فى رحاب آية
+10
ghada
اثال
فتى الاسلام
الزهراء
شجون الايمان
المعتزة بديني
الساعي إلى الفردوس
frooha pinkangil
تسنيم الجنان
القعقاع
14 مشترك
صفحة 4 من اصل 6
صفحة 4 من اصل 6 • 1, 2, 3, 4, 5, 6
رد: فى رحاب آية
]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك والدنا الفاضل وجزاك الله عنا جميعا كل خير وأدام الله فضله عليك لتمتعنا دوما بمجهوداتك الطيبة في خدمة الإسلام ربي يرزقك الصحة والعافية اللهم آمين
الزهراء- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 1813
نقاط : 9148
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 26/12/2010
رد: فى رحاب آية
الزهراء كتب:]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك والدنا الفاضل وجزاك الله عنا جميعا كل خير وأدام الله فضله عليك لتمتعنا دوما بمجهوداتك الطيبة في خدمة الإسلام ربي يرزقك الصحة والعافية اللهم آمين
ولكم بمثل ما دعوتم لنا وزيادة
ابنتنا الفاضلة
فاطمة الزهراء
ابنتنا الفاضلة
فاطمة الزهراء
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6322
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: فى رحاب آية
في رحاب آيـة
{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}
كان الرجل في الجاهلية يغضب لأمر من امرأته فيقول: أنت علي كظهر أمي. فتحرم عليه، ولا تطلق منه. وتبقى هكذا، لا هي حل له فتقوم بينهما الصلات الزوجية؛ ولا هي مطلقة منه فتجد لها طريقا آخر. وكان هذا طرفا من العنت الذي تلاقيه المرأة في الجاهلية. فلما كان الإسلام وقعت هذه الحادثة التي تشير إليها هذه الآيات، ولم يكن قد شرع حكم للظهار. فعن خولة بنت ثعلبة. قالت: في والله وفي أوس بن الصامت أنزل الله صدر سورة المجادلة. قالت: كنت عنده، وكان شيخا كبيرا قد ساء خلقه، قالت: فدخل علي يوما فراجعته بشيء فغضب، فقال: أنت علي كظهر أمي. قالت: ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة، ثم دخل علي، فإذا هو يريدني عن نفسي، قالت: قلت: كلا والذي نفس خويلة بيده، لا تخلص إلي وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه. قالت: فواثبني، فامتنعت منه فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف، فألقيته عني. قالت: ثم خرجت إلى بعض جاراتي فاستعرت منها ثيابا، ثم خرجت حتى جئت رسول الله فجلست بين يديه، فذكرت له ما لقيت منه، وجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه. قالت: فجعل رسول الله يقول: يا خويلة ابن عمك شيخ كبير فاتقي الله فيه قالت: فوالله ما برحت حتى نزل في قرآن؛ فتغشى رسول الله ما كان يتغشاه، ثم سري عنه، فقال لي: يا خويلة قد أنزل الله فيك وفي صاحبك قرآنا. ثم قرأ علي: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله، والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير}. إلى قوله تعالى: {وللكافرين عذاب أليم}. فهذا هو الشأن الذي سمع الله ما دار فيه من حوار بين رسول الله والمرأة التي جاءت تجادله فيه. وهذا هو الشأن الذي أنزل الله فيه حكمه من فوق سبع سماوات. وهذا هو الشأن الذي تفتتح به سورة من سور القرآن: كتاب الله الخالد. تفتتح بمثل هذا الإعلان: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها.} فإذا الله حاضر هذا الشأن الفردي لامرأة من عامة المسلمين، لا يشغله عن سماعه تدبيره لملكوت السماوات والأرض؛ ولا يشغله عن الحكم فيه شأن من شؤون السماوات والأرض! {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله، والله يسمع تحاوركما، إن الله سميع بصير}. إنكما لم تكونا وحدكما. لقد كان الله معكما. وكان يسمع لكما. لقد سمع قول المرأة. سمعها تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله. وعلم القصة كلها. وهو يعلم تحاوركما وما كان فيه. إن الله سميع بصير يسمع ويرى.
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6322
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: فى رحاب آية
(قل ياعبادي الذين أسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم)
يقول العلماء هذه أرجأ آية في كتاب الله ! كيف لا ؟؟ وهي قد أشرعت أبواب الأمل في وجوه البائسين وضمنت خط العوده للتائهين. لا إله إلا الله ماأرحم الله بعباده وماأحنه عليهم وما أوسع رحمته . جاء في الحديث(لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان راحلته بأرض فلاةفانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأناربك !أخطامن شدة الفرح) رواة الامام مسلم
(وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأة من السبي تسعى إذ وجدت صبيا في السبي أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ قلنا :لا والله. فقال ( الله ارحم بعباده من هذه بولدها) متفق عليه .
أيه الاخواة والاخوات إنا ربنا رحيم غفور ودود لا يريد ان يعذبنا ,خلق من اجلنا الجنة وزينها ووعدنا فيها بحياة طيبه وإقامة دائمه في نعيم وحبور ولكننا نحن الظالمون لأنفسنا نحن المفرطون في جناب الله الامر لايحتاج منا سوى :
* الى توبه صادقه وندم على الذنب
*عودة الى الله فيبدل السيئات الى حسنات
يقول صلى الله عليه وسلم(
الجنه أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنارمثل ذلك)
كل هذه المغريات وكل هذه التسهيلات إلا أننا نسوف ونؤجل ونؤمل في الحياة وكأننا مخلدون وكأن الموت بعيد عنا....التحرر من الذنوب في الدنا سهل ميسور ولكنه بعد الموت عسير ...واستغفار وتوبه إالى الله يغفرالله لك الآف السيئاتولكن بعد الممات لو انفقت مافي الارض جميعا من اجل ان تمحي عنك سيئه لم تمح.
ياعبد الله ما حجتك اذا جئت يوم القيامه ووزنت اعمالك فرجحت كفة سيئاتك من يحاججك عنك امام الله؟؟؟ماذا سيكون عذرك؟؟كيف يكون ندمك؟؟ كيف تتصور وقتها انك فرطت في كل هذه الفرص ورحلت محملا الذنوب؟؟ أسال نفسك هذا السؤال؟؟؟ وتفكر في موقفك يوم الحساب واعلم انه لا يحول بينك وبين الاخره سوى ان يقال فلان مات. وما أسهل أن يقال فكم صحيح خرج من داره في الصباح ولم يعد لها في المساء . وكم من معافي نام على فراشه ولم يصحو من منامه. وكم وكم والقصص والعبر تقرع آذاننا كل يوم فهل من معتبر وهل من متعظ؟؟؟!!!
والله أنه الله لايهلك على الله إلا هال. ووالله أنه لا حجة لمذنب أمام الله. فالتوبه التوبه أخي/أختي/في اللــــــــــــــــه
قبل فوات الاوان واليقظه اليقظه اليقظه من الغفله!!! كن على أهبة الاستعداد للسفر الطويل وأرهف سمعك لسماع نداء الإقلاع لرحلتك التى قديعلن عنها في أي لحظه. الامر يسير مادمت في زمن التيسير ولكنه بعد الموت عسير عسير .تذكر تذكر تذكر...
إن الله يبسط يدة بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يدة في النهار ليتوب مسئ الليل...
فلا تظلم نفسك ولا تحرمها من عفو الله.ونختم بفائدة حول شروط التوبه كما قررها العلماء وهي اربعه::::
اولها *ان يقلع عن المعصية
*ثانيا ان يندم على فعلها
ثالثا أن يعزم ألا يعود إليها أبدا
رابعا أن يبرأ من حق صاحبهاإن كانت تتعلق بحق آدمي كمال أو عرض ونحوهما.
منقول
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6322
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: فى رحاب آية
(يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)(وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) (لقمان :16-17-18- 19 ).
يوصي لقمان الحكيم ابنه فيقول : يابُنيّ اعلم بأن السيئة أو الحسنة إن تكن على أصغر وزن يمكن تصوره ثم تكون في أخفى مكان من باطن جبل أو أي مكان خفي في السموات أو في الأرض فإن الله جل جلاله يعلمها وسيحاسب عليها صاحبها يوم القيامة, إن الله عز وجل لطيف دقيق العلم لاتخفى عليه خافية , خبير بكل شيء.
ثم يوصي ابنه بالقيام بأبرز الطاعات حيث يقول : يابني أَدِّ الصلاة كاملة بشروطها وأركانها وواجباتها وسننها , وشارك في إصلاح المجتمع وذلك بمحاولة تطهيره من المخالفات ليكون مجتمعًا صالحا , والْزم الصبر على مايصيبك من مصائب ونكبات حتي تحافظ على سلامة نفسك من الضعف والانهيار , ولِتحصلَ على الثواب الجزيل عند الله تعالى .
إن هذه الوصايا المذكورة مما جعله الله تعالى عزيمة على عباده وأوجبه عليهم , وهي في الوقت نفسه من عزائم أهل الحزم السالكين طريق النجاة .
ثم نهى ابنه عن الكبرياء فقال : (ولا تصعر خدك للناس) يعني ولاتُمِل وجهك للناس إذا كلمتهم أو كلموك أو ذُكروا عندك احتقارا لهم , ولاتمش في الأرض خيلاء وتبخترا إن الله لايحب أصحاب الخيلاء المتكبرين ولا الذين يفخرون على الناس بما تميزوا به من مال أو شرف أو قوة .
ثم يوصي ابنه بأن يقصد في مشيه وذلك بأن يمشي بوقار وسكينة وأن يغض من صوته فلا يتكلف في رفعه فإن أقبح الأصوات لصوت الحمير .
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6322
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: فى رحاب آية
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}
تطوف بنا هذه الآية الكريمة في أعماق الشخصية المؤمنة، وتحلل هذه الشخصية لكي تصل بنا إلى سمات أساسية ينبغي على كل من يحمل لقب (مؤمن) أن يتحلى بهذه السمات، فمن سمات هذه الشخصية: {الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم} إنها الارتعاشة الوجدانية التي تنتاب القلب المؤمن حين يذكر بالله في أمر أو نهي فيغشاه جلاله، وتنتفض فيه مخافته، ويتمثل عظمة الله ومهابته، إلى جانب تقصيره هو وذنبه، فينبعث إلى العمل والطاعة، أو كما وصفها أحد السلف _وهو ثابت البناني_ حين قال: إني لأعلم متى يستجاب لي. قالوا: ومن أين يعلم ذاك؟ قال: إذا اقشعر جلدي، ووجل قلبي، وفاضت عيناي، فذاك حين يستجاب لي. وتأمل معي هذا الاختبار الإيماني الذي عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه _وهو الحارث بن مالك الأنصاري_ فقد ورد أنه مر برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: " كيف أصبحت يا حارث؟ قال: أصبحت مؤمنا حقا. قال: انظر ما تقول فإن لكل شيء حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟ فقال: عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي، وأظمأت نهاري، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها. قال: يا حارث عرفت فالزم ـ ثلاثا ـ". ومن سمات الشخصية المؤمنة أيضا: {وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا} إن هذا القرآن يتعامل مع القلب البشري بلا واسطة، ولا يحول بينه وبينه شيء إلا الكفر الذي يحجبه عن القلب ويحجب القلب عنه، فإذا رفع هذا الحجاب بالإيمان وجد القلب حلاوة هذا القرآن، ووجد في إيقاعاته المتكررة زيادة في الإيمان تصل إلى الاطمئنان. وبهذا الإيمان كانوا يجدون في القرآن ذلك المذاق الخاص، وكانوا يعيشون القرآن فعلا وواقعا، ولا يزاولونه مجرد تذوق وإدراك! ومن ذلك قول أحد الصحابة "كنا نؤتى الإيمان قبل أن نؤتى القرآن. وهذه العصبة المؤمنة التي تتحرك بهذا القرآن لإعادة إنشاء هذا الدين في واقع الناس هي التي تتذوق القرآن، وتجد في تلاوته ما يزيد قلوبها إيمانا، لأنها ابتداءً مؤمنةٌ، الدين عندها هو الحركة لإقامة هذا الدين بعد الجاهلية التي عادت فطغت على الأرض جميعا... وليس الإيمان عندها بالتمني لكن ما وقر في القلب وصدقه العمل. ومن سماتها أيضا: {وعلى ربهم يتوكلون} أي لا يرجون سواه... ولا يقصدون إلا إياه...ولا يلوذون إلا بجنابه...ولا يطلبون الحوائج إلا منه...ولا يرغبون إلا إليه...ويعلمون أنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن...وأنه المتصرف في الملك لا شريك له ولا معقب لحكمه وهو سريع الحساب.
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6322
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: فى رحاب آية
سَبّحَ لِلّه مَافي السّماوَاتِ وَمَا في اْلأَرْضِ وَهُوَ اْلعَزِيزُ اْلحَكِيم *(1)* يَاأَيُهَا اْلّذِينَ امنُوا لِمَ تَقُولُونَ مالا تَفْعَلُونَ *(2)* كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَالا تَفْعَلُونَ *(3)* إِنّ اللهَ يُحِبُ الذِينَ يُقَاتِلُونَ في سَبِيلِهِ صَفّاً كَأنّهُمْ بُنيانٌ مَرْصُوصٌ *(4)*}
قوله تعالى { يَاأَيُهَا اْلّذِينَ امنُوا لِمَ تَقُولُونَ مالا تَفْعَلُونَ} إنكار على من يعد وعداً أو يقول قولا لا يفي به . وثبت في الصحيحين أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ( آية المنافق ثلاث : إذا وعد أخلف ، وإذا حدث كذب ، وإذا أتمن خان)
ولهذا أكد الله تعالى بقوله جل وعز: { كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَالا تَفْعَلُونَ}
قال ابن العباس : كان ناس من المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولن : لوددنا ان الله عز وجل دلنا على أحب الأعمال إليه فنعمل به فأخبر نبيه – صلى الله عليه وسلم – أن أحب الأعمال إيمان به لا شك فيه ، وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان ولم يقروا به فلما نزل الجهاد كره ذلك ناس من المؤمنين وشقّ عليهم أمره فقال سبحانه :{ يَاأَيُهَا اْلّذِينَ امنُوا لِمَ تَقُولُونَ مالا تَفْعَلُونَ}.
وقوله تعالى : { إِنّ اللهَ يُحِبُ الذِينَ يُقَاتِلُونَ في سَبِيلِهِ صَفّاً كَأنّهُمْ بُنيانٌ مَرْصُوصٌ} هذا إخبار منه تعالى بمحبة عباده المؤمنين الذين صفوا مواجهين لأعداء الله تعالى في حومة الوغى يقاتلون في سبيل الله من كفر بالله لتكون كلمة الله هي العليا ودينه هو الظاهر العالي على سائر الأديان . يحب أن يكونوا كالبنيان ملتصق بعضه ببعض . روى الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( ثلاثة يضحك الله إليهم : الرجل يقوم من الليل ، والقوم إذا صفوا للصلاة والقوم إذا صفوا للقتال )
وقال قتادة : { كَأنّهُمْ بُنيانٌ مَرْصُوصٌ} ألم تر إلى صاحب البنيان كيف لا يحب أن يختلف بيانه ، فكذلك الله عز وجل لا يحب أن يختلف أمره وأن الله صف المؤمنين في قتالهم ، وصفهم في صلاتهم ، فعليكم بأمر الله فإنه عصمة لمن أخذ به .
المرجع: مختصر تفسير ابن كثير
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6322
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: فى رحاب آية
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
{قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ. النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ. إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ. وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ
شُهُودٌ. وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ. الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}
تبدأ الإشارة إلى الحادث بإعلان النقمة على أصحاب الأخدود : ( قتل أصحاب الأخدود ) ..
وهي كلمة تدل على الغضب .. كما تدل على شناعة الذنب الذي يثير غضب الحليم ،
ونقمته ، ووعيده بالقتل لفاعليه ثم يجيء تفسير الأخدود : ( النار ذات الوقود ) والأخدود :
الشق في الأرض . وكان أصحابه قد شقوه وأوقدوا فيه النار حتى ملأوه نارا.
( إذ هم عليها قعود . وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ) .. وهو تعبير يصور موقفهم
ومشهدهم ، وهم يوقدون النار ، ويلقون بالمؤمنين والمؤمنات فيها وهم قعود على النار ،
قريبون من عملية التعذيب البشعة ، يشاهدون التعذيب وفعل النار في الأجسام في لذة وسعار .
وما كان للمؤمنين من ذنب عندهم ولا ثأر : ( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد .
الذي له ملك السماوات والأرض . والله على كل شيء شهيد ) .. فهذه جريمتهم أنهم آمنوا بالله ،
العزيز : القادر على ما يريد ، الحميد : المستحق للحمد في كل حال .. وهو وحده الذي له ملك
السماوات والأرض وهو يشهد كل شيء .. ثم هو الشهيد على ما كان من أمر المؤمنين
وأصحاب الأخدود .. وهذه لمسة تطمئن قلوب المؤمنين ، وتهدد العتاة المتجبرين . فالله كان
شهيدا . وكفى بالله شهيدا . وتنتهي رواية الحادث في هذه الآيات القصار ، التي تملأ القلب
بشحنة من الكراهية لبشاعة الفعلة وفاعليها .. كذلك تنتهي رواية الحادث وقد ملأت القلب
بالروعة . روعة الإيمان المستعلي على الفتنة ، والعقيدة المنتصرة على الحياة .. فقد كان في
مكنة المؤمنين أن ينجوا بحياتهم في مقابل الهزيمة لإيمانهم . ولكن كم كانوا يخسرون هم
أنفسهم في الدنيا قبل الآخرة ؟ وكم كانت البشرية كلها تخسر ؟ كم كانوا يخسرون وهم
يقتلون هذا المعنى الكبير : معنى زهادة الحياة بلا عقيدة ، وبشاعتها بلا حرية ، وانحطاطها
حين يسيطر الطغاة على الأرواح بعد سيطرتهم على الأجساد ! إنه معنى كريم جدا ومعنى
كبير جدا هذا الذي ربحوه وهم بعد في الأرض . ربحوه وهم يجدون مس النار فتحترق
أجسادهم ، وينتصر هذا المعنى الكريم الذي تزكيه النار ؟ وبعد ذلك لهم عند ربهم حساب ،
الطاغين حساب.
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6322
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: فى رحاب آية
أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنْ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (17)
أفمَن كان على حجة وبصيرة من ربه فيما يؤمن به, ويدعو إليه بالوحي الذي أنزل الله فيه هذه البينة, ويتلوها برهان آخر شاهد منه, وهو جبريل أو محمد عليهما السلام, ويؤيد ذلك برهان ثالث من قبل القرآن, وهو التوراة -الكتاب الذي أنزل على موسى إمامًا ورحمة لمن آمن به-, كمن كان همه الحياة الفانية بزينتها؟ أولئك يصدِّقون بهذا القرآن ويعملون بأحكامه, ومن يكفر بهذا القرآن من الذين تحزَّبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجزاؤه النار, يَرِدُها لا محالة, فلا تك -أيها الرسول- في شك من أمر القرآن وكونه من عند الله تعالى بعد ما شهدت بذلك الأدلة والحجج, واعلم أن هذا الدين هو الحق من ربك, ولكن أكثر الناس لا يصدِّقون ولا يعملون بما أُمروا به. وهذا توجيه عام لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6322
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: فى رحاب آية
سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}
ليس السباق إلى إحراز اللهو واللعب والتفاخر والتكاثر .. إنما السباق إلى ذلك الأفق ، وإلى ذلك الهدف ،
وإلى ذلك الملك العريض : ( جنة عرضها كعرض السماء والأرض ) .. نعم إنه سباق؛ بكل ما تحمله الكلمة
من تشمير وتحفز وبذل أقصىما في طاقة الإنسان من تدريب قبل السباق ومن طاقة وجهد أثناء السباق.
فالخير قريب جدا من الإنسان، وكذلك الشر قريب منه جدا ، فلهذا حثه اللّه تعالى على المبادرة إلى الخيرات
فقال اللّه تعالى: {سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض} ، وقال ههنا:
{أعدت للذين آمنوا باللّه ورسله ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه ذوالفضل العظيم}، أي هذا الذي أهلهم
اللّه له هو من فضله عليهم، وإحسانه إليهم. فذلك الملك العريض في الجنة يبلغهكل من أراد ، ويسابق إليه
كل من يشاء . وعربونه : الإيمان بالله ورسله . ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) ..( والله ذو الفضل العظيم ) ..
وفضل الله غير محجوز ولا محجور .. وفي هذا فليتسابق المتسابقون .
وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ. ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ. يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ}
لما كان يوم الدين هو موضع التكذيب ، فإنه يعود إليه بعد تقرير ما يقع فيه . يعود إليه ليقرر حقيقته الذاتية في
تضخيم وتهويل بالتجهيل وبما يصيب النفوس فيه من عجز كامل وتجرد من كل شبهة في عون أو تعاون .
وليقرر تفرد الله بالأمر في ذلك اليوم العصيب : ( وما أدراك ما يوم الدين ؟ ثم ما أدراك ما يوم الدين ؟
يوم لا تملك نفس لنفس شيئا ، والأمر يومئذ لله ) .. والسؤال للتجهيل مألوف في التعبير القرآني .
وهو يوقع في الحس أن الأمر أعظم جدا وأهول جدا من أن يحيط به إدراك البشر المحدود ..
وتكرار السؤال يزيد في الاستهوال ..ثم يجيء البيان بما يتناسق مع هذا التصوير :
( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا ) .. فهو العجز الشامل . وهو الشلل الكامل ..( والأمر يومئذ لله ) ..
يتفرد به سبحانه . وهو المتفرد بالأمر في الدنيا والآخرة . ولكن في هذا اليوم - يوم الدين -
تتجلى هذه الحقيقة التي قد يغفل عنها في الدنيا الغافلون المغرورون .
ليس السباق إلى إحراز اللهو واللعب والتفاخر والتكاثر .. إنما السباق إلى ذلك الأفق ، وإلى ذلك الهدف ،
وإلى ذلك الملك العريض : ( جنة عرضها كعرض السماء والأرض ) .. نعم إنه سباق؛ بكل ما تحمله الكلمة
من تشمير وتحفز وبذل أقصىما في طاقة الإنسان من تدريب قبل السباق ومن طاقة وجهد أثناء السباق.
فالخير قريب جدا من الإنسان، وكذلك الشر قريب منه جدا ، فلهذا حثه اللّه تعالى على المبادرة إلى الخيرات
فقال اللّه تعالى: {سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض} ، وقال ههنا:
{أعدت للذين آمنوا باللّه ورسله ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه ذوالفضل العظيم}، أي هذا الذي أهلهم
اللّه له هو من فضله عليهم، وإحسانه إليهم. فذلك الملك العريض في الجنة يبلغهكل من أراد ، ويسابق إليه
كل من يشاء . وعربونه : الإيمان بالله ورسله . ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) ..( والله ذو الفضل العظيم ) ..
وفضل الله غير محجوز ولا محجور .. وفي هذا فليتسابق المتسابقون .
وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ. ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ. يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ}
لما كان يوم الدين هو موضع التكذيب ، فإنه يعود إليه بعد تقرير ما يقع فيه . يعود إليه ليقرر حقيقته الذاتية في
تضخيم وتهويل بالتجهيل وبما يصيب النفوس فيه من عجز كامل وتجرد من كل شبهة في عون أو تعاون .
وليقرر تفرد الله بالأمر في ذلك اليوم العصيب : ( وما أدراك ما يوم الدين ؟ ثم ما أدراك ما يوم الدين ؟
يوم لا تملك نفس لنفس شيئا ، والأمر يومئذ لله ) .. والسؤال للتجهيل مألوف في التعبير القرآني .
وهو يوقع في الحس أن الأمر أعظم جدا وأهول جدا من أن يحيط به إدراك البشر المحدود ..
وتكرار السؤال يزيد في الاستهوال ..ثم يجيء البيان بما يتناسق مع هذا التصوير :
( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا ) .. فهو العجز الشامل . وهو الشلل الكامل ..( والأمر يومئذ لله ) ..
يتفرد به سبحانه . وهو المتفرد بالأمر في الدنيا والآخرة . ولكن في هذا اليوم - يوم الدين -
تتجلى هذه الحقيقة التي قد يغفل عنها في الدنيا الغافلون المغرورون .
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6322
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: فى رحاب آية
{وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ. الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ. وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ. أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ
أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ. لِيَوْمٍ عَظِيمٍ. يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}
تبدأ السورة بالحرب يعلنها الله على المطففين : ( ويل للمطففين ) .. والويل : الهلاك ..( الذين إذا اكتالوا
على الناس يستوفون . وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ) .. فهم الذين يتقاضون بضاعتهم وافية إذا كانوا
شراة . ويعطونها للناس ناقصة إذا كانوا بائعين .. ثم تعجب الآيات الثلاثة التالية من أمر المطففين ، الذين
يتصرفون كأنه ليس هناك حساب على ما يكسبون في الحياة الدنيا ، وكأن ليس هناك موقف جامع بين
يدي الله في يوم عظيم يتم فيه الحساب والجزاء أمام العالمين ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم ؟
يوم يقوم الناس لرب العالمين ؟ ) .. والتصدي لشأن المطففين بهذا الأسلوب في سورة مكية أمر يلفت النظر .
فالسورة المكية عادة توجه اهتمامها إلى أصول العقيدة الكلية : كتقرير وحدانية الله.. وكحقيقة الوحي والنبوة ..
وكحقيقة الآخرة والحساب والجزاء . مع العناية بتكوين الحاسة الأخلاقية في عمومها ، وربطها بأصول العقيدة .
أما التصدي لمسألة بذاتها من مسائل الأخلاق - كمسألة التطفيف في الكيل والميزان - والمعاملات بصفة عامة ،
فأمر جاء متأخرا في السورة المدنية عند التصدي لتنظيم حياة المجتمع في ظل الدولة الإسلامية ، وفق المنهج
الإسلامي ، الشامل للحياة .. ومن ثم فإن التصدي لهذا الأمر بذاته في هذه السورة المكية أمر يستحق الانتباه .
وهو يشي بعدة دلالات متنوعة : إنه يدل أولا على أن الإسلام كان يواجه في البيئة المكية حالة صارخة من هذا
التطفيف يزاولها الكبراء ، الذين كانوا في الوقت ذاته هم أصحاب التجارات الواسعة ، التي تكاد تكون احتكارا ...
استحقت هذه اللفتة المبكرة . كما أن هذه اللفتة المبكرة في البيئة المكية تشي بطبيعة هذا الدين ؛ وشمول
منهجه للحياة الواقعية وشؤونها العملية ؛ وإقامتها على الأساس الأخلاقي العميق الأصيل في طبيعة هذا
المنهج الإلهي القويم . فقد كره هذه الحالة الصارخة من الظلم والانحراف الأخلاقي في التعامل . وهو لم
يتسلم بعد زمام الحياة الاجتماعية ، لينظمها وفق شريعته بقوة القانون وسلطان الدولة . ومن ثم ندرك طرفا
من الأسباب الحقيقية التي جعلت كبراء قريش يقفون في وجه الدعوة الإسلامية هذه الوقفة العنيدة . فهم
كانوا يدركون - ولا ريب - أن هذا الأمر الجديد الذي جاءهم به محمد ليس مجرد عقيدة تكمن في الضمير .. كلا .
لقد كانوا يدركون أن هذه العقيدة تعني منهجا يحطم كل أساس الجاهلية التي تقوم عليها أوضاعهم
ومصالحهم ومراكزهم .. ومن ثم شنوا عليها تلك الحرب التي لم تضع أوزارها لا قبل الهجرة ولا بعدها .
الحرب التي تمثل الدفاع عن أوضاعهم كلها في وجه الأوضاع الإسلامية . ( ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون
ليوم عظيم ؟ يوم يقوم الناس لرب العالمين ؟ ) .. وإن أمرهم لعجيب . فإن مجرد الظن بالبعث لذلك اليوم
العظيم . يوم يقوم الناس متجردين لرب العالمين .. إن مجرد الظن بأنهم مبعوثون لذلك اليوم كان يكفي
ليصدهم عن التطفيف ، وأكل أموال الناس بالباطل .. ولكنهم ماضون في التطفيف كأنهم لا يظنون أنهم
مبعوثون ! وهو أمر عجيب ، وشأن غريب !
أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ. لِيَوْمٍ عَظِيمٍ. يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}
تبدأ السورة بالحرب يعلنها الله على المطففين : ( ويل للمطففين ) .. والويل : الهلاك ..( الذين إذا اكتالوا
على الناس يستوفون . وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ) .. فهم الذين يتقاضون بضاعتهم وافية إذا كانوا
شراة . ويعطونها للناس ناقصة إذا كانوا بائعين .. ثم تعجب الآيات الثلاثة التالية من أمر المطففين ، الذين
يتصرفون كأنه ليس هناك حساب على ما يكسبون في الحياة الدنيا ، وكأن ليس هناك موقف جامع بين
يدي الله في يوم عظيم يتم فيه الحساب والجزاء أمام العالمين ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم ؟
يوم يقوم الناس لرب العالمين ؟ ) .. والتصدي لشأن المطففين بهذا الأسلوب في سورة مكية أمر يلفت النظر .
فالسورة المكية عادة توجه اهتمامها إلى أصول العقيدة الكلية : كتقرير وحدانية الله.. وكحقيقة الوحي والنبوة ..
وكحقيقة الآخرة والحساب والجزاء . مع العناية بتكوين الحاسة الأخلاقية في عمومها ، وربطها بأصول العقيدة .
أما التصدي لمسألة بذاتها من مسائل الأخلاق - كمسألة التطفيف في الكيل والميزان - والمعاملات بصفة عامة ،
فأمر جاء متأخرا في السورة المدنية عند التصدي لتنظيم حياة المجتمع في ظل الدولة الإسلامية ، وفق المنهج
الإسلامي ، الشامل للحياة .. ومن ثم فإن التصدي لهذا الأمر بذاته في هذه السورة المكية أمر يستحق الانتباه .
وهو يشي بعدة دلالات متنوعة : إنه يدل أولا على أن الإسلام كان يواجه في البيئة المكية حالة صارخة من هذا
التطفيف يزاولها الكبراء ، الذين كانوا في الوقت ذاته هم أصحاب التجارات الواسعة ، التي تكاد تكون احتكارا ...
استحقت هذه اللفتة المبكرة . كما أن هذه اللفتة المبكرة في البيئة المكية تشي بطبيعة هذا الدين ؛ وشمول
منهجه للحياة الواقعية وشؤونها العملية ؛ وإقامتها على الأساس الأخلاقي العميق الأصيل في طبيعة هذا
المنهج الإلهي القويم . فقد كره هذه الحالة الصارخة من الظلم والانحراف الأخلاقي في التعامل . وهو لم
يتسلم بعد زمام الحياة الاجتماعية ، لينظمها وفق شريعته بقوة القانون وسلطان الدولة . ومن ثم ندرك طرفا
من الأسباب الحقيقية التي جعلت كبراء قريش يقفون في وجه الدعوة الإسلامية هذه الوقفة العنيدة . فهم
كانوا يدركون - ولا ريب - أن هذا الأمر الجديد الذي جاءهم به محمد ليس مجرد عقيدة تكمن في الضمير .. كلا .
لقد كانوا يدركون أن هذه العقيدة تعني منهجا يحطم كل أساس الجاهلية التي تقوم عليها أوضاعهم
ومصالحهم ومراكزهم .. ومن ثم شنوا عليها تلك الحرب التي لم تضع أوزارها لا قبل الهجرة ولا بعدها .
الحرب التي تمثل الدفاع عن أوضاعهم كلها في وجه الأوضاع الإسلامية . ( ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون
ليوم عظيم ؟ يوم يقوم الناس لرب العالمين ؟ ) .. وإن أمرهم لعجيب . فإن مجرد الظن بالبعث لذلك اليوم
العظيم . يوم يقوم الناس متجردين لرب العالمين .. إن مجرد الظن بأنهم مبعوثون لذلك اليوم كان يكفي
ليصدهم عن التطفيف ، وأكل أموال الناس بالباطل .. ولكنهم ماضون في التطفيف كأنهم لا يظنون أنهم
مبعوثون ! وهو أمر عجيب ، وشأن غريب !
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6322
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: فى رحاب آية
بارك الله فيك والدنا الفاضل وجزاك عنا جميعا ربي كل خير لهذا الجهد الرائع جعله الله في موازين أعمالك إن شاء الله وتقبل مني خالص التقدير والإحترام
الزهراء- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 1813
نقاط : 9148
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 26/12/2010
رد: فى رحاب آية
الزهراء كتب:
بارك الله فيك والدنا الفاضل وجزاك عنا جميعا ربي كل خير لهذا الجهد الرائع جعله الله في موازين أعمالك إن شاء الله وتقبل مني خالص التقدير والإحترام
ولكم الشكر والثناء ابنتنا الفاضلة
فاطمة الزهراء لتشريفكم صفحتنا
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6322
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: فى رحاب آية
في رحاب آيـة
{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ. فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا. وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا. وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ. فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا. وَيَصْلَى سَعِيرًا. إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا. إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ. بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا}
إن الذي يؤتى كتابه بيمينه هو المرضي السعيد ، الذي آمن وأحسن ، فرضي الله عنه وكتب له النجاة . وهو يحاسب حسابا يسيرا . فلا يناقش ولا يدقق معه في الحساب . والذي يصور ذلك هو الآثار الواردة عن الرسول وفيها غناء .. عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله: من نوقش الحساب عذب قالت: قلت: أفليس قال الله تعالى: ( فسوف يحاسب حسابا يسيرا ) . قال : ليس ذلك بالحساب ، ولكن ذلك العرض . من نوقش الحساب يوم القيامة عذب .. وعنها كذلك قالت : سمعت رسول الله يقول في بعض صلاته : اللهم حاسبني حسابا يسيرا .. فلما انصرف قلت : يا رسول الله ، ما الحساب اليسير ؟ قال : أن ينظر في كتابه فيتجاوز له عنه . من نوقش الحساب يا عائشة يومئذ هلك .. فهذا هو الحساب اليسير الذي يلقاه من يؤتى كتابه بيمينه .. ثم ينجو ( وينقلب إلى أهله مسرورا ) .. من الناجين الذين سبقوه إلى الجنة . وهو وضع يقابل وضع المعذب الهالك المأخوذ بعمله السيء ، الذي يؤتى كتابه وهو كاره : ( وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا . ويصلى سعيرا ) .. فهذه صورة جديدة : صورة إعطاء الكتاب من وراء الظهر . وليس يمتنع أن يكون الذي يعطى كتابه بشماله يعطاه كذلك من وراء ظهره . فهي هيئة الكاره المكره الخزيان من المواجهة . فهذا التعيس الذي قضى حياته في الأرض كدحا ، وقطع طريقه إلى ربه كدحا - ولكن في المعصية والإثم والضلال - يعرف نهايته ، ويواجه مصيره .. فيدعو ثبورا ، وينادي الهلاك لينقذه مما هو مقدم عليه من الشقاء . وحين يدعو الإنسان بالهلاك لينجو به ، يكون في الموقف الذي ليس بعده ما يتقيه . حتى ليصبح الهلاك أقصى أمانيه .. ( ويصلى سعيرا ) .. وهذا هو الذي يدعو الهلاك لينقذه منه .. وهيهات هيهات ! وأمام هذا المشهد التعيس يكر السياق راجعا إلى ماضي هذا الشقي الذي انتهى به إلى هذا الشقاء .. ( إنه كان في أهله مسرورا . إنه ظن أن لن يحور ) .. وذلك كان في الدنيا ..( إنه كان في أهله مسرورا ) .. غافلا عما وراء اللحظة الحاضرة ؛ لاهيا عما ينتظره في الدار الآخرة ، لا يحسب لها حسابا ولا يقدم لها زادا .. ( إنه ظن أن لن يحور ) إلى ربه ، ولن يرجع إلى بارئه ، ولو ظن الرجعة في نهاية المطاف لاحتقب بعض الزاد ولادخر شيئا للحساب ! ( بلى إن ربه كان به بصيرا ) .. إنه ظن أن لن يحور . ولكن الحقيقة أن ربه كان مطلعا على أمره ، محيطا بحقيقته ، عالما بحركاته وخطواته .. وكذلك كان ، حين انتهى به المطاف إلى هذا المقدور في علم الله .
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6322
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: فى رحاب آية
إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا}
يخبر الله جل ثناؤه عباده أنه عليم بهم، وبما استقر في قلوبهم من بواعث، وبما أنفقوا، فلا خوف من الظلم في جزائهم؛ لأنه سيوفيهم أجورهم، فلن يظلم أحدا من خلقه يوم القيامة، ولن ينقص ثواب عمله وزن ذرة بل يوفيها له ويضاعفها له إن كانت حسنة ، فيا له من كرم ، ويا له من فيض ، لا يقعد عنه إلا جاهل خسران. روي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يؤتى بالعبد يوم القيامة فيوقف وينادى على رؤوس الخلائق هذا فلان بن فلان من كان له عليه حق فليأت إلى حقه ثم يقول آت هؤلاء حقوقهم، فيقول يا رب من أين لي وقد ذهبت الدنيا عني فيقول الله تعالى للملائكة انظروا إلى أعماله الصالحة فأعطوهم منها فإن بقي مثقال ذرة من حسنة قالت الملائكة يا رب قد أعطى لكل ذي حق حقه وبقي مثقال ذرة من حسنة فيقول الله تعالى للملائكة ضعفوها لعبدي وأدخلوه بفضل رحمتي الجنة. وإن كان عبدا شقيا قالت الملائكة إلهنا فنيت حسناته وبقيت سيئاته وبقي طالبون كثير فيقول تعالى خذوا من سيئاتهم فأضيفوها إلى سيئاته ثم صكوا له صكا إلى النار) نسأله سبحانه رضاه والجنة.
يخبر الله جل ثناؤه عباده أنه عليم بهم، وبما استقر في قلوبهم من بواعث، وبما أنفقوا، فلا خوف من الظلم في جزائهم؛ لأنه سيوفيهم أجورهم، فلن يظلم أحدا من خلقه يوم القيامة، ولن ينقص ثواب عمله وزن ذرة بل يوفيها له ويضاعفها له إن كانت حسنة ، فيا له من كرم ، ويا له من فيض ، لا يقعد عنه إلا جاهل خسران. روي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يؤتى بالعبد يوم القيامة فيوقف وينادى على رؤوس الخلائق هذا فلان بن فلان من كان له عليه حق فليأت إلى حقه ثم يقول آت هؤلاء حقوقهم، فيقول يا رب من أين لي وقد ذهبت الدنيا عني فيقول الله تعالى للملائكة انظروا إلى أعماله الصالحة فأعطوهم منها فإن بقي مثقال ذرة من حسنة قالت الملائكة يا رب قد أعطى لكل ذي حق حقه وبقي مثقال ذرة من حسنة فيقول الله تعالى للملائكة ضعفوها لعبدي وأدخلوه بفضل رحمتي الجنة. وإن كان عبدا شقيا قالت الملائكة إلهنا فنيت حسناته وبقيت سيئاته وبقي طالبون كثير فيقول تعالى خذوا من سيئاتهم فأضيفوها إلى سيئاته ثم صكوا له صكا إلى النار) نسأله سبحانه رضاه والجنة.
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6322
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: فى رحاب آية
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك ونفع بك وبما قدمت
وجعله في ميزان حسناتك
ورفع قدرك في الدارين
اللهم امييين
بارك الله فيك ونفع بك وبما قدمت
وجعله في ميزان حسناتك
ورفع قدرك في الدارين
اللهم امييين
frooha pinkangil- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 514
نقاط : 6202
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 08/08/2010
العمر : 27
الموقع : الاردن
رد: فى رحاب آية
frooha pinkangil كتب:بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك ونفع بك وبما قدمت
وجعله في ميزان حسناتك
ورفع قدرك في الدارين
اللهم امييين
وفيكم يبارك الله
وجعلكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
وشكرا لكم لتشريفكم صفحتنا
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6322
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: فى رحاب آية
في رحاب آيـة
{إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ. وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ. يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ. وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ}
إنه مصير مؤكد ، وعاقبة مقررة . أن ينتهي الأبرار إلى النعيم . وأن ينتهي الفجار إلى الجحيم . والبر هو الذي يأتي أعمال البر حتى تصبح له عادة وصفة ملازمة . وأعمال البر هي كل خير على الإطلاق .. كما أن الصفة التي تقابلها : ( الفجار ) فيها سوء الأدب والتوقح في مقارفة الإثم والمعصية . والجحيم هي كفء للفجور ! ثم يزيد حالهم فيها ظهورا .. ( يصلونها يوم الدين ) .. ويزيدها توكيدا وتقريرا : ( وما هم عنها بغائبين ) لا فرارا ابتداء . ولا خلاصا بعد الوقوع فيها ولو إلى حين .
{إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ. وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ. يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ. وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ}
إنه مصير مؤكد ، وعاقبة مقررة . أن ينتهي الأبرار إلى النعيم . وأن ينتهي الفجار إلى الجحيم . والبر هو الذي يأتي أعمال البر حتى تصبح له عادة وصفة ملازمة . وأعمال البر هي كل خير على الإطلاق .. كما أن الصفة التي تقابلها : ( الفجار ) فيها سوء الأدب والتوقح في مقارفة الإثم والمعصية . والجحيم هي كفء للفجور ! ثم يزيد حالهم فيها ظهورا .. ( يصلونها يوم الدين ) .. ويزيدها توكيدا وتقريرا : ( وما هم عنها بغائبين ) لا فرارا ابتداء . ولا خلاصا بعد الوقوع فيها ولو إلى حين .
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6322
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: فى رحاب آية
رد: .ღ๑ஐ◦ في رحاب آية متجدد يوميا.ღ๑ஐ◦
قول الحق سبحانه في سورة الإسراء: “وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً، فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً” (4 - 5).
في هاتين الآيتين الكريمتين يتحدث الحق سبحانه وتعالى عن فساد بني إسرائيل في كل ربوع الأرض والذي يمتد عبر الأزمنة والعصور ويطال كل خلق الله، ويتوعد سبحانه هؤلاء القوم الذين عم فسادهم وشاع إجرامهم بالانتقام منهم إذا لم يعودوا إلى طريق الحق والخير ويكفوا أياديهم عن ارتكاب الجرائم البشعة ضد المخالفين لهم في العقيدة وخاصة المسلمين الذين أحسنوا إليهم.
والمعنى العام للآية الأولى: “وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب”، أن وحيا مؤكدا، أعلمناهم فيه على لسان نبيهم موسى عليه السلام بما سيقع منهم من الإفساد الكبير في أرض الشام مرتين.
ومعنى قوله سبحانه: “لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا”: إنكم ستعصون الله تعالى، وتتكبرون عن طاعته، وتخلفون أمره في أرضه مرتين، وتستعلون على الناس استعلاء كبيرا بغير حق يؤدي بكم إلى الخسران والدمار.
مظاهر الإفساد
وكان من مظاهر إفسادهم في الأرض، تحريفهم للتوراة وتركهم العمل بما فيها من أحكام، وقتلهم الأنبياء واعتداؤهم على الذين يأمرون بالقسط من الناس، وشيوع الفواحش والرذائل فيهم.
ولكن: ما فائدة أن يخبر الله تعالى بني إسرائيل في التوراة بأنهم يفسدون في الأرض مرتين، وأنه يعاقبهم على ما كان منهم فيها بتسليط الأعداء عليهم ليدمروهم؟
يقول علماء التفسير: إن إخبارهم بذلك يفيد بأن الله تعالى لا يظلم الناس شيئا، وإنما يعاقبهم على ما يكون منهم من إفساد، ويعفو عن كثير، وأن رحمته تتسع للمفسدين متى أصلحوا وأنابوا إليه.
وهناك فائدة أخرى لهذا الإخبار، وهي تنبيه العقلاء في جميع الأمم أن يحذروا من مواقعة المعاصي التي تؤدي بالأمة إلى الهلاك، وأن يحذروا أممهم من ذلك، ويبصروهم بعواقب العصيان والإفساد في الأرض حتى لا يعرضوا أنفسهم لعقوبة الله تعالى.
والفائدة الثالثة من هذا الإخبار: بيان أن الأمم المغلوبة تستطيع أن تستعيد قوتها، وأن تسترد مجدها السالف إذا صحت عزائمها على طاعة الله تعالى، والعمل بما جاءهم به الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
ومن فوائد إيراد هذا الخبر في القرآن الكريم: تنبيه اليهود المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم ومن على شاكلتهم من المشركين إلى سنة من سنن الله تعالى في خلقه، وهي أن الإفساد في الأرض والانصراف عن طاعته سبحانه، والتعدي لحدوده، والمخالفة لأوامره، والعصيان لرسله، كل ذلك يؤدي إلى الخسران في الدنيا والآخرة، فعلى اليهود وغيرهم من الناس أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي ثبتت نبوته ثبوتا لا شك فيه، حتى يسعدوا في دنياهم وأخراهم.
عقاب إلهي
ثم بين الله تعالى أنه يسلط عليهم بعد الإفساد الأول من يقهرهم ويستبيح حرماتهم ويدمرهم تدميرا، عقوبة لهم على ما كان منهم فقال تعالى: “فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا”.
والمعنى: فإذا جاء وعد عقابكم يا بني إسرائيل على أولى المرتين اللتين تفسدون فيهما في الأرض، وجهنا إليكم، وسلطنا عليكم “عبادا لنا أولي بأس شديد” ذوي قوة وبطش في الحرب شديد، “فجاسوا خلال الديار”: ترددوا بين المساكن لقتلكم، وسلب أموالكم، وهتك أعراضكم، وتخريب دياركم وسبي نسائكم وأولادكم، “وكان وعدا مفعولا”: أي كان ذلك العقاب لكم بسبب إفسادكم في الأرض، وعدا نافذا لا مرد له، ولا مفر لكم منه.
والمراد بقوله تعالى: “بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار” جالوت وجنوده على أرجح أقوال المفسرين.
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6322
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: فى رحاب آية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سلمت يداك والدنا الكريم وجزاك الله عنا جميعا كل خير ودوما بإنتظار جديدك الهام والمميز اللهم تقبل منا ومنكم سائر الطاعات اللهم بلغنا جميعا شهر رمضان المبارك اللهم آمين
الزهراء- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 1813
نقاط : 9148
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 26/12/2010
رد: فى رحاب آية
الزهراء كتب:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سلمت يداك والدنا الكريم وجزاك الله عنا جميعا كل خير ودوما بإنتظار جديدك الهام والمميز اللهم تقبل منا ومنكم سائر الطاعات اللهم بلغنا جميعا شهر رمضان المبارك اللهم آمين
وفيكم يبارك الله ابنتى الكريمة
وتقبل الله منا ومنكم سائر الطاعات
وبلغنا واياكم والامة شهر رمضان المبارك
بالخير والتبريكات
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6322
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: فى رحاب آية
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة البقرة: “يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خُلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون” (البقرة: 254).
في هذه الآية الكريمة يوجه الحق سبحانه وتعالى نداء إلى المؤمنين يأمرهم فيه ببذل أموالهم في سبيل الدفاع عن الحق حتى يكونوا أهلا لرضاه وعفوه ومثوبته.
والخلة: هي الصداقة والمودة، والشفاعة مأخوذة من الشفع بمعنى الضم، وتطلق على انضمام شخص إلى آخر لنفعه أو نصرته، وأكثر ما تستعمل في انضمام من هو أعلى حرمة ومرتبة إلى من هو دونه.
الإنفاق المطلوب
والمعنى: عليكم أيها المؤمنون أن تنفقوا في وجوه الخير كإعانة المجاهدين ومساعدة الفقراء والبائسين من أموالكم التي رزقكم الله إياها بفضله وكرمه، ومن قبل أن يأتي يوم القيامة الذي لا يكون فيه تجارة ولا مبايعة، حتى تقدموا عن طريقها ما تفتدون به أنفسكم، ولا يكون فيه صديق يدفع عنكم، ولا شفيع يشفع لكم فيحط من سيئاتكم، إلا أن يأذن رب العالمين بالشفاعة تفضلاً منه وكرماً.
والمراد بالإنفاق هنا ما يشمل الفرض والنفل، والأمر لمطلق الطلب، إلا أن هذا الطلب قد يصل إلى درجة الوجوب إذا نزلت بالأمة شدة لم تكف الزكاة لدفعها.
وقوله سبحانه: “مما رزقناكم” إشعار بأن هذا المال الذي بين أيدي الأغنياء ما هو إلا رزق رزقهم الله إياه، ونعمة أنعم بها عليهم، فمن الواجب عليهم شكره بألا يبخلوا بجزء منه في الإنفاق في وجوه الخير، لأن هذا البخل سيعود عليهم بما يضرهم.
وفي قوله: “من قبل أن يأتي يوم” حث آخر على التعجيل بالإنفاق، لأنه تذكير للناس بهذا الوقت الذي تنتهي فيه الأعمال، ولا يمكن فيه استدراك ما فاتهم، ولا تعويض ما فقدوه من طاعات.
شفاعة النبي
والشفاعة المنفية هنا هي التي لا يقبلها الله تعالى وهي التي لا يأذن بها.. أما شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أذن الله بها وقبلها منه.. وقد وردت أحاديث صحيحة بلغت مبلغ التواتر المعنوي في أن للنبي صلى الله عليه وسلم شفاعة في دفع العذاب عن أقوام من المؤمنين وتخفيفه عن أهل الكبائر من المسلمين، ومن ذلك ما جاء في الحديث الصحيح عن جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة”.
ثم ختم سبحانه الآية بقوله: “والكافرون هم الظالمون” أي والكافرون الجاحدون لنعمه هم الظالمون لأنفسهم، لأنهم حالوا بينها وبين الهداية بإيثارهم الدنيا على الآخرة والعاجلة على الآجلة، والغي على الرشد، والشر على الخير، والبخل على السخاء.
أما المؤمنون فليسوا كذلك لأنهم سلكوا الطريق المستقيم، وبذلوا الكثير من أموالهم في سبيل إعلاء كلمة الحق، وفي إعانة المحتاجين.
وبذلك نرى أن الآية الكريمة قد حضت المؤمنين على المسارعة الى إنفاق أموالهم في وجوه الخير، من قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه ما كان نافعا في الدنيا من أقوال وأعمال، وأنها قد توعدت من يبخل عن الإنفاق في سبيل الله بسوء العاقبة.
وبعد أن أمر الله المؤمنين بالإنفاق في وجوه الخير، وذكرهم بأهوال يوم القيامة أتبع ذلك بآية كريمة اشتملت على تمجيده سبحانه، فبينت كمال سلطانه وشمول علمه، وسابغ نعمه على خلقه.. فقال عز من قائل: “الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سِنَة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم”.
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6322
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: فى رحاب آية
بارك الله فيك والدنا الفاضل علي هذا العطاء المميز جعله الله في موازين أعمالك ....... وكل عام وأنتم بكل خير
الزهراء- شخصية مميـزة
- عدد المساهمات : 1813
نقاط : 9148
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 26/12/2010
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6322
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: فى رحاب آية
]size=29]
قول الحق سبحانه في سورة الإسراء: “وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً، فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً” (4 - 5).
في هاتين الآيتين الكريمتين يتحدث الحق سبحانه وتعالى عن فساد بني إسرائيل في كل ربوع الأرض والذي يمتد عبر الأزمنة والعصور ويطال كل خلق الله، ويتوعد سبحانه هؤلاء القوم الذين عم فسادهم وشاع إجرامهم بالانتقام منهم إذا لم يعودوا إلى طريق الحق والخير ويكفوا أياديهم عن ارتكاب الجرائم البشعة ضد المخالفين لهم في العقيدة وخاصة المسلمين الذين أحسنوا إليهم.
والمعنى العام للآية الأولى: “وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب”، أن وحيا مؤكدا، أعلمناهم فيه على لسان نبيهم موسى عليه السلام بما سيقع منهم من الإفساد الكبير في أرض الشام مرتين.
ومعنى قوله سبحانه: “لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا”: إنكم ستعصون الله تعالى، وتتكبرون عن طاعته، وتخلفون أمره في أرضه مرتين، وتستعلون على الناس استعلاء كبيرا بغير حق يؤدي بكم إلى الخسران والدمار.
مظاهر الإفساد
وكان من مظاهر إفسادهم في الأرض، تحريفهم للتوراة وتركهم العمل بما فيها من أحكام، وقتلهم الأنبياء واعتداؤهم على الذين يأمرون بالقسط من الناس، وشيوع الفواحش والرذائل فيهم.
ولكن: ما فائدة أن يخبر الله تعالى بني إسرائيل في التوراة بأنهم يفسدون في الأرض مرتين، وأنه يعاقبهم على ما كان منهم فيها بتسليط الأعداء عليهم ليدمروهم؟
يقول علماء التفسير: إن إخبارهم بذلك يفيد بأن الله تعالى لا يظلم الناس شيئا، وإنما يعاقبهم على ما يكون منهم من إفساد، ويعفو عن كثير، وأن رحمته تتسع للمفسدين متى أصلحوا وأنابوا إليه.
وهناك فائدة أخرى لهذا الإخبار، وهي تنبيه العقلاء في جميع الأمم أن يحذروا من مواقعة المعاصي التي تؤدي بالأمة إلى الهلاك، وأن يحذروا أممهم من ذلك، ويبصروهم بعواقب العصيان والإفساد في الأرض حتى لا يعرضوا أنفسهم لعقوبة الله تعالى.
والفائدة الثالثة من هذا الإخبار: بيان أن الأمم المغلوبة تستطيع أن تستعيد قوتها، وأن تسترد مجدها السالف إذا صحت عزائمها على طاعة الله تعالى، والعمل بما جاءهم به الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
ومن فوائد إيراد هذا الخبر في القرآن الكريم: تنبيه اليهود المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم ومن على شاكلتهم من المشركين إلى سنة من سنن الله تعالى في خلقه، وهي أن الإفساد في الأرض والانصراف عن طاعته سبحانه، والتعدي لحدوده، والمخالفة لأوامره، والعصيان لرسله، كل ذلك يؤدي إلى الخسران في الدنيا والآخرة، فعلى اليهود وغيرهم من الناس أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي ثبتت نبوته ثبوتا لا شك فيه، حتى يسعدوا في دنياهم وأخراهم.
عقاب إلهي
ثم بين الله تعالى أنه يسلط عليهم بعد الإفساد الأول من يقهرهم ويستبيح حرماتهم ويدمرهم تدميرا، عقوبة لهم على ما كان منهم فقال تعالى: “فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا”.
والمعنى: فإذا جاء وعد عقابكم يا بني إسرائيل على أولى المرتين اللتين تفسدون فيهما في الأرض، وجهنا إليكم، وسلطنا عليكم “عبادا لنا أولي بأس شديد” ذوي قوة وبطش في الحرب شديد، “فجاسوا خلال الديار”: ترددوا بين المساكن لقتلكم، وسلب أموالكم، وهتك أعراضكم، وتخريب دياركم وسبي نسائكم وأولادكم، “وكان وعدا مفعولا”: أي كان ذلك العقاب لكم بسبب إفسادكم في الأرض، وعدا نافذا لا مرد له، ولا مفر لكم منه.
والمراد بقوله تعالى: “بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار” جالوت وجنوده على أرجح أقوال المفسرين.
[/size]
قول الحق سبحانه في سورة الإسراء: “وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً، فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً” (4 - 5).
في هاتين الآيتين الكريمتين يتحدث الحق سبحانه وتعالى عن فساد بني إسرائيل في كل ربوع الأرض والذي يمتد عبر الأزمنة والعصور ويطال كل خلق الله، ويتوعد سبحانه هؤلاء القوم الذين عم فسادهم وشاع إجرامهم بالانتقام منهم إذا لم يعودوا إلى طريق الحق والخير ويكفوا أياديهم عن ارتكاب الجرائم البشعة ضد المخالفين لهم في العقيدة وخاصة المسلمين الذين أحسنوا إليهم.
والمعنى العام للآية الأولى: “وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب”، أن وحيا مؤكدا، أعلمناهم فيه على لسان نبيهم موسى عليه السلام بما سيقع منهم من الإفساد الكبير في أرض الشام مرتين.
ومعنى قوله سبحانه: “لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا”: إنكم ستعصون الله تعالى، وتتكبرون عن طاعته، وتخلفون أمره في أرضه مرتين، وتستعلون على الناس استعلاء كبيرا بغير حق يؤدي بكم إلى الخسران والدمار.
مظاهر الإفساد
وكان من مظاهر إفسادهم في الأرض، تحريفهم للتوراة وتركهم العمل بما فيها من أحكام، وقتلهم الأنبياء واعتداؤهم على الذين يأمرون بالقسط من الناس، وشيوع الفواحش والرذائل فيهم.
ولكن: ما فائدة أن يخبر الله تعالى بني إسرائيل في التوراة بأنهم يفسدون في الأرض مرتين، وأنه يعاقبهم على ما كان منهم فيها بتسليط الأعداء عليهم ليدمروهم؟
يقول علماء التفسير: إن إخبارهم بذلك يفيد بأن الله تعالى لا يظلم الناس شيئا، وإنما يعاقبهم على ما يكون منهم من إفساد، ويعفو عن كثير، وأن رحمته تتسع للمفسدين متى أصلحوا وأنابوا إليه.
وهناك فائدة أخرى لهذا الإخبار، وهي تنبيه العقلاء في جميع الأمم أن يحذروا من مواقعة المعاصي التي تؤدي بالأمة إلى الهلاك، وأن يحذروا أممهم من ذلك، ويبصروهم بعواقب العصيان والإفساد في الأرض حتى لا يعرضوا أنفسهم لعقوبة الله تعالى.
والفائدة الثالثة من هذا الإخبار: بيان أن الأمم المغلوبة تستطيع أن تستعيد قوتها، وأن تسترد مجدها السالف إذا صحت عزائمها على طاعة الله تعالى، والعمل بما جاءهم به الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
ومن فوائد إيراد هذا الخبر في القرآن الكريم: تنبيه اليهود المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم ومن على شاكلتهم من المشركين إلى سنة من سنن الله تعالى في خلقه، وهي أن الإفساد في الأرض والانصراف عن طاعته سبحانه، والتعدي لحدوده، والمخالفة لأوامره، والعصيان لرسله، كل ذلك يؤدي إلى الخسران في الدنيا والآخرة، فعلى اليهود وغيرهم من الناس أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي ثبتت نبوته ثبوتا لا شك فيه، حتى يسعدوا في دنياهم وأخراهم.
عقاب إلهي
ثم بين الله تعالى أنه يسلط عليهم بعد الإفساد الأول من يقهرهم ويستبيح حرماتهم ويدمرهم تدميرا، عقوبة لهم على ما كان منهم فقال تعالى: “فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا”.
والمعنى: فإذا جاء وعد عقابكم يا بني إسرائيل على أولى المرتين اللتين تفسدون فيهما في الأرض، وجهنا إليكم، وسلطنا عليكم “عبادا لنا أولي بأس شديد” ذوي قوة وبطش في الحرب شديد، “فجاسوا خلال الديار”: ترددوا بين المساكن لقتلكم، وسلب أموالكم، وهتك أعراضكم، وتخريب دياركم وسبي نسائكم وأولادكم، “وكان وعدا مفعولا”: أي كان ذلك العقاب لكم بسبب إفسادكم في الأرض، وعدا نافذا لا مرد له، ولا مفر لكم منه.
والمراد بقوله تعالى: “بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار” جالوت وجنوده على أرجح أقوال المفسرين.
[/size]
القعقاع- شخصية مميـزة
- الاوسمه :
عدد المساهمات : 991
نقاط : 6322
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
صفحة 4 من اصل 6 • 1, 2, 3, 4, 5, 6
مواضيع مماثلة
» في رحاب سورة الكافرون
» حياة القلوب في رحاب الذكر
» في رحاب قوله تعالى: { ومن يتوكل على الله فهو حسبه }
» حياة القلوب في رحاب الذكر
» في رحاب قوله تعالى: { ومن يتوكل على الله فهو حسبه }
صفحة 4 من اصل 6
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى