نظرات فى كتاب الله العظيم
+3
تسنيم الجنان
أنور علي
القعقاع
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
نظرات فى كتاب الله العظيم
جاء في الآية 52 من سورة الإسراء:"يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنّون إن لبثتم إلا قليلاً "، وجاء في الآية 112 و 113 من سورة المؤمنون:" قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين، قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم..."، وجاء في الآية 45 من سورة يونس:"ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم". هذه الآيات وغيرها تكشف عن حقيقة الشعور الإنساني يوم القيامة بسرعة انقضاء الحياة الدنيا، وسرعة مضي عالم البرزخ، فالذاكرة البشرية يومها تكون مشغولة بما هو أهم وبما هو أخطر، ثم إنّ مدّة الدنيا وعالم البرزخ في قانون الآخرة لا تزيد عن وحدة صغيرة من الزمن، كيف لا، والنهائي لا يذكر في جانب اللانهائي!!
ثلاث آيات من سورة طه تطرح نسبيّة الزمن في الإدراك البشري، ليس فيما يتعلّق باللبث الدنيوي، ولا فيما يتعلّق بمدّة عالم البرزخ، بل تتعلّق بيوم الحشر الذي لا ندري كم يستمر، وإن كانت الأحاديث الشريفة تنص على طول ذلك الموقف، ولكنه في النهاية ينقضي ليكون الخلود الذي لا يتناهى، وعلى وجه الخصوص في عالم السعادة.
جاء في الآيات(102 ،103 ،104) من سورة طه:" يوم يُنفخ في الصّور ونَحْشُر المجرمين يومئذ زُرقا، يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشراً، نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقةً إن لبثتم إلا يوما". تتحدث الآيات الكريمة عن حشر المجرمين وما فيه من ضيق ومعاناة إلى درجة أن تَزرقّ الجلود، وهذا، في حدود علمنا، ينتج عن نقص الأكسجين، ويزيد ذلك في معاناة المحشورين. وعند بعض أهل الاختصاص ينتج ذلك عن الخوف الشديد في المواقف التي ينعدم فيها الأمل في النجاة، مما يجعل الدم يندفع باتجاه الجهاز الهضمي بدلاً من أن يندفع إلى الجلد والعضلات. مثل هذا الواقع المضني يجعل الإنسان حساساً تجاه الأصوات والكلام، لذا فهم:"يتخافتون بينهم"، فكل واحد منهم يطلب من الآخر أن يغضض من صوته. وعلى الرغم من ذلك فإنّ هناك قضية في غاية الأهمية تجعلهم يتساءلون بينهم بأصوات خافتة؛ فطول الموقف ورهبته وشدّته تجعلهم يتساءلون عن طول أمد موقفهم، وكم مضى من الوقت على معاناتهم. وهنا يتّضح أنّ أقوالهم متضاربة، ومتفاوتة تفاوتاً كبيراً، عندها يتدخل البعض، ليحسموا المسألة بظنّهم، فيقولون:"إن لبثتم إلا عشراً"، فلم تزد المدّة عندهم عن هذا الحد. وإذا كان الحديث يتعلّق هنا بمفهوم النسبيّة، نتيجة التفاوت في الشعور البشري، فإنّ معرفة متعلّق العشر المذكورة لا يلزم.
إنّ الله تعالى هو الأعلم بأقوالهم هذه ومدى مطابقتها للواقع: "نحن أعلم بما يقولون": فهذه الأقوال كلها مجافية للواقع، ولكن أقلهم إجراماً، وبالتالي أمثلهم طريقةً وسلوكاً في عالم الحياة الدنيا، يذهب إلى أنّ لبثهم لم يتجاوز مقدار اليوم، يقول:"إن لبثتم إلا يوماً". وبذلك يتبين لنا سر اختلافهم في تقدير زمن لبثهم؛ فقد ظهر أنّ إحساس النّاس بالوقت يوم الحشر يتفاوت بتفاوت أعمالهم في الدنيا، وبمدى صلاحهم أو فسادهم. وهذا يعني أنّ هول الموقف يتعلق بمدى صلاح الإنسان، أي أنّ هناك تناسباً عكسياً بين الصلاح والشعور بهول الموقف ومداه. على ضوء ذلك يمكن أن نفهم بشكل أفضل الأحاديث الشريفة التي تتحدّث عن أهوال الموقف يوم القيامة.
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6323
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
أنور علي- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 771
نقاط : 5954
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 21/03/2011
رد: نظرات فى كتاب الله العظيم
بارك الله فيكم احبتى فى الله
تسنيم وانو على
على تواصلكم المميز على صفحتنا
فلكم الشكر والدعاء لكم بالثبات على الايمان
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6323
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: نظرات فى كتاب الله العظيم
فضحكت
بقلم: بسام جرار
جاء في الآيات (69 – 71) من سورة هود:" وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ. فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ. وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ".
كان لوط ممن آمن لإبراهيم، عليهما السلام، وهاجر معه إلى الأرض المباركة فلسطين. واللافت أنّ الرسل (الملائكة) الذين أرسلوا لإهلاك قوم لوط قد جاءوا أيضاً بالبشرى لإبراهيم وزوجته سارة. والذي يهمنا هنا أن نحاول التعرّف على الأمر الذي أضحك سارة سلام الله عليها. وقد يستغرب البعض ذلك، لعدم أهميّة الأمر، حيث لا ينبني عليه شيء من أمور العقيدة أو التشريع. ولكننا نهدف إلى لفت الانتباه إلى أهميّة السياق في توضيح معاني الألفاظ. كما ونهدف إلى تصويب ما وقع فيه البعض وهم يبحثون عن سبب ضحك سارة، أو يفسّرون معنى ضحكت. فقد بلغ الأمر ببعض أهل التفسير أن يقول إنّ ضحكت هنا بمعنى حاضت!!!
"... فمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ": واللافت هنا مسارعة إبراهيم عليه السلام في إكرام الضيوف قبل معرفة حقيقتهم. والمشهور من عادات العرب أنهم لا يسألون الضيف عن شأنه قبل ثلاثة أيام من الضيافة. ثم يلفت انتباهك أنّه جاء بعجل، وهذا من كرمه عليه السلام. ثم إنّ ذلك مُشعِر بعددهم على وجه التقريب، مع ملاحظة أنّ الكريم يقدم أكثر من الحاجة.
".. بعِجْلٍ حَنِيذٍ": حنذ اللحم: شواه وأنضجه، فاللحم حنيذ. وجاء في مختار الصحاح: حنذ الشاة: شواها وجعل فوقها حجارة محماة لتنضجها فهي حنيذ. وعليه فالحنيذ هو المشوي على الحجارة (الرضف)، ويكون غالباً بوضع العجل في حفرة خاصة فيها رضف ويوقد عليها ثم يُغلق باب الحفرة فينضج اللحم بسرعة. وتسمى هذه الطريقة في فلسطين (الزرب). وهي طريقة أسرع في الإنضاج من الطبخ، الذي يقتضي تقطيع اللحم. وعدم تقطيع العجل والإتيان به كاملاً أبلغ في الإكرام وفق عادات القدماء. وقد ُتوورِث ذلك حتى وصلتنا مثل هذه العادات الكريمة.
مسارعة في الإكرام، وعجل مشوي قدّم كاملاً ليعلموا أنه قد ذبح وشوي من أجلهم، وصاحب البيت يقوم هو وزوجه على خدمتهم، ولم يُسألوا عن أشخاصهم. أي أنه قد تمت مراعاة كل آداب الضيافة، فليس لديهم من الأسباب ما يمنعهم من الأكل، وعلى الرغم من ذلك كله وجدناهم يمتنعون!!!
" فلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً": فعندما يمتنع الضيف مع توافر آداب الضيافة فإنّ ذلك يعني أنه يُضمر شراً للمُضيف. وهذا معروف في عادات العرب وأهل البداوة. وفي المقابل إذا مد الضيف يده إلى الطعام فإنّ ذلك يعني المسالمة. من هنا ندرك حاجة المفسر إلى معرفة عادات وأعراف القدماء ليفهم ملابسات مثل هذه المواقف. وبهذا أصبح مفهوماً إنكار موقفهم هذا من قِبل إبراهيم عليه السلام. وكيف لا يستشعر الخوف ويضمره وقد بدا منهم ما يُشعر بالعداء؟!
" وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ":
أما سارة، سلام الله عليها، فلا تُجالسهم، وإنما تقف في ناحية وقفة المستعد للخدمة وتقديم واجبات الضيافة. ولا شك أنّ موقفهم في عدم الأكل جعلها تحس الخوف وتقف متحسبة تراقب وترقب. وفجأة تكتشف أنّهم رسل الله الكرام في صورة البشر، فتنتقل من أعلى درجات التوتر إلى دهشة المفاجأة السارة فتضحك. وهذه ردة فعل طبيعيّة في مثل هذا الموقف. وغالباً ما يكون الضحك للمفارقة الكبيرة بين حالة التحسب وما تأتي به المفاجأة من تناقض بين ما نظن وما هو واقع.
" وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ": نعم، في لحظة زوال التوتر والانفعال السار بالمفاجأة – المعبر عنه بالضحك – تأتي البشرى بما هو غير متوقع، فتكون مفاجأة أخرى، هكذا: توتر وخوف وتحسب، ثم تأتي المفاجأة بزوال هذا الخوف، ثم تأتي المفاجأة ببشرى تتعلق بالولد والحفيد بعد سن اليأس. في المقابل يكون إبراهيم عليه السلام في حالةٍ من التوتر والتحسُّب والخوف المكبوت، ثم فجأة يكتشف أنهم رسل الله قد جاءوا بعقوبة الاجتثاث لقوم لوط. هكذا: خوف وتوتر وتحسب، ثم فجأة يكتشف أنهم رسل كرام لا يقصدونه بسوء ولكنهم جاءوا لإنزال الغضب على رؤوس المنحرفين. وكأن موقفهم الأول كان نوعًا من التهيئة له عليه السلام لتلقي الخبر غير السار المتعلق بإبادة قوم لوط. أما البشرى فكانت بعد خوفه منهم ثم إدراكه للمهمة التي جاءوا من أجلها. واللافت هنا أنّهم لم يبدأوه بالبشرى، وإنما مهّدوا له بخوف وترقّب، ثم كشفوا له حقيقتهم وحقيقة مهمتهم، ثم جاءوه بالبشرى بمخاطبة زوجه وهو يسمع.
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6323
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: نظرات فى كتاب الله العظيم
جزاك الله كل خير أخي و أستادي القعقاع على جهودك و ما تبدله للنهوض بهدا الصرح المبارك أتمنى لك مزيدا من الإبداع و التميز و خاصة المواضيع التي تعالج كلها مهمة و مفيدة جعلها الله في ميزان حسناتك
تقبل مرور أخوك و محبك في الله : أبو علي
تقبل مرور أخوك و محبك في الله : أبو علي
رد: نظرات فى كتاب الله العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اْثابك الله والدنا الفاضل ورفع قدرك في الدارين
وزادك من علمه
واْطال عمرك على طاعته لما فيه رضاه وخدمة دينه
المعتزة بديني- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 1356
نقاط : 7740
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
رد: نظرات فى كتاب الله العظيم
بارك الله فيكم اخى فى الله
ابو على
وزادكم علما وعملا وزينكم الله سبحانه وتعالى بتاج الاحسان وقارا
واما ابنتنا الكريمة المعتزة بدينى
فلك الفردوس الاعلى برحمة الرحمن
مع النبيين والشهداء والصالحين
اللهم آآمين
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6323
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
اثال- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 576
نقاط : 6109
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/08/2010
رد: نظرات فى كتاب الله العظيم
وفيكم يبارك الله
اثال
وجعلكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
اثال
وجعلكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6323
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: نظرات فى كتاب الله العظيم
القِوامة حقٌ للمرأة
بقلم: بسام جرار
جاء في الآية 34 من سورة النساء:
"الرّجالُ قَوّامونَ على النساءِ بما فَضّل اللهُ بعضَهُم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم...".
"الرجال قوّامون على النساء":
القوّام: هو من يكثرُ من القيام، ومن هنا نقول:" فلان صوّامٌ قوّامٌ": أي كثير الصيام وكثير القيام. وعليه فإنّ من أهم وظائف الرجال الأساسية كثرة القيام على شؤون النساء. واللافت هنا أنّ الصيغة هي صيغة تقرير مُشْعِرةٌ بأنّ الأمر قانون فطري.
"بما فَضّل اللهُ بعضَهُم على بعض":
الكثير من أهل التفسير يذهبون إلى أنّ المعنى هنا يرادف قولَنا: بما فضلهُم عليهنّ. وهذا مذهب تدعو إليه الأفكار المُسبقة لدى الكثيرين والمتعلقة بنظرتهم الخاصّة إلى المرأة. أمّا النّص القرآني فهو في غاية الوضوح، حيث يقول سبحانه وتعالى: "بما فَضّل اللهُ بَعضَهُم على بعض"؛ فالرجل مُفضّل على المرأة، والمرأة مفضّلة على الرجل. ومعلوم أنّ الفضل في اللغة هو الزيادة. ولا شك أنّ لدى الرجل زيادة شاءها الخالق الحكيم لتتناسب مع وظيفته، ولدى المرأة زيادة تتناسب مع وظيفتها. وعليه لا نستطيع أن نُفاضل بين الرجل والمرأة حتى نُحدّد الوظيفة، تماماً كما هو الأمر في الطبيب والمهندس؛ فإذا كان المطلوب بناء بيت فالمهندس أفضل. والطبيب أفضل عند مقاومة الأمراض... وهكذا.
إذا كان الأمر كذلك، فلماذا إذن يُكثِر الرجالُ من القيام على شؤون النساء؟! والجواب هنا: أنّ الفضل الفطري لدى الرجال اقتضى واجباً عليهم تجاه النساء، وفضل النساء اقتضى حقاً لهنّ على الرجال. ففضل الرجل أنتج واجباً، وفضل المرأة أنتج حقاً. ولا شك أنّ بعض جوانب فضل الرجل الفطرية (زيادته) جعلته الأقدر على الكسب في الواقع الاقتصادي، أمّا فضل المرأة فقد أعاق قدرتها على الكسب، لذا فقد أنتج فضل الرجل في هذا الجانب واجباً، في حين أنتج فضل المرأة حقاً. وبناءً على ذلك كان الرجل هو الأكثر قياماً على شؤون المرأة، لما أنتجه فضلُهُ من واجبات، ولما أنتج فضل المرأة لها من حقوق.
اللافت في الاجتماع البشري أنّ القيام بالواجب يُنتج حقاً يُكافِئ القيام بهذا الواجب. واللافت أنّ كل وظيفة في المجتمع يقابلها من الحقوق ما يكافئها ويساعد على القيام بها؛ فرئيس الدولة، مثلاً، هو أعظم الناس مسئوليّة وبالتالي هو الأعظم حقاً. وبقدر تحمّلِه للمسئولية يقابله الناس بمردود من الحقوق تساعده على القيام بوظيفته. والشُرَطيّ هو صاحب مسئولية تَفرضُ حقوقاً تساعده على القيام بواجبه. وطاعته من قبل الجماهير مفروضة اجتماعيا. وفي الوقت الذي يشعر فيه الناس بتفريطه وتقصيره بواجبه يقابلونه بالعصيان والرفض والاحتقار. أمّا الطاعة والقبول والاحترام فلأولئك الذين يُخْلِصون ويقومون بواجبهم خير قيام.
وإذا كان الرجل قوّاماً يؤدّي واجباته ويمارس وظيفته، فلا بد أن يقابل ذلك ما يُكافئه من الحقوق. والعجيب أنّ معنى القِوامة عند الكثيرين يُرادف معنى الحق الذي هو للرجل على المرأة، في حين أنّ معنى القِوامة في اللغة يشير بوضوح إلى الواجب الذي هو على الرجل تجاه المرأة، أي أنه حقّ المرأة وليس حقّ الرجل. أمّا حق الرجل فهو الأثر المترتب على قيامه بواجبه، وهو المردود المتوقّع نتيجة القيام بالوظيفة.
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6323
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: نظرات فى كتاب الله العظيم
والدي القعقاع
شكرا لك ولمجهودك الرائع والمميز...فأنت تسهل الأمور علينا
مبدع دائما بكل ما تكتب وتنقل..لك الأحترام والتقدير
شكرا لك ولمجهودك الرائع والمميز...فأنت تسهل الأمور علينا
مبدع دائما بكل ما تكتب وتنقل..لك الأحترام والتقدير
رد: نظرات فى كتاب الله العظيم
ما شاء الله رائع بارك الله فيك والدنا الفاضل علي هذا الجهد المميز جزاك الله عنا جميعا خير الجزاء
الزهراء- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 1813
نقاط : 9149
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 26/12/2010
رد: نظرات فى كتاب الله العظيم
شكرا لكم
همسات اسلامية
فاطمة الزهراء
لتشريفكم صفحتنا
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6323
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: نظرات فى كتاب الله العظيم
:: زُيّــن للنّـــاس ::
بقلم: بسّام جرار
جاء في الآية 14 سورة آل عمران: "زُيِّن للناس حُبّ الشهواتِ من النساءِ والبنينَ والقناطير المقنْطرة من الذهبِ والفضّةِ والخيلِ المسوّمة والأنعام والحرث، ذلك متاعُ الحياةِ الدنيا، والله عندهُ حسن المآب".
الزّينُ: هو شدة الحسن، والتزيين هو جعل الشيء زيناً. والكلام في الآية الكريمة يتعلق بما فُطر عليه الإنسان من حب الأمور المذكورة، ولذلك حكمة تتعلق بالحياة الدنيا، وبضرورات إعمار الكون، بل إنّ هذا التزيين هو من أهم أسس التحضر الإنساني. وعليه بعيدٌ ما يقوله بعض أهل التفسير من أنّ المُزيِّن هو الشيطان، بل هي الفطرة التي فطر الله تعالى الناس عليها، وهذا ما نجده في كل النفوس، وإن تفاوتت في الإيمان والتقوى. ولا يُذم الإنسان في حبه وميله إلى هذه المذكورات، ولكن تأتي المذمة عندما يبالغ الإنسان في اندفاعه، فيخرج عن الطور، ويقوده ذلك إلى الاعتداء وتجاوز حدود الله تعالى.
عندما يتزيّن الإنسان بزينة ما فإنما يقصد أن يظهر بمظهر هو أحسن من واقعه. والزينة تُوجِد فرقا بين الحقيقة والواقع الجديد، وكلما اتسعت الفجوة كانت الزينة أشد. وعليه فإن الزينة في الأمور التي ذكرتها الآية الكريمة تتفاوت؛ فتزيين النساء هو أشد من تزيين البنين، وتزيين البنين أشدّ من تزيين الذهب والفضة… وهكذا. أي أنّ الآية الكريمة قد سردت المذكورات تنازلياً. وعندما نقول إنّ تزيين النساء هو الأشدّ بين المذكورات فإنما نقصد أن نقول إنّ الفارق بين واقع النساء وحقيقتهن، وبين صورتهن في عيون الرجال ونفوسهم هو فارق كبير. وعليه تكون الزينة أشدّ ما تكون في النساء إذا نظرنا إليهنّ بعيون الرجال. أما إذا نظرنا إلى المرأة بعين المرأة فإننا نكون عندها أقرب إلى الواقع، وبالتالي تكون الزينة أقل.
زينة المرأة في عين الرجل أشدّ من زينة الرجل في عين المرأة. وعليه فإنّ الفارق بين حقيقة الرجل في الواقع وصورتهِ في عين المرأة أقل من حقيقة المرأة في الواقع وصورتها في عين الرجل. هذا يعني أنّ خيبة أمل الزوجة بعد الزواج أقل من خيبة أمل الزوج، وذلك في حالة تحييد العوامل الأخرى؛ فالرجل حسّي في نظرته إلى المرأة، وعلى وجه الخصوص عندما يتعلق الأمر بالعين والإبصار. من هنا لا بد أن تعي المرأة أنها تصبح بحاجة أشدّ إلى الزينة عندما تصبح زوجة. وهذا لا يعني أنّ الرجل لا يحتاج إلى الزينة، ولكننا نقارن بين فطرتين. وقد نصت الآية الكريمة، كما نلاحظ، على تزيين النساء في نفوس الرجال، ولم تنص على تزيين الرجال في عيون النساء، لأنّ الكلام هنا عن التزيين الأشدّ.
لقد نصّت الآية الكريمة على البنين دون البنات، لأنّ التزيين الفطري في البنين أشدّ منه في البنات، أي أنّ الفارق بين واقع البنين الحقيقي وبين موقعهم في نفوس الآباء والأمهات، هو أكبر من واقع البنات الحقيقي وموقعهن في نفوس الآباء والأمهات. انظر إلى تفاني الآباء والأمهات، ثم انظر إلى موقف الأبناء من الآباء والأمهات، وعلى وجه الخصوص عند الكبر. من هنا كان لا بد من التشديد في الوصية: "...إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا" (الإسراء:24،23).
على الآباء والأمهات إذن أن يدركوا أنّ ذلك حقيقة من حقائق الحياة، وفطرة فطر الله الناس عليها؛ فالدافع الذي يدفع الأب والأم إلى التفاني في رعاية الولد لا توجد قوته عند الولد. هذا لا يعني أنّ الولد لا يتفانى في رعاية الوالدين، ولكنّ دوافع وقوة ذلك تختلف. بل إنّ هذا التفاني المتبادل هو من الأمور التي تميز الإنسان عن باقي الكائنات الحية؛ فأنت تجد القطة، مثلاً، تدافع بشراسة عن صغارها، ولكنّ هذا الصغير عندما يكبر لا يأبه بالأم، بل قد يعتدي عليها.
أما فيما يتعلّق بالذهب والفضة والنقود، فإن الفارق أقل بين واقعها النفعي وموقعها من نفس الإنسان؛ أي أنّ الزينة فيها أقل من زينة النساء والبنين، بمعنى أنّ حبّ الإنسان لها هو قريب إلى واقعها من حيث منفعتها وخدمتها له. وتكون الزينة أقل ما تكون في عالم النبات والزراعة؛ فدرجة حبنا وانشدادنا إلى هذا العالم قريب جدّاً إلى واقعه المنفعي
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6323
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: نظرات فى كتاب الله العظيم
اْثابك الله والدنا الفاضل ورفع قدرك في الدارين
وزادك من علمه
اثال- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 576
نقاط : 6109
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/08/2010
رد: نظرات فى كتاب الله العظيم
وزادكم الله عفة وحياء وايمانا
ابنتنا الفاضلة
اثال
وشكرا لمروركم على صفحتنا فبوجودكم تشرفوها
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6323
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
مواضيع مماثلة
» أستغفر الله العظيم
» حكم قول استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
» الفوائد المستفادة من كتاب زاد الداعية إلى الله لابن عثيمين
» أقوال أهل العلم في ختم قراءة القرآن بـ " صدق الله العظيم "
» أعظم آية في كتاب الله (آية الكرسي)
» حكم قول استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
» الفوائد المستفادة من كتاب زاد الداعية إلى الله لابن عثيمين
» أقوال أهل العلم في ختم قراءة القرآن بـ " صدق الله العظيم "
» أعظم آية في كتاب الله (آية الكرسي)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى