق ثلاث ، هذا هو الحكم فيما يتعلق بالهجر ، وفي النهاية يسوءني أن أحد المسلمين اليوم يمر بعضهم ببعض لا يسلم أحدهم على الآخر ، يتلاقيان يضرب كتف أحدهما كتف الآخر لا يسلم عليه وكأنما مر بجيفة أو يهودي أو نصراني ، مع أنهم أخوه ، ومع هذا إذا سلم عليه ماذا يستفيد ؟ عشر حسنات نقداً ، إيمان ، محبة ، ألفة ، دخول الجنة .قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أخبركم بشئ إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ) فبين أن إفشاء السلام من أسباب المحبة من الإيمان والإيمان سبب لدخول الجنة ، ويؤسفنا جداً أن نرى مسلمين يلتقي بعضهم ببعض ولا يسلم ، بل ربما كانا أخوين زميلين في الدراسة ، سواء في دراسة المسجد أو في دراسة الكلية أو المعهد أو المدارس الأخرى ، لا يسلم بعضهم على بعض إذاً ما فائدة العلم ؟ ما فائدة طلب العلم ؟إذا لم يتربَّ طالب العلم بالتربية الحسنة التي دل عليها الكتاب والسنة ، وكان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فما الفائدة من التعليم فهو والجاهل سواء ، إن لم يكن الجاهل خيراً منه ، ولهذا احثكم على إفشاء السلام لفوائدة العظيمة ، وهو لايضر ، لأنه عمل اللسان ، واللسان لو يعمل من الصباح إلى الغروب ما كلَّ ولا ملَّ فنسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق والعصمة والتوبة إنه على كل شئ قدير .
[ شرح رياض الصالحين (4/219-220) ]
اللهم ارحم الائمة الثلاث ابن باز الالباني وابن عثيمين واجمعنا معهم مع امام المتقين عليه افضل الصلاة واتم التسليم
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين و أن محمدا عبده و رسوله الصادق الأمين و على آله و صحبه المهتدين و من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
أ.دالشيخ إبراهيم الرحيلي يوافق الائمة الثلاث الألباني, بن باز ,ابن عثيمين( رحمهم الله رحمة واسعة وأدخلهم ربي فسيح جناته) في مسألة ما يتعلَّق بالمهجور
هذا هو الحق واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار
قالَ أ .د إبراهيم الرحيلي- حفظه الله (ص 5) من الرسالة الورقية، و(ص 25-26) من مطبوعة دار الإمام أحمد:
«2/ ما يتعلَّق بالمهجور: وهو أن ينتفعَ بالهجر بِحَيثُ يُؤثِّرُ فيه في الرجوع إلى الحق، أما إذا كان لا ينتفعُ به بل قد يزيده بُعداً وعناداً فلا يشرعُ هجرهُ... - ثم علَّل قوله هذا ثم قال - ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألف السادة المطاعين في أقوامهم وأهل الجاه كأبي سفيان وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس وأمثالهم. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألف قوماً ويهجرُ آخرين، كما أن الثلاثة الذين خلفوا كانوا خيراً من أكثر المؤلفة قلوبهم، لما كان أولئك كانوا سادة مطاعين في عشائرهم» (مجموع الفتاوى) (28/206)».
الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :
...كثيراً ما نسأل فلان صاحب لنا وصديق لنا لكنه لايصلي ويدخن ، وهكذا هل نقاطعه ؟ أقول لـه : لا تقـاطعه ، لأن مقاطعتك له لا تغيره ، ويظل في ضلاله ، وأذكر بالمناسبة مثلاً شامياً خلاصته أنه كان هناك رجل فاسق تارك للصلاة ثم تاب وذهب ليصلي أول صلاة في المسجد بعد التوبة ، وإذا به يجد باب المسجد مغلقاً فقال له : ( أنت مسكر وأنا مبطل )! هذه الصحبة لا أريدها ، لأن صحبة الصالح للطالح مبنية على صلاحه ، وهذا الطالح لا يرديه ، فإذا قاطعه الصالح فقد حقق له ما يريده ، لذلك فالمقاطعة وسيلة شرعية يراد بها تحقيق مصلحة مشروعة وهي تأديب المهاجر أي : المقاطع ، فإذا كانت المقاطعة لا تؤدبه بل تزيده ضلالاً على ضلاله فحينئذ لا تجب المقاطعة .
ولذلك نحن اليوم لا نتشبت بالوسائل التي كان يتعاطاها السلف ، لأنهم كانوا ينطلقون بها من موقف القوة ، واليوم المسلمون ضعفاء في كل شئ ليس فقط الحكومات بل الأفراد ، والأمر كما قال عليه الصلاة والسلام : ( إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء قالوا منهم يا رسول الله ؟ قال : ناس صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) رواه مسلم
( 145) فلو نحن فتحنا باب المقاطعة والهجر والتبديع لفعلنا ما يخالف المصلحة الشرعية ، فلذك نؤثر سياسة ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) (النحل : 125) . هو الكافر ؟ وما هي البدعة المكفرة
[color=darkred]الهجر المشروع والممنوع
لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى
يقول : بأنه حصل بيني وبين أخي مناظرة ومناصحة، وبعدها تقاطعنا بسبب أني نهيته عن فعل منكر، فهل يعتبر هذا هجر؛ لأنني سمعت حديثا بمعناه: لا يهجر المسلم أخاه ثلاثا ؟ أفيدوني بارك الله فيكم.
الشيخ عبدالعزيز بن باز: الحديث لا يهجر المسلم أخاه فوق ثلاث، أما الثلاث ففيها رخصة، لكن هذا الهجر فيما يتعلق بأمور الدنيا، إذا صار بينه وبين أخيه خصومة، نزاع، دعاوى، فله أن يهجره ثلاثاً فأقل، وليس له أن يهجره فوق ثلاث، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام أما إذا كان الهجر لله، للمعاصي فهذا لا يتقيد بثلاث ولا بأربع ولا بأكثر، بل يجوز الهجر ويشرع الهجر لمن أظهر المعاصي ولو أكثر من ثلاثة أيام، ولو سنة، ولو سنتين، ولو أكثر منه، حتى يتوب العاصي، حتى يقلع عن ضلاله ومعصيته، وقد هجر النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة ثلاثةً من الصحابة خمسين ليلة، لما تخلفوا عن غزوة تبوك بغير عذرٍ شرعي، هجرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمر الناس بهجرهم حتى مضى عليهم خمسون ليلة ثم تاب الله عليهم فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالسلام عليهم، وأعلن توبتهم عليه الصلاة والسلام، المقصود أن الهجر للمعاصي والبدع لا يتقيد بثلاثة أيام بل ذلك يتقيد بحال صاحب البدعة، صاحب المعصية التي أعلنها، فمتى تاب وأقلع عن معصيته وعن بدعته سلم عليه إخوانه، ومتى أصر على المعصية الظاهرة أو البدعة الظاهرة استحق أن يهجر، وشرع هجره حتى يتوب إلى الله من ذلك، إلا إذا كان هجره يزيد الشر، ويترتب عليه مفاسد أكثر فإنه لا يهجر حينئذٍ دفعاً للمضرة الكبرى والشر الأكبر، على حسب قاعدة الشريعة في ارتكاب أدنى المفسدتين لتفويت كبراهما، وفي تحصيل أعلى المصلحتين ولو بفوات الدنيا منهما، والحاصل أنه مقام عظيم، يتفاوت فيه الناس، فمتى كان الهجر أصلح للعاصي والمبتدع هجر المدة التي يبقى فيها مصراً على المعصية والبدعة، فإذا تاب وأعلن رجوعه سلم عليه إخوانه المسلمون، ومتى كان الهجر يزيد الشر ويزيد الفتنة ويترتب عليه شر أكثر من معصيته وبدعته على المسلمين أو سيزداد شره وبلاؤه فإنه حينئذٍ لا يهجر، ولكن ينصح ويوجه دائماً، لعله يرجع إلى الصواب، ويبين له خطؤه ويظهر له من إخوانه كراهة لعمله والاستنكار لعمله، حتى يرجع عن ذلك مع العناية بما يردع شره ويقلل شره ويسبب سلامة الناس منه.
http://binbaz.org.sa/mat/9415
قال: الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله تعالى:
" والأمر في هجر المبتدع ينبني على مراعاة المصالح وتكثيرها ودفع المفاسد وتقليلها، وعلى هذا تتنزل المشروعية من عدمها، كما حرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مواضعوالمبتدعة إنما يكثرون ويظهرون، إذا قل العلم، وفشا الجهل. وفيهم يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:"فإن هذا الصنف يكثرون ويظهرون إذا كثرت الجاهلية وأهلها، ولم يكن هناك من أهل العلم بالنبوة والمتابعة لها من يظهر أنوارها الماحية لظلمة الضلال، ويكشف ما في خلافها من الإفك والشرك والمحال" أ هـ
.قال: الشيخ العلامة فقيه العصر ابن عثيمين رحمه الله شارحاً لكلامه "
إذن عاد الشيخ إلى ما ذكرنا وهو أن ينظر إلى المصالح فإذا رأينا أن من المصلحة ألا نهجره ولكن نبين له الحق_ لا نداهنه_ ونبقيه على بدعته ونقول :أنت على بدعتك ونحن على سنتنا إذا رأينا المصلحة في هذا فترك الهجر أوالى وإن رأينا من المصلحة الهجر بان يكون أهل السنة أقوياء وأولئك ضعفاء مهزومين فالهجر أولى......(شرح الحلية ص102 )
الشيخ العلامة الفقيه المفسر محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
... فإذا كان في الهجر من فعل معصية لترك واجب أو فعل محرم فائدة فإنه يهجر حتى تتحقق الفائدة ، وأما من كان هجره لا يفيد شيئاً بل لا يزيد الأمر إلا شدة وإلا بعداً عن أهل الخير فلا يهجر ، لأن الشرع جاء بالمصالح وليس بالمفاسد ، فإذا علمنا أننا لو هجرنا هذا العاصي لم يزدد إلا شراً وكراهة لنا وكراهة ما معنا من الخير ، فإننا لا نهجره ، نسلم عليه ونرد عليه السلام لأنه وإن عصى الله ، والمؤمن لا يهجر فوق ثلاث ، هذا هو الحكم فيما يتعلق بالهجر ، وفي النهاية يسوءني أن أحد المسلمين اليوم يمر بعضهم ببعض لا يسلم أحدهم على الآخر ، يتلاقيان يضرب كتف أحدهما كتف الآخر لا يسلم عليه وكأنما مر بجيفة أو يهودي أو نصراني ، مع أنهم أخوه ، ومع هذا إذا سلم عليه ماذا يستفيد ؟ عشر حسنات نقداً ، إيمان ، محبة ، ألفة ، دخول الجنة .قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أخبركم بشئ إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ) فبين أن إفشاء السلام من أسباب المحبة من الإيمان والإيمان سبب لدخول الجنة ، ويؤسفنا جداً أن نرى مسلمين يلتقي بعضهم ببعض ولا يسلم ، بل ربما كانا أخوين زميلين في الدراسة ، سواء في دراسة المسجد أو في دراسة الكلية أو المعهد أو المدارس الأخرى ، لا يسلم بعضهم على بعض إذاً ما فائدة العلم ؟ ما فائدة طلب العلم ؟إذا لم يتربَّ طالب العلم بالتربية الحسنة التي دل عليها الكتاب والسنة ، وكان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فما الفائدة من التعليم فهو والجاهل سواء ، إن لم يكن الجاهل خيراً منه ، ولهذا احثكم على إفشاء السلام لفوائدة العظيمة ، وهو لايضر ، لأنه عمل اللسان ، واللسان لو يعمل من الصباح إلى الغروب ما كلَّ ولا ملَّ فنسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق والعصمة والتوبة إنه على كل شئ قدير .
[ شرح رياض الصالحين (4/219-220) ]
اللهم ارحم الائمة الثلاث ابن باز الالباني وابن عثيمين واجمعنا معهم مع امام المتقين عليه افضل الصلاة واتم التسليم
مواضيع مماثلة
» لماذا نصلي ونسلم على إبراهيم عليه
» الفوائد المستفادة من كتاب زاد الداعية إلى الله لابن عثيمين
» الدر الثمين من نصائح ابن عثيمين
» تفسير سورة الشمس للشيخ ابن عثيمين
» وصية الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
» الفوائد المستفادة من كتاب زاد الداعية إلى الله لابن عثيمين
» الدر الثمين من نصائح ابن عثيمين
» تفسير سورة الشمس للشيخ ابن عثيمين
» وصية الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى