العوامل المساعدة على تثبيت القرآن للشيخ محمد علي فركوس
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
العوامل المساعدة على تثبيت القرآن للشيخ محمد علي فركوس
العوامل المساعدة على تثبيت القرآن للشيخ محمد علي فركوس
العوامل المساعدة على تثبيت القرآن وعدم نسيانه
لشّيخ الفَاضِل أبي عَبدِ المعِزّ مُحمَّد عَلي فَركُوس - حفظه الله -
السـؤال:
شيخَنا حفظكم اللهُ، ما نصيحتُكم لمن أراد حِفْظَ القرآنِ الكريمِ؟ وكيف يستطيع الشّخصُ المحافظةَ على ما حفظه منه وعدمَ نسيانِه؟ حفظكم اللهُ ورعاكم.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:
فاعلمْ أنّ حِفْظَ القرآنِ الكريمِ فرضُ كفايةٍ على الأمّةِ بالإجماعِ، وحِفْظَ ما تصحّ به الصّلاةُ مِنَ القرآنِ فرضُ عينٍ على كلِّ مسلمٍ بالإجماعِ(1 )، وما عدا ذلك فحفظُه مستحبٌّ بالإجماعِ.
وفي حفظِ كلامِ اللهِ تعالى فضلٌ عظيمٌ؛ لقولِه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ»(2 )، والتّفاضلُ في مراتبِ الاستحقاقِ في الإمامةِ بالنّاسِ أوِ الأولويّةِ في الدّفنِ ونحوِ ذلك إنّما تكون بحفظِ القرآنِ؛ لقولِه صلّى الله عليه وآلِه وسلّم: «يَؤُمُّ القَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ»(3) أيْ: «أحفظُهم»، وكان «يَسْأَلُ: أَيُّهُمْ أَكْثَرُ قُرْآنًا؟ فَيُقَدِّمُهُ فِي اللَّحْدِ»(4 )، وكذلك التّفاضلُ في درجاتِ الجنّةِ على قدْرِ الحفظِ في الدّنيا؛ لقولِه صلّى الله عليه وآلِه وسلّم: «يُقَالُ لِصَاحِبِ القُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا»(5 ).
ولا يخفى ما في حفظِ القرآنِ الكريمِ مِنْ أهمّيّةٍ بالغةٍ لطالبِ العلمِ وللمتفقّهِ؛ فالقرآنُ مصدرُ الأدلّةِ يستظهرها الفقيهُ -عند الحاجةِ- في أحكامِه وفتاويه، فمَنْ قَدَرَ على حفظِه فهو مِنْ أجلِّ الطّاعاتِ والقُرُباتِ -كما تقدّم-.
ومِنَ العواملِ المساعدةِ على تثبيتِ الحفظِ وعدمِ ذهابِ العلمِ ما يلي:
1) شكرُ اللهِ تعالى على نعمةِ الحفظِ، واستعمالُ هذه النّعمةِ في إتمامِ الحكمةِ التي شُرِعَتْ مِن أجلِها في طاعةِ اللهِ تعالى، ليكونَ القرآنُ حُجّةً له لا عليه. قال الله تعالى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: 7].
2) إخلاصُ الحفظِ لله تعالى، والصّدقُ في العملِ بمقتضاه، وعدمُ ربطِ الحفظِ بالمطالبِ الدّنيويّةِ، وأنْ لا تُتَقَصَّدَ به المفاخرةُ والمباهاةُ والمقاصدُ السّيّئةُ أو يُستعمَلَ في غيرِ الغرضِ المطلوبِ؛ فإنّ أخْذَ القرآنِ بهذه النّوايا يُوَرِّثُ النّفاقَ؛ فقد جاء في الحديثِ قولُه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «أَكْثَرُ مُنَافِقِي أُمَّتِي قُرَّاؤُهَا»(6).
3) تَعاهُدُ القرآنِ والإكثارُ مِن تلاوتِه ومراجعتِه؛ فإنّ عدمَ التّعاهُدِ سببٌ لضياعِ الحفظِ وذهابِ العلمِ؛ لقولِه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «تَعَاهَدُوا هَذَا القُرْآنَ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحمَّد بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإِبِلِ فِي عُقُلِهَا»(7)، ولقولِه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ القُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الإِبِلِ المُعَقَّلَةِ: إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا، وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ»(.
4) أنْ يقومَ به آناءَ اللّيلِ والنّهارِ؛ لقولِه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ»(9).
5) توطيدُ حفظِه للقرآنِ الكريمِ بفقهِ المعاني والأحكامِ للعملِ بها والدّعوةِ إليها، مع ملازمتِه الصّبرَ على هذه الطّاعاتِ؛ لأنّ النّفسَ قد تنفر منها لاتّساعِ الأسبابِ وكثرةِ الأتباعِ، أو للاستثقالِ والكسلِ، أو لملاذِّ الحياةِ.
6) أنْ يجتنبَ المعاصِيَ والآثامَ والخِلْطَةَ مع الأشرارِ ونحوَها؛ لأنّها جوانبُ شيطانيّةٌ مُظْلِمَةٌ للقلبِ مُنْسِيَةٌ للذِّكْرِ.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.
الجزائر في: 27 من ذي الحجة 1431ه
الموافق ل: 03 ديسـمـبر 2010 م
منقول
العوامل المساعدة على تثبيت القرآن وعدم نسيانه
لشّيخ الفَاضِل أبي عَبدِ المعِزّ مُحمَّد عَلي فَركُوس - حفظه الله -
السـؤال:
شيخَنا حفظكم اللهُ، ما نصيحتُكم لمن أراد حِفْظَ القرآنِ الكريمِ؟ وكيف يستطيع الشّخصُ المحافظةَ على ما حفظه منه وعدمَ نسيانِه؟ حفظكم اللهُ ورعاكم.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:
فاعلمْ أنّ حِفْظَ القرآنِ الكريمِ فرضُ كفايةٍ على الأمّةِ بالإجماعِ، وحِفْظَ ما تصحّ به الصّلاةُ مِنَ القرآنِ فرضُ عينٍ على كلِّ مسلمٍ بالإجماعِ(1 )، وما عدا ذلك فحفظُه مستحبٌّ بالإجماعِ.
وفي حفظِ كلامِ اللهِ تعالى فضلٌ عظيمٌ؛ لقولِه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ»(2 )، والتّفاضلُ في مراتبِ الاستحقاقِ في الإمامةِ بالنّاسِ أوِ الأولويّةِ في الدّفنِ ونحوِ ذلك إنّما تكون بحفظِ القرآنِ؛ لقولِه صلّى الله عليه وآلِه وسلّم: «يَؤُمُّ القَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ»(3) أيْ: «أحفظُهم»، وكان «يَسْأَلُ: أَيُّهُمْ أَكْثَرُ قُرْآنًا؟ فَيُقَدِّمُهُ فِي اللَّحْدِ»(4 )، وكذلك التّفاضلُ في درجاتِ الجنّةِ على قدْرِ الحفظِ في الدّنيا؛ لقولِه صلّى الله عليه وآلِه وسلّم: «يُقَالُ لِصَاحِبِ القُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا»(5 ).
ولا يخفى ما في حفظِ القرآنِ الكريمِ مِنْ أهمّيّةٍ بالغةٍ لطالبِ العلمِ وللمتفقّهِ؛ فالقرآنُ مصدرُ الأدلّةِ يستظهرها الفقيهُ -عند الحاجةِ- في أحكامِه وفتاويه، فمَنْ قَدَرَ على حفظِه فهو مِنْ أجلِّ الطّاعاتِ والقُرُباتِ -كما تقدّم-.
ومِنَ العواملِ المساعدةِ على تثبيتِ الحفظِ وعدمِ ذهابِ العلمِ ما يلي:
1) شكرُ اللهِ تعالى على نعمةِ الحفظِ، واستعمالُ هذه النّعمةِ في إتمامِ الحكمةِ التي شُرِعَتْ مِن أجلِها في طاعةِ اللهِ تعالى، ليكونَ القرآنُ حُجّةً له لا عليه. قال الله تعالى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: 7].
2) إخلاصُ الحفظِ لله تعالى، والصّدقُ في العملِ بمقتضاه، وعدمُ ربطِ الحفظِ بالمطالبِ الدّنيويّةِ، وأنْ لا تُتَقَصَّدَ به المفاخرةُ والمباهاةُ والمقاصدُ السّيّئةُ أو يُستعمَلَ في غيرِ الغرضِ المطلوبِ؛ فإنّ أخْذَ القرآنِ بهذه النّوايا يُوَرِّثُ النّفاقَ؛ فقد جاء في الحديثِ قولُه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «أَكْثَرُ مُنَافِقِي أُمَّتِي قُرَّاؤُهَا»(6).
3) تَعاهُدُ القرآنِ والإكثارُ مِن تلاوتِه ومراجعتِه؛ فإنّ عدمَ التّعاهُدِ سببٌ لضياعِ الحفظِ وذهابِ العلمِ؛ لقولِه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «تَعَاهَدُوا هَذَا القُرْآنَ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحمَّد بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإِبِلِ فِي عُقُلِهَا»(7)، ولقولِه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ القُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الإِبِلِ المُعَقَّلَةِ: إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا، وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ»(.
4) أنْ يقومَ به آناءَ اللّيلِ والنّهارِ؛ لقولِه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ»(9).
5) توطيدُ حفظِه للقرآنِ الكريمِ بفقهِ المعاني والأحكامِ للعملِ بها والدّعوةِ إليها، مع ملازمتِه الصّبرَ على هذه الطّاعاتِ؛ لأنّ النّفسَ قد تنفر منها لاتّساعِ الأسبابِ وكثرةِ الأتباعِ، أو للاستثقالِ والكسلِ، أو لملاذِّ الحياةِ.
6) أنْ يجتنبَ المعاصِيَ والآثامَ والخِلْطَةَ مع الأشرارِ ونحوَها؛ لأنّها جوانبُ شيطانيّةٌ مُظْلِمَةٌ للقلبِ مُنْسِيَةٌ للذِّكْرِ.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.
الجزائر في: 27 من ذي الحجة 1431ه
الموافق ل: 03 ديسـمـبر 2010 م
منقول
المعتزة بديني- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 1356
نقاط : 7743
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
رد: العوامل المساعدة على تثبيت القرآن للشيخ محمد علي فركوس
صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما
بارك الله فيكي اختي لاول مرة اعرف ان حفظ القرآن فرض كفاية على المسلمين
جزاكي الله خيرا ورفع قدرك واثابك وجعلك في عليين
بوركت جهودك
بارك الله فيكي اختي لاول مرة اعرف ان حفظ القرآن فرض كفاية على المسلمين
جزاكي الله خيرا ورفع قدرك واثابك وجعلك في عليين
بوركت جهودك
مواضيع مماثلة
» نصيحة توجيهية بين يدي الحاج و المعتمر ..للشيخ محمد علي فركوس.
» الوصايا الرمضانية قبل دخول رمضان, للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي - حفظه الله-
» الشباب و القرآن للشيخ نبيل العوضي ..
» لمن ضاقت به الدنيا - للشيخ محمد الشنقيطي
» كيف تعلم ان الله رضي عنك ؟...للشيخ محمد حسان
» الوصايا الرمضانية قبل دخول رمضان, للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي - حفظه الله-
» الشباب و القرآن للشيخ نبيل العوضي ..
» لمن ضاقت به الدنيا - للشيخ محمد الشنقيطي
» كيف تعلم ان الله رضي عنك ؟...للشيخ محمد حسان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى