رقى وأدعية صحيحة واردة عن النبي – صلى الله عليه وسلم -
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رقى وأدعية صحيحة واردة عن النبي – صلى الله عليه وسلم -
رقى وأدعية صحيحة واردة عن النبي – صلى الله عليه وسلم -
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد : ــ
قال الله - تعالى - : {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ۞ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [سورة الطلاق 2 ـ 3].
{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ۞ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} - سبحانه - حي لا يموت، لا يعتريه ضعف، ولا غفلة، ولا نسيان ولا موت، والإنس والجنّ يموتون، - سبحانه جلّ في عُلاه - … كاف ٍ عبده … ناصره … مؤيده، على أن يأخذ بالأسباب المشروعة ومنها التداوي عند الأطبـــــاء، فعن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك – رضي الله عنه - قال : " شهدْتُ الأعراب يسألون النبي – صلى الله عليه وسلم - : [أعلينا حرج في كذا ؟ أعلينا حرج في كذا ؟ فقال لهم : (عباد الله ! وضع الله الحرج إلا من اقترض من عرض أخيه شيئا، فذاك الذي حرج، فقالوا : يا رسول الله ! هل علينا جناح أن لا نتداوى ؟ قال : تداووا عباد الله ! فإن الله - سبحانه - لم يضع داءً إلا وضع معه شفاء إلا الهرم، قالوا : يا رسول الله ! ما خير ما أعطي العبد ؟ قال : خلق حسن) قال شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى - : (حديث صحيح). انظر : [سنن ابن ماجة 2 / 1137 رقم 3436].
وهذا لا ينافي حسن التوكل على الله - تبارك وتعالى - والإعتماد عليه في كشف البلاء، أما من اعتمد على مخلوق مثله فيما لا يستطيعه إلا الله تبارك وتعالى ، فإنه سيقع في الشرك ، فيضل ويشقى ، لأن القلب قد تعلق بغير الله تبارك وتعالى ، ولأن المخلوقين يعتريهم ضعف، وغفلة، ونسيان، وعدم قدرة، ثم هُم إلى فناء ... إلى موت.
فكيف بمن تعلَق قلبه بأمواتٍ يستغيث بهم، ويستعين بهم من دون الله، أو تعلَق قلبه لجلب خير أو دفع ضر بحجب، وتمائم، وبخور، وطلاسم، وتعاليق، وعزائم، وخرزات، وجماجم حيوانات وجلودها وأُذُنِها، وخيوطٍ وعُقدٍ، وحذوةِ فرس، وكفّ، وعينٍ، وودعٍ، وقواقعَ سلاحف، وسحالي، وشبّة، ورصاص، ونحاس يحمى عليه ويذاب، وشعير مولد، وما إلى ذلك.
وهذا كله ينافي العقيدة السليمة، وحسن التوكل على الله - تبارك وتعالى -. ولا أصل له في شرعنا الحنيف، بل يقع الشرك بقدر تعلق القلب فيه.
عن عقبة بن عامر الجهني – رضي الله عنه - أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أقبل إليه رهط ، فبايع تسعة، وأمسك عن واحد ، فقالوا : يا رسول الله ! بايعتَ تسعة وتركتَ هذا ، قال إن عليه تميمة، فأدخل يده فقطعها، فبايعه وقال : (من علَق تميمة فقد أشرك) (صحيح) انظر : [الصحيحة 492].
قال الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى - في التعليق على الحديث : وقد ورد بلفظ [من علق تميمة، فلا أتم الله له، ومن علق ودعة فلا ودع الله له]. واسناده ضعيف ورد في الضعيفة برقم [1266] .
التميمة : هي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين في زعمهم، فأبطلها الإسلام).
وعن ابن أخت زينب - امرأة عبد الله بن مسعود - عن زينب قالت : [كانت عجوز تدخل علينا ترقي من الحمرة، وكان لنا سرير طويل القوائم، وكان عبد الله إذا دخل تنحنح وصوّت، فدخل يوما ، فلما سمعت صوته احتجبت منه، فجاء فجلس إلى جانبي فمسني فوجد مس خيط، فقال : ما هذا ؟ فقلت : رُقى لي فيه من الحُمرة : فجذبه، وقطعه، فرمى به وقال : لقد أصبح آل عبد الله أغنياء عن الشرك، سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول : (إن الرّقى، والتمائم، والتولة شرك) قلت : فإني خرجت يوماً فأبصرني فلان، فدمعت عيني التي تليه، فإذا رقيتها سكنت دمعتها، وإذا تركتها دمعت. قال : ذاك الشيطان إذا أطعته تركك، وإذا عصيته طعن بإصبعه في عينك، ولكن لو فعلت كما فعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم - كان خيراً لك وأجدر أن تشفين، تنضحين في عينك الماء وتقولين : (أذهب البأس رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما) قال شيخنا الألباني رحمه الله تعالى : (صحيح) . انظر: [سنن ابن ماجه 2/ 1166 رقم 3530].
وفي رواية أخرى عن قيس بن السكن الأسدي – رضي الله عنه - قال : دخل عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه - على امرأة، فرأى عليها خرزا من الحُمرة، فقطعه قطعاً عنيفا، ثمَ قال : إن آل عبدالله عن الشرك أغنياء، وقال : كان مما حفظنا عن النبي – صلى الله عليه وسلم - : (إن الرقى، والتمائم، والتولة شرك) [الصحيحة 221].
والرقى المنهي عنها هنا هي : الرقى الشركية.
قال شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى - في التعليق على الحديث الرقى المنهي عنها هنا : [هي كل ما فيه الإستعاذة بالجن، أو لا يُفهم معناها. مثل كتابة بعض المشايخ من العجم على كتبهم لفظة : (يا كبيكج) لحفظ الكتب من الأرَضـَة، زعموا !!.
التمائم : جمع تميمة، وأصلها خرزات تعلقها العرب على رأس الولد لدفع العين، ثم توسعوا فيها، فسمّوا بها كل عِوَذة. ومن ذلك تعليق بعضهم نعل الفرس على باب الدار، أو في صدر المكان ! وتعليق بعض السائقين نعلاً في مقدمة السيارة، أو مؤخرتها، أو الخرز الأزرق على مرآة السيارة التي تكون أمام السائق من الداخل، كل ذلك من أجل العين، زعموا !.
وهل يدخل في (التمائم) الحُجُبْ التي يُعلقها بعض الناس على أولادهم، أو على أنفسهم إذا كانت من القرآن أو الأدعية الثابتة عن النبي – صلى الله عليه وسلم - ؟.
للسلف في ذلك قولان : أرجحهما عندي المنع ، كما بينته فيما علقته على " الكلم الطيب " لشيخ الإسلام ابن تيمية (رقم التعليق 34).
التِوَلة : بكسر التاء وفتح الواو : ما يحبّب المرأة إلى زوجها من السّحر وغيره، قال ابن الأثير " جعله من الشرك لإعتقادهم أن ذلك يؤثر ويفعل خلاف ما قدَره الله - تعالى -]. انتهى كلامه - رحمه الله تعالى -.
وعن جابر بن عبدالله – رضي الله عنه - قال : سئل رسول الله – صلى الله عليه وسلم - عن النشرة ؟ فقال : (هو من عمل الشيطان) [السلسلة الصحيحة 2760].
والمقصود بالنشرة المنهي عنها هنا : فك السحر بسحر آخر غيره. فإنه من الشيطان، ولا يجوز.
وعنه – رضي الله عنه - قال : نهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - عن الرقى !. فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فقالوا : يا رسول الله إنه كانت عندنا رقية ، نرقي بها من العقرب، وإنك نهيت عن الرقى، قال : فعرضوها عليه، قال : (ما أرى بها بأسا، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه) [مختصر صحيح مسلم 1452].
لم يسمح النبي – صلى الله عليه وسلم - لآل عمرو بن حزم بأن يرقوا إلا بعد أن اطلع على صفة الرقية، ورآها مما لا بأس به. أي : ليس به شرك.
" الرقى الشرعية " من الأسباب المشروعة :
فعن عوف بن مالك الأشجعي – رضي الله عنه - قال : كنا نرقي في الجاهلية ، فقلنا : يا رسول الله : كيف ترى في ذلك ؟ فقال – صلى الله عليه وسلم - : (اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى، ما لم يكن فيه شرك) [مختصر مسلم 1462].
وحث رسول الله – صلى الله عليه وسلم - على الرقية وعلى نفع الغير بها عند الإستطاعة :
.1 أخبرني أبو الزبير انه سمع جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - يقول أرخص النبي – صلى الله عليه وسلم - في رقية الحية لبني عمرو. قال أبو الزبير : سمعت جابر بن عبد الله يقول : " لدغت رجلا منا عقرب ونحن جلوس مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فقال رجل يا رسول الله ! أرقي ؟ قال : (من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل) (صحيح) انظر :[الصحيحة 472].
.2 وعن أسماء بنت عميس - رضي الله عنها– رضي الله عنه - قالت : " يا رسول الله ! إن ولد جعفر تسرع إليهم العين ، أفأسترقي لهم ؟ " قال : (نعم ، فإنه لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين) (صحيح) رواه أحمد والترمذي وابن ماجه . انظر : [مشكاة المصابيح 4560].
.3أن رجلا من الأنصار ، خرجت به نملة فدل على أن الشفاء بنت عبدالله ترقي من النملة ، فجاءها فسألها أن ترقيه ، فقالت : والله ما رقيت منذ أسلمت. فذهب الأنصاري إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فأخبره بالذي قالت الشفاء، فدعا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - الشفاء، فقال : اعرضي علي، فعرضتها عليه، فقال : – صلى الله عليه وسلم - (ارقيه وعلميها حفصة كما علمتيها الكتاب) وفي رواية : (الكتابة) أخرجه الحاكم.[انظر السلسلة الصحيحة 1/ 340 – 350 رقم 178].
النملة : هي هنا قروح تخرج في الجنب.
قال شيخنا الألباني رحمه الله – تعالى - : من فوائد الحديث :
أ : ــ مشروعية ترقية المرء لغيره بما لا شرك فيه من الرقى. بخلاف الاسترقاء، وهو : طلب الرقية من غيره، فهو مكروه لحديث " سبقك بها عكاشة " وهو معروف مشهور.
ب : ــ مشروعية تعليم المرأة الكتابة ...) أ.هـ.
أما حديث عكاشة فهو : عن عبدالله ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يوما فقال : عرضت علي الأمم ، فجعل يمر النبي ومعه الرجل ، والنبي ومعه الرجلان، والنبي ومعه الرهط، والنبي وليس معه أحد ، فرأيت سواداً كثيراً سدّ الأفق، فرجوت أن يكون من أمتي، فقيل هذا موسى في قومه، ثم قيل لي : انظر، فرأيت سواداً كثيراً سد الأفق، فقيل لي : انظر هكذا وهكذا، فرأيت سواداً كثيراً سد الأفق، فقيل : هؤلاء أمتك، ومع هؤلاء سبعون ألفا قداّمهم، يدخلون الجنة بغير حساب، هم الذين لا يتطيرون، ولايسترقون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون، فقام عكاشة بن محصن، فقال : ادع الله أن يجعلني منهم. قال : (اللهم اجعله منهم). ثم قام رجل فقال : ادع الله أن يجعلني منهم. فقال : (سبقك بها عكاشة). (متفق عليه).
وعنه - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون) (متفق عليه).
: ــ ومن الأخذ بالأسباب المشروعة للعلاج والحفظ :
أولاً : الرقيا بسور أو آيات معينة من كتاب الله العزيز ومنها :
أولاً : الرقيا بسور أو آيات معينة من كتاب الله العزيز ومنها :
1ــ [الرقـــــــيا بفاتــــــــحة الكتاب مع النفث : وهو النفخ مع قليل من ريق] وتنفع من :
أ. السمّ : ــ فقد رقى أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه - [بفاتحة الكتاب] سيد حي من أحياء العرب لديغ فبرأ، فأعطي قطيعا من غنم، فأبى أن يقبلها، وقال : حتى أذكر لرسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فأتاه فقال : يا رسول الله ! والله ما رقيت إلا بفاتحة الكتاب، فتبسم وقال : (وما أدراك أنها رقية ؟ ثم قال خذوا منهم، واضربوا لي بسهم معكم) انظر : [مختصر صحيح مسلم 1449].
وعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه - قال : أن رهطاً من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم - انطلقوا في سفرة سافروها، فنزلوا بحي من أحياء العرب، فقال بعضهم : إن سيدنا لدغ، فهل عند أحد منكم شيء ينفع صاحبنا، فقال رجل من القوم : نعم والله إني لأرقي : ولكن استضفناكم فأبيتم أن تضيفونا، ما أنا بِراق حتى تجعلوا لي جُعلا، فجعلوا له قطيعا من الشاء، فأتاه، فقرأ عليه أم الكتاب، ويتفل حتى بَرَأ كأنما أنشِط من عقال، قال : فأوفاهم جُعلهم الذي صالحوهم عليه، فقالوا : اقتسموا فقال الذي رقي : لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فنستأمره، فغدوا على رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فذكروا له، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : من أين علمتم أنها رقية، أحسنتم، اقتسموا واضربوا لي معكم بسهم) قال الشيخ الألباني : (صحيح). انظر: [سنن أبي داود 4 / 14. رقم 3900].
وفي رواية عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن نفراً من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم - مرّوا بماءٍ فيهم لديغ أو سليم، فعرض لهم رجل من أهل الماء فقال : هل فيكم من راق ؟ إن في الماء لديغا - أو سليما - فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاءٍ فبرئ. فجاء بالشاءِ إلى أصحابه، فكرهوا ذلك وقالوا : أخذت على كتاب الله أجرا ؟ حتى قدموا المدينة، فقالوا : يا رسول الله ! أخذ على كتاب الله أجرا. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : إن أحقّ ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله). رواه البخاري.
وفي رواية : (أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهما) (حديث صحيح). انظر : [مشكاة المصابيح جــ 2 رقم 2985 ].
قوله : [فقرأ بفاتحة الكتاب على شياه فبرئ] : أي قرأ على المريض بفاتحــــــة الكتاب، على أن يكون الأجر شياهً إن تم الشفاء بإذن اللـــــه - تعالى -.
تنبيـــــــه : فيما تقدم من أدلة يتبّن لنا جواز أخذ الأجر على الرقيا لمن شاء، لا كما يظن الكثيرون : أن كل من أخذ أجراً على الرقيا فهو عرافٌ أو كاهنٌ أو مُشَعْوِذ.
فقد وافق رسول الله – صلى الله عليه وسلم - على أخذ الأجرة، وأقرهم عليه، بل وشاركهم فيه، وعلى ذلك أدلة كثيرة منها ما تقدم من قوله : (أحسنتم، اقتسموا واضربوا لي معكم بسهم).
ومن شاء أن يَحتسب أجره على الله ولا يأخذ شيئا فهذا خير.
ب . وتنفع من الجنون : ــ فعن خارجة بن الصلت التميمي عن عمه قال : أقبلنا من عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فأتينا على حي من العرب فقالوا : إنا أنبئنا أنكم جئتم من عند هذا الرجل بخير، فهل عندكم من دواء أو رقية ؟ فإن عندنا معتوهاً في القيود ، قال : فقلنا : نعم، قال : فجاؤوا بمعتوهٍ في القيود، قال : فقرأت عليه فاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوةً وعشية، كلما ختمتُها أجمعُ بزاقي ثم أتفل، فكأنما نشط من عِقال. قال فأعطوني جُعلا، فقلت : لا حتى أسأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فقال : (كـُـل فلـّعَمْري من أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حق) قال الشيخ الألباني : (صحيح) . انظر : [سنن أبي داود 4 / 14 رقم 3901].
وفي رواية : عن خارجة بن الصلت التميمي عن عمه أنه : أتى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فأسلم، ثم أقبل راجعا من عنده، فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد، فقال أهله : إنا حُدثنا أن صاحبكم هذا قد جاء بخير، فهل عندك شيء تداويه، فرقيته بفاتحة الكتاب، فبرأ فأعطوني مائة شاة، فأتيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فقال : (هل إلا هذا) . وقال مسدد في موضع آخر : (هل قلت غير هذا ؟). قلت : لا، قال : (خذها فلعمري لَمَن أكل برقيه باطل، لقد أكلت برقية حق) قال الشيخ الألباني رحمه الله - تعالى - : (صحيح). انظر : [سنن أبي داود 3 / 14 . رقم 3896].
وعن يعلى بن مرة عن أبيه قال : سافرت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فرأيت منه شيئا عجبا ، نزل منزلا فقال : انطلق إلى هاتين الشجرتين، فقل : إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول لكما : أن تتنحّيا. فانطلقت فقلت لهما ذلك : فانتزعت كل واحدة منهما من أصلها فمرّت كل واحدة إلى صاحبتها فالتقيا جميعا، فقضى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - حاجته من ورائهما، ثم قال : انطلق فقل لهما : لتعود كل واحدة إلى مكانها. فأتيتهما، فقلت ذلك لهما، فعادت كل واحدة إلى مكانها. وأتته امرأة فقالت : إن ابني هذا به لمم منذ سبع سنين يأخذه كل يوم مرتين، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ادنيه. فأدنته منه، فتفل في فيه وقال : اخرج عدو الله، أنا رسول الله. ثم قال لها رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : إذا رجعنا فأعلمينا ما صنع. فلما رجع رسول الله – صلى الله عليه وسلم - استقبلته ومعها كبشان وأقط وسمن، فقال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : خذ هذا الكبش فاتخذ منه ما أردت. فقالت : والذي أكرمك ما رأينا به شيئا منذ فارقتنا. ثم أتاه بعير فقام بين يديه، فرأى عينيه تدمعان، فبعث إلى أصحابه فقال : ما لبعيركم هذا يشكوكم ؟ فقالوا : كنا نعمل عليه فلما كبر وذهب عمله تواعدنا عليه لننحره غدا. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : لا تنحروه، واجعلوه في الإبل يكون معها) (حديث صحيح). أخرجه الحاكم . انظر : [السلسلة الصحيحة 485].
2ــ ومن الأخذ بالأسباب للبركة وطرد الشيطان من المنزل، ومنع السحر قبل وقوعه : قراءة سورة البقرة والمحافظة عليها :
أ. عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة وآل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة) (صحيح) حم م. انظر : [صحيح الجامع 1165].
قوله : ولا تستطيعها البطلة : أي لا يقدر السحرة على إيذاء صاحبها.
ب. وعن أبي هريرة – رضي الله عنه - أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قال : (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) (صحيح) رواه مسلم والنسائي والترمذي انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 1458].
ت. قراءة آية الكرسي تجير من الجن : ــ عن يحيى ابن أبي كثير، قال : حدثني ابن اُبيّ : أن أباه أخبره : أنه كان لهم جُرْنٌ فيه تمر، وكان أبي يتعاهده، فوجده ينقص، فحرسه، فإذا هو بدابة تشبه الغلام المحتلم، قال : فسلّمت، فردّ السلام، من انت أجنٌ ام إنس ؟ قال جنٌ !! قال : فناولني يدك، فناولني يده، فإذا هي يد كلب، وشعر كلب، قال هكذا خلقُ الجن ؟ قال : لقد علمت الجن ما فيهم أشدّ مني، قال له أبي : ما حملك على ما صنعت ؟ قال : بلغنا أنك رجل تحب الصدقة، فأحببنا أن نصيب من طعامك. قال أبي : فما الذي يجيرنا منكم ؟ قال هذه الآية : آية (الكرسي) ثم غدا إلى النبي – صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال : (صدق الخبيث).
(صدق الخبيث) : يعني الجني في قوله يجير الإنس من الجن. [انظر : السلسلة الصحيحة 3245].
ت. قراءة الآيتان الأخرتين من سورة البقرة للوقاية والحفظ : فعن أبي مسعود الأنصاري – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه) (متفق عليه).
3 ــ الرقيا بسوَر الكافرون، والمعوذتين، وتنفع للوقاية من أعين الإنس والجن، والسحر، ومن لدغ العقرب : ــ
عن عبد الله بن شداد عن عائشة - رضي الله عنهما : (أن النبي – صلى الله عليه وسلم - أمرها أن تسترقي من العين) صحيح. انظر : [سنن ابن ماجة 2 / 1162 رقم 3512].
وعن أبي سعيد قال : كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يتعوذ من عين الجان ثم أعين الإنس ، فلما نزل المعوذتان أخذهما وترك ما سوى ذلك ) صحيح . انظر : [ سنن ابن ماجة 2 / 1161 رقم3511 ].
وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (أنزل عليّ آيات لم ير مثلهن[قط] : (قل أعوذ برب الفلق) إلى آخر السورة ، و (قل أعوذ برب الناس) إلى آخر السورة] (حديث صحيح). انظر : [السلسلة الصحيحة جـ 7 . رقم 3499].
وعن ابن عائش الجهني - رضي الله عنه - أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قال له : يا ابن عابس (1) ! ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون ؟ قال : بلى يا رسول الله ، قال : {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس} هاتين السورتين]. (صحيح) - فإن له طرقا كثيرة - . انظر : [السلسلة الصحيحة 1104] و [صحيح سنن أبي داود 1315 و 1316].
وعن عقبة بن عامر- رضي الله عنه - قال : بينا أنا أسير مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم - بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة فجعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يتعوذ بـ أعوذ برب الفلق وأعوذ برب الناس، ويقول يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما ، قال : وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة) (قال الشيخ الألباني : صحيح) انظر : [سنن أبي داود 2 / 73 رقم 1436].
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : (كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - إذا مرض أحد من أهله نفث عليهم بالمعوذات، فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه، لأنها كانت أعظم بركة من يدي) [مختصر مسلم 1446].
وفي قصة سحر رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : عن زيد ابن أرقم - رضي الله عنه - قال : كان رجل [من اليهود] يدخل على النبي – صلى الله عليه وسلم - [وكان يأمنه] فعقد له عقداً فوضعه في بئر رجل من الأنصار، [فاشتكى لذلك أياما، وفي حديث عائشة رضي الله عنها ستة أشهر)] فأتاه ملكان يعودانه، فقعد أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه ، فقال أحدهما : أتدري ما وجعه ؟ قال : فلان الذي [كان] يدخل عليه عقد له عقدا، فألقاه في بئر فلان الأنصاري، فلو أرسل [إليه] رجلا، وأخذ [منه] العقد لوجد الماء قد اصفرّ. [فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين] وقال : إن رجلا من اليهود سحرك، والسحر في بئر فلان، قال : فبعث رجلا [وفي طريق أخرى : فبعث عليا رضي الله عنه، فوجد الماء قد اصفرّ] فأخذ العقد [فجاء بها] [فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية] فحلها [فجعل يقرأ ويحل] [فجعل كلما حل عقدة وجد لذلك خفة] فبرأ .
وفي الرواية الأخرى : (فقام رسول الله – صلى الله عليه وسلم - كأنما نشط من عقال)، وكان الرجل بعد ذلك يدخل على النبي – صلى الله عليه وسلم - فلم يذكر له شيئا منه، ولم يعاتبه [قط حتى مات]) (حديث صحيح). انظر : [السلسلة الصحيحة 6/ 615 رقم 2761].
ومن علاج السم والسحر : التصبح بسبع تمرات عجوة على الريق، فإن فيه وقاية من السحر قبل وقوعه :
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (في عجوة العالية أول البكرة على ريق النفس شفاء من كل سحر أو سم) (صحيح) انظر : [السلسلة الصحيحة 4/ 655 رقم 2000].
وقد أخرجه مسلم (6/124) من طريق إسماعيل بن حجر عن عن شريك بلفظ : (إن في عجوة العالية شفاء أو أنها ترياق أول البكرة) لم يذكر فيه الريق.
وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعا بلفظ : (من أكل سبع تمرات عجوة ما بين لابتي المدينة ، على الريق لم يضره يومه ذلك شيء حتى يمسي - قال وأظنه قال - وإن أكلها حين يمسي لم يضره شيء حتى يصبح). قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى : [وسنده جيد في الشواهد]. انظر : [السلسلة الصحيحة 4/ 655 رقم 2000].
وعن سعد - رضي الله عنه - قال : قال سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول : (من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر) (متفق عليه).
وعن محمد بن الحنفية - رضي الله عنهما - عن علي - رضي الله عنه - قال : لدغت النبي – صلى الله عليه وسلم - عقرب وهو يصلي ، فلما فرغ قال : [لعن الله العقرب لا تدع مصليا ولا غيره . ثم دعا بماء وملح وجعل يمسح عليها ويقرأ بـ {قل يا أيها الكافرون} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس }]. (حديث صحيح) انظر : [الصحيحة 2/ 89 رقم 548].
وفي رواية أخرى عن علي - رضي الله عنه - قال : بينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة يصلي، فوضع يده على الأرض، فلدغته عقرب، فناولها رسول الله – صلى الله عليه وسلم - بنعله فقتلها، فلما انصرف قال : لعن الله العقرب، ما تدع مصليا ولا غيره أو نبيا وغيره، ثم دعا بملح وماء، فجعله في إناء، ثم جعل يصبه على إصبعه حيث لدغته، ويمسحها ويعوذها بالمعوذتين) (صحيح). رواهما البيهقي في شعب الإيمان. انظر [مشكاة المصابيح جــ 2 رقم 5467].
ثانيا : الدعاء
ومنها الرقيا بأحاديث الرسول – صلى الله عليه وسلم -
ومنها الرقيا بأحاديث الرسول – صلى الله عليه وسلم -
.1عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة ، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (أما لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم تضرك) [مختصر صحيح مسلم 1453].
وعن خولة بنت حكيم - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( إذا نزل أحدكم منزلا فليقل : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق , فإنه لا يضره شيئ حتى يرتحل منه ) [ السلسلة الصحيحة 3980 ].
.2عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : " كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ثم قال : (أذهب البأس رب الناس , واشف أنت الشافي لاشفاء إلا شفاؤك , شفاء لا يغادر سقما) انظر:[ مختصر صحيح مسلم 1460].
وفي رواية لأبي داود في سننه قال : حدثنا مسدد ثنا عبد الوارث عن عبد العزيز بن صهيب قال : قال أنس يعني لثابت : "ألا أرقيك برقية رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، قال : بلى، قال : فقال : (اللهم رب الناس، مذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شافيَ إلا أنت، اشفه شفاء لا يغادر سقما) قال شيخنا الألباني رحمه الله - تعالى - : (صحيح). انظر : [سنن ابي داود 4/ 11 رقم 3891].
.3 وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - : أن جبريل عليه السلام أتى النبي – صلى الله عليه وسلم - فقال : يا محمد اشتكيت ؟ قال : " نعم" قال : (بسم الله أرقيك, من كل شيئ يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك) [مختصر مسلم 1444].
.4 وعن عائشة رضي الله عنها قالت أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - كان يرقي بهذه الرقية : (أذهب البأس رب الناس , بيدك الشفاء , لا كاشف له إلا أنت) [مختصر صحيح مسلم 1461].
.5 وعن عثمان بن أبي العاص الثقفي - رضي الله عنه - : أنه شكا إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وجعا يجده في جسده منذ أسلم , فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (ضع يدك على الذي تألم من جسدك , وقل : بسم الله ثلاثا , وقل : سبع مرات : أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) [انظر : مختصر صحيح مسلم 1447]. وفي رواية أخرى صحيحة : (أعوذ بعزَة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر).
.6 وعن يزيد بن خصيفة أن عمرو بن عبد الله بن كعب السلمي أخبره أن نافع بن جبير أخبره عن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - : " أنه أتى النبي – صلى الله عليه وسلم - ، قال عثمان : وبي وجع قد كاد يهلكني ، قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (امسحه بيمينك سبع مرات وقل : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد : قال : ففعلت ذلك، فأذهب الله - عز وجل - ما كان بي ، فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم) قال الشيخ الألباني : [صحيح سنن أبي داود 4 / 11 رقم 3891].
.7 وعند تعرض الشيطان إذا تراءى للإنسان , يقول : ــ (أعوذ بالله منك ــ ثلاث مرات ــ ثم ألعنك بلعنة الله التامة ــ ثلاث مرات ــ) كما في صحيح مسلم عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قال : (إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت : (أعوذ بالله منك ثلاث مرات، ثم قلت : ألعنك بلعنة الله التامة، فلم يستأخر ثلاث مرات ، ثم أردت أن آخذه، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة) (صحيح) انظر : [صحيح الجامع حديث رقم : 2108].
دل عليه أيضا رواية أخرى لأبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (إن عفريتا من الجن تفلت علي البارحة ليقطع على الصلاة، فأمكنني الله منه، فذعته، وأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم، فذكرت قول أخي سليمان :{رب اغفر لي، وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي} فرده الله خاسئا) (متفق عليه).
وعن أبي التياح قال : سأل رجلٌ عبد الرحمن ابن خنبس : " كيف صنع رسول الله – صلى الله عليه وسلم - حين كادته الشياطين ؟" قال : "جاءت الشياطين إلى رسول الله من الأودية، وتحدرت عليه من الجبال، وفيهم شيطان معه شعلة من نار يريد أن يحرق بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، قال : فرعب، قال جعفر : أحسبه قال : جعل يتأخر. قال : وجاء جبريل - عليه السلام - فقال : يا محمد ! : قال : ما أقول ؟ قال : قل : أعوذ بكلمات الله التامات التي لايجاوزهن بر ولافاجر، من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارقٍ إلا طارقا يطرق بخير يارحمن، فطفئت نار الشياطين، وهزمهم الله - عز وجل -) حديث صحيح . انظر : [السلسلة الصحيحة 6 / 1250 رقم 1995].
.8 وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله– صلى الله عليه وسلم - : (ما من مسلم يعود مريضا لم يحضره أجله فيقول عنده سبع مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، إلا عوفي) [صحيح الجامع 5766].
.9 سؤال الله العافية : ــ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل من : اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا والآخرة) [صحبح الجامع 5703] و [السلسلة الصحيحة 1138].
وعن أنس - رضي الله عنه - أن النبي – صلى الله عليه وسلم - مرَ بقوم مبتلين فقال : (أما كان هؤلاء يسألون العافية) [الصحيحة 2197].
وعنه - رضي الله عنه - " أن النبي – صلى الله عليه وسلم - عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ ، فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (هل كنت تدعو بشيئ أو تسأله إياه ؟) قال : نعم ، كنت أقول : اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا ! فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (سبحان الله ! لا تطيقه، أو لا تستطيعه، أفلا قلت : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ؟) قال : فدعا الله له فشفاه". انظر : [صحيح مسلم ( 8 / 67 )].
.10 الدعاء على ماء زمزم وشربه : فعن جابر وابن عمرو - رضي الله عنهما - قالا : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (ماء زمزم لما شرب له) [الصحيحة 883] و [إرواء الغليل 1123].
قوله ماء زمزم لما شرب له : أي أنه إذا نوى بشربه تعبداً واقتداءً بالنبي – صلى الله عليه وسلم - يكتب له ، أو نوى بشربه الشفاء والبركة يكتب له أجر ما نوى بإذن الله - تعالى - ، فإنه يجزئ عن الطعام ، وعن الشراب ، ويؤجر شاربه على الإتباع والإقتداء بهدي المصطفى نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم - .
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (خير ماء على وجـه الأرض ماء زمزم، فيه طعام من الطعم، وشفاء من السقم، وشر ماء على وجه الأرض مــاء بوادي برهـوت، بقية حضرموت كرجل الجراد من الهوام تصبح تتدفق، وتمسي لا بلال لها) صحيح. انظر : [صحيح الجامع 3322].
قوله ماء زمزم طعام من الطعم ، وشفاء من السقم : أي أن الله - تعالى - جعل فيه من الخاصية والبركة ما يستشفى به من المرض . ومن الخاصية والبركة ما يقوي البدن كما يقويه الطعام .
أما حديث : (سؤر المؤمن شفاء) فلا أصل له. انظر : [السلسلة الضعيفة والموضوعة جـ 1/ 177رقم 78].
.11 الدعاء بالبركة، وجمع ماء الوضوء من الحاسد وإلقاءها على رأس المحسود :
فعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف - رضي الله عنهما - قال : رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل، فقال : والله ما رأيت كاليوم، ولا جلد مخبأة، قال : فلبط سهل، فأتي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فقيل له، يا رسول الله ! هل لك في سهل بن حنيف ؟ والله ما يرفع رأسه ؟ فقال : (هل تتهمون له أحدا ؟) فقالوا : نتهم عامر بن ربيعة، قال : (فدعا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - عامراً فتغلظ عليه، وقال ، عَلامَ َيقتلُ أحدكم أخاه ؟ ألا بركت ؟ اغتسل له) فغسل له عامر وجهه، ويديه، ومرفقيه، وركبتيه، وأطراف رجليه، وداخلة إزاره في قدح، ثم صب عليه، فراح مع الناس ليس له بأس) رواه في شرح السنة ورواه مالك وفي روايته قال : (إن العين حق توضأ له) (صحيح) انظر : [مشكاة المصابيح جـ 2 رقم 4562].
أي : إذا عُرِفَ الحاسد : يُطلب منه أن يَدعو للمحسودِ بالبركة، بأن يقول : (اللهم بارك فيه) وأن يتوضأ، ويجمع ماء وضوءه في إناء، ويلقى ماء الوضوء على قفا رأس المحسود، فيبرأ بإذن الله - تعالى -.
ولا ينبغي للحاسد أن يمتنع عن إعطاء ماء وضوءه كما يفعل الكثيرون، هداهم الله . لقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذي رواه عنه عبدالله ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : (العين حق، ولو كان شيئ سابق القدر سبقته العين ، وإذا استغسلتم فاغسلوا) [مختصر مسلم 1454].
قوله – صلى الله عليه وسلم – : [وإذا استغسلتم فاغسلوا] : أي إذا طلِب منكم ماء الوضوء فأجيبوا واغسلوا.
.12 جمع ماء الوضوء وإلقاءه على المريض : عن جابر - رضي الله عنهما - قال : جاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يعودني وأنا مريض لا أعقل، فتوضأ وصب وضوءه علي، فعقلت) (متفق عليه). اخرجه البخاري (1 / 6 2 و 4 / 49) وكذا مسلم (5 / 6 0 و 60 - 61) ورواه الدارمي : (1/187 ) .
ثالثا : ــ المحافظة على أذكار الصباح والمساء بصفة عامة ، ومنها :
حدثنا عبد الله بن مسلمة ثنا أبو مودود عمن سمع أبان بن عثمان - رضي الله عنهما - يقول : سمعت عثمان - يعني بن عفان - رضي الله عنه - يقول : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول : (من قال : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم ثلاث مرات، لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات، لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي، قال : فأصاب أبان بن عثمان الفالج، فجعل الرجل الذي سمع منه الحديث ينظر إليه، فقال له مالك تنظر إلي ؟ فوالله ما كذبت على عثمان، ولا كذب عثمان على النبي – صلى الله عليه وسلم -، ولكن اليوم الذي أصابني فيه ما أصابني غضبت، فنسيت أن أقولها) صحيح. انظر : [سنن ابي داود 4/ 323 رقم 5088].
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال : لدغت عقرب رجلا فلم ينم ليلته، فقيل للنبي – صلى الله عليه وسلم - : إن فلانا لدغته عقرب فلم ينم ليلته، فقال : (أما إنه لو قال حين أمسى : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ما ضره لدغ عقرب حتى يصبح) صحيح . انظر : [سنن ابن ماجة 2/ 1162 رقم 3518].
رابعا : ــ الرقيا بتربة الأرض :
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : " كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - إذا اشتكى الإنسان الشيئ منه أو كانت به قرحة أو جرح، قال النبي – صلى الله عليه وسلم - بأصبعه هكذا ــ ووضع سفيان سبابته بالأرض، ثم رفعها ــ (بسم الله، تربة أرضنا بريقة بعضنا، ليشفى به سقيمنا بإذن ربنا) انظر : [مختصر مسلم 1458].
سفيان : هو راوي الحديث عن عائشة رضي الله عنهما .
ثم رفعها : أي وضعها على مكان الألم ودعا .
تربة أرضنا بريقة بعضنا :أي يضع قليلا من الريق على سبابته اليمنى قبل وضعها على الأرض أو أي شئ من جنس الأرض، ثم توضع على مكان الألم ويقول الدعاء أعلاه.
أخواتي في الله : إن هذه الحياة الدنيا دار ابتلاء، ونحمد لله أنها ليست بدار بقاء، وإنما هي إلى فناء ، فينبغي على العبد الأخذ بالأسباب المشروعة من رقيا وعلاج، مع اليقين بأن ما شاء الله - تعالى - كان، وما لم يشأ لم يكن، مع تمام الرضا والتسليم لقضاء الله - تبارك وتعالى - وقدره، والإنقياد لأمره - سبحانه وتعالى - وحكمه، لأن ذلك من شأنه أن يسكَن قلب العبد، لعلمه أنه ضعيف، لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا.
وليكن على يقين بفضل الله - تبارك تعالى - أن له ربٌ يحوطه، ويرعاه ، ويدبر أموره، ويعلم ما يصلحه في حاضره ومستقبله،
فيعيش حياة في غاية السكون، والهدوء، والسعادة، والطمانينة، لأنه اطمئن إلى رب خالق، رازق، حكيم، رقيب سميع، عليم، مجيب، يجيب دعوة المضطرّ إذا دعاه، ويسلم إليه تمام التسليم، فلا يجزع على ما فات، ولا يفرح بما هو آت. إذ أن الفرح الحقيقي ... الفرح العظيم في جنة عرضها كعرض الأرض والسموات.
اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى من الجنـّـة، ونعوذ بك من عذاب النــار، وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان .
من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني - رحمه الله تعالى -.
بقلم : أم عبدالله نجلاء الصالح
ومن أدعية الكرب :
من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني - رحمه الله تعالى -.
بقلم : أم عبدالله نجلاء الصالح
ومن أدعية الكرب :
1 : ــ عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قال : (ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال : (اللهم إني عبدك وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله عز وجل همه، وأبدله مكان حزنه فرحا). [قالوا : يا رسول الله ! ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات]، قال : (أجل، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن) صحيح . انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 1822].
2 : ــ عن ابن عمرو - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين ، وغلبة العدو ، وشماتة الأعداء) صحيح أخرجه النسائي والحاكم. انظر : [صحيح الجامع رقم : 1296] .
3 : ــ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( كلمات الفرج : ( لا إله إلا الله الحليم الكريم , لا إله إلا الله رب العليّ العظيم , لا إله إلا الله رب السموات السبع ، ورب العرش الكريم ) [ صحيح الجامع 4571 ] .
4 : ــ عن سعد - رضي الله عنه - قال : " كنا جلوسا عند النبي – صلى الله عليه وسلم - فقال : (ألا أخبركم بشيئ إذا نزل برجل منكم كرب ، أو بلاء من بلاء الدنيا دعا به يفرج عنه ؟ فقيل له : بلى ، فقال دعاء ذي النون : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) [سورة الأنبياء 87 ، السلسلة الصحيحة 1744] .
5 : ــ وعن عائشة - رضي الله عنهما - أن النبي – صلى الله عليه وسلم - كان يجمع أهل بيته فيقول : ( إذا أصاب أحدكم غمّ أو كرب فليقل : الله . الله ربي ولا أشرك به شيئا ) [ الصحيحة 2755 ] .
6 : ــ وعن أبي بكرة - رضي الله عنه - أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قال : (كلمات المكروب : اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله) رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه ، وزاد في آخره : [لا إله إلا أنت] صحيح . انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 1823].
7 : ــ عن حذيفة - رضي الله عنه - أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " كان إذا حزبه أمر صلى " (حديث حسن)رواه : (أحمد وأبو داود) انظر : [ صحيح الجامع رقم 4703 ] .
وفي رواية عن أنس بن مالك رضي الله عنه - أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " كان إذا حزبه أمر قال : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث " انظر : [ السلسلة الصحيحة 3182 ] .
8 : ــ عن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( من رأى صاحب بلاء فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا ، لم يصبه ذلك البلاء ) ( قال شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى - صحيح لغيره . انظر : [ صحيح الترغيب والترهيب جـ 3 رقم 3392 ].
ومن الأدعية عند ملاقاة الأعداء :
1: ــ عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : ( كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - إذا غزا قال : ( اللهم أنت عضدي ونصيري بك أحول وبك أصول وبك أقاتل ) ( حديث صحيح ) انظر : [ سنن ابي داود 3 / 42 رقم 2632 ] .
بك أحول : أي بك أتحرك .
2 : ــ عن أبي بردة بن عبد الله أن أباه حدثه : أن النبي – صلى الله عليه وسلم - كان إذا خاف قوما قال : ( اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم ) صحيح . انظر : [2 / 89 رقم 1537] .
3 : ــ عن ابن عمرو - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك , ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك , ومن اليقين ما يهوَن علينا مصيبات الدنيا , ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا , واجعله الوارث منا , واجعل ثأرنا على من ظلمنا , وانصرنا على من عادانا , ولا تجعل مصيبتنا في ديننا , ولا تجعل الدنيا أكبر همنا , ولا مبلغ علمنا , ولا تسلَط علينا من لا يرحمنا ) حديث حسن . انظر : [ صحيح الجامع رقم 1268 ] .
4 : ــ دعاء : اللهم اكفنيهم بما شئت : عن صهيب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( كان ملك فيمن كان قبلكم ، وكان له ساحر ، فلما كبر قال للملك : إني قد كبرت ، فابعث إلي غلاما أعلمه السحر ، فبعث إليه غلاما يعلمه ، فكان في طريقه إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه ; فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه ، فإذا أتى الساحر ضربه ، فشكا ذلك إلى الراهب ، فقال إذا جئت الساحر فقل : حبسني أهلي ، وإذا جئت أهلك ، فقل حبسني الساحر ; فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس ، فقال : اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب ، فأخذ حجرا فقال : اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس ، فرماها فقتلها ومضى الناس ; فأتى الراهب فأخبره ، فقال له الراهب : أي بني ! أنت اليوم أفضل مني ، قد بلغ من أمرك ما أرى ، وإنك ستبتلى ، فلا تدلّ عليّ ; وكان الغلام يُبرئ الأكمه ، والأبرص ، ويداوي الناس من سائر الأدواء ، فسمع جليس للملك كان قد عمي فأتاه بهدايا كثيرة فقال : ما هاهنا أجمع لك إن أنت شفيتني ، قال إني لا أشفي أحد ، إنما يشفي الله عز وجل ، فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك ، فآمن بالله فشفاه الله ; فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس ، فقال له الملك : من رد عليك بصرك ؟ قال ربي : قال : ولك رب غيري ؟ قال : ربي وربك الله ، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام ، فجيء بالغلام ، فقال له الملك : أي بني قد بلغ من سحرك ما يبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل ، فقال إني لا أشفي أحدا ، إنما يشفي الله عز وجل ; فأخذه ، فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب ، فجيء بالراهب فقيل له : ارجع عن دينك فأبى ، فدعا بالمنشار ، فوضع المنشار على مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه ، ثم جيء بجليس الملك ، فقيل له : ارجع عن دينك ، فأبى ، فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه ، ثم جيء بالغلام ، فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه ، فقال : اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل ، فإذا بلغتم به ذروته، فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه ; فذهبوا به ، فصعدوا به الجبل فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشي إلى الملك "]فقال له الملك : ما فعل أصحابك ؟ فقال : كفانيهم الله ، فدفعه إلى نفر من أصحابه ، فقال اذهبوا به فاحملوه في قرقور ، فتوسطوا به البحر ، فإن رجع عن دينه ، وإلا فاقذفوه ، فذهبوا به فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت فانكفأت بهم السفينة فغرقوا ، وجاء يمشي إلى الملك ، فقال له الملك : ما فعل أصحابك ؟ فقال : كفانيهم الله، فقال للملك : إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به ، قال : وما هو ؟ قال : تجمع الناس في صعيد واحد ، وتصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتي ، ثم ضع السهم في كبد القوس ، ثم قل : بسم الله رب الغلام ، ثم ارم ، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ; فجمع الناس في صعيد واحد ، وصلبه على جذع ، ثم أخذ سهما من كنانته ، ثم وضع السهم في كبد القوس ، ثم قال: بسم الله رب الغلام . ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في صدغه موضع السهم فمات فقال الناس : آمنا برب الغلام ; آمنا برب الغلام ، آمنا برب الغلام ، فأتى الملك ، فقيل له أرأيت ما كنت تحذر ، قد والله نزل بك حذرك ، قد آمن الناس ، فأمر بالأخدود بأفواه السكك ، فخدت وأضرم النيران ، وقال : من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها ، ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها ، فتقاعست أن تقع فيها ، فقال لها الغلام : يا أمّه ! اصبري فإنك على الحق) (حديث صحيح رواه أحمد ومسلم) انظر : [صحيح الجامع رقم : 4461] .
منقول
المعتزة بديني- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 1356
نقاط : 7733
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
فتى الاسلام- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 549
نقاط : 5770
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/04/2011
مواضيع مماثلة
» صفة مزاح النبي صلى الله عليه وسلم
» وصف أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
» بيان وصف النبي صلى الله عليه وسلم (ابن عثيمين)
» الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم
» فوائد الصلاة علي النبي "صلي الله عليه وسلم "
» وصف أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
» بيان وصف النبي صلى الله عليه وسلم (ابن عثيمين)
» الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم
» فوائد الصلاة علي النبي "صلي الله عليه وسلم "
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى